الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنتعلم من أخطائنا

شفان شيخ علو

2024 / 5 / 16
الادب والفن


 شفان شيخ علو
قالوا سمّي الإنسان إنساناً لأنه ينسى.. وسواء كان ذلك صحيحاً أم ليس كذلك.. فليس هناك من لا ينسى.. بالعكس ، النسيان أحياناً نعمة ربانية.. تصوروا حين نتذكر دائماً، من رحلوا ومن فارقونا من أهلنا وأصحابنا وأصدقائنا ومعارفنا، كيف نستطيع العمل، وكيف نركّز على أشغالنا؟ إننا نحتاج إلى النسيان لنتعلم ما يفيدنا أكثر، ولا نتذكر إلا ما نتعلم منه فيما بيننا وفي مناسباتنا المختلفة، وفي هذه المناسبات، نتلقي، ونتبادل التحيات ونتصافح كذاك.
إنما أكثر من كل الذي قلنا حتى الآن، هو أننا في أعمالنا وفي أقوالنا، وفي علاقاتنا، من السهل جداً، أن نقع في أخطاء، لأسباب لها علاقة أحياناً بحلات نفسية أو اجتماعية نعيشها، تمنعنا من التركيز في مواقفنا، وحين نكون في مجلس معين، وقد نلفظ كلمة، أو نقوم بتصرف يعتبره مقابلنا أنه مقصود، فيغضب أو ينزعج، وربما المجلس نفسه يعتبر ذلك إهانة.. إلى آخر ما هنالك من المواقف السلبية تجاه حالات كهذه..
وفي حياتنا اليومية، وفي عالم اليوم، بسبب الضغوطات الكثيرة التي نعيشها أو نتعرض لها، وهي مرتبطة بأعمالنا أو وظائفنا، أو عدم وجود ما يلبّي احتياجاتنا وتدبير أمور المعيشة، من السهل أن نقع في أخطاء، بحركات أو كلمات، ومن يدقق فيها، ويربطها بالموقف نفسه، سوف يتبين له، أن هذا الخطأ أو التصرف الذي قد يزعج من حوله، غير مقصود.
وحتى لو افترضنا أن شخصاً ارتكب خطأ، أو أظهر تصرفاً لا يليق به، يدفع بالآخر إلى السخرية منه، وحتى توجيه كلام جارح إليه ..
ولو سألنا في الحالات الكثيرة التي نقع في أخطاء، أخطاء عابرة، أو تحدث فجأة في غفلة منا، أو نقوم بحركات دون وعي منا، لوجود حالة نفسية بسبب مرض أو وضع اجتماعي، لو سألنا: ماذا يحدث لنا ونحن ننتمي إلى مجتمع واحد، مجتمع إنساني، أو حتى في لقائنا مع آخرين نلتقي بهم لأول مرة، ونرى ونسمع حالات كهذه، هل الأفضل أن نظهر غضبنا، وانزعاجنا، ويحدث توتر، ربما يؤدي إلى شجار وغيره ، أم أن نعتبر ذلك غلطة عابرة، أو تصرفاً غير مقصود، ونحن نظهر ابتسامة، ونبتسم في وجه من يخطىء أو يتصرف بما لا يليق به وهو غير معهود فيه؟ وهذا يؤدي إلى أن يشعر هو نفسه بخطئه وتصرفه غير المقبول، فيتعلم بذاته، ويقدّر من رأوه وسمعوا ما جرى معه؟
من أعظم الخلق المرونة في التعامل مع الآخر، وفي حياتنا اليومية حيث نلتقي بكثيرين: في الشارع، في مكان العمل، في السيارة، في مناسبة معينة وغيرها، لا يكاد يمر يوم، إلا ونشهد وقوع أخطاء من النوع الخفيف، أو لا تكون محسوبة، ويجب محاسبة صاحبها عليها، حين نقدّر وضعه، ونسامحه بالمقابل، فيكون احترامه لنا ولنفسه مضاعفاً .
نعم، أخوتي، أينما كنا، ومهما كانت مرتبتنا في المجتمع، وطبيعة وظيفتنا، ما أحلى أن نتعامل مع بعضنا البعض، بمحبة، فلا نركز إلا على الكلام الحلو، ونشجع عليه، وعلى التصرف السليم، فنرحب به، وفي مثل هذه العلاقة وحدها، نستطيع أن نتعلم من بعضنا البعض، ونشتاق إلى بعضنا البعض، ونتعاون بود وأخوّة مع بعضنا البعض. أكثر من كل ذلك، حين يشعر أحدنا أنه بحاجة إلى غيره ليستمع إليه، أو ينظر إليه وهو يقوم بعمل معين، ويتعلم منه، وبالعكس.
نعم، أن نرى ما هو إيجابي في سلوكنا بالقول والفعل، ونحن نلتقي يومياً أحياناً بأناس غرباء في المدينة، وفي الريف أحياناً، فنرحب بهم، ماداموا يحملون في نفوسهم وداً، ونقول لهم الكلمة الطيبة مع الابتسامة المشرقة، ليحمل كل منا صورة جميلة عن الآخر، هي ذكرى تجعلنا أكثر تقبلاً للحياة، ومواجهة المشاكل، وتحمّل الأعباء، ما دام هناك من يشاركوننا في أفراحنا وأحزاننا..
وليس هناك ما هو أعظم وأجمل وأغنى من النفس المطمئنة والخيرة.. وفي إمكان أي كان أن يعيش مثل هذه المتعة الروحية، فيعيش بسلام نفسي واجتماعي أكثر وأكثر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب