الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا عاقل يتعظ: نُذُر المجاعة والمفاهيم العبيطة !!

محمد الصادق

2024 / 5 / 16
الصناعة والزراعة


شيء غريب جدا
رؤية اسواق الولايات في السودان
تكاد تخلو من الخضروات،
وإن وجدت فبأسعار عالية تنفّر من الشراء،
ويضطر الناس حتي الي شراء الصلصة المستوردة من مصر وعمان والامارات،
ويغضوا الطرف عن شراء الطماطم المنتجة محليا
بسبب ارتفاع السعر !!!


عندما بدأ انتاج البترول في السودان
كانت بعض الرؤي الاقتصادية
ترجح ان معظم عوائد البترول
سيتم استغلالها في دعم الزراعة،
لأن الزراعة تحتاج الي اموال كثيرة
لتوفير مدخلات الإنتاج
واستجلاب التقانات الحديثة.
و بالرغم من وضوح تلك الرؤي وايمان الجميع بها
لكنها لم تنفذ،
فبدلا من ذلك
أُستغلت اموال طائلة
في البناء العمراني،
وبدلا من استجلاب مدخلات الزراعة
صرفت الاموال في استيراد السيخ والاسمنت وآليات البناء،
وفي استيراد نوعيات فاخرة من السيارات والآثاثات والأجهزة المنزلية.
ومع وجود الاراضي الخصبة وتوفر المياه
الا ان البلاد ظلت تستورد القمح
الذي يعتمد عليه معظم السكان، وبالرغم من ذلك
ظهر التنافس علي بناء
العمارات العالية، والأبراج الفخمة، واصبح أمرا عاديا رؤية موديلات من السيارات
لا تتماشي حتي مع الطرق الضيقة المتهالكة.
الآن وبعد ان انفض سامر العاصمة القديمة،
والتي كانت يسكنها ثلث سكان البلاد،
نزح السكان الي الولايات
فصارت هناك ازمة مساكن
فأرتفعت اسعار المنازل والاراضي بصورة ""خيالية""!!!
من مشكاكلنا اننا مجتمع يحب تقليد تجارب الغير،
خاصة في مجال العمل والاستثمار، فنحن نذكر انه حينما ظهرت ""الأمجاد""
كل الناس اشترت امجاد!!!
ان لم يكن بالحاضر فبالأقساط،
كذلك حينما ظهرت الركشات، وايضا في وقت ما
يصبح الاستثمار فقط
هو ان تشتري حافلة أو بص
يعمل في خطوط المواصلات العامة،
فامتلأت البلاد ب""الحديد""!!!
حتي صار لدينا مشاكل في الطرق والمرور !!!

في السنوات الماضية اصبح الأستثمار الفردي
معظمه في مجال العقارات، بالأخص في العاصمة القديمة الخرطوم،
حيث انتشرت موجات عالية
من بناء وتشييد البيوت والعمارات، وايضا شراء الاراضي،
لأن الاراضي يزداد سعرها يوما بعد يوم.
قطعة الأرض في حارة تبعد ساعتين عن مركز المدينة
صار يبلغ ثمنها مليارات الجنيهات !!!¥
واصبح معروفا ان سعر الأراضي في الخرطوم
اعلي منه حتي في عواصم اوروبا !!!

لكن الآن،
وحتي بعد ان تنتهي الحرب
فإن قطعة الأرض في اغلي منطقة في الخرطوم
يتوقع الا يزيد ثمنها علي ثمن ركشة جديدة !!!

وبالرغم من كل ذلك
لكن نري ابناء الولايات
يتنكبون نفس الطريق الذي سلكه اهل الخرطوم !!!
الآن..
الناس تركوا زراعتهم وبهائمهم
واتجهوا نحو العقارات،
وصار امرا عاديا
رؤية اكوام المونة والطوب
تسد كل شوارع المدن
وحتي القري البعيدة،
التي بعضها لم يكن يعرف اهلها ثقافة ايجار العقارات،
لأن النازحين يبحثون فقط
عن توفر الماء،
ثم الكهرباء والأتصالات.

الحركة العمرانية الواسعة أدت بالطبع
الي ازدهار سوق مواد البناء، وسوق الأثاثات،
وأدت الي تحريك الاعمال الحرة
من بناء وحدادة وسباكة وكهرباء .. الخ
لكن الزراعة ايضا
كان يمكن ان تحرك اعداد اكبر من العمالة.
وكان علي اهل الولايات أن يتعظوا مما حدث لسكان الخرطوم، وينتظروا علي الأقل حتي تضع الحرب أوزارها.

الآن هناك اسعار الدقيق والسلع الغذائية
تزداد شيئا فشيئا،
ونخشي ان تتلخبط الأمور في القريب
علي الذين هم منفتحون الآن
في عمليات بناء وتشييد وتشطيب وفرش البيوت والشقق،
وقد يضطر احدهم حينها الي بيع قطعة ارض أو منزل
مقابل بضع جوالات من القمح او الذرة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح