الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبيض والأسود

فرات إسبر

2006 / 12 / 9
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


نحن أبناء هذا العالم ، جئنا إليه بأجمل صورة ،شعوبا وقبائل ، لنتعارف ، المعرفة التي تفتح آفاق الانسان ووعيه في فهم ما يحيط به من بشر وجماد .
الإنسان منذ حضوره إلى الحياة، بدءا من الفطرة والغريزة إلى الوعي الكامل ،يحاول التفاعل مع الحياة والتعرف إليها ، معرفة تبدا بالشم واللمس والشعورتتطور إلى القراءة والمعرفة ومن ثم تزداد تطورا بالتواصل مع محيطه بكامل وعيه وأدراكه للعيش فيه ، وهذاما يؤكد بالفطرة وبالطبيعة قدرة الانسان على التطور والنمو والتفاعل مع العالم بما فيه ، الذي نعيشه، والقائم على الاختلاف .
الاختلاف في هذا الهيكل البشري الاجتماعي الذي أساسه الانسان ، بدلا من أن يتوجه نحو التنوير والاتصال بالاخر على مستوى الدين والطائفة والعلاقات الاجتماعية الحميمة ، اصبح الاختلاف كعنصرسلبي ، أساسا من هذه المنطلقات التي تجمع البشر، مع أن الدين والبشر مصدرهم واحد ولولا البشر لايمكن أن تكون هناك أديان .
الاختلاف في حياتنا اليوم ، الحياة التي تقوم على العلوم والتكنولوجيا والفيزياء ، بات عاملا مدمرا لحياتنا ولعلاقاتنا الانسانية ، الحروب التي نشهدها اليوم ،الصراعات الطائفية ، أثارة النعرات الدينية بكل أشكالها وأطيافها .
الاختلاف ضرورة من ضروات تغيير الحياة وتطورها ، عالم ممتد فيه كّم بشري هائل من اصحاب اللغات المتعددة والثقافات المختلفة ، يجب أن يكون العالم ساحة مشتركة للعرض والمشاركة في هذا التبادل الثقافي ورؤية العالم الانساني بشكل صحيح وسليم وان نتقبل هذا العالم بكل ما فيه من أطياف متعددة اللون والجنس .
لم نعد في زمن الأبيض والأسود، الاقطاعي والعبد، يجب أن نعيد النظر في العالم الذي نعيشه اليوم من خلال نظرة شمولية واسعة تحمل كل الوان الطيف البشري بما يحمل من أرث ثقافي وبشري ، نظرة شمولية خارج اللون والطائفة والعرق ،عالم تتلاقى فيه البشر بما لديها من أبداع وحضارة
عالمنا العربي لايمكن أن يكون مكانا صالحا للاختلاف الفعال ،كثمرة تحيا في الماء وتزرع في الرمل ، هل سيُقدر لها الحياة ؟؟
الاختلاف البسيط على مستوى الافراد والدولة والخضوع لقوانين صارمة ،جامدة غير قابلة للنقاش ، القانون هكذا جامد لايمكن تغييره لان واضعي هذه القوانين جمّدوا عقولهم على قالب القانون ،لا العكس، يمكن العمل على ، دراسة القوانين الجامدة وتطويرها بما يناسب افراد المجتمع البشري ،
الخلاف في الحقوق المنوحة للرجل ،بالمقارنة مع الحقوق المنوحة للمرأة نرى أن هناك تبيانا واضحا غير فعال ، في النظر إلى كليهما بما له من حقوق واجبات ،أيضا العلاقات في مستوى الدولة الواحدة وتشعباتها ،انطلاقا إلى قواننين البلدان المجاورة ، ما المانع من أقامة علاقات متبادلة بين الدول العربية المتجاورة بمنح الرعايا العرب وغير العرب الحقوق والواجبات التي يمارسها ابناء الامةاستنادا الى مبدا التفاعل الخلاق بين الشعوب تؤيده وتدعمه قوانين الدول والنظر الى معالجة ألامراض المزمنة في التشريعات العربية من حيث حق الاقامة ، حق التجنس ، حق التمللك,حق العمل ،بدون شروط صارمة ؟
لم يكن الفرد على مدى التاريخ البشري عائقا في وجه الدولة أو القوانين وأنما الدولة المتمثلة بالسلطة والقواننين والانظمة هي العائق الحقيقي أمام الانسان بوصفه كائنا خلاقا .
لقد تربينا في مجتمع عربي صارم القيود ، اذهناك مفاهيم لا يمكن التحدث فيها ، الجنس الدين والسياسة ، نحن في العالم العربي نغض الطرف عن عالم تكّون ويتّكون وهوقائم اساسا على الجنس ، بدليل تحريم أومنع تدريس مثل هذ المواد في المدارس ، نكبر ولا نستطع ان نتعرف على اجسامنا ، في كتاب العلو م تعتيم على التكاثر عند النبات والحيوان والانسان وفي التاريخ ، بطولات خارقة وفي الجغرافيا ليس هناك حدودا بين الدول العربية وإنما هي من صنع الاستعمار ، خرافات ربينا عليها ، الاتحاد الاوربي نموذج حي للعلاقات البشرية القائمة على الاختلاف الخلاق والفعال ، والوحدة العربية ،العجوز المسنة، التي لا تموت، ولاتحيا .
أختلاف في عملية ليست تفاعلية، جيل جديد يتلقى العلوم باحدث اشكاله واكثرها تطورا ، أن الشخصيات المعزولة أو المنعزلة نتجية تربية متوارثة لا يمكن لها مجابهة جيل جديد ،يفهم في أدارة اي قرص الكتروني محدث.
أن الكتابة عن الاختلاف بمفومه البسيط اليومي المعاش بعيدا عن النظريات والاراء الكبرى ، النظر الى الحياة بمفهومها البدائي البسيط بالرغم من التشابك القائم والمعقد بين البشر كجماعات، وبين السياسين أصحاب السلطات ويبين الدول كونها دول الجوار ، بالتجربة البسيطة والحية ،الانسان بكل أداركه ومفاهيمه قادر على تغيير محيطه وخلق مناخ فكري وانساني يربطه بالانسانية جمعاء من خلال التعامل الإنساني بعيدا عن الاديان والطوائف والمذاهب وهذا ما نحتاجه اليوم كثيرا في دولنا التي لا تهدأ بحجة الاحتلال ،تحولت الشوارع في العراق إلى برك من الدماء ،تسيل من النهر السني الى النهر الشيعي إلى المسيحي والقتل تحدده الهوية أو غطاء الراس
ما نشهده اليوم وما يحضر للمنطقة ويغذيه ويرعاه ،عقول واهية ضعيفة هي اساسا تهدف الى الخراب الانساني باختلافها القائم أساسا على التخريب الروحي والانساني ،بتعزيز الطائفة والعشيرة واثارة النعرات الدينينة بكل اشكالها .
اليوم نحتاج إ لى عالم يقوم اساسا على الاختلاف ،الاختلاف الفعال الجاد الذي يطورالبشرية ويمتزج بثقافاتهاوغناها الروحي،اختلاف قائم على المحبة والتبادل الواعي بعيدا عن الجمود بكل اشكاله .
لندعو إلى لحظة تصوف تجمع البشرية جمعاء ، فعالة، أساسها الانسان المشرق والفعال، لتأكيد ما جاء في القرآن الكريم باننا شعوبا وقبائل جئنا لنتعارف ،التعارف الذي يقضي على التطرف والعداء ولا يعطي أعتبارا للنزعات القومية والدينية المتطرفة،تعارفا يدعو إلى ثقافة الحوار، ثقافة الحوار القائم على التشابه والأختلاف، لان التشابه وحده لايولد معرفة ،ولا ينتج ثقافة ، ثقافة أحترام الأنسان، بوصفه أنسانا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج