الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عينا الحبيب

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2024 / 5 / 14
الادب والفن


الحبُّ أعمى، هو ذلكَ البيانُ الذي نستلمُهُ من الذين سبَقونا، لماذا لم يخبرْنا أحدٌ بأنّهُ يمتلكُ من الأعينِ سبعاً، ومن ميزاتِ الشّمّ ما يفوقُ العشرَ، وأنّ النطقَ بكلّ حقٍّ احتراقٌ، فهو معدمٌ وتائهٌ في حضرةِ الحبيبِ، لم يصلْنا من الشعورِ أيُّ صدقٍ، لذلك عندما نختبرُهُ بأنفسِنا نرتبكُ، نستفهمُ عمّا يجري، نبحثُ عن النبضِ، وما أصابَهُ من اختلالٍ، الحبُّ ليسَ كلمةً، بل هو مضمارُ احتراقٍ، ولا يصمدُ فيه إلا الأبطالُ،وتطويعُهم سهلٌ جداً، هم يمرقون في الاختباراتِ بجدارةٍ، الذي يتخاذلُ تأكّدوا أن نهايةَ طريقِهِ في أوّلِ انعطافِهِ.
من أهمّ أعراضِهِ أنّ الجميعَ ينصحُكَ بالابتعادِ، يحيكونَ لك سجّادةً وهميةً كما التي سمعتَ عنها في قصصِ سندبادَ، تلك التي تطيرُ وتقلُّكَ لأيّ مكانٍ،ستكونُ كذلك لو تركتَ الالتفاتَ وراءَهُ، يصبحُ قلبُكَ بينَ رحى الحيرةِ والشكّ، أنتَ متّهمٌ وقاضيكَ الذي سيحكمُ عليكَ بالسعادةِ هو من تحبُّ. لا تعترضْ، لقد فاتَ المعادُ، إنّ مثولَكَ في هيئةِ المحكمةِ فضحَ كلَّ شيءٍ ولا سبيلَ للتراجعِ، أرى دمعةً تترقّقُ في نهايةِ أهدابِكَ،إنهُ أقسى شعورٍ أن تستنفذَ كلَّ قوّتِكَ وتجدُ أن سلواكَ وسعادتَكَ بيدِ إنسانٍ قد لا يملكُ من الضميرِ ما يخافُ به على مشاعرِكَ، يصدرُ الحكم.
تنتفضُ، يربكُكَ كلُّ ما سمعتَهُ، من الأفضلِ أن تعيشَ لحظتَكَ، أنتَ محظوظٌ لأنّ الحبَّ قد لفحَكَ، وحبيبُكَ قد اختارَكَ في السّرّاءِ والضّرّاء،ِ ولكن ما هذا العبوسُ؟، لمَ أنتَ حائرٌ؟
صمتُك هذا يشيرُ إلى بلاءٍ يحيطُ بكَ، هل داهمَتكَ الأشياءُ الأخرى وضايقَت وجودَكَ والحبَّ؟، هل وضعتَ يدَكَ في قدر الكبرياء، يا ربّاهُ، قد تكونُ  تعلّقتَ بفخّ الغيرةِ والشوقِ، أمجنونٌ أنتَ؟؟
أنتما معَ بعضٍ طوالَ الوقتِ، فكيفَ تشتاقُ وتغارُ ممّن من عينَيكَ، من الهواء، من الوسادة التي يغفو عليها، لا بالتأكيد أنتَ تكذبُ، لماذا تغادرُني وترحلُ؟، ألهذا القدرِ أنتَ تكرهُ أن تحادثَ الناسَ؟، نحنُ الآخرونَ الذين نصحناكَ بأنّكَ تمرُّ عبرَ بوابةِ الشريانِ، وقد تخنقُ بسبب ضيقِها، وصَفنا لك السماءَ الرحبةَ،
أشرنا إلى منابعِ الحريةِ، وتكلّفتَ أنتَ عناءَ الوصولِ إلى جنةٍ موهومةٍ وتفاحةٍ قد تكونُ مسمومةً.
تتركُنا لأجلِ شريكِ قلبٍ، اسمٌ تردّدُهُ بينَكَ وبينَ نفسِكَ، وتخونُ اللهَ، تفيضُ عليه بالخوفِ والحرصِ، وتوذي نفسَك.
سنغادرُكَ بلا رجعةٍ، ولا تبكي عندما تجدُ نفسَكَ تحتضرُ بسببِ إدمانِكَ غيرِ المبرَّرِ، أرجوكَ لا أستطيعُ مغادرتَكَ، فنحنُ جنسٌ فضوليٌّ.
أخبِرنا ما الذي رأيتَهُ فيه وتمسّكتَ؟، ما هو معيارُ الجمالِ والسحرِ عندَكَ، ما الذي قدّمَهُ لك؟، هل فداكَ في شيءٍ ما؟، قُلْ، كُنْ أنتَ المنتظرَ الذي يفكُّ الأحجيةَ، لنعبرَ بعدَكَ دونَ خوفٍ،  ما هذا؟، نحنُ نتراجعُ خوفاً من  ملامحَكَ الجديدةِ، تبدو وكأنّكَ خارجٌ من حربٍ معَ التنانين، أو ربّما عبرتَ بحرَ الموتِ، أعتذرُ منكَ، علينا المغادرةُ،
في انتظارِنا حافلةُ القلبِ الخالي التي تضجُّ بالضحكِ والمرحِ والسوادِ الذي تحتَ عينَيكَ
هيَ الجواب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاء سيلين حلاوي: -تستهويني السينما الهادفة التي توصل رسائل


.. مصر.. فتح تحقيق بعد خلط القرآن بالموسيقى




.. مهرجان الموسيقى العربية اليوم.. حفل عمرو سليم وفؤاد زبادى وم


.. هنا الزاهد تعتذر عن فيلم إن غاب القط وأسماء جلال بدلا منها




.. المغنية أوليفيا رودريغو تسقط بفتحة على المسرح خلال حفل موسيق