الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منهج الكاتب نشأت المصري في تاريخياته السردية

صبري فوزي أبوحسين

2024 / 5 / 14
الادب والفن


التاريخ عند قاصنا (نشأت المصري) ليس فقط عرضًا لتراث الأجداد، وإنما قصد من استدعائه وتوظيفه تربية النشء والشباب، وإرسال رسائل ثقافية ودعوية وسياسية بانية وهادفة، إلى غرس مجموعة من المبادئ والقيم الحميدة التي كان يقتنيها الأجداد، ويحيون بها كرماء أعزاء! وتمثلت الروايات التاريخية عند قاصنا في روايات (قاهر الروم: محمد الفاتح)، و (الأمير المناور: أحمد بن طولون، في موكب العظماء، للناشئين)، الصادرات في سنة 1999م، ثم ثلاث روايات فرعونية صادرة عن سلسلة تاريخية في دار الهلال العريقة، وهي: رواية (بلباي) الصادرة سنة 2006م، و رواية (أسطورة نفرتيتي)، الصادرة سنة 2007م، ورواية(تاوسرت)، سنة 2008م، ثم رواية صادرة سنة 2019م، هي: (دماء جائعة)، ورواية بونابرتة الصادرة في سنة 2024م.
منهج الكاتب نشأت المصري في تاريخياته
نجد كاتبنا نشأت المصري من خلال هذه السباعية التاريخية[الأمير المناور/قاهر الروم/بلباي/نفرتيتي/تاوسرت/دماء جائعة/بونابرته] يثقفنا عبر التاريخ المصري والعربي القديم والوسيط والحديث تثقيفًا متنوعًا، يقصد منه التنوير والتثوير، منطلقًا من رؤيته الخاصة في احتياجنا إلى مثقف يواجه أمراضنا الاجتماعية والسياسية معًا دون انتظار للدولار أو منصب مختار.
وقد كان تعامل كاتبنا مع التاريخ منوعًا ومفننا على النحو الآـتي:
1-طريقة التعبير عن التاريخ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذلك في روايتيه(قاهر الروم)، و(الأمير المناور)؛ إذ أعدهما لتثقيف طبقة الشباب في المقام الأول فاختار من التاريخ شخصيتين شابتين، وتتبع حياتهما وعرض لأبرز إنجازاتهما، وطرائق تعاملهما مع الحياة، ملتزمًا التاريخ، مع تيسير اللغة التاريخية وعصرنتها! حيث تبسيط التاريخ، في قالب يسميه القاص(سيمي درامي) أو(سيمي سردي) أو لنقل رواية قصيرة!
2-طريقة التفنُّن في التاريخ:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي هذه الطريقة نجد القاص لا يلتزم بالتاريخ حرفيًّا، ولكنه يزيد عليه، بأن يطور ما جاء مكثفًا فيه، فيفصله، أو يخترع ما ليس فيه، متخذأ من التاريخ قالبًا، و وسيلة إلى إعمال خياله، واكتشاف أو صنع المناطق المخفية أو المستترة من التاريخ، أو المسكوت عنه أو المُكتَّمة أو المضيَّعة! وهذا نجده في روايات فرعونية ثلاثة، هي بلباي، وتاروسرت، ونفرتيتي، فالتاريخ في هذا الروايات جاء مسحة خفيفة، أو إن شئت فقل رتوشًا، وليس أساسًا، فبلباي ليس موجودًا في التاريخ، وهو من اختراع الكاتب، إنها مستمدة من روح الحياة الفرعونية، وليس موجودًا في التاريخ، ولا الأحداث موجودة في التاريخ، إنها القالب الخارجي من أسماء شخصيات وأماكن من التاريخ، ولكن الأحداث والحوار والرؤى من خيال الكاتب، فهي روايات تاريخية السطح، خيالية العمق، تاريخية لأن فيها روح الحياة الفرعونية، وتتناغم مع روح المصريين في ذلك الزمن الفرعوني العتيق السحيق!
3-طريقة التعبير بالتاريخ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفيها لا يلتزم الكاتب الروائي بالتاريخ التزامًا حرفيًّا نصيًّا، فيتحرك فيه وبه حيث شاء، معتمدًا على مقدرته الخيالية، وعلى رؤاه الخاصة، فيشتغل الروائي على المادة التاريخية نفسها التي كتبت من قبل المؤرخ، مستخدمًا الخيال في إعادة بناء المرحلة التاريخية التي يتخذها موضوعًا له، فيقدم تركيبًا جديدًا للواقع والأحداث والظروف التاريخية والشخصيات المذكورة في حقب تلك المرحلة مضيفًا إليها شخصيات عديدة مبدعة مخترعة متخيلة، تساعده في استعادة المكان وإحياء اللحظات البشرية الفارقة، والأزمنة الحيوية، قائلا كل ما يريد قوله في زمنه هو، من خلال البشر التاريخيين، فالقالب في الرواية تاريخي، والرؤية آنية واقعية، والمستهدف إثارة الجمهور المعاصر إثارة ثورية وحماسية فذة وحارة وحيوية!
وهذه الطريقة نجدها في روايتيه التاريخيتين الأخيرتين: دماء جائعة، وبونابرته، فالأولى عن حالة الوطن العربي بعد انتهاء العقد الأول من الألفية الثانية، والثانية عن حالة وطننا مصر بعد انتهاء العقد الثاني، وعن حالة الوطن العربي من قضية فلسطين، وما يحدث من إبادة جماعية مقصودة من قبل الصهاينة المعتدين ورعاتهم المجرمين! وأهم ما فى رواية بونابرته الشخصيات الثانوية مثل ا لطفل سارق البندقية. وابنة مصطفى الخادم فى المسجد . والأحداث الثانوية أيضا مثل اعتلاء نابليون للهرم، وهو ما لم يحدث حقيقة، وكذلك مقتل والد الخائن يعقوب وهو ليس واردًا فى التاريخ! ووليمة نائب نابليون للمشايخ، واقتحام نابليون وجنوده للأسرة فى الاسكندرية والتمثيل بها. بما ينطوي عليه ذلك من دلالات حول طباع المستبد ورد فعل الإنسان المصري، وتقييم بونابرت لذلك .
وفي رواية دماء جائعة نجد القاص يخترع شخصية القائد خالد، ويجعله في الفصل العاشر(أحزان خاصة) ينتقم لحزن زينب على أخيها شبيب، ومأساة شبيب مع السلطة، ويفصل في موقف هذا البطل (خالد)، وكيفية القضاء على كبير الوزراء وابنه المجرم! وكذا نجد شخصية(مصطفى الخادم) في رواية بونابرته، الذي قام بدور بطولي مقاوم ثائر فريد، وهدف القاص منها بعث تلك الروح الوطنية المقاومة المجاهدة لك محتل ومعتد، في هذا الزمن الذي شوهت فيه الشخصية وضعفت وخدرت وخدعت، فتعامل الروائي مع واقعه تعامل الطبيب بمشرطه الجراح مع الآلام الجسدية الحادثة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور خالد النبوي يساند والده في العرض الخاص لفيلم ا?هل الكهف


.. خالد النبوي وصبري فواز وهاجر أحمد وأبطال فيلم أهل الكهف يحتف




.. بالقمامة والموسيقى.. حرب نفسية تشتعل بين الكوريتين!| #منصات


.. رئاسة شؤون الحرمين: ترجمة خطبة عرفة إلى 20 لغة لاستهداف الوص




.. عبد الرحمن الشمري.. استدعاء الشاعر السعودي بعد تصريحات اعتبر