الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مروة مجدىالشاعرة

بهاء الدين الصالحي

2024 / 5 / 15
الادب والفن


الحالة القياسية كلغة حاكمه نابعه من القواعد الحاكمة لتجربه الشعر في مصر في الجيل الجديد، وبالتالي جاءت التجربة الشعرية معبره عن عده محطات ذات ابعاد متباينة كمداخل لقراءة شعر ذلك الجيل:
1 ثبات النسق النفسي لمجموع القصائد والمتبدي من خلال عناوين القصائد وكذلك توافقها مع العنوان وهي درجه من الحرفية ارساها أساتذة ذلك الجيل فؤاد حداد وصلاح جاهين علاوة على انعكاس الواقع بأزمته على اداء شعراء ذلك الجيل؛ ولكن يكون التحليل اللغوي بعيدا عن فكره الأسلوبية التي تعامل الشعر كلغة فقط دونما اعتبار للدور الاجتماعي للشاعر.
2 نجاح الشاعر في اختيار لغة تعبر عن ذاته ورؤيته للعالم من خلال بنيه اللغة وقدرتها على خلق المعادل الموضوعي للحالة الذهنية للشاعر ؛ وذلك تاسيسا على ان الشعر ليس رفاهيه على مدى تاريخه ، سواء كان في بداياته القياسية؛ وان كان المردود الاجتماعي والنفسي على الشاعر نفسه مرهونا بوضعه الاجتماعي.
3 نسبه الوعي المتوفرة لذلك الجيل بحكم الخبرات الجماعية التي توفرت له بحكم ثوره 25 يناير 2011 كدرجه نوعيه للفعل الاجتماعي المشترك وكم الاحباط الذي يعانيه ذلك الجيل بفعل رده الفعل المنظمة لشيطنه ذلك الفعل التاريخي النبيل وذلك تاسيسا على ان الجيل هوالفتره الزمنية التي تقارب الاربعين عاما.
اليات التعبير اللغوي عند مروه مجدي
المجاز في صناعه عناوين القصيدة حيث المجاز نوعا من انواع التمني المستحيل وفي تلك الحالة يكون عدم التحقق امر واقع:
١العنوان: زهره محاربه. ابعاد المجاز: ازدواج المعنى بفقدان الزهرة بكارتها وكذلك كونها تحارب بأدوات الورود في رؤيتها للعالم المحيط ؛ ثلاثية الزمن من الوردية حتى التحول نهاية بالثبات على حاله مغايره لحاله الميلاد وهو امر مرتبط بذلك الوعي الذي يتكون لدى الحالمون بالعدل على هذه الارض. ولعل سيميائية العنوان تحكم ان مفردات التشكيل البصري في الغلاف جديرة بابراز جدليه الارض/ الموت/ الحياه؛ وكذلك صعود للحلم يساوي علو الجبال والجذور المنبتة من قدم القابع خضوعا في اطار لون العدم وهو الاصفر القابل للتلاشي مع تضاؤل مساحه الشمس في اقصى يمين المشهد البصري.
٢ العنوان : حنين لوجه مخملي. ابعاد المجاز عدم التخصيص واستخدام صيغه المطلق ليختبئ خلف الكلمات/ الزمن حيث صوره البراءة الاولى التي صاغت احلامنا ذلك القدر الذي يطاردنا ، وتطاردنا المرآه التي تذكرنا بتجاعيد الزمن عبر مراه ارواحنا المجهدة، وكذلك استعاره مدلول النور المصاحب لحركه الشمس وخلود الزمان من مشهد تعامد الشمس على وجه رمسيس كنوع من التجدد الروحي. عبر ستار الموت والايهام هنا الذي نجحت فيه الشاعرة، بان النداء نابع من الاشتياق لامها كذات، ولكن العنوان يخرجنا خارج اطار ذلك الاستنتاج لأنه عمم الوجه المخملي ولم يخصصه بحرف كاف يفيد التخصيص ؛ ولكن طول القصيدة ودقه العنوان جديران بتوظيف المجاز في فكره الايهام، لخلق حاله من تجاوز الذات الشاعرة ليصبح ذلك الحنين حاله عامه يلتقى فيها المبدع والمتلقي . الزمان الداخلي لدى الشاعرة حيث تعيد لحرف الكاف وظيفته اللغوية من خلال تخصيص المخاطب لتتحول تلك العجوز الى معادل موضوعي للزمن، الذي اهرم تلك الشابة التي تمارس التوحد مع عجوز رحلت حتى صار ذلك التوحد قدرا مقدورا.
4 العنوان نزيف على سريري ابعاد المجاز اكثر من مستوى قراءه يتعرض له ذلك العنوان فمن باب الاستسهال والتوافق مع كون الشاعرة سيده وملامح ذلك المتوحش القابع على ابعاد الكون،
فتتناوب من مفهوم الشرف المرتبط بالدم ولذلك نشوء فكره الدم لارتباطها بالكون في صيغته الجنينيه؛ ولعل ذلك التأرجح في المقطع الاول يتسرب الينا ذلك البعد المتاح بينما تتحول الدماء كمعادل للكون حيث تسقط الدماء من عيني ذلك المتوحش، ثم تخصيص المسلوب دمه والوطن؛ ولكن التخصيص من بعد تعميم يحمل نوعا من التغريب المتعمد ليبقي المبدع وعي المتلقي خارج اطار المباشرة والتأويل المستهلك ليصبح الجسد/ الوطن وكذلك الوطن/ الجسد وهي تقنيه الاستشفاع بالمألوف. بناء على تقنيه الفصيح القرأني ليس البر.... وهي تقنية جاءت على سبيل نفي السائد كنوع من الإزاحة ولكن مع تباين مستوى القائل في الحالتين . تأتي صيغه المجاز بمعنى تجاوز المألوف للوصول الى ما وراء المعنى ليصبح الدم داله على مساحه الفقد المتواصل للذوات مع تعدد اشكال الفقد والتي يبدا تكونها من فقد الذات الكينونة.
5 العنوان: زهره محاربه . صمت ينهر عجزه. قصيده تاني تحملان معنى الموت كبنيه حياه خاصه وان منظومة الكون جاءت من الموت وبالتالي نستطيع ان نقرا شعر ذلك الجيل على انه استصراخ لذلك الامل القابع خلف سدود العجز واللا معنى، وبالتالي يصبح للصراخ وظيفه وجوديه، حيث يصبح حنين الثورة كامن يسهل استخراجه عند ادلهام الرؤيا ففي القصيدة الاولى تعلن الزهرة رفضها للموت؛ وفي الثانيه ياتي تطوير ذلك الربط لإعادة انتاج الذات لصالح الثورة كمرادف للحياة والانتصار لفكره رفض الموت هنا استدعاء لمفهوم سيزيف معليا لوظيفه الأسطورة وهي تدعيم التقاليد والموروثات وتضفي عليها قيمة اكبر وسعيا نحو الحقيقه ولعل وعي الشاعر بأبعاد القضية التي تحركها انعكس على صياغه الجملة : اخر انفاسه في وجه الياس تجاهد. انهاء البيت بفعل مضارع يفيد الاستمرارية وكذلك انتهاء القصيدة بجمل تقريريه، قد تضعف مسار اللغة عبر القصيدة ولكن ثقل الموضوع على حساب الحياد المفترض للبعد عن المباشرة قد اقتضى ذلك السياق الموضوعي للقصيدة؛ حيث تعبر عن ازمه جيلها مابين التطلعات والواقع. وبذلك يمكن معالجه الشعر العربي والانساني من واقع نظريه المثل وليس الانعكاس لان الشعر في النهاية رؤيه الشاعر بمجموع قيمه التي تحركه والتي لا يملك التحرر منها حاله مشاركته في واقعه ولذلك علت وتيره اللغة/ الصرف/ الموسيقى. بحكم الاحتكام لواقع شفاهي في ظل خلافات اجتماعيه لها بعد قبلي قائم على فكره الحروب ولكن ما يعاني منه الشاعر كعينه بشريه تعاني مساحه التباين ما بين الواقع والمثال فأما ان يكون شعره سياسيا واما مجازيا ؛ مع التحسب لمساحه الحرية المتاحة عبر المجتمع الذي يحيى فيه. اللغة هنا تراعي موسيقى العامية وشكل الفصحي بدليل استخدام ادوات النفي( لا وفلا) وكذلك استخدام ضمائر للمستقبل والمكانية (هنالك) ويظل القلق الكامل خلف الحلم في جدل وشغف حتى مع قسوة الحياه: وتظل الزهرة محاربه /حتى ان فرت من موت/ الا انها/ لم تنجو بعد.
تأتي المراوحة في الحركة ما بين الموت والحياه كعلامه صدق في شعر ذلك الجيل وذلك بحكم التحول ما بين قسوة الواقع وبكاره الحلم.
٥ البعد التغريبي والميل العقلي في شعر مروه مجدي: الحديث عن الذات عن بعد وكان توصيف العرض نوعا من ادراك الواقع وتحويله لمفرده غرائبيه حتى في عنوان القصائد: عرض مضحك للوجع. تعمد الصياغات الصادمة لصياغه حركه مركبه من ثلاثة مقاطع:
* الحديث عن السيجارة كمعادل موضوعي للذات المحترقة وتحويلها لأنثى ؛ وتعبير جثث احلام مغتاله بصدرها ؛ الغرض الرئيسي هنا تكثيف وبناء منطقي.
* الحياد المطلق من خلال عرض صوره مبرره بخلفيه سرديه مع صياغه موسيقية مع ترتيب الضمائر (انا/ هم/ هو المجهول) مع صيغه الجملة الفعلية حيث الوجع يصبح فاعلا رئيسيا في المشهد.
في قصيده قرار مكين هنا تصريف لمعنى الرحم المفقود وهو الامان، العلاقة بين الذات والموضوع من خلال امكانيات اللغة في خلق جدار ما بين انطباع المتلقي التلقائي: أعرف بنتا غريبة . وما هو وجه الغرابة اذن؟ يأتي حديث الغرابة كنوع من مداهنه الواقع بحكم مفردات القهر المنتشر عبر القصيدة حيث تتوحد الحالة على الرغم من تعدد اوجهها: من كثره الاستحمام بلهيب دمعها صيفا /وبرودته شتاء. فالدمع حاله محاصره للروح وامعانا في فكره التغريب حيث الصمت وعدم التحقق، ليصبح القبر فعلا مجازيا كنوع من التوافق مع الازمه ؛ وهنا مفهوم الروح والجسد ؛ حيث الجسد سجن للروح. سلوك التعامل مع الازمه بنوع من التعالي على مفرداتها جزء من مهاره اللغة بنوع من التمرد على قوانين الجسد وفق نمط الاستغلال والتهميش الواقع على الانثى في واقعها .
الصورة المركبة نوعا من الاداء التنويري لذلك الجيل، لإمضاء الفعل التنويري المراد ايصاله من خلال الشعر لذلك بحكم كثره الواقع الذي انعكس على صوره العالم المنعكسة على المبدع فيفقد احترامه لذاته ، اذ ادرك العالم من منظور رومانسي. وقد اجادت الشاعرة باستخدام الاسلوب الصحفي في صياغه عناوين قصيده لخلق حاله من التشويق: عناقيد تأكلني/ الشوق يقتلني ولست بأكله.
الروعة عند شاعرتنا امتلاكها لناصية اللغة والقدرة على ضبط الايقاع النفسي ليصل التنوير الشعري مداه تنفيسا عن تضاءل مساحه الحرية على ارض الواقع.
الشعر السياسي عند مروة مجدي
هل الشعر السياسي مرتبط بفكره النقد الصارخ لتابوهات معينه ام ان الشعر السياسي هو رصد اجتماعي لمدلولات ومظاهر التراجع في الحياه الاجتماعية وكذلك وجود رصد وتعبير عن مشاكل وهموم الواقع؟ ولكن ذلك على اطلاقه يكون مكانه الصحافة؛ وكذلك صفحات التواصل الاجتماعي؛ اما الشعر فهو كيان ابداعي مستقل له طقوس متوارثه . ولما كان التراث قد حكم بتواتر نماذجه على فكره الذاتية الخاصة بالمبدع سواء من ناحيه الموضوع بحكم تنامي شخصيه المبدع وتحوله من فرد لمؤسسه وكذلك من مواصفات فرد لمنظومه ولاء تجاه المؤسسة؛ ومن هنا زاد الامر تعقيدا ولكن ان يتحول الشعر موضوعيا مع بقائه في ساحه المعيار الخاص بالشعر التاريخي والموسيقى ؛ فان ذلك الجديد الذي جاء به ذلك الجيل وهو مساوي تاريخيا لشعر الخوارج كبداية حقيقيه للشاعر السياسي في تاريخ الشعر العربي حيث تراجع عن قيمه الفخر الممزوج بالعصبية عند عمرو بن كلثوم الى الدفاع عن حق اختيار الحاكم بالاختيار المباشر كما عند الخوارج وشعرهم.
شعر مروه مجدي السياسي ينتصر لفكره الحرية من خلال مفتتح ديوانها طيف عابر يحاول ان يشب. وتمارس ذلك التغريب بالتعبير عن هو بقدره كامله على تباين ملامح ذلك الهو وكأنها ذات مطمورة في الهو؛ حيث تأتي كل الجواثم بصيغه الفاعل، ف الغربة اكلت جسده ولم يعالجه الوطن حيث لم يحقق لهم ما تفتضيه الطبيعة، ومن يرتعش في اغسطس حيث تستقر حراره الشمس، الا المحموم . ويزدوج اسر الجسد من سجن وحمى، ولان الافتتاحيه معطي سردي كتيمه ابداعيه وهو منجز من منجزات تلك الشجرة التي نبتت فروعها في حمى حداد ذلك الذي اذاب جسده وعقله في كلمات فصارت صرخات وبسمات تؤجل شغف الحرية لدى الشعراء الذين خرجوا من عباءته.
ملامح القصيدة عند مروه مجدي وجيلها انها تعتبر المعنى المراوغ عبر القصيدة والمؤشر الموسيقي الاول بحيث يصبح المتلقي والحكم من خلاله شعوره بصدق مبدع وهنا الخروج عن الذاتية بطرح مقدمه صادمه لها بعد تقريري حيث الحرص على الخروج من نقطه اتفاق على ارض الواقع ليصبح الشعر بذلك نوعا من انواع الوعي خارج التغييب عبر متاهات الرمز هنا يصبح الشاعر معبرا للقصيدة .
ولكنها اقتطعت عبر ذلك العبور جزءا من ذاته كدائرة وبالتالي تأتي افتتاحيه القصائد لتحمل جسرا يقف عليه الجميع. هنا الزمن الشعري الخاص قد تداول في معبد المبدع فانتج خيطا يغزل عليه المتلقي نسيج الحرية/ الحلم؛ موسيقى اللغة هنا في قدرتها على خلق التوافق النفسي والعقلي لدى المتلقي من خلال العنوان : سبات عميق قطعه الموت . الشاعر الجديد يمارس صرخته دون صراخ ليصبح الموت حياه، وهنا اكساب معنى جديد للفظ متداول ، ولعل المفردات هي القادرة على خلق ذلك الجمعي وبذلك تأتي كلمات: عيش حرية عدالة ، ونسبه ذلك للفلاسفة كنوع من التأصيل لشرعنه الحلم من باب اليقين التاريخي بعيدا عن مازق المباشرة الشعرية وذلك لاحترافيه مروه مجدي وامساكها بأدواتها ؛ الجديد في تلك القصيدة احتمال اللغة من خلال التشكيك المؤدي لليقين ليطرح اطارا افتراضيا يحمل روح الحضارة وقدره ذلك الجيل على بلوره التجربة فقد جاءت القصيدة ردا عمليا ولغويا على من ارادوا شيطنه ثوره 25 يناير 2011 حيث صناعه الحلم.
موسيقى الشعر هنا في اللغة التي تحمل المتلقي على ضفاف نهر من الافكار ما بين اليقين والشك، من خلال لفظه ربما التي تكررت ثلاث مرات في القصيدة وهي تحمل معاني التمني او الإشارة الى المثل الشعبي : رب ضاره نافعه تأتي كلمه ربما في قلب القصيدة كنوع من مراجعه التجربة على لسان ابطالها الذين رحلوا؛ ولكن المراوغة هنا استدعاء ذاكره شهداء الثورة على لسان احد ابنائها الاحياء.
الذكاء هنا هو طرح باب الإدانة للثبات والترويج لكلمه الموت من خلال التشكيك في اليات تهميش تلك الثورة تحمل كلمه ربما وهنا الاختزال المبدع في طرح جنينيه الحلم بالثورة القائم من خلال بناء الجملة على عده مستويات للفهم: لم تتلاشى الاحلام كما تلاشينا /لم نمت احياء في العشرين والثلاثين.
هل تحمل مروه مجدي وجيلها رايه الثورة شعرا من خلال التعامل مع اللغة من خلال امتلاك ادوات الفصحى وكذلك المعاصرة والانتماء لجيل الاكبر تعبيرا وصدقا عن همومه، هنا يكتسب الشعر الفصيح معناه حيث ولج المبدع باب الفصيح من رؤيه ومحاوله تخليد واقعه والتعبير عنه، وليس من باب التعبد في الماضي من خلال المعارضات الشعرية لاستعراض الفذلكة اللغوية.
عناوين والقصائد دي تحمل نوعا من المهارة في تطويع اللغة لتعمق المعنى وبذلك تتحول الكلمة لمحفز وهو امر يعكس عمق الوعي وكذلك القدرة على تصريف الكلمات لغويا : تتخذ الظلم مسبحه.
علينا تتبع الصورة الشعرية هنا من حيث تبرؤ الذات من ما تتحدث عنه واستدعاء الصورة التقليدية المرتبطة بفكره المسبحة حيث التراتب والشكلانيه ، القصائد تعبر عن التاريخ النفسي لذلك الجيل، السائد مستقبلا، حيث سيطرة الضمير انا من خلال (اخرج- أحاول- اظن- ابحث) مرحله ما بعد اليقين المتحقق وحاله الحيرة الوجودية التي يقابلها عند الصوفية فكره تجديد المقاصد.
ملامح الازمه الوجودية التي يعانيها جيل ما بعد 25 يناير يعبر عنها ذلك الديوان الذي بين ايدينا حيث تقنيه المونولوج الداخلي بمراجعه الذات حيث البذرة الموءودة هنا فكره التضمين للمعنى المتواتر حول السؤال الاستنكاري واذا الموءودة سئلت باي ذنب قتلت؟ حيث استدعاء لمشهد الحساب كمرادف ليوم القيامة. التكنيك هنا في استدعاء المخزون المعرفي المقروء تعبدا ، هنا يصبح السؤال في حد ذاته نوعا من اليقين وهنا الخصوصية في شعر ذلك الجيل حيث اسس لشكل جديد من خلال الشعر القائم على الحوار وهنا درجه من درجات تأثير المسرحة المأخوذ بكتنيك الايجاز الشعري. المهارة هنا في تحويل المعنى السردي المتداول لشكل شعري من خلال التنوع في الاسلوب حيث الكلام والأسئلة يتحولان الى لغة. ومن ثم مهاره الشعر الموضوعي القائم على فكرة عضويه الشاعر كمثقف في الاصل معبر عن مرحلته المجتمعية.
الجديد في لغة الشاعرة انها مقابل لفرضيه فلسفيه تعبر عن الواقع ولذلك يصبح شعر مؤرخا ثقافيا: فرعون بقناع موسى. وهي تحمل نوعا من الأسئلة المرتبطة بالحيرة والمراجعة لما بعد الثورات وبالتالي جاء شكل المونودرامي كجزء من الاطار الملحمي للإبداع مع نكهه عصريه: اين ابناء هابيل. مع كل الدلالة المستمدة من قصه ابناء ادم، والسؤال العبثي يليق بالتساؤل : ايعقل ان يصبح اشباه البشر اصدقائنا / بعدما فقدنا إخوتنا من هابيل .
الشكل الخاص بالقصيدة نابع من الشكل الافتراضي حيث تجاوز المثقف الكامن داخل الشاعر مفهوم الشكوى للوصول لحاله من طرح الأسئلة الناقضة والمثبتة لليقين.
نعم ذلك الجيل الذي امتلك ادواته ووعيه قادر على خلق نمط شعري جديد قائم على مهاره تصريفيه للغة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-