الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجدار..

علي حتر

2003 / 6 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


     الجدار حقيقة تحت التنفيذ.. وهو ليس من الأساطير والقصص الخيالية..

الإرتفاع خمسة عشر مترا..  تسع مرات من ارتفاع قامة الإنسان.. وهو أعلى من سور الصين العظيم على كامل طوله البالغ ثلاثمائة كيلومترا بالتمام والكمال..

المكان.. فلسطين.. ولنحاول ان نتصور معنى ثلاثمائة كيلومترا في فلسطين الصغيرة.. وأن نتوقع ما يحتاجه هذا الجدار من مصادرة اراضي على جانبيه على طول هذه المسافة..

البناة.. الصهاينة والأمريكان.. يضاف إليهم حراس جدران الحدود والأمن والحصار العرب..

وآليات كاتربيللر التي تعمل ليل نهار.. لبناء هذا الجدار.. مثلما بنت معظم المستوطنات في فلسطين..

وصمت الأمم المتحدة التي لا ترى للإنسان الفلسطيني والعربي حقا في الحياة.. إلا إذا كان حاكما راضخا منفذا للإرادة الأمريكية.. وأي حقوق تلك..

والجدار يختلف اختلافا كاملا عن جدار بارليف العسكري.. الذي أزاله الأبطال العرب المصريون..

والغرض من بناء الجدار الجديد.. تحويل ما تبقى من فلسطين إلى سجن أكبر من كل سجون العالم والتاريخ.. خصوصا إذا أضيف إلى هذا الجدار.. الجدران الأمنية العربية شرق فلسطين وجنوبها..

لا أحد يتكلم عن هذا الجدران.. من الرسميين العرب.. لأن الإرادة الصهيونية لا ترد خائبة.. والإعلام المذعن لا يهتم إلا بتوزيع المديح للحكام العرب.. على إنجازاتهم الوهمية على طريق الإستسلام..

هناك فقط بعض الأجانب الذين يتضامنون مع الشعب الفلسطيني.. يفكرون بالتصدي لأعمال البناء.. من حركة التضامن العالمي..

ابو عمار لا يقول شيئا.. 

ابومازن لا يقول شيئا.. لأن جدرانه الداخلية أيضا رهيبة.. وهي جدران مدعومة بالقوة الأمريكية..

الدحلان لا يحتج.. فالجدار يساعده في المطاردات الأمنية.. حيث يجعل كل الطرق الفلسطينية غير نافذة..

سري نسيبة.. قد يكون فرحا لأن الجدار يساعده في تحقيق مبادراته التنازلبة الخيانية.. وحنان ومحمود درويش.. أيضا ساكتون.. وإدوارد سعيد يبحث عن نصوص فلسفية.. يصف فيها حجارة الجدار.. 

الوسطاء العرب في مصر والأردن وكل مكان.. يتجاهلون الأمر لأن الشعوب العربية لا تقول شيئا.. وهم معنيون بتشديد الحصار حتى تنجح إقليميتهم في تمرير المؤامرات الأمريكية.. والمطبعون على فرح كبير.. والفنانون المقلدون يبحثون عن طرق في المكياج.. تجعل وجوههم تشبه الجدار.. على ان تبقى وجوها ضاحكة.. لأن الأمر مفرح لهم.. ومنعش لشبابيك التذاكر..

أمريكا.. صاحبة أقفاص غوانتانامو.. والعدوة الأولى لحقوق الإنسان غير الأمريكي.. ربما تكون اجهزتها الأمنية وراء العملية.. وهي حتما الممول الرئيسي..

 

الجدار.. إنه نقطة ساخنة مهملة.. فهل نضعها تحت المجهر قبل فوات الأوان..؟ إنها دعوة جادة للحوار في هذه المسألة التي يجب الا نهملها.. مهما كانت الجدران العربية الرسمية التي تحيط بنا..

هل ناقشوها في العقبة؟؟ وهل درسوا كيف ستعرقل خطط حكومة ابو مازن التي ستتحول إلى مجرد إدارة سجن كبير؟؟

هل ناقشوها في شرم الشيخ؟؟ وهل درسوا تأثيرها على مشاريعهم في المنطقة؟

هل ناقشوها في دافوس البحر الميت؟؟ وهل وضعوا خططا لانتقال بضائع شركاتهم عبر بوابات هذا الجدار التي لن تفتح إلا لمركبات الإقتحام الصهيونية عند الحاجة.. وللوفود العربية المفاوضة أو السائحة في مواخير تل ابيب..

حتما لا.. وإذا كانوا ناقشوها.. فمن باب دعمها.. لأننا لم نقرأ احتجاجا واحدا عليها..

هل نسكت فعلا حتى يرتفع هذا الجدار ويصبح حقيقة واقعة.. ؟؟

إنها دعوة لكل المناضلين سلما أو عنفا.. للنقاش والتحليل..

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة