الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينقذ الكويت من وباء الديمقراطية اللعين؟

محمد حمد

2024 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حاولت لفترة طويلة أن اتجنب الحديث قدر المستطاع عن إمارة "آكلي المرار" اي دولة الكويت الشقيقة جدا ! ورغم أن لا شيء جديد في هذه الإمارة المنسية يستحق الاهتمام. وان جميع اخبارها، وأغلبها من سيء الى اسوء، تمرّ مرور الكرام على وسائل الإعلام وتفرعاتها. وعندما يتعلق الأمر بأخبار الكويت غالبا ما نلقى نظرة عابرة على شاشة الحاسوب أو الموبايل ثم نهرب افتراضيا إلى جهة اخرى.
لكن في الأيام القليلة الماضية ارتفع منسوب الكراهية عندي ( كراهية لدولة الكويت وليس لشعبها) وانفتحت شهيتي على مصراعيها فوجدت نفسي أمام اخبار يسيل لها لعاب من هم على شاكلتي. فامارة آل الصباح كفّت إلى حد ما عن ان تكون دولة كبقية الدول. فلا أميرها يسافر إلى الخارج ويلتقي بامثاله من الحكام. ولا لحكومتها تأثير أو مبادرة إقليمية أو دولية أو وساطة بين المتخاصمين. وليس لها نشاط أو فعالية من اي نوع كان، ولا حتى مباراة رياضية إقليمية مثلا ! وأصبحت دولة لا (تهش ولا تهش) وكل شيء فيها هاديء هدوء المقابر بعد منتصف الليل. الا السياسة الداخلية واخبار الجنس بكل ألوانه وتفرعاته "المتحضرة" جدا. ثم عالم المخدرات بمختلف الانواع وحسب "جيب" او إمكانية المدمن عليها.
وثمة ثلاثة عوالم قد لا تربطها علاقة مباشرة لكنها في النهاية تمثل الوجه القبيح للديمقراطية المستوردة من الخارج، والحرية المبالغ كثيرا في التمتع بها والتعايش معها. وكثرة اهتمام الناس بقشور التحضّر والهوس في تقليد الآخر البعيد بشكل اعمى، وفي كل شيء تقريبا.
وقبل بضعة أيام نشر في إمارة الكويت ما يلي:
(قام امير البلاد بحل مجلس الامة واوقف العمل ببعض مواد الدستور...) بالمناسبة٫ انا شخصيا لا اعرف لماذا يطلق أهل الكويت اسم "محلس الامة" على برلمانهم خلافا لجميع دول العالم؟ فهل الكويت يا ترى أمّة أم شعب؟ وما هو مفهوم الامّة أو معناه عندهم، خصوصا وأن أكثر من نصفهم من الأجانب والوافدين. وعدد سكان الكويت لا يتجاوز الثلاثة ملايين على اكثر التقديرات. واذا كانت الكويت امّة فماذا نقول عن الهند والصين وروسيا والبرازيل مثلا؟
طبعا امير البلاد برّر غلق البرلمان أو مجلس الامة (لدرء المخاظر عن البلاد ووضح حد للفوضى السياسية والفساد. وان التمادي وصل إلى حدود لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها) إشارة إلىى تصرفات بعض النواب الذين افقدتهم "الديمقراطية" صوابهم فأصبحوا لا يميّزون بين البعير والأمير.
وبما أن أهل الكويت تعودوا على حل البرلمان وإقالة الحكومة مرتين أو ثلاث مرات في السنة. فقد اعتبر الأمر بمثابة روتين أو تقليد سياسي منّبع حصريا في الكويت.
وقبل يومين أو ثلاثة، ونخن ما زلنا مع اخبار الكويت الشيقة للغاية، نشرت وزارة داخلية الكويت (بالصوت والصورة) خبرا يقول أن رجالها، القوا القبض على ٢٤ رجلا وامرأة "يمارسون الرذيلة والدعارة وتمّ نشر صورهم مموّهة على موقع الوزارة. طبعا لا توجد تفاصيل عن نوعية وطبيعة هذه الرذيلة وتلك الدعارة. اما الحديث عن زواح المثليين وربما تبادل الزوجات والحفلات الخاصة ذات المحتوى الهابط والماجن. فقد أصبحت أمورا "عادية جدا" باعتبارها جزء من " التطور" الحضاري المفاجيء الذي جلبته ديمقراطية امريكا عندما قامت باحتلال امارة الكويت بعد أن حرّرتها من الغزو العراقي عام 1990
اما الخبر الآخر فيتعلق بأحد أفراد العائلة الحاكمة وينطبق عليه بيت الشعر القائل: " اذا كان ربّ البيت بالدفّ ناقرا - فشيمةُ اهل البيت كلّهم الرقص". والاشارة هنا الى ما اعلنت عنه مؤخرا وزارة داخلية الكويت. حيث ورد في منشورها ما يلي: (عثرت قوات الشرطة على 270 شتلة من الماريجوانا في حديقة احد افراد الأسرة الحاكمة مع أربعة أشخاص آسيويين. كما تم العثور على كمية كبيرة من الماريجوانا جاهزة للاستخدام. إضافة إلى مواد مخدرة أخرى. وتم إحالة الملف إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم) وتضيف وزارة داخلية دولة "آكلي المرار) قائلة " لا احد فوق القانون". وعلينا أن نصدق مثل هذا الكلام !
وبرأيي المتواضع هناك دول، على شاكلة الكويت، لا حاجة لها بالديمقراطية طالما أن رئيس الدولة ورئيس الحكومة وبعض الوزراء من نفس العائلة الحاكمة. ويكفي القليل من الحرية المنضبطة والقليل من المساواة الاجتماعية بين المواطنين والقليل من العدالة في تطبيق القوانين .
وابوكم الله يرحمه !
وقبل أن اختتم مقالي هذا قرأت آخر "انجازات" دولة الكويت كما نشرته بعض وسائل الإعلام، (امير الكويت أمر بمخاطبة رئيس مجلس الوزراء ب "سمو الشيخ". وكأنّ العائلة الحاكمة في الكويت كانت بحاجة إلى القاب جديدة.
وفي نفس اللحظة قرات أيضا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم"الفيفا" قرر الأربعاء الماضي اعتماد بطولة كأس العرب وإقامة ٣ نسخ في أعوام ٢٠٢٥ و٢٠٢٩ و ٢٠٣٣ في دولة قطر. لاحظ عزيزي القاريء الفرق الشائع جدا بين امارة "آكلي المرأر" الكويتية، التي اصيبت بالزهايمر"الديمقراطي" في مراحله المتقدمة، وامارة قطر التي لا يتوقف لها نشاط أو فعالية أو مبادرة أو وساطة سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الدولي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |