الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الاجتماعية المغربية، غائبةٌ أم مُغيَّبة؟!!

حسن أحراث

2024 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كان تفاؤل ورهان بعض القوى السياسية والنقابية والجمعوية مبالغا فيهما عند تأسيس الجبهة الاجتماعية المغربية سنة 2019. ووُوجه تشاؤمنا كما انتقاداتنا المسؤولة والدقيقة بالاستنكار والتُّهم الجاهزة. واليوم، يسود صمت القبور بشأن مصير المولود الميت، أي الجبهة..
وإثارة الانتباه لهذا الغياب/التغييب ليس من باب "البحث عن مُتغيِّب"، كما ليس مزايدةً أو تشفيّاً؛ يهمني بالدرجة الأولى تجاوز بعض الأعطاب التي تعيق تطور الممارسة السياسية، وخاصة في صفوف "اليسار"؛ وأقصد السكوت حيث يجب الكلام (وبكل بساطة؛ وأخلاقيا، دون حتى وخزة ضمير)..
إن المكونات المتفائلة في صفوف الجبهة تسترشد بمقولة "كمْ حاجة قضيناها بتركها"، وتتيح فرص تمرير/مرور المقالب الرجعية القاتلة مرّ الكرام، ومنها مناورات القوى الظلامية والشوفينية. والمستفيد بدون شك هو النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.
شخصيا، وكمتتبع للحياة السياسية ولو من الهامش الضيق، لاحظت غياب السؤال عن الجبهة الاجتماعية المغربية في الفضاء العام، سواء من طرف "القيادات" السياسية والنقابية والجمعوية أو من طرف القواعد، والأمر يعني كل مكونات الجبهة؛ في الوقت الذي تقتضي فيه المسؤولية والواجب النضاليين مناقشة الموضوع بصوت مرتفع احتراما للذاكرة النضالية ولذكاء من ندعي خدمتهم والدفاع عن مصالحهم الطبقية، وخاصة الطبقة العاملة. إن غياب السؤال (والنقاش أيضا) بهذا الصدد يُسائل عقلنا النقدي الجمعي، لأننا جميعا مسؤولون بهذه الدرجة أو تلك كمعنيين بوتيرة وحِدّة الصراع الطبقي وإفرازاته سياسيا وتنظيميا؛ أما تغييبه، أي تغييب السؤال، فيتّهمنا جدّيا: هل نحن مؤهلون فعلا لمجابهة التحديات المطروحة أمام مخططات النظام الطبقية المملاة من طرف الامبريالية، ومنها بالأساس والآن جريمتي "إصلاح أنظمة التقاعد" و"قانون الإضراب"...؟
إننا في كثير من الأحيان نسقط في ممارسة ما ندّعي رفضه ومحاربته، مثل التعتيم وإخفاء الحقيقة؛ ونُغيّب في نفس الآن ما ندّعي الالتزام به كالديمقراطية والشفافية والحكامة والتخليق والنقد والنقد الذاتي والمحاسبة...
وأُذكِّر هنا بما جاء على لسان الرفيق معاد الجحري، عضو حزب النهج الديمقراطي العمالي، الذي يعتبر الجبهة "اداة لتوحيد النضالات الشعبية"، في إطار جوابه بتاريخ 30 أبريل 2022 عن دواعي تأسيسها (منقول عن الموقع الرسمي للحزب):
"تأسست الجبهة الاجتماعية المغربية في 28 دجنبر 2019 من طرف عدد هام من الهيآت الديمقراطية منها المكونات الثلاث لفيدرالية اليسار الديمقراطي آنذاك والنهج الديمقراطي والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والجامعة الوطنية للتعليم/ت.د وحركات اجتماعية مثل التنسيقية الوطنية للاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد وجبهة الدفاع عن لاسمير وعدد من الهيآت المدنية الديمقراطية.
وتمت المصادقة على ميثاق تاسيسي وبرنامج للمبادرات النضالية المشتركة ووثيقة حول الهيكلة التنظيمية.

لقد تاسست الجبهة في ظل وضعية تتسم من جهة أولى بهجوم النظام المخزني على الشعب المغربي على ثلاث واجهات مترابطة وهي:
– الهجوم على ابسط الحقوق والمكتسبات وقوت الجماهير الشعبية في إطار السياسات الراسمالية التبعية والمتوحشة.
– القمع الممنهج بجميع أشكاله والهجوم على سائر أصناف الحريات وعلى رأسها الحريات النقابية لدرجة أصبح العمل النقابي عمليا ممنوعا في القطاع الخاص. ويطال القمع الفئات والقوى المناضلة معا بهدف فك الارتباط بينها.
– تزوير الارادة الشعبية والتلاعب بها في مختلف المحطات الانتخابية لتجديد الواجهة الديمقراطية.
ومن جهة ثانية كانت الوضعية وقتها تتسم ولا زالت، بوجود نضالات كثيرة منها نضالات عمالية وشعبية بصفة عامة لها مطالب واضحة وتتميز بالجرأة ومستوى متقدم من التنظيم وتقودها طاقات شابة لها وعي واطلاع ملفت للنظر وتحسن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي مع مشاركة متميزة للمرأة. ولكنها نضالات مشتتة ودفاعية وليس لها شعار اجتماعي يلف كل مكوناتها فبالاحري أفق سياسي يوحدها.
وعن الأهداف التي تأسست من أجلها الجبهة الاجتماعية المغربية فإن الجبهة تقدم نفسها، من خلال ميثاقها التاسيسي، على أنها جواب على حاجة موضوعية لاطار جامع وموحد وموجه لهذه النضالات بهدف تطويرها ونقلها من دائرة المطالب الجزئية الى مطالب اجتماعية شاملة".
فإذا قرأنا بتمعُّنٍ وتأنٍّ وبخلفية نضالية جواب الرفيق معاد، أليس من المشرع طرح سؤال "الغياب والتغييب"؟ ثم هل يستقيم الحال والصمت عن مآل الجبهة؟
إن في "اللغز" بعض ما يكشف مؤامرة إقصاء وتهميش المناضلين كمواقف وأصوات "مزعجة" وفاضحة..
والسؤال الجوهري الذي يُطوّق عنق المناضلين حقا: هل نحن جِدّيون في خدمة قضية شعبنا؟
وأي مصداقية اليوم لشعاراتنا البراقة/الرنانة؟
إن إطلاق الكلام على عواهنه يقتل..
لنتحمل مسؤوليتنا السياسية والأخلاقية تجاه قضية شعبنا، ولنستحضر الوفاء للشهداء...
سؤال غير هامشي على الهامش:
الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع "حية" والجبهة الاجتماعية المغربية "ميتة": أي تفسير؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يتكون من 3 مراحل.. بايدن يكشف تفاصيل مقترح إسرائيلي لوقف إطل


.. خبير لوائح: أزمة الشحات والشيبي أكبر سقطة في تاريخ الاتحاد ا




.. الهلال يكرس العقدة ويهزم #النصر ويتوج ب#كأس_ خادم_ الحرمين ل


.. الرئيس الأمريكي يعرض تفاصيل مقترح إسرائيلي لصفقة جديدة ويدعو




.. طلاب في أمريكا يرفعون أسماء جامعات غزة المدمرة بفعل الاحتلال