الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألكسندر دوغين - لولا بوتين ....

زياد الزبيدي

2024 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*



ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر


1) من المسؤول عن الانهيار


6 مايو 2024


لا بد من توضيح شيء ما. المذنبون ليسوا هم، حكام الغرب، ولكن القيادة السوفياتية، التي سمحت بانهيار الاتحاد السوفياتي، وإلى حد أكبر، حكام التسعينيات – الإصلاحيون الليبراليون من أنصار الغرب. أولئك هم الخونة الحقيقيون الذين تنازلوا هم أنفسهم عن الجمهوريات السابقة للإتحاد السوفياتي وروسيا نفسها للغرب.

لولا بوتين، لكانت روسيا قد انصهرت في العولمة حتى دون أن تلاحظ ذلك. حكام الغرب ما زالوا كما كانوا دائما: قساة وحاسمين وعدوانيين وساخرين وجشعين وكاذبين، ومستعدين في أي لحظة للخداع والطعن في الظهر. تصديقهم هو الجنون بعينه والخيانة.
الغرب لا يعترف إلا بالقوة. إن روسيا القوية العظيمة التي تتبع طريقها الخاص فقط – هذه هي المسؤولية التاريخية. وعلينا الآن أن نواجه الغرب بهذه الطريقة القاسية تحديداً لأننا كنا متساهلين معه إلى حد غير مقبول ولم ندرك أنه عدو وجودي خالص ومطلق. لقد سمحنا لخيول طروادة بالدخول إلى مجتمعنا، وقمنا بتربية ورعاية الليبراليين وعملاء النفوذ الغربي بأيدينا، ولم نمنع إنشاء شبكة واسعة النطاق تتخلل روسيا من الخلايا النائمة.

نحن مسؤولون إلى حد كبير عن حقيقة أن الناتو على وشك إعلان حرب شاملة علينا. ليس هذا هو الوقت المناسب للإشارة إلى هذه الأخطاء والجرائم الفادحة، بل هو وقت العمل السريع والقضاء عليها نهائياً. إن التسامح مع الليبرالية وانصار الغرب في ظروف الحرب لا يتعلق بالإنسانية والوداعة، بل يتعلق بالخرف والخيانة.

********
2) لا بد من نصر جديد

9 مايو 2024

لا بد من الحديث قليلاً عن الأشياء المريرة. لقد سُرقت منا النتائج الجيوسياسية للنصر العظيم عام 1945 في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات. لقد سقينا أرض أوروبا الشرقية بالدماء الروسية، وهي ملك لنا بحق. لقد حررنا شعوبها، وأصبحت جزءا من كياننا الجيوسياسي. من المؤسف أننا لم نتمكن من الوصول إلى المحيط الأطلسي. عندها ستصبح أوراسيا غير معرضة للخطر. لكن أوروبا الشرقية وبروسيا (جمهورية ألمانيا الديمقراطية وكالينينغراد) ودول البلطيق كانت ملكنا بحق النصر.

إن الكيفية التي تجرأ بها غورباتشوف والوفد المرافق له على التخلي عن كل هذا أمر لا يمكن تصديقه. بدأ الشيوعيون بانهيار إمبراطورية وانتهوا بنفس الطريقة.
لكن سرقة النصر لم تنته عند هذا الحد. في عام 1991، وجه الليبراليون-الغربيون بقيادة يلتسين، محض الخونة والمتواطئون مع العدو الجيوسياسي، ضربة ثانية ودمروا الاتحاد السوفياتي، أي الهيكل العظمي الفعلي للإمبراطورية الروسية، التي من أجلها سفك الروس دماءهم لقرون من الزمن.

على الاتحاد الروسي نفسه، تم إحكام سيطرة خارجية بشكل أساسي، أي تم إنشاء هيكل معاد حقا لروسيا. استولى حلف الناتو على أوروبا الشرقية ثم تحرك نحو الأراضي السابقة للإمبراطورية – بدءًا من دول البلطيق.

هذه هي الطريقة التي سُلبت منا فيها ثمار النصر ليس فقط في الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، ولكن في الواقع في الحرب الأهلية 1918-1922، لأن البلاشفة مع ذلك لم يفرطوا بأراضي الإمبراطورية المتفككة، ويجب أن نعطيهم حقهم. ولكن يلتسين ونادي مؤسسي الاتحاد الروسي باعوا كل تلك الإنجازات.

كل ما تبقى هو التخلص من الإحتفال بيوم النصر نفسه، الأمر الذي اقتربنا منه بسخرية في التسعينيات.

على الأقل، بدأ المؤرخون "الديمقراطيون" في تحديه وإطلاق صيحات الاستهجان عليه بطرق مختلفة، مما يجعله يبدو وكأنهذ "جريمة".
ثم وصل بوتين إلى السلطة وبدأ بصعوبة لا تصدق بالتغلب على المقاومة الهائلة للأعداء الداخليين والخارجيين لاستعادة السيادة.
أولاً هزم العديد من أنصار الانفصالية داخل روسيا. ثم تولى مساحة ما بعد الاتحاد السوفياتي. وهنا سر سياسة بوتين: هدفها هو إعادة انتصارهم لهم – أي إلى الروس. النصر الذي حاولوا حرماننا منه. هذا هو المكان الذي ينبع منه كل شيء. وهذا هو بالضبط الغرض الذي تخدمه العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
إن إستعراض النصر الذي يجري اليوم في موسكو يشكل حدثاً تاريخياً. كل حروب روسيا في القرن الماضي أدت إليه. هذه نقطة تحول، لأنها تشبه العرض العسكري في نوفمبر 1941 – تمامًا مثل ذلك الحين، سيتوجه جنودنا مباشرة إلى الجبهة الغربية.(الإشارة إلى الإستعراض بمناسبة ثورة أكتوبر الذي جرى في خضم الهجوم النازي على روسيا وحصار موسكو، حينها توجهت الدبابات وحشود الجند من الساحة الحمراء الى الجبهة مباشرة للدفاع عن موسكو-المترجم)

بعد كل شيء، روسيا في حالة حرب مرة أخرى، والعدو يقصف المدن الروسية المسالمة مرة أخرى. شعبنا، جنودنا، نساؤنا، أبناؤنا، بناتنا، شيوخنا، أطفالنا يموتون مرة أخرى. نحن نتذكر هذا النصر بشكل مقدس. ولكن لكي نكون جديرين بذلك، يجب علينا أن نفوز به من جديد، مرة أخرى. النصر لا يأتي مرة واحدة وإلى الأبد. إذا لم تغذي نيرانه بالإرادة والدم والتصميم والوطنية واليقظة تجاه الأعداء والإنجازات البطولية والمآثر، فيمكن أن تنطفئ. ولكي يتحقق هذا النصر العظيم، علينا أن نفوز بنصر جديد. بأي ثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه