الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم يتشكل من جديد … عالم مابعد غزة

مظهر محمد صالح

2024 / 5 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لم تنته الحرب الدموية في الشرق الاوسط التي تبدو صغيرة بمساحة غزة وسكانها القلة العزل الا على اعتاب نشوء نظام عالمي جديد ستتخاذل فيه الامبريالية وهي تحمل رسالة أيديولوجية خرساء تتنفس دمّا بارداً وهي تجوب اطراف الارض براية منكوسة معدومة الضمير لقوى عظمى رقمية شديدة الجبن منبوذة متراجعة ومحاطة بسخريّة احرار الارض.
فالعالم بعد غزة post Gaza سيتحول لا محالة الى ماهو اشبه بولادة استقطاب مهول للحضارات الشرقية التي ستعتلي قطبيات بناء السلام في العالم لتفرض توازنا للحقوق والواجبات … وهي عقائد اصيلة ستولد عولمة اديولوجية مشرقية بهوية موحدة مضادة لعالم امبريالي عديم الضمير وبلا هوية انسانية واخلاقية، ذلك لاتمام مسيرة القرن الحادي والعشرين كما تريده الشعوب الحرة . وهنا يؤكد المفكر السياسي الاجتماعي ابراهيم العبادي في مقال مهم عنوانه : مابعد غزة …تداعيات وتحديات قائلاً:
(لم يكن ينقص العالم والشرق الاوسط تحديدا ، أزمة كبيرة وخطيرة زادت من صعوبة ضبط البيئة الداخلية والخارجية ،كما فعلت حرب غزة ،دول كثيرة تشعر انها في سباق مع الزمان لاحتواء التداعيات الامنية والسياسية والاقتصادية ،العامل الاكثر خطورة في هذه الحرب ان اطرافها الرئيسة ليست جميعها من الدول،بل منظمات وقوى موازية للدولة صارت تقوم بادوار الدولة ،فتعلن الحرب وتحدد شروط السلام وتستخدم ادوات ضغط كبيرة تزعزع معادلات الاستقرار الهش في المنطقة).
اذ نرى ، في نهاية المطاف ستمتزج الهوية القومية العربية والهوية الاسلامية والكنائس المسيحية الشرقية بكل ثقلها الانساني والاخلاقي في اوجه الديانات كافة … كقوى سلام تمتزج مع دواخل شعوب الغرب وقوى الحرية فيها واحرار العالم كافة، لتبرهن جميعها ان عالمنا بعد غزة هو من سيضع نهاية التطور الأيديولوجي للجنس البشري وعولمة الديمقراطية الليبرالية الغربية بكونها الشكل النهائي للحكومة البشرية كما ارادها الفيلسوف والمؤرخ فوكوياما والتي رسمت موت خرائط وجودها بدماء الابرياء وهي تمتزج بحافات مياه شواطيء المتوسط في غزة .
ان حق تقرير المصير للشعوب المسلوبة سيصنعه النظام العالمي الجديد بأيديولوجيا ترسم مبادئها على الحقوق التي هدرت فيها دماء الطفولة والنساء والابرياء والتي روت ارض غزة بقنابل امبريالية خالية من الانسانية متعتها هدر الدماء الباردة بقوة رقمية جبانة متوحشة .
فالنظام الدولي الانساني الجديد الذي تخط اليوم ديباجته ارض جامعة كولمبيا وسجلات وقائع المحكمة الجنائية الدولية و افواه الارادة الحرة لشعب جنوب افريقيا وغيرهم من احرار الارض …هم العناصر الاساسية في انتصار أيديولوجيا التحرر الانساني في القرن الحادي والعشرين والتي تبشر لامحالة بولادة النظام الدولي البديل الجديد ، لتبنى قوتها الانسانية على مباديء توازن الحقوق والواجبات في عالم خالي من القتل والظلم والقهر والعنصرية .
انه الوعي الذي بدأت منطلقاته بين الشعوب الغربية ومؤسساتها وقواها الثقافية نفسها بهذا الحس الانساني الذي اذهل الغرب و الكيان المحتل في تلمس معنى التركة الامبريالية المنزوعة الرحمة وهي تبحث عن سبل موتها ،هو الغطاء و مفترق الطرق الذي سيعجّل في اعادة تنظيم بناء العالم …عالم آخر ما بعد غزة …. انها غزة التي ستغير وجه العالم كله لامحالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح