الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري

هشام عقراوي

2003 / 6 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

لا يخفى على أحد أن قوات فدائيي صدام والحرس الجمهوري وقيادات حزب البعث كانت القوة الطليعية و رأس الحربة التي كانت تحمي وتدافع عن النظام الصدامي البائد وتحول دون سقوطة. وكانت قوى الامن الداخلي و الاستخبارات والمخابرات أداة التنكيل والتعذيب والقتل الموجه تجاه الشعب العراق نفسة. كان صدام يعتمد على هذه القوى في بقائه على السلطة وإستمراره في إبادة الشعب العراقي طوال فترة حكمة التي ناهزت الخمسة وثلاثين عاما. هذة الفترة كانت كافية لتكوين قوة لا تؤمن بشئ سوى صدام ولاترى أوتعرف شيئا سوى القتل والتعذيب. كانت هذه القوات قد أعدت لهذه الاغراض وكان كل من يبدع في تعذيبه وقتله لأبناء الشعب يكافئ على جريمته و تعلى مرتبته لدى الطاغية. فهذه القوات لم تكن مستقلة وغير منحازة بل كانت جزءا من الماكنة الاجرامية التي كان يمتلكها صدام و زمرتة. هذه القوات لا تستطيع وغير مؤهله حاليا لعمل شئ أخر سوى الارهاب و القتل والاسترزاق من هذه المهنه.
قبل إزاحة صدام من السلطة أضاف الجلاد فئه أخرى الى طابور القتلة، ألا وهم السراق الذين كانوا يقبعون في زنازين النظام المظلمة فإكتملت مستلزمات الجريمة بكل أشكالها. السراق والقتلة والمجرمون والمنحرفون والسلاح والاموال لتنفيذ الجرائم والكل مدربون أحسن تدريب ومحترفون وليست لديهم مبادئ ولايخافون اللة ومستعدون لعمل كل شئ من السرقة والاضرار بالمصالح العامة الى قتل الابرياء وإعاقة إعادة الخدمات والحياة الطبيعية الى القرى والمدن العراقية. هدفهم الان هو إستمرار حالة الفوضى كي يستمروا في عملهم.
هذه الحقيقة حول روح الجريمة القابع في نقوس هؤلاء لا يمنعنا من التفريق بين الذين تلتخط أيايهم فعلا بدماء أبناء الشعب العراقي و الذين كانوا مع المجرمين ولكنهم لم يقترفوا الجرائم لحد الان. هذا التفريق يقودنا الى الحل وإيجاد السبل لهذه المحنة التي تواجة العراق و العراقيين.
هناك ثوابت لا يمكننا القفز فوقها. وهي أن أمريكا لم تستطع إستتباب الامن في العراق والمقاومة المسلحة في تصاعد مستمر. لحد الان لم تتبنى القوى السياسية الفاعلة في العراق الكفاح المسلح لطرد " المحتلين" من العراق. في هذه الحالة ليست أمامنا سوى قوات النظام الصدامي المهزوم  وهم دون شك فدائيوا صدام والحرس الجمهوري وقادة البعث والامن والاستخبارات، هي التي تقوم بهذه الاعمال التخريبية والاجرامية في العراق.
إزدياد الاعمال الاجرامية و السرقات والقتل في العراق دليل على فشل الخطة الامنية الامريكية وكذلك دليل على فشل المعالجة الامريكية للموقف ولابد من إيجاد حل أخر وسبل أخرى لمعالجة الوضع المتردي في العراق. المعالجة الامريكية إقتصرت  لحد الان على تسريح قوى الجيش والامن الداخلي وإعطاء رواتب البعض منهم/ والتصدي للمجرمين في الاماكن التي يتواجدون فيها. هذة الخطة لم تنجح لسبب بسيط تحاول الادارة الامريكية في العراق تجاهلها ألا وهي أن المجرمون مازالوا طلقاء وليس هناك من خطة لاعادتهم الى المصحة كي يعالجوا. وحسب رأيي إن توفرت الارادة السياسية لدى الادارة الامريكية و الاحزاب العراقية لتمكنوا من إيجاد الحل المناسب لهذه المعظلة. في الكثير من البلدان الاشخاص الذين يتعرضون للتعذيب أو الحروب أو القلق و الكأبة، يحصلون على المساعدة لدى الاطباء النفسانيين. إذا كان الضحايا بحاجة الى المساعدة فإن الجلادون أيضا بحاجة الى إعادة تأهيل كي يصبحوا مواطنين غير ضارين للمجتمع وبإمكانهم الاقلاع عن القتل والسلب والنهب والحرق والتدمير. لذا على الامريكيين تبني خطة معاصرة ومدنية تتمشى مع حقوق الانسان. هذه الخطة نسمعها بشكل أو أخر في المظاهرات التي تجري في العراق وبغداد خاصة. هناك الالاف من العسكريين وقوات النظام البائد الذين يطالبون العودة الى الخدمة وصاروا وسطا لنشر الارهاب وعدم الاستقرار في العراق لذا على الامريكيين:

1- دعوة كافة الذين كانوا ضمن تشكيلات، فدائيي صدام، الحرس الجمهوري، قوات الامن الداخلي، الاستخبارات العسكرية والمخابرات الى الالتحاق بمراكز خاصة تعد لهذا الغرض ولتكن عدد من المعسكرات السابقة التي كانت تستخدمها هذه القوات في العهد البائد.
 2- إعداد قوائم خاصة لهم وجردهم حسب المستمسكات التي وقعت بيد قوات التحالف والمنظمات العراقية.
3- إعتبار الغير ملتحقين هاربين من الخدمة ومطلوبون الى السلطات الرسمية وإعطاء الاوامر بإلقاء القبض عليهم.
4- صرف رواتب شهرية منظمة لعوائلهم حسب عدد أفراد الاسرة بحيث تكفيهم للعيش بصورة إعتيادية.
5- تصنيف المدعوين حسب وظائفهم والدور المناط لهم من قبل صدام.
6- البدأ بتشغيل الجميع في عمليات إعادة إعمار العراق وليبداوا بمعسكراتهم و بتنظيف المدن من النفايات والمباني المدمرة والمحروقة …..الخ.
7- إعطائهم إجازات شهرية وتقسيمهم الى وجبات/ خمسة الى سبعة أيام في الشهر.
8- فتح دورات ثقافية للجميع وليعين لهذا الغرض أناس يؤمنون بالديمقراطية وبعض المدرسين القدماء.
9- إحالة الذين ترفع بصددهم دعواة قضائية الى المحاكم حسب القوانين المعمولة بها في العراق الجديد.
10- يخير الجميع بأختيار مهنة معينة ويدخل دورة معدة لهذا الغرض.
11- مدة البقاء في المركز مرتبطة بحسن سير وسلوك الشخص، يحول بعدها الى وظيفة مدنية.

هذة الحملة يجب أن يرافقها حملة إعلامية كبيرة. توضح فيها لكل العراقيين الهدف من هذه المراكز والاهم من الكل إفهام عوائل المدعوين بأنهم سيحصلون على كل مستلزمات المعيشة وطلب المساعدة من الشعب كي تنجح الحملة ويستقر العراق.
الاحزاب العراقية جميعا مدعوة للتمعن في هذا المقترح وتبنية إن رأوه جيدا. إن وجود نصف مليون شخص مدرب على الجريمة في أي بلد سبب كافي لتبني خطة طوارئ لمعالجة الموقف، هذا في بلد إعتيادي. كيف إذا كان البلد مثل العراق حيث السلاح والفوضى وعدم تواجد حكومة ومؤسسات حكم.
شاءت أمريكا و الحكومة العراقية المقبلة أم أبت فأنها يجب أن توفر مصدر عيش لكل عائلة. فلماذا لا تبدأ من الان وتخرج الوباء من بين أفراد الشعب. فالذئب يفتك بالغنم والصياد لا يستطسع صيده.
إن إستمرار هذه الاعمال والفوضى يطيل ضرورة إستمرار تواجد قواة التحالف داخل العراق. يبدوا أن صدام وأعوانة يريدون بقاء القواة الامريكية في العراق أطول فترة ممكنة. فعودة النظام البائد مستحيلة وإن خرجت أمريكا اليوم فإن العراقيون سيجهزون على هذة الزمر و يبيدوهم في إيام معدودة وقد يخلط الحابل بالنابل حين ذاك. وبما أن خروج التحالف الان من العراق غير ممكن وكذلك قتل الابرياء من أعوان النظام أيضا غير جائز لذا يجب البدأ بأيجاد حل لفلول النظام  كي يتسنى لنا بناء عراق حضاري مستقر.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ