الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدروس السياسية التي يجب ان نتعلمها من إنهيار الاتحاد السوفياتي!

زياد الزبيدي

2024 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*


ميخائيل ديلياغين
دكتوراه في الاقتصاد وأستاذ في معهد موسكو للعلاقات الدولية. سياسي وإعلامي ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، وخبير روسي بارز ومستشار في الاقتصاد، ورئيس مجلس أمناء معهد مشاكل العولمة، وعضو في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية.

12 مايو 2024

"كيف حدث الصراع المنهجي بين الدولة و"الجزء الطليعي من المجتمع"

نحن نعلم أن إنهيار وطننا الأم - الإتحاد السوفياتي، والعواقب الوخيمة التي لم يتم التغلب عليها بعد، كان سببها في المقام الأول يعود لأسباب سياسية، وليس اقتصادية على الإطلاق.

ومع ذلك، فمن الغريب أننا لا نعرف سوى القليل جدًا عن هذه الأسباب نفسها.

القضية الأكثر إنتشاراً ــ وعن حق ــ هي الافتقار إلى آلية لتجديد النخبة الحاكمة. ومن نافل القول أننا ننسى محاولة حل هذه المشكلة، رغم أننا نتذكر عواقبها الوخيمة.

لقد ثبت ستالين في دستور عام 1936 مبدأ إجراء انتخابات تنافسية للهيئات الحكومية، حيث يمكن حتى للجمعيات الثقافية أن ترشح المتنافسين! حتى أن القانون وافق على عينات من أوراق الاقتراع للتصويت التنافسي.

تم إحباط خلق المنافسة السياسية المؤسسية من خلال "انتفاضة" حقيقية لحزب nomenklatura (أي قادة الاقتصاد الوطني الذين شغلوا مناصب عليا في العهد السوفياتي، بدعم من الحزب الشيوعي)، الذي تشكل بحلول ذلك الوقت وتحول إلى "طبقة"، أدرك أعضاؤها التهديد، وقاموا بتدمير منافسيهم المحتملين بشكل استباقي. لقد كان هذا النضال الفوضوي ولكن القاسي، الذي تم شنه حرفيًا في كل نقطة من جهاز إدارة الدولة، هو الذي دخل التاريخ باسم "سنوات الرعب الأعظم في 1937-1938" (Great Terror). لقد أحرق جحيمه أغلب أولئك الذين حرضوا عليها، ولكن فئة حزب nomenklatura فازت، الأمر الذي أدى إلى القضاء على إمكانية المنافسة السياسية المنظمة.
وتبين أن المحاولتين التاليتين لإرساء الديمقراطية التي قام بهما ستالين كانتا أضعف بكثير - وتم سحقهما في المهد على يد "الطبقة اللعينة"، كما تعود ستالين عل تسمية الطبقة الحاكمة الجديدة منذ بداياتها.

عامل سياسي آخر غير معروف أيضًا في تدمير الحضارة السوفياتية هو التصور الخاطئ (بغض النظر عن مدى كونه مضحكاً اليوم) لمفهوم "الطبقة العاملة" من قبل nomenklatura الحزب المنتصر بالفعل.

كما أشار "يفغيني غيلبو"، فإن الجهاز الحزبي كان يعلم أنه كان عليه أن يخدم الطبقة العاملة، لكنه لم ير تغييرا جوهريا خلال الثورة العلمية والتكنولوجية. لقد جعل إنتاج التكنولوجيا المتطورة الطبقة العاملة الفكرية الجديدة – العمال الهندسيون والتقنيون – الطبقة الطليعية في المجتمع، في حين أن المسؤولين الذين لم يلاحظوا ذلك اعتمدوا بضمير حي على الطبقة العاملة في الصناعات القديمة، دون أن يدركوا – من وجهة نظر التقدم الاجتماعي – أنها أصبحت بالفعل "إلى زوال".

ونتيجة لذلك، تحول جهاز الحزب البيروقراطي، الذي يركز على الطبقة العاملة الصناعية، بسبب التغيير الموضوعي في موقفه الناجم عن الثورة العلمية والتكنولوجية، من قوة تقدمية إلى قوة رجعية. أدى رفضه خدمة الطبقة الطليعية الجديدة إلى ظهور صراع مؤسسي بين الدولة و"الجزء الطليعي من المجتمع" وتحويل الأخير (ممثلًا بالمثقفين التقنيين، أي المثقفين الحقيقيين) إلى عدو لاإرادي للدولة ومنبوذاً سياسياً في بلده.
وكان هذا على وجه التحديد هو السبب الأساسي والعميق للعداء الجماعي المتناقض للنخبة السوفياتية (المثقفين في المقام الأول) تجاه ما بدا وكأنه دولتهم، ونتيجة لذلك، انهيارها العام.

إن عداء حزب nomenklatura تجاه المثقفين التقنيين، الذين يحددون المستقبل، كان سببه أيضًا إعادة توجيه الاقتصاد من خفض التكاليف إلى نمو الدخل. وتبين أن تضخيم التكاليف كان وسيلة أبسط وأكثر طبيعية تستخدمها الاحتكارات لزيادة دخلها مقارنة بالتقدم التقني الذي يتطلب عمالة كثيفة ولا يمكن التنبؤ به. وهذا بدوره أدى إلى رفض السلطات للمجموعة الاجتماعية التي تضمن التقدم وتسعى إلى إنشاء و"تنفيذ" تقنيات جديدة. إن مصطلح "التنفيذ" بحد ذاته، وبصراحة غير مشجعة، يعبر عن عدم طبيعية أي تقدم لنظام الإدارة المتحجر.

لا يزال هناك العديد من الصفحات المثيرة للاهتمام والمهمة وغير المعروفة في تاريخنا، والتي تتزايد أهميتها مع تسبب الأزمات العالمية والروسية في وضع مستقبل بلدنا والعالم أجمع بين أيدينا.

ومن الضروري فهم أخطاء الماضي لتجنبها في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #