الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرف تعذيب - الجيش الأكثر أخلاقيّة في العالم -

شادي الشماوي

2024 / 5 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جريدة " الثورة " عدد 853 ، 13 ماي 2024
https://revcom.us/en/torture-chambers-most-moral-army-world

بنيامين نتنياهو ( المعروف بنتن- النازي ) ينعت الجيش الإسرائيلي ب " الجيش الأكثر أخلاقيّة في العالم " . " الجيش الأكثر أخلاقيّة " ؟؟؟ طالعوا مقالات أخرى واردة في هذا العدد من " الثورة " لإدراك ما فعله " الجيش الأكثر أخلاقيّة في العالم " في غزّة إلى حدّ الآن .
عندما نشاهد نسبة القتلى المدنيّين الهائلة ، بما فيها 15 ألف طفل ، يجب أن لا نفاجأ بخبر أنّهم يعذّبون الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في سجونهم .
من بداية هجوم إسرائيل على غزّة في بدايات أكتوبر 2023 ، إعتقلت قوّات " الدفاع " الإسرائيليّة (IDF) آلاف الرجال
و النساء و زجّت بهم في محتشدات معرّضة إيّاهم إلى الإهانات و العنف اللاإنساني و القتل . و يسمح قانون رسميّ إسرائيلي لقوات الدفاع الإسرائيليّة بإعتقال الناس دون أيّة تهم رسميّة أو أدلّة و ذلك لمدّة 45 يوما ، لمجرّد التهمة بأنّهم " مقاتلون خارج القانون " ( أو " إرهابيّون " ) ، و أنّ مدّة إعتقالهم يمكن أن تمدّد إلى ما لا نهاية .
و المحتشدات التي يحجزون بها تخيّم عليها السرّية في إسرائيل إلاّ أنّه صدرت تقارير بأنّ على الأقلّ 27 فلسطينيّا من المعتقلين قد ماتوا في المعتقلات .
و من هذه المحتشدات العسكريّة محتشد أس دى أ تيمان ( Sde Teiman ) الواقع في صحراء النقب الإسرائيليّة . و في تقرير لقناة السى أن أن ، في العاشر من ماي ، رُوي ما كشف عنه حرّاس عاملون في المحتشدات :
" رسموا صورة خدمات حيث يبتر الأطبّاء أحيانا أعضاء السجناء جرّاء الجراحات الناجمة عن الأصفاد المستمرّة بالأيدى و الأرجل ؛ و رسموا صورة للإجراءات الطبّية التي تتّخذ أحيانا من قبل أطبّاء لا كفاءة لهم في محتشدات صارت تملك سمعة أنّها " جنّة الأطبّاء المتربّصين " ؛ و حيث الهواء يزخر بروائح الجراحات المهملة لتتعفّن ...
" يجرّدونهم من كلّ شيء يجعلهم يشبهون البشر " ، هذا ما قاله أحد الذين عملوا كأطبّاء في قسم المستشفى .
" و الضرب لم يكن من أجل جمع معلومات إستخباراتيّة . كان عملا إنتقاميّا " ، هذا ما أفاد به شخص آخر عمل في تلك المحتشدات . " كان عقابا لما فعلوه ( الفلسطينيّوّن ) في 7 أكتوبر و عقابا للسلوك في المحتشد " .
و من السجناء السابقين في محتشد Sde Teiman الطبيب محمّد الران الذى كان يترأّس الوحدة الجراحيّة في المستشفى
الأندونيسي ، أحد المستشفيات الأولى بغزّة التي أغلقها أو دمّرها الغزو الإسرائيلي . عندما إعتقلته قوّات الدفاع الإسرائيليّة، " وقع نزع ملابسه ليبقى في الملابس الداخليّة و جرى تعصيب عينيه و ربط معصمين ، ثمّ زجّ به في خلفيّة شاحنة أين كان المعتقلون مكدّسون الواحد فوق الآخر و هم يُنقلون إلى محتشد وسط الصحراء ".
و تلاحظ السى أن أن أنّ رواية الدكتور الران " منسجمة مع عشرات الروايات الأخرى التي جمعتها السى أن أن عن ظروف الإعتقال في غزّة . " رواية الدكتور تدعمها أيضا عدّة صور تسجّل الإيقافات الجماعيّة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي من طرف الجنود الإسرائيليّين الذين كانوا يصرخون و يحتفلون بمشاركتهم في تجريد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات من إنسانيّتهم . و كما تشير قناة السى أن أن :" عديد هذه الصور تبيّن غزّيين جرى إيقافهم ، و أيديهم أو أرجلهم مربوطة بكابلات ، و هم في ملابسهم الداخليّة و معصوبى العيون ".
و كما كشف أحد الذين عملوا في تلك المحتشدات : " كان يُقال لنا أنّه لا يسمح لهم [ السجناء ] بالحركة . يجب أن يظلّوا جالسين . و لا يُسمح لهم بالكلام . كما لا يُسمح لهم بالنظر من تحت العصاب الموضوع على عيونهم ". و السجناء الذين يقترفون " تجاوزا " – مثل الحديث مع سجناء آخرين – يُرغمون على إبقاء أيديهم مرفوعة طوال ساعة من الزمن و أحيانا بالأيدى مربوطة إلى السياج حتّى لا يخرجون من موضع ضغط التعذيب . و العقاب مستشري للسجناء الذين يُتّهمون بتكرار تجاوزات منع الكلام و الحركة :
أحيانا يأخذ الحرّاس الإسرائيليّون سجينا إلى ساحة خارج المحتشد و يضربونه بعدوانيّة ، حسب ما صرّح به العاملان في المحتشدات و الدكتور الران . و أحد الذين عملوا كحرّاس قال إنّه رأى رجلا بعد تعرّضه للضرب و قد فقد أسنانه و كانت على ما يبدو بعض عظامه مكسورة .
و إلى ذلك ، سجّل الحارس و الدكتور الران تفتيشا روتينيّا بالتفاصيل اللاإنسانيّة ذاتها . " كان ذلك من عمل وحدة مختصّة من الشرطة العسكريّة التي كانت تقوم بما يسمّى بالتفتيش " ، حسب ما أفاد به المصدر . " لكن في الحقيقة كان ذلك ذريعة لضربهم . كان الوضع مرعبا " .
" كان هناك الكثير من الصراخ و عواء الكلاب " .
و لئن كان كلّ هذا عاديّا برعب ... كلاب تُطلق لمهاجمة سجناء لا حول لهم و لا قوّة كان أيضا من الأعمال المخزية التي قام بها الجنود الأمريكيّون في أبو غريب و غرف تعذيبه خلال حرب الولايات المتّحدة في العراق في بدايات الألفيّة الثالثة.
و ينفّذ نوع آخر من التعذيب في ما يسمّى " ساحة المستشفى " في المعتقل المذكور أعلاه . و قد صرّح أحد العاملين هناك إلى السى أن أن :
" سُئلت أن أتعلّم القيام بأشياء على المرضى ، مجريا عمليّات طبّية صغيرة هي تماما خارج إختصاصيّ " ، قال مضيفا إنّ هذا ما يجرى عادة دون تخدير .
" و إذا إشتكوا من الألم ، يقدّم لهم مسكّن البراسيتامول " ، قال مستخدما إسما آخر للأستمنوفان ...
و ذات الحارس أعرب أيضا عن أنّه شاهد إجراء عمليّة بتر لرجل كانت جريحا بسبب الضغط المستمرّ للأصفاد على معصميه . و الرواية تزخر بالتفاصيل رسالة ألّفها طبيب يعمل بالمحتشد إياّه و نُشرت و جريدة هآرتس في شهر أفريل .
و جاء في رسالة كتبها ذلك الطبيب أنّ كافة السجناء في مستشفى محتشد Sde Teiman الأيدى و الأرجل ، بغضّ النظر عن مدى خطورة ذلك عليهم . و يجرى تعصيب عيونهم و تتمّ تغذيتهم بواسطة قصبة ". و كتب : " في هذا الأسبوع فحسب، سجينان وقع بتر أرجلهما نظرا لجراحات تسبّبت فيها الأغلال ، و هذا لسوء الحظّ حدث روتينيّ ".
" الجيش ألأكثر أخلاقيّة في العالم "؟؟؟ لا ! هذا جيش للهيمنة المهينة و التعذيب و جرائم الحرب و التجريد من الإنسانيّة – يقاتل بوقاحة و بلا أخلاق من أجل أهداف رجعيّة . و مثلما أشار إلى ذلك القائد الثوري ، بوب أفاكيان : " من الحقائق المهمّة أنّ أيّ جيش يعكس النظام الذى من أجله يقاتل ". و الجيش الإسرائيلي يعكس و يكثّف الدولة الصهيونيّة ( التفوّقيّة اليهوديّة ) للفصل العنصري / الأبارتايد الذى يقاتل من أجلها – و يسلّحه و يدعمه جو بايدن الإبادي الجماعي و كافة إمبرياليى الولايات المتّحدة مصّاصى الدماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال