الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للظلام أجنحة

فوز حمزة

2024 / 5 / 16
الادب والفن


لن أكرر ما حدث، لن أتزوج ثانية من أبناء بلدي التي لا تشبع الحرب منها ولا ترتوي من دماء أبنائها ورجالاتها، لن أسمح للقدرِ أن يجعلني أرملة مرة ثانية!
هذا ما كنت أقوله حين أسمع بوجود من يطلبني للزواج، وفعلاً تزوجت من عربي جاء إلى بلدي طلبًا للعمل.
الآن أستطيع أن أغفو ملء جفوني دون الخوف من شبح الحرب، من غير أن تراودني كوابيس الموت لعليّ أتمكن من قضاء نهاري دون الفزع لكل صوت يحمل خبر استشهاد أحدهم.
لأول مرة منذُ عامين سيعرف الدفء فراشي .. لا أخشى الظلام ولا ترهبني العتمة.
كم هو لذيذ طعامي حين أتناوله ساخنًا؟!
لا شيء يضاهي طعم القهوة حين أرتشفها وأنا أثرثر بكلام سخيف، فهناك مَنْ يصغي إليّ، فالزوج حياة والحياة رجل.
مرت بيّ الأيام السعيدة ومكثت عندي طويلاً، فزوجي رجل حنون لا يتوانى عن فعل أيُّ شيء فيه سعادتي، يسهر على راحتي وإن كلفه ذلك الليل بطوله.
رائع ذلك النهار الذي أخبرني فيهِ أنه سيستأجر لنا بيتًا منفصلاً عن بيت أهلي، فالحياة كما أخبرني قصيرة وعلينا عيش كل لحظة فيها، فاكتملت بذلك فرحتي. كان لي الأمان الذي أنشده وكنت له الونيس في غربته.
كأس العصير الذي يحمله إليّ كل ليلة، موعده أمسى مقدسًا مع قبلته التي يطبعها على شفتيّ فكانت البوابة إلى بلاد الأحلام فأذهب ولا أعود إلا عند الصباح.
يا إلهي!! كيف أعبر لك عن شكري؟
لن يكفي ما تبقى من عمري أن قضيتهٌ في الصلاة لك وقد اكتملت سعادتي.
كنت أريد للأيام أن تسرع لأرى بطني وهو يكبر لأشعر بنبض جنيني، قلق زوجي وحيرته كانا يقفان حاجزًا بيني وبين الأيام السعيدة التي انتظرها فأخذتني الحيرة بعيدًا حتى جاء ذلك اليوم..
لا زالتْ ذكرى تلك الساعة ماثلة أمامي.
المطر كان ينهمر بشدة حين سمعت طرقًا على بابي، هذا صديق زوجي ومن ذات البلد التي جاؤوا منها.
صمتَ لدقائق وملامح وجهه تحمل رعبًا، شعر بقلقي فبدأ يتحدث بينما عيناه استقرت على بطني.
الخوف والرعب تآمرا عليّ في تلك اللحظة، دارت الأرض بيّ سريعًا، تهاوى جسدي على الأرض، لم أعد قادرة على سماع المزيد، رفضت تصديق ما أسمعه حين أخبرني بفعلة زوجي إذ كان يضع المنوم لي في العصيرثم يستدعي أحد الرجال ليمارس الجنس معي بينما هو يقبع في زاوية من الغرفة ينتظر أن يقبض الثمن منه بعد أن ينتهي مني!
هذا الجنين ابن سفاح!
كانت هذه آخر جملة يلقيها قبل انصرافه.
صوت الرعد كان ينذر بغضب شديد.
لم يعد الموت رحيمًا فقط، بل أصبح أمنيتي المستحيلة.
هرب زوجي بعد تلقي طعنة سكين من قِبلَ أخي ولم نعد نعلم عنه شيئًا.
ها أنا أحمل طفلي الذي قد يصادفني أبوه ولا أدري وكأني أحمل ذنبًا لا يغتفر، ولن يغتفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس