الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعرف الكذبة .... من كبرها

خالد بطراوي

2024 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة حاجة أيها الأحبة للتذكير أنه عشية الخامس من حزيران لعام 1967 وعقب إحتلال دولة الكيان لما تبقى من أرض فلسطين وفيما عرف "بالنكسة"، فقد أصدر ما يسمى بـ " جيش الدفاع الإسرائيلي" بيانا عسكريا أو بالأحرى ثلاثة مراسيم عسكرية أعلن من خلالهم (1) أن الضفة الغربية ( مستثنيا القدس التي جرى ضمها) وقطاع غزة كل بشكل منفصل مناطق عسكرية مغلقة يحظر الدخول إليها أو الخروج منها إلا بموجب أذونات خاصة تمنح لكل فرد و(2) أن دولة الاحتلال قد "أرغمت" على دخول الحرب "للدفاع" عن نفسها وأنها على كامل الاستعداد لمبادلة "الأرض مقابل السلام" و(3) أن جيش الإحتلال سوف يحكم الأراضي المحتلة بموجب القوانين الدولية وبضمنها تطبيق أنظمة لاهاي لعام 1907 وإتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب لعام 1949 ( الفقرة 35 من المرسوم الثالث).
وكما يقول المثل أيها الأحبة، فكيف لنا أن نعرف "الكذبة" والجواب يقول "من كبرها".
حتى السابع من أكتوبر لعام 2023، فإن كل "حروب" دولة الإحتلال كانت هجومية، والى يومنا هذا فهي تتسم بالهجومية، إذ توجه الضربات في العمق السوري بغية جر سوريا الى الحرب، وهي التي تقوم بضرب الجنوب اللبناني، وهي التي وصلت بعدوانها الأرض الإيرانية، وتواصل يوميا توجيه ضرباتها في الضفة الغربية وقطاع غزّة. لقد جاءت أحداث السابع من أكتوبر محصلة للتمرد على الظلم والطغيان والعدوان المتواصل ولتطبيق على أرض الواقع والميدان كلمة "كفى".
أما حقيقة أن الضفة الغربية وقطاع غزة كل بشكل منفصل مناطق عسكرية مغلقة يحظر الدخول إليهما أو الخروج منهما بشكل منفصل إلا بأذونات خاصة للأفراد، فهي حقيقة شاهرة ناطقة بكل صفاقة، فقد نشأت أجيال من الشعب الفلسطيني غير قادرة على السفر الى الخارج بل وغير قادرة على السباحة في بحر غزّة بالنسبة لأهل الضفة الغربية أو الصلاة في المسجد الأقصى بالنسبة لأهل غزة والضفة الغربية أيضا.
تبعد مدينتي رام الله والبيرة نحو 16 كيلومترا عن مدينة القدس وتحتاج الحافلة الى ربع ساعة للوصول الى باب العامود أحد أبواب القدس العتيقة "كما تغني فيروز" ومع ذلك فكثير من مواطني المدينتين لم يصلوا في حياتهم ولو لمرة واحدة الى هذه المدينة التاريخية للصلاة في المسجد الأقصى أو في كنيسة القيامة.
وسقطت تباعا تصريحات دولة الكيان بالإستعداد لمبادلة الأرض مقابل السلام حيث زادت عملية الإستيلاء على الأراضي وإنشاء المستوطنات (المستعمرات) وإحكام الربط بينها وبين دولة الكيان بالشوارع الواسعة مع حظر البناء أو التطوير أو الزراعة حتى عمق 150 مترا على جانبي هذه الطرق السريعة، بل وجرى إنشاء ثلاثة طرق سريعة من الشمال الى الجنوب، الأول في الشرق على كامل إمتداد مجرى نهر الأردن حتى صحراء النقب، والثاني في الوسط من الشمال الى الجنوب أيضا والثالث على الساحل في الغرب من الحدود مع لبنان الى الحدود مع مصر، ثم جرى إنشاء طرق من الشرق الى الغرب وبذلك أصبحت المناطق الفلسطينية المأهولة من مدن وقرى ومخيمات محصورة في مربعات حدودها من أربع جهات هذه الطرق السريعة، ومن المفيد هنا الإشارة الى الدراسة المهنية المتخصصة للبروفيسور أنطوني كون من جامعة غلاسكو بعنوان " التنظيم الهيكلي في الضفة الغربية ... الجرافة في خدمة الإحتلال" وذلك للراغب بالحصول على مزيد من المعلومات.
أما مزاعم دولة الكيان عن نيتها إحترام القانون الدولي والقانون الانساني الدولي والقانون العرفي ... فحدّث ولا حرج .... والأمثلة كثيرة التي تدلل على أن دولة الكيان مع أمريكا ومن لفّ لفهم هم من حولوا هذه القوانين والأمم المتحدة وأجهزتها المتفرعة الى مجرد "ديكورات" ومطيّة لتنفيذ أغراض الاستعمار والإمبريالية والصهيونية، فقد تراجعت الأمم المتحدة عن قرارها الذي كان يعتبر "الصهيونية" شكلا من أشكال العنصرية.
لذلك كله، أيها الأحبة، وأمام غطرسة دولة الإحتلال وأمريكا ومن في حكمهما، جاءت أحداث السابع من أكتوبر حصيلة تراكمية للظلم والطغيان والإستعمار والإلحاق وإنتصارا للحق وللكرامة الانسانية المتأصلة في النفس البشرية.
أمران كبيران حدثا بعد السابع من أكتوبر لعام 2023، الأول أن دولة الكيان بدأت تتعرض لضربات موجعة في عمقها أفرغت إثرها بعض التجمعات السكانية الاستيطانية في الشمال المتاخم للبنان وفي ما يسمى بغلاف غزة، والامر الثاني لا يتعلق بحجم الخسائر البشرية التي لحقها وإنما يتعلق بلامبالاتها لخسائرها البشرية الأحياء منهم أو الأموات.
وماذا بعد،
الكل مقتنع هذه ىالأيام أن ما بعد السابع من أكتوبر لعام 2023 لن يكون كما قبله، فقد تبلورت وقائع ميدانية جديدة لن تصفق لها الدوائر الأمبريالية، وستحاول إمتصاصها عبر تقديم بعض التنازلات الهامشية والتسهيلات والانفراجات بغية تجاوز إرهاصات المرحلة لتنقضّ مجددا على أية إنجازات ولتكريس التبعية والالحاق والاستفادة من خيرات البلاد وقمع حركات التحرر.
نقطة ..... وع السطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #