الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية ـ 174 ـ

آرام كربيت

2024 / 5 / 17
الادب والفن


عارنا نحن صنعناه بأيدينا
أغلبنا صنع عاره بيده، لم يأت العار كقدر لا فكاك منه، لا، أنه تاريخ طويل طويل.
لنعد إلى الوراء ونفككه، ونعرف لماذا ولد وكبر، ثم أصبح كائنًا قائمًا بيننا، وعلينا أن نعرف سبب حدوثه، وإلى أين يريد أن يأخذنا.
اتعتقد أن هذا العار ولد بين ليلة وضحاها، أم سار على الدرب مع مجموعة من الأحداث والنوايا، وعيوب وأخطاء.
عد إلى الوراء، امسك الخيط من أوله، ثم فكك عقده، علك تدرك عارك الأول، وتبدأ بعد هذا برجمه، أو قتله أو تسوية الطريق حتى تبني على الجديد جديدًا.
لا يمكن البناء على العار.

المنتصر
أنت ترى المنتصر فوق القمة متلذذًا، ترى القضيب المنتصب مرفرفًا، بيد أنك لا ترى الدماء الحارة السائلة على ضفافه المكسورة.
يا للهول، لتلك الفجائع التي نالت مني منّا منكم، عندما رفع ذاك الذي في الأعلى رأيته فوق رؤوسنا المنكسة الذليلة.
كنتم ولا زلتم، تتعرون بسهولة، ترفعون مؤخرتكم بسعادة بالغة، لذلك السيف المرفوع عاليًا في لحظات عريكم الدائم، وفرحكم المزيف.
أعرف أنكم مبتهجون كل دقيقة وثانية، لذلك القضيب الذي دس ويدس في مؤخرتكم، ويدخل كالخازوق في جوفكم، وبمتعة شديدة، تتحركون تحته، تلتفتون قليلًا، لتروا عاركم الجميل واللذيذ كيف يمرر فيكم وفوقكم، تضحكون بصدق منقطع النظير لما يحدث لكم، وتبررون لأنفسكم على أنه ضرورة ورغبة وبقاء.
تسخرون من أنفسكم قليلًا، بيد أنكم تكملون مشواركم، تقولون كذبًا أو صدقًا لأنفسكم:
إنها لحظة عابرة من لحظات الزمن، سيطوي العيب، عيبنا في جنباته، ولا من شاف ولا من دري.
ربما الأخرين لم يروا عارك، لكنك بالتأكيد تراه بوضوح، ولا يمكن أن تنساه.

الولايات المتحدة لا تريد هزيمة روسيا
الولايات المتحدة لا تريد هزيمة روسيا، ولا تريد هزيمة أوكرانيا، لا تريد انتصار روسيا ولا انتصار أوكرانيا، تريد الوضع مثل مباراة كرة القدم، اللعب يجب أن يبقى في منتصف الملعب، وان يمرر اللأعبون الكرات إلى بعضهم البعض، بحيث لا يستهدفون المرمى حتى لا تنتهي المباراة، ولا يغادر الجمهور الساحة.
هناك وقت محدد للمباراة، وعلى الطرفين تغطيته إلى حين انتهاء الوقت المحدد، ويخرجون، بنتيجة لا غالب ولا مغلوب.
هذا عن كرة القدم، أما ما يحدث في ميدان الحرب، ترغب الولايات المتحدة، بقاء الحرب مستمرة الى ما لا نهاية في ظل تضخم عالمي، سيؤدي الى الركود اقتصاديًا قريبًا جدًا.
هذه الحرب يجب أن تبقى، أنه المكان الأكثر ضرورة لإنتاج عالم مأزوم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وهل تعيش الرأسمالية دون أزمات؟
إيقاف الحرب هو بيد الولايات المتحدة الأمريكية، بيدها المفتاح في زمن غياب الايديولوجية.
روسيا دخلت في النفق، ولم يعد بإمكانها الخروج منه.
الولايات المتحدة تترع كؤوس الراح بفرح الانتصار الكامل، وتسخر من غباء الطرفين، الأوروبيين والروس.

القصاص
ما زال القصاص أو العقاب التي تمارسه السلطة على المجتمع يشكل له جرحًا عميقًا، قابع في الذاكرة الإنسانية القديمة والمعاصرة، لا يمكن محوه أو إزالته أو تجسيره.
فيه قدر كبير من التورية، التعمية، لهذا العقاب الذي كان سائدًا في زمن الحداثة السابق، وفي زمن ما كان يسمى حقوق الإنسان، والحريات الشكلانية السائدة، بيد أن ممارسته ما زال قائمًا لأنه ضرورة، وحاجة للسلطة ذاتها.
يلف حول هذا الجرح، القصاص، عدد كبير من علماء النفس والمنظرين والكتاب والفلاسفة والمفكرين، بيد أن الخلل في الذاكرة، أنه لا يوجد كائن من يكون يستطيع الدخول في حيثياته او التفكير في كيفية إلغاءه أو إزالته.
إن العقاب جزء من ترميم القيم الأخلاقية السائدة للسلطة، الذي هو نتاج أخلاقيتها، ولا يمكن إزالة العقاب إلا بإزالتها أو إلغاءها من الوجود كله.
لهذا فهو مرهون بها، في قدرتها على إنتاج ذاتها من ذاتها وفي استمرارية وجودها.
في زمن العولمة، سيعود العقاب العلني، أو أنه عاد بقوة شديدة، وما رأيناه في سوريا والعراق، من قطع الرقاب والقتل الممنهج المدروس من قبل الدول الكبيرة والصغيرة التي تديره بكل وضوح وأمام كاميرات العالم.

الحروب
أغلب الحروب أو المعارك التي خاضتها الدول العربية مع إسرائيل كانت مشبوة، حروب ظالمة، دفع ثمنها الجنود والضباط في الجيوش العربية.
ودفع الإنسان العادي، من دمه وعرقه، ومستقبله وحياته ثمن الرصاص الذي دخل في الصراع الموظف لإبقاء الأنظمة العربية المحركة للأحداث.
علينا أن لا ننفعل مع الإعلام العربي هو أيضًا موظف ومشبوه في خدمة الأنظمة.
أكثر من سبعة عقود يجري التلاعب بنا، بحياتنا، وما زالوا يتلاعبون.
لن أصدق أي فصيل طائفي مسلح رفع شعاراته البراقة لمحاربة إسرائيل. ليس له صلة أبدًا بالقتال الحقيقي.
كلهم يعملون على تثبيت كراسيهم في الحكم وقبض الأموال الطائلة من الأنظمة المرهونة لإسرائيل.
علينا ان نتذكر أن نتنياهو افتعل الأحداث، ودائما يفتعل الأحداث كلما اقترب من تقديمه للمحاكمة، ليهرب من استحقاقات محاكمته بتهمة خيانة الامانة، وأن دولة قطر على على علاقة طيبة مع إسرائيل، وتعمل معه من تحت الطاولة.
أعلم أن الفاتورة يقدمها البسطاء والناس العزل، لكن ما أريد قوله، أن أنظمتنا مشبوهة، والنظام الإيراني مشبوه، وحزب الله، وحماس والجهاد الإسلامي أيضًا وعلينا أن لا نثق بهم. ورواية غسان كنفاني، رجال تحت الشمس، شاهد على ذلك
كلهم مشبوهين، وعلينا أن لا نصدقهم. اعتقد سبعة عقود لأزم علمتنا كيف نفكر وكيف نتعامل مع النظام العربي الذليل.

الاستبداد هو اساس
الديكتاتور وريث الفكر الاستبدادي وثقافته.
أول شيء يفعله الديكاتور هو قتل الضمير ودفنه.
وفي دفنه يدفن المحاكمة العقلية والفكر العقلاني في ذات الإنسان.
ويموت في داخله الحس بالجمال والحرية والحب.
إن موت الضمير يقابله تصحر الذات الإنسانية كالحب والإخلاص والتضامن والتعاضد.
وتهزم أغلب مجالات الحياة. وتموت الطبيعة بأشجارها وأنهارها وطيورها وترابها.
ويموت الوطن وتتفكك المواطنة ويضعف الانتماء ولا يشعر المرء بأي رابط مع الفضاء الإنساني أو الاجتماعي.
الدكتاتور نتاج ثقافة.
والديمقراطية نتاج ثقافة.
والحرية نتاج ثقافة.
ولا يستطيع الإنسان العيش دون إطار ثقافي يصونه ويحصنه أو يدمره.
لم يسبق أن ذهب الاستبداد إلى الهاوية لوحده, دائماً يأخذ بقايا الخلاص معه, والحرية.
وبهذا يسدل الستار على المسرح بعد أن يكنس الزمن التيارين, الصاعد والهابط, ويغيبا معا نهائياً.

الظواهر
هناك ظواهر اجتماعية كالثورة, الدولة, السلطة, القومية, نتعامل مع هذه الحدود كأنها مسلمات, كتلة واحدة صلبة بالرغم من أنهم مفاهيم مركبة, متحركة, متغيرها ويمكن تقييمهم وفق الحقبة الزمنية التي انتجتهم.
وأغلب هذه الظواهر لا يمكن للمرء أن يركن إلى تعريف دقيق لهم لعلاقة المفهوم بالموقع الفكري والسياسي وزمنه وشروط إنتاجه وقدرته للذي يتناوله أو يقيمه.

الصراعات البينية
الكثير من الناس ينظرون إلى الصراعات البينية بين الدول المتخلفة من الخارج، دون الدخول في اللب أو الأعماق.
إن هذه الصراعات هي عدة الشغل، محرك للسوق، للنفوس، للأجندة الدولية، للإعلام، للبيع والشراء على الضمائر والنفوس والسلاح.
والمكاسب تدخل في حصالة القوى النافذة في الصراع، والبسطاء كالعادة مكانهم الموت ودفع الثمن الغالي.
لم يبق شيء اسمه استقلال وطني، سيادة وطنية. جميع البلدان مخترقة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأغلب الأقلام مباعة بسعر رخيص، ولم يبق في الساحة إلا القلة القليلة.
على الناس أن لا تذهب مع الإعلام الموظف لشحن الطاقات الدينية والعاطفية والقومية والوطنية.
زمن الرأسمالية، النظام الرأسمالي، ليس له صاحب أو صديق، أنه دائر، يدور مصالح نخبه الفاعلة فيه.

الدين والقومية
الدين والقومية مفهومان غائمان راسخان في أبنية العالم القديم، لا يقدمان أي شيء مفيد للإنسان المعاصر، الإنسان في عصر الرأسمالية، سوى الحرب والدمار.
الدولة المعاصرة تخدم النظام الرأسمالي على المستوى العالمي أكثر مما تخدم المجتمع المحلي.
نحن لا نكتب ألغاز، هذا واقع نعيشه، بله تحولت الدولة إلى خادم حقيقي للنظام، تجلي الصحون وتنشفه، وتضع الأطباق في الأماكن الصحيحة.
عصر الوطن غاردنا بعد الحرب العالمية الثانية، وربما قبلها بعقود.
إن نحاول إيجاد حلول لعالمنا الكبير بعيدًا عن الأنطواء على الذات، أو الهويات القاتلة أو الميتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف