الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية ـ 163 ـ

آرام كربيت

2024 / 5 / 16
الادب والفن


في الأرض المسرة
هذا النص من روايتي في الأرض المسرة التي رصدت العلاقة بين المركز والأطراف والتداخل بينهما.
إنه تزاوج المصالح بين طرفين متناقضين.
تذكرت ضحكات النساء في استانبول ومناوشات الرجال، روائح روث الخيول في الشوارع. الوحدة والفراغ الذي عانيته بعد هجر نازلي لي. طراوة قلبها وملمس الفرح في عقلي وروحي ناغى روحها.
وتذكرت ضوضاء الجوار، وحيوية الناس. ذهاب وإياب نازلي إلى العمل. وانهماكها بالعمل في المشفى.
رائحة الخبز الساخن المنبعث من الأفران، رائحة الحيطان الطرية عندما يداهمها المطر. ذهابنا إلى المطاعم عندما كنا نريد أن نتغذى أو نتعشى في مطعم فاخر وفق الطراز الأوروبي أو الشرقي. وغياب التواصل والافتراق في كل شيء.
زياراتنا المتبادلة إلى بيت سيلفا وزوجها فاركيس في النهار أو إلى جوار البحر. لقاءنا مع أبويها أثناء السهرة. معزوفات أمها على آلة الدودوك الشجية النابعة من القلب برفقة والدها على آلة البزق. سهرات الرقص والموسيقى والنغم الصادح.
إحدى المرات ركبنا الحنتور ومضينا في رحلة إلى بيت خالتها في سعرت، في شرق الأناضول. بعد قضاء عدة أيام هناك، ذهبنا في نزهة إلى بيت عمتها بالقرب من قريتهم. رائحة ذلك الريف يعبق في أنفي لا يتركه. الفلاحات الأرمنيات المجدات، لا يكلن ولا يملن طوال النهار منذ الشفق إلى مغيب الشمس:
ركش الأرض، حلب الأغنام والأبقار، سقاية المواشي وجلب العلف من الاسطبل المجاور ووضعه أمام الخيول أو البغال. صناعة السجاد بأيديهم الماهرة والبسط والثياب، وعجن السماد أو الجلة المأخوذ من روث الحيونات.
في الفترات الأخيرة من وجودي في استانبول عملت كبائع خضار على عربة في السوق. وضعت عليها الخيار البلدي والبندورة بالإضافة إلى الفجل والشوندر. واللفت والجزر. وجلبت من الغابة الفطر طازجًا. ومن حديقتنا الخس والرشاد والبقدونس والكزبرة. ووضعت فوق العربة الفواكه كالتفاح والبرتقال والليمون والموز. وتحت العربة وضعت الفخار المصنوع يديويًا كالأباريق والصحون، والفناجين والدنن. وزيت وملح. وخردوات. وحقائب جلدية. وقضامة سكرية وسكاكر وبزورات. وتين جاف ومشمش.
وفي أرجاء السوق يتصاعد الصراخ والزعيق القادم من الباعة والزبائن. وكل جهة تريد أن تبيع وتشتري. هذا يمشي وذاك يقف. وتكاد الأنفاس تأكل بعضها.
غلفت عربتي بالخيش ووضعت فوقها جلد خاروف صغير حتى يقيني المطر والبرد. مرات كثيرة كنت أجلس تحتها في انتظار زبون أقدم له طلباته.
في ذلك اليوم الغريب رأيت وجهًا غريب الشكل. رجل عجوز كبير في السن. دققت في ملامحه طويلًا، كان يتكئ على عكازه برفقة الكثير من رجال الشرطة المدنية والجيش والشرطة السرية.
قلت محدثًا نفسي:
ـ أليس هذا الصديق القديم آلان؟ مراد؟
ورحت أهجس:
بالتأكيد إنه آلان، مراد. ألم يمت هذا بعد؟ ألم تفتك به الأمراض بعد؟ هذا الرجل المعجون بالسنين هل ما زال على قيد الحياة؟ ما الذي جاء به إلى هنا؟ ولإية غاية؟ ما هذا الكم الهائل من الجيش والشرطة برفقته. ويحمونه؟ من هو هذا الرجل بالضبط, وماذا يحدث في هذه البلاد؟ وما هو دروه بما يحدث؟ وإلى أين تتجه السلطنة؟ شرقًا أكثر أم غربًا؟ وما هو مصيرنا كعرب وأتراك وأرمن ويونانيون وسريان وأكراد؟ وبقايا الناس من مخلفات السلطنة؟ هل هناك حربًا جديدة؟ مذبحة جديدة؟ هزيمة جديدة؟ الله يستر.
صرخت بكامل صوتي حتى أهتزت لها أركان عربتي وعربات زملائي على الرصيف والشارع.
ـ آلان.. آلان، مراد؟
توقف الركب الطويل. التفت الرجل ومن معه. وقفوا ينصتون إلى مصدر الصوت. تركت عربتي وركضت متجهًا إليه.
كان يرتدي ثيابًا أنيقة وغليونه في فمه. محاطًا بالعسكر من كل صوب، له هائلة تقدير وتبجيل واحترام وخضوع.
دققت النظر في ملامحه.
ـ آلان، مراد، أنا عبد الله. التقينا في بلوفديف فيما مضى من الزمن.
حدق في ملامحي طويلًا.
ـ عبد الله. آه، يا صديقي عبد الله؟ أهلا بك.
ضمني إلى صدره بكل حب وتقدير. ربت على كتفي وسط استغراب مرافقيه واستهجانهم.
ـ تعال معي.
ـ لدي عربة وعمل. لا أستطيع أن أتركهم هناك.
ـ ماذا تفعل هنا.
ـ وماذا يفعل رجل مثلي لا يعرف القراءة والكتابة. أنا بائع خضار على عربة.
ـ دع كل شيء وراءك وتعال اتبعني. سأجعل منك وزيرًا. البلاد كلها لنا الأن.
ـ هل عدت يا آلان؟ إلى آلان فيما مضى؟
ـ لقد ملكنا هذه البلاد كلها. إنها لنا. ولن نتركها تذهب من يدنا بعد اليوم. أنظر إلى حصن الشرق، السلطنة كلها لقد سقطت بيدنا. ليس مهمًا من يقطنها سواءًا كانوا مسلمون أو مسيحيون. المهم أن يصب مجرى سواقي الجميع في أنهارنا.
ترقرقت الدموع من عيني حسرة.
ـ آلان، مراد، لست ذلك الذي جلس معي، شرب وأكل وسمع للمغني جوكوف. لست ابن مدينة بلوفديف الوديعة الصبورة. هل عاد جلدك القديم إليك؟ أليس كذلك؟
ـ لم أغير جلدي حتى عاد إلي. إنني في موقعي منذ ذلك التاريخ، بيد أن الضرورة حتمت علي التظاهر بالنفي. تعال معي ستكون صاحب شأن ومكانة عالية في هذه البلاد تحت إشرافنا. ستكون وزيرًا بالقرب من مكتبي. لا يهم القراءة والكتابة في هذه البلاد.
ـ وماذا يهم في نظرك؟
ـ الخضوع الكامل والتام لحاجاتنا.
ـ أشتقت إليك، لآلان، مراد. لغناء جوكوف. لتلك الطاولة التي جمعتنا. الله كم غيرتنا الأيام والسنين، أنا وأنت.
ـ هذا من طبع الزمن. أرم كل شيء وراءك وتعال معي. كن عاقلًا. سيكون لك شأن في هذه البلاد الكبيرة.
ـ سأبقى أبيع البطاطا والذرة والحرشف. وأمتهن الجري في الشوارع والوجع. هذا مكاني. الأماكن الضيقة تقبض على روحي وجسدي. أحب الحرية، اللعب في عيون الشمس وفرح الناس وضحكهم. أحب أيديهم الجميلة وهي تمتد إلى الخضار والفواكه تشتري وتأكل وتعيش.
ـ لا تكن مغفلًا. لك في قلبي مودة وحب كبير. سأمنحك الكثير. أطلب! أنت رجل تستحق الكثير. خدمتني يومًا من الأيام ويجب أن تكافأ عليه.
ـ سأسافر يا آلان. لقد دب الحنين في أوصالي. أريد الرحيل إلى وطني، إلى أم مدفع. إلى قريتي الصغيرة وأغنامي. إلى أمي وأبي. لقد أخذ الزمن من عمري كثيرًا في هذه البلاد التي أحببتها من كل قلبي ولم تعطني إلا السراب.
ـ لا تذهب. أنت غريب منذ أن تركت أم مدفع. السنين غيرت أشياء كثيرة في ذاكرتك وعقلك. أكاد أقول أن المدينة، استانبول والمدن قلبتك رأسًا على عقب. أنت عبد الله آخر. بدلت جلدك وعقلك وروحك، وتغيرت دون أن تدري. العودة إلى الوراء ليس بالأمر السهل. لم تزر ضيعتك منذ أكثر من ثلاثين سنة. بالتأكيد لم يبق أي كائن من أولئك الذين تعرفهم على قيد الحياة. أبق هنا وسأغدق عليك الجواهر والدراهم والدرر. لقد ملكنا كل شيء.
وأنا مراد، آلان منفذ المشاريع العظيمة.
عدت إلى عربتي وسط ذهول أهل السوق. شاهدوا الحكومة كلها أمامي يطلبون ودي. ولم أقبل.
جاء صوت نازلي صارخًا من بعيد:
ـ لماذا لم تقبل؟
ـ أريد العودة إلى الخابور، للبور والشول. للفضاء الطلق والهواء العليل. سئمت من روث الخيول والعربات الفارهة في الشوارع. تصنع الكثير من الرجال الملونين، الخاضعين لتقلبات الزمن وعاتيات الحياة.
اشتقت للون ماءه الأخضر. لا شيء يساوي العيش بعيدًا عن الطبيعة. عظامي تشتاق أن تموت على ضفافه. لقد اختزن في داخلي إحساس بالعجز. القهر يأكل عظامي من المشاهد التي رأيتها. هذا القلق الذي أعيشه لا يبدده إلا النوم في قلب البادية الجميلة بالقرب من الجبل الوديع جبل عبد العزيز.
ـ لقد تبدلتُ كثيرًا، هذا صحيح.

بوتين والغرب
عرض بوتين على كلينتون في العام 2000، الانضمام إلى الناتو، وهذا موثق، فامتعض كلينتون من هذا الاقتراح، السؤال:
لماذا لم تقبل الولايات المتحدة دخول روسيا في الناتو، في الوقت الذي قبلت فيه جميع الدول الأوروبية الشرقية كبلغاريا ورومانيا وبولونيا ودول البلطيق والمجر، التي كانت منضوية تحت لواء روسيا الأمني، تحت مسمى الاتحاد السوفييتي؟
وبعد الرفض بدأت الولايات المتحدة تعمل بشكل جدي على إدخال أوكرانيا سواء إذا كان هذا الكلام صحيحًا أو مجرد استفزاز لروسيا، علمًا أن روسيا أيام يلتسن كانا طيزين هي والويات المتحدة في لباس واحد، وكلاهما اشتركا في قصف البرلمان الروسي المنتخب انتخابًا حقيقيًا، أحدهم كان يقصف بالدبابات والأخر كان يصفق له، ويقول له أضرب بقوة يا يلتسن، عدوك وعدونا. اقصف يا يلتسن، يا سيد الحرية والديمقراطية.
وبهذه المناسبة عمل يلتسن على جلب بوتين إلى الحكم.
رجل مغمور، يتسلق أعلى منصب في الدولة، لم تكن على البال ولا على الخاطر، فكيف أنهما، امريكا وروسيا تعاونا على نشر الديمقراطية في روسيا ثم تركاها في فم واحد مغمور أسمه بوتين؟
انها أسئلة وستبقى أسئلة، وسندور حول ألغاز النظام الدولي:
هل يلعبون معًا، هل يتقاتلون، يتعاونون أو يعضون بعضم؟

أتساءل مرات كثيرة:
ماذا لو أن أردوغان كان رئيسًا لأوكرانيا، هل كان سيدخل الحرب مع روسيا؟
الا تلعب الحنكة السياسية أو البرغماتية السياسية دورها في تجنب الصراع العسكري أو السياسي؟
ألم يكن بالأمكان أن نحقق شروط دولة ما، دون الدخول في صراع دموي؟
أليست السياسة هي خيارات كثيرة وواسعة، ويمكننا اختيار الأقل سوء في حالة ضغط الأخرين؟
اعتقد أن وجود المسؤول الأول في الدولة هو من يرهن بلده ومصالح بلده للخارج أو يحميها سياسيًا بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
القراءة السياسية الدقيقة تحتاج إلى قارئ دقيق، قارئ يفهم المعادلات السياسية الداخلية والخارجية.

روسيا في العام 1993
كان في روسيا ديمقراطية سياسية في العام 1993، وبرلمان منتخب، وتم ضرب هذا البرلمان المنتخب من قبل السلطة التنفيذية برعاية امريكية. فكيف يحدث ان تطلب الولايات المتحدة من السلطة التنفيذية ضرب السلطة التشريعية؟
وكيف لدولة ديمقراطية تأخذ جيشها وتحتل دولة صغيرة، اسمها افغانستان؟ انا ما عندي جواب على هذا السؤال.
بريطانيا احتلت ثلاث ارباع العالم وهي دولة ديمقراطية، فكيف نعرب هذه المسأل
مئات المرات قلت أن الديمقراطية السياسية خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح، بيد أنها غير كافية، يجب ان تتطور، أن تأخذ شعوب العالم كله إلى الديمقراطية، أن لا تكون حكرًا على دول قليلة تملك القوة والمال والتكنولوجية.
منذ أن وصلت امريكا لقيادة العالم جلبت الديكتاتوريات معها إلى سلطات العالم الثالث، وبدأ نهبها للدول الصغيرة والضعيفة عبر ازلامها الديكتاتوريين الجدد، أي الاستعمار الجديد، بوضع حكام ينفذون سياساتها، كبديل عن الاحتلال المباشر، هذا يجعلني أقف ضد كل توجهاته.

الهيمنة
كتبنا مرات كثيرة، عندما تغيب الهيمنة على النظام الدولي، يحدث اضطراب في العالم السياسي، لعدم القدرة على ضبط حركة الدول، وتأمين مصالحها، خاصة أن بودار نهاية النظام السياسي الدولي الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية يشير إلى ذلك.
هناك مؤشرات خطيرة تأتينا من الهند، من الدولة الديمقراطية العلمانية الأكبر في العالم، التي تعمل على هندسة الهند على مقاس الهندوس، وتهجير المسلمين منها، وتغيير أسماء المدان والبلدات، وحتى تغيير اسم الهند كله ليعود إلى اسمها القديم، أي قبل دخول المسلمين إليها، خاصة، أن محمود الغزنوي التركي، فظع في الهندوس، من صلب وحرق وقتل، وتهجير وإجبار الكثير من السكان على الأسلمة.
في أغلب الدول الإسلامية، عمليًا، تم تطهيرها من السكان الأصليين لتتحول هذه البلدان إلى لون واحد.
التاريخ لا ينسى، يخرج كالمارد من جوف التاريخ.
ليس هذا كل ما نريد قوله" ما نريد قوله، أن أوروبا لم تعد دول مستقرة كما كانت عليه في الحرب الباردة، اليوم نراها تترنح وتتمايل، بعد غياب الهيمنة الامريكية عليها، والملامح تشير إلى محاولتها البحث عن نفسها في ظل هذا الضباب وإنعدام الرؤية.
قبل أيام قال الرئيس الألماني، في ذكرى دحر النازية:
“علينا ألا نقبل بأن يتبدد نظام السلم” الذي أقيم منذ 1945"
هذه إشارة على الخوف الذي يعتري ألمانيا، واعتقد يشمل أوروبا كلها، في ظل المؤشرات الكثيرة عن تزايد الجنوح نحو اليمين المتطرف.

المحاورة الداخلية
هناك الكثير من الناس يفتقدون القدرة على الجلوس مع أنفسهم ومحاورتها.
إنهم في حالة هروب دائم من أنفسهم وكأنهم عبء على ذواتهم.
يخافون من الحوار الداخلي أو العودة للذكريات الأليمة أو الجميلة. كأن في داخلهم شيطان أو جني يرقص وينط ويؤكد حضوره دون أن يلتفتوا إليه أو الاستماع إلى رغباته وشجونه.
لا يجلس هذا الكائن القلق في مكانه ساعة واحدة دون وجود الناس.
إن القلق الممزوج بالقلق الدائم والمستمر، لا يترك لصاحبه مستقر أو الراحة لهذه الذات الباحثة عن نفسها.
الشريك لا يلبي تناقضاته الداخلية، لهذا يلهث وراء آخر وآخر. وركض دائم ومستمر وراء نفسه الهاربة منه.
القلق وعدم الاستقرار له أسبابه، ومصادره، ويمكن معالجته ذاتيًا عندما يكون المرء بصحبة نفسه في حال دخل إلى أعماق أعماقه، وعالج أسباب مأساته سواء القديمة أو الحالية.
كل شيء مرهون بالمرء، بقدرته على معرفة ذاته للانتقال إلى الضفة الآمنة.
الأصدقاء مهمين والأهل أيضًا، ولكن هذا ليس كافيًا.
في داخلك يا صديقي كائن جميل يريد أن يخرج، كائن يحب الحياة والفرح، ربما هو مبدع يريد أن يرسم أو يكتب أو يعزف أو يحب أو يرقص أو يغني أو يحضن الأشجار أو الأنهار أو الجبال أو السماء المتلألئة بالغيوم أو بالصفاء.
أدخل إلى جوف هذا الكائن المتوتر، جوفك، وأخرج هذا الكائن اليقظ من الظلمة إلى النور، وأخرج معه لتبقى معافئ وسليم.
وقتها ربما نرى أمامنا عازف أو رسام أو ممثل بارع أو كاتب أو شاعر جميل.
وربما إنسان

الحنين إلى الرغبة
آه، من هذا الحنين الجامح إلى الشهوة أو اللامنتهي أو اللاوعي، الحيز الذي لن يطأها قدم إنسان إلا إذا قبض على الحرية والجمال.
في هذا المكان المعتم أو المضيء والجميل، لن تفلح هذه الحضارة الذليلة أن تستعمرها أو تصل إلى منابعها.
إنه التحدي الأكبر بيننا وبينهم، بين الوجود أو اللاوجود.
عبر النفس والألم. هذه المملكة الممزقة نحاول أن نطير ونحلق، نتغرب ونتوه، نضيع ونتعثر في الوهاد الغامضة، ثم يعيدنا الحنين إلى البحث عن الكمال.
هذه الكينونة القاسية والصعبة، محكوم علينا بالنوازع المتناقضة، بالأمل أو الوهم، الاسطورة أو الحلم.
إنه طمع مشروع بالخلود عبر أدوات متعالية، كالفن والموسيقا والأدب.

هل لنا خصوصية؟
هل بقي لنا خصوصية, ثقافة محلية؟ أم أصبحت هجينة, تزاوجت مع ثقافات استهلاكية فرضتها الحضارة المعاصرة, ومشاريعها العابرة للحدود.
ألم تغيرنا السيارة, الطائرة, الشوارع المخططة, العمارات, المدن والاحياء, وفق الطراز الذي أردته الحاجات الاقتصادية الحديثة. ماذا بقي لنا لنفتخر به؟ حتى أسلوب الحروب, شكل الحكم وإدارة الدولة لم يبق لنا فيه أي شيء.
لم يبق دفئ عائلي, أسري, العلاقات الاجتماعية الحميمية كالتي كانت. كله يذهب مع الريح ويتذرا يوما بعد يوما. نحاول أن نتوقف, ان نقبض على الجمر, بيد أن الواقع أقسى وأمر من قدراتنا.
ماذا نستطيع أن نفعل؟
الإجابات يجب أن تكون مادية, موضوعية, لأن التغيير الموضوعي يفرض تغيير السلوك والثقافة والعقلية.

لوثة
في داخل الإنسان رغبة لا واعية, لوثة أن يدمر نفسه, ويعيد إنتاجها مرة ثانية. هذه الرغبة المجنونة, دافع للتميز والتفرد. هذه الذاتوية التي لا يمكن تفاديها أو الهروب منها. هي المغارات العميقة, التي تنفجر كمجرى ماء, شلال صاخب عبر الفن, الأدب والموسيقا.
هذه الأنا الواعية, العجز, لا يمكن أن يتم الا بتحقيق الامتلاء الملموس, إفراغ وامتلاء, على مدار الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_