الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع

بلال سمير الصدّر

2024 / 5 / 17
الادب والفن


هل تبقى لوودي ألن شيئا يريد ان يقوله في فيلمه قبل الأخير...؟!
الفيلم محمل بكل هواجس وودي ألن،بكل حواس وودي ألن،على ان الموضوع هنا مختلف ولكن ايضا ليس من كل النواحي،بل ربما من الناحية العاطفية فقط،ومن هنا نقول أن وودي ألن لازال لديه ما يقوله وان لم يكن كبيرا ولا مختلفا،ولكن فنان بحجم وودي الن يستحق ان يقف ويقول وداعه الأخير.
وكان صديقنا شعر باقتراب الاجل، فأراد ان يقدم لحظة وداعية جميلة جدا،ان يقدم ما احبه طوال حياته وطوال مخزونه السينمائي ،مع تقديم المبرر للهواجس الأكثر شغفا...الأكثر حضورا للذهن
الحب والموت والوجود
ويضيف وودي الن البعد الرابع....ألا وهو شغف السينما
ريفكيني(والاس شون) سبعيني متقاعد من صف لتعليم السينما،ويحلم طوال حياته أن ينجز رواية،ولكن ليس كأي رواية،بل تحفة فنية تقف الى جانب دوستيوفسكي وجويس قدما بقدم وساقا بساق،لنه بالنسبة اليه ليس من الضروري أن ينجز رواية لتوضع لاحقا على رفوف المكتبات ليس إلا.
إنه حلم شخصي أن تعتبر نفسك قلت الكثير في حياتك ولكنك في نفس الوقت لم تقل اي شيء،لأن جانب الكمال من الناحية الشخصية،او من ناحية الرؤية الشخصية سيظل يضفي على ما قلته نوعا من النقص ....أو نوعا كبيرا من النقص أو النقص بتمامه....
...لا أعرف من أين أبدأ،فجأة توقفت عن العمل عن الرواية التي كنت أكتبها،ورافقت زوجتي الى مهرجان سان سباستيان السينمائي...
من هنا-كالعادة-يطرح وودي الن العالم من خلال رؤية مثقف وليس اي مثقف،بل هو مثقف نوعي شغوف بالسينما،ولكن اي سينما ليست على طراز فليني أو بيرغمان أو غودار أو تروفو أو بونويل أو الن رينيه ،فهي سينما فاشلة بالأساس ولا يمكن ان توصف بالابداع او اعتبارها قدمت أي شيء جديد....انها السينما الأروبية العظيمة بأي حال من الأحوال....
في حوار بين ريفكيني وزوجته (سو)-الممثلة جينا غيشون-:
سو:الموضوع انك تصنف كل الاشياء طبقا على انه (ضحل فكريا)
ريفيكني:انا لا اصنف الاشياء التي يفعلها بالضحالة...أنها متوسطة الضحالة
سو:اعتقد أن لديه صلة بالسياسة،أعني لقد لاحظت حديثه عن فيلمه المقبل،سيحاول حل معضلة الصراع العربي الاسرائيلي
ريفكيني:نعم سعيد بأنه توجه لصناعة أفلام الخيال العلمي...ويتابع:
السياسة،ما هي السياسة:انها شيء سريع الزوال،أنها تضيع الأسئلة الكبيرة
سو:ما هي الأسئلة الكبيرة التي تعنيها...؟
الاسئلة المهمة،ما الجدوى من الحياة،هل هذا كل شيء موجود أم هناك شيء أكثر
الاشياء التي يتعامل (قيليب) هي في الحقيقة شديدة التفاهة ومع ذلك فهو يتخيل أنها ذات معنى عميق
فيليب هو مخرج على قدر جيد من الشهرة،لكنه يحلق خارج السرب بالنسبة لريفكيني،ولكن في الحقيقة الواضحة أن ريفكيني هو من يحلق خارج السرب....
يعيش ريفكيني في حالة يبدو فيها بأنه في حالة مراجعة ليست ذاتية،وليست من أجل وضع خطة او محاسبة الذات،أنها وقفة تأملية أحيانا تكون قسرية لأن هناك اشياء في الحياة لايمكن نسيانها...مواقف سترسخ في الذهن وتكتب في المخيلة بخط أعرض وأضح من الخطوط الأخرى
في الحلم عادت روز بودنيك...ماتت أنتحارا وهي فس سن الطفولة
الموت،شيء لابد منه،لابد من التعايش معه وقبوله،وهنا يبرر وودي ألن لمشاهديه ....
لماذا اغرقهم طوال خمسين عاما بنفس الهواجس...
أنها الهواجس الأهم...انها ببساطة الأسئلة التي فقط يجب أن تسأل...
ومن ناحية أدبية،لابد ان يكون دوستيوفسكي وكافكا وغيرهم هم الأهم على قائمة وودي ألن الفكرية
وليس من الغريب أيضا أن تكون ناجية من الهولوكست ،ولكن هذا لم يشكل لها دافعا معينا،فهي اعتبرت الحياة ليست ذات مغزى ومن ثم انتحرت...
التفصيل الذي يعنينا في الفيلم،أن الفيلم برمته يبدو كفيلما وداعيا لوودي ألن،وهو لايعتذر للجمهور عن اي شيء،بل هو يقدم لجمهوره مبرراته واسباب طريقة تفكيره،واندفاعاته الفيلمية المتأثرة بالسينما الأروبية الطليعية العظيمة....
انه تبرير لمسيرة فنية طويلة...كانت جميلة...جميلة بالرغم من كل شيء
حكاية مخرج شك في يهوديته،وسببت له اضطراب وعصاب وعقدة اضطهاد ومن ثم شك في كل الاديان،والهواجس عن اليهودية ستعود مثل حلم أو ذكرى بالأبيض والأسود في لقطة قد تحاكي فليني أو بيرغمان او تروفو أو بونويل...
لننظر الى هذه الجملة النقدية باهتمام:
العديد من الأجيال الأمريكية كانو مضللين،جعلوك تصدق أن النهايات الهوليوودية حقيقية،لاتصدق،ثم جاء الأوروبيين وجعلو الأفلام تنضج.
هكذا،يسير ريفكيني في حكايته الأخيرة،يتحدث عن مرارة الفقدان لحبيبته التي تزوجت من اخيه محاكيا لقطة في التوت البري،ومشاركة فيليب في حبة لزوجته في لقطات من جولي وجيم وهي سارة لورنس المتخصصة في الأدب.
إذا هل هو فيلم عن السينما نفسها...؟!
أم هل هو فيلم عن الوجود...؟!
أم هل هو فيلم وداعي عن اقتراب الأجل...؟!
نعم...كل ذلك صحيح...كل ذلك صحيح وحقيقي
ثم يمر ريفكيني بعلاقة عابرة مع الطبيبة جو،فكيف نقيس علاقته بهذه الطبية...؟!
أنها بالتأكيد ليست علاقة غرام،أنها احاديث نهاية العمر...أحاديث الوقت الضائع
طبعا شخص في مثل هذا العمر،وربما بمثل هذه الأفكار الافلاطونية الديناصورية محكوم عليه طبعا أن يظل وحيدا....
وليس من الغريب أن تكون المحاكاة النهائية هي محاكاة للقطة ربما تكون الأشهر قاطبة في تاريخ السينما....
مورت ريفكيني يلعب الشطرنج مع ملك الموت،وتتفوق على لقطة بيرغمان أن مورت يقدم انطباعاته عن الموت للموت نفسه ولا يلعب الشطرنح فقط مع ملاك الموت...
عندما يفقد زوجته لصالح فيليب،فهذه نهاية مؤكدة لأن رجل بمثل هذه الافكار محموم عليه قطعيا أن يظل وحيدا....محكوم عليه بالهجران من كل شيء وأي شيء
النتيجة محزنة ولكنها واقعية...واقعية جدا
بالرغم من كل تحفظاتي على وودي ألن...فأنا أحب هذا المخرج...أحب هذا الانسان
15/12/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف