الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل طالب النظام المزاجي البوليسي باسترجاع الصحراء الشرقية ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


صاحب أحد المواقع الالكترونية التي تصدر من اسبانية ، جاء بأخبار عجيبة ، انْ كانت فعلا صحيحة ، فهي اكبر حجة ودليل ، على ان النظام المزاجي البوليسي ، حقا نظام مزاجي ، دون معرفة نتائج القرارات والخطوات المزاجية ، التي تجعل الدولة كلها مزاجية ، كل شيء فيها " أعلى الله " ، " دْجيبْ أوْ ما تْجيبْشْ " . ومِمّا ردده صاحب الموقع ، ان وزير النظام المزاجي في الخارجية ناصر بوريطة ، اتصل بنظيره الفرنسي وزير الخارجية Stéphane Séjourné ، داعيا إياه ، تمكينه من الوثائق التاريخية التي تثبت مغربية الصحراء الشرقية ، التي فوتتها فرنسا الى الجزائر ، وأصبحت جزائرية باعتراف النظام المزاجي ، سواء عندما دفع برلمانه الملكي الى التصديق على اتفاقية الحدود الموقعة بين الراحلين الهواري بومدين والحسن الثاني بنواكشوط في سنة 1971 ، وبعد مرور عشرين سنة عن توقيع اتفاقية الحدود ، التي بقيت معلقة ، لان الدولة لم تصادق عليها ، وانتظرت حتى سنة 1994 ، حين اصبح وضع الصحراء الغربية في عنق زجاجة ، لتدفع ببرلمان الملك التي التصديق على الاتفاقية المذكورة ، وتصبح الصحراء الشرقية جزائرية كما ينظم ذلك القانون الدولي ، وتصبح الصحراء الغربية ، من اختصاص الأمم المتحدة ، وقد زاد من وضعها المرتبك تقسيمها مع موريتانية في سنة 1975 ، حين فاز النظام المزاجي بالساقية الحمراء ، وكان من نصيب موريتانية وادي الذهب ، الذي خرجت منه في سنة 1979 ، بعد ان قدمت نقدا ذاتيا اعتبرت فيه دخول موريتانية الى أراضي الصحراء الغربية في سنة 1975 ، بالاحتلال وبالغير قانوني ، ودخل النظام المزاجي بالقوة لوادي الذهب في سنة 1979 عند خروج موريتانية منه ، واحتفاظها بالگويرة ، التي تعتبر جزءا من وادي الذهب ، دون ان يتمكن النظام المزاجي من بسط سلطته على الگويرة ، التي أصبحت شوكة شككت المجتمع الدولي في شعارات النظام المزاجي ، الذي لم يقدم دليلا ولا حجة بالنسبة للوضع الذي ظل يشغله ثلث أراضي الصحراء الغربية ، الذي بقي ( تحت اشراف الأمم المتحدة ) ، والمسمى بالأراضي العازلة . وزاد في ارباك الوضع خاصة القانوني ، بقاء الگويرة بيد السلطات الموريتانية .. فجزائرية الصحراء الشرقية ، أصبحت واقعا قانونيا امميا ، فارضا نفسه في المعادلة التي ترتبت ، وفشلت في إعادة الصحراء الشرقية الى الدولة المغربية . وبعد خوض حرب الرمال من اجلها في سنة 1963 .. وهنا لا بد من الإشارة ، الى ان موقف الجزائر من الصحراء الغربية ، لم يكن كما اصبح بعد مرور عشرين سنة عن توقيع اتفاقية الحدود في سنة 1971 بنواكشوط .. فالجزائر كانت تنتظر ان ترتقي اتفاقية الحدود ، الى الاتفاقيات الدولية الجامعة المانعة . لكن تهرب النظام المزاجي البوليسي ، من اكمال الجزء المتبقي من الاتفاقية ، الذي يرتقي بها الى مصاف الاتفاقيات الدولية التي تعترف بها الأمم المتحدة ، جعل الجزائر تغير سياستها وموقفها من الصحراء الغربية ، حين وجدت ان النظام المزاجي البوليسي ، يضع الصحراء الغربية والصحراء الشرقية في كفة واحدة ، وان اتفاقية الحدود الموقعة سنة 1971 ، كانت مراوغة من النظام المخزني البوليسي ، لضمان مغربية الصحراء الغربية ، وبعدها يمكن طرح حقوق المغرب في الصحراء الشرقية التي بيد الجزائر .. هكذا ستضيع الصحراء الشرقية ، عندما دفع النظام المزاجي برلمانه ، الى التصديق والتصويت على اتفاقية الحدود ، وستضيع الصحراء الغربية حين نفضت الجزائر يدها منها ، معتبرة انها من اختصاص الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، ولا دخل للجزائر فيها ..
هكذا فبعد ان كانت الجزائر تنتظر تصويت البرلمان الملكي ، على اتفاقية الحدود الموقعة بنواكشوط في سنة 1971 ، لتصبح الاتفاقية تخضع لقوانين الاتفاقيات الدولية ، حتى تعترف بمغربية الصحراء الغربية ، دفعها طول مدة الانتظار التي ناهزت العشرين سنة ، الى تغيير موقفها من نزاع الصحراء المغربية ، بعد ان أمّنت اعتراف الدولة العلوية بجزائرية الصحراء الشرقية ، وأصبحت الصحراء الغربية في عنق زجاجة ، وجدتها الجزائر فرصة سانحة للدفع بعدم مغربية الصحراء الغربية . لكن قرارها بتأييد المشروعية الدولية ، كان بهدف اغراق النظام المزاجي البوليسي في صراعه مع الأمم المتحدة بالنسبة للجنسية القانونية للصحراء الغربية ، ومن ثم القضاء على أطماع
النظام في الصحراء الشرقية المغربية التي أصبحت جزائرية .. أي إيجاد بديل عن الاستمرار في المطالبة بالصحراء الشرقية ، سيما وستتحول الصحراء الغربية الى تهديد جدي ينذر بإسقاط النظام اذا أضاع الصحراء الغربية .. فربط النظام ببقاء الصحراء الغربية في جزء منها تحت سيطرته ، اهم بكثير من الصحراء الشرقية ، التي أصبحت بحكم الاخطاء المرتكبة والغير مقبولة جزائرية ، سيما وانها لا تهدد بإسقاط النظام المزاجي ، وربما تهدد بإسقاط كل الدولة العلوية ، خاصة وان اثارة نزاع الصحراء الغربية وبشكل محتشم ، واثارة تاريخية الصحراء الشرقية ، غدته الحرب الباردة التي كانت تدور في العالم ، وكانت تتم في العديد من المرات بالوكالة ..
ويكون النظام المزاجي ، رغم اشعاله لحرب الرمال في سنة 1963 ، قد فقد الصحراء الشرقية التي أصبحت باعترافه جزائرية ، وأصبحت الصحراء الغربية ،قضية اممية ، تتداولها الأمم المتحدة ، سواء مجلس الامن ، او الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تبحثها ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار .. هكذا نجد ان الجزائر كانت تنتظر ان يعترف لها النظام المزاجي البوليسي بجزائرية الصحراء الشرقية ، كي تعترف له بمغربية الصحراء الغربية .. لكن الأمور سلكت طريقا اخرا بسبب مزاجية النظام ، وبسبب ان تحرك النظام المزاجي لا يكون ، الاّ مع الضغط والتهديد بالسقوط ، كما عند ضياعه الصحراء الغربية ..
ان ما زاد واربك وضع الصحراء الغربية ، السياسي والقانوني ، هو الوضع العام الذي عليه الصحراء . أي الوضع القانوني .. فكيف للأمم المتحدة ، وللمؤسسات الدولية ، ان تهضم دخول النظام البوليسي المزاجي ، والنظام العسكري الموريتاني الى الصحراء في سنة 1975 ، بالقوة وبحد السيف . لكن المصيبة سيتم تقسيم الصحراء كغنيمة او طريدة بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية سنة 1975 . بحيث سيسيطر النظام المزاجي البوليسي على الساقية الحمراء ، وسيؤول للنظام الموريتاني منطقة وادي الذهب ، وستظفر اسبانية بحقها من الوزيعة في ثروات الصحراء .. في حين بقي ثلث الأراضي الصحراوية خارجة عن اية سيطرة ، وتسمى بالأراضي العازلة ، المفروض ان تكون تحت سلطة الأمم المتحدة ، وان تكون منزوعة السلاح .. في حين انها تتوزعها طائرات Drone ، والجيش الشعبي الصحراوي .. وقد زاد من حجية المنتظم الدولي ، في انّ ما حصل في سنة 1975 بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية ، هو فوضى مرفوضة من قبل القانون الدولي ، ومن الأمم المتحدة ، وخروج موريتانية من وادي الذهب الذي دخلته في سنة 1975 ، كجزء من القسمة التي آلتي اليها في سنة 1979 ، ودخول جيش النظام المزاجي الى وادي الذهب بعد خروج موريتانية منه في سنة 1979 ، ليصبح مغربيا بعد ان كان موريتانيا ، ويصبح سكانه مغاربة بعد ان كانوا موريتانيين .. لكن الگويرة التي كانت جزءا من وادي الذهب ، ظلت تحت سيطرة الدولة الموريتانية ، رغم انها حينما خرجت من وادي الذهب ، قدمت نقدا ذاتيا تعتبر فيه الدخول الى الصحراء في سنة 1975 بمثابة احتلال للصحراء ، ويتعارض مع القانون الدولي . بل ستذهب موريتانية بعيدا حين اعترفت بالدولة الصحراوية ، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، واعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني مرتين متقاربتين ، ان الاعتراف الموريتاني بالدولة الصحراوية ، يعتبر مسألة استراتيجية للدولة الموريتانية ..
ان هذا الوضع المرتبك وغير المفهوم ، يعتبره القانون الدولي ، وتعتبره الأمم المتحدة بغير المقبول ، وان حله يجب ان يكون متجاوبا مع المشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تعني الدولة الصحراوية الغير منصوص عليها في قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. فنتائج الاستفتاء هي وحدها ستحدد جنسية الصحراء ، ومستقبلها ، أي ستكون مغربية ، او ستكون تتمتع بالحكم الذاتي ، ام ستكون دولة مستقلة ، والصحراويون من سيحدد نوع وشكل الدولة المنتظرة .. وهنا يمكن ان نفهم مقصود الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني حين قال . ان اعتراف موريتانية بالدولة الصحراوية هي قضية استراتيجية ، وهنا فالرئيس الموريتاني يتطلع الى حدود جديدة لموريتانية ، طبعا مع حدود الجمهورية العربية الصحراوية ، التي ستبعد حدود موريتانية ، عن حدود المغرب ..
فهل في هذا الوضع المرتبك والخطير يقوم وزير خارجية النظام المزاجي ، والفكرة طبعا مزاجية ، يدعو وزير الخارجية الفرنسي بتمكينه من وثائق الصحراء الشرقية التي تثبت مغربيتها ؟ .. فهل ناصر بوريطة ، سيشعلها حربا مع الجزائر ، والحرب لن تحصل ، وتبقى الفكرة مزاجية ، سيما وان ناصر بوريطة المزاجي يجهل كون الملك محمد السادس ، عندما اعترف امام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية RASD ، واعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، يكون قد اثبت واكد مرة أخرى ، اعتراف النظام المزاجي بجزائرية الصحراء الشرقية ، واعترف بإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، واعترف بموريتانية الگويرة ، كما اعترف بالثلث الخالي المسمى بالأراضي العازلة ، واعترف بقرارات الأمم المتحدة ، وبالشرعية الدولية ، التي تنصص على حل الاستفتاء وتقرير المصير .
الدولة العلوية اعترفت بجزائرية الصحراء الشرقية في سنة 1994 ، حين صوت برلمان الملك على اتفاقية الحدود الموقعة سنة 1971 بنواكشوط ، واعترفت بجزائرية الصحراء الشرقية ، حين اعترف الملك محمد السادس امام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واصدر ظهيرا وقعه بيده يقر فيه بهذا الاعتراف بالدولة الصحراوية ، ويقر فيه الاعتراف بجزائرية الصحراء الشرقية ، وبإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية .. ونشر اعترافه هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ..
ان اول آية نزلت في القرآن وبصيغة الامر ، هي آية اقرأ . والقرآن هو النص الوحيد الذي وردت فيه الآية بصيغة الامر ، لان الله كان يريد ان يكون على رأس الامة علماء وأساتذة اجلاء ، ومفكرين ومثقفين .. لان ورود اقرأ بصيغة الامر ، كان مقصودا . وعندما لا تقرأ امة اقرأ . وعندما تقرأ الأمم التي لم يرد في كتبها كلمة اقرأ بصيغة الامر . وعندما لا يقرأ المسؤول عن امة اقرأ . وعندما يترأس على رأس أمة اقرأ الجهلة والمرضى ، والحمير المزركشة Les zèbres ، فانتظر الساعة التي لا ريب فيها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد