الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدوير العقل فى رحى العقم

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2024 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تتقدم الأمم من حولنا بقدر الحريات الممنوحة للمواطنين وقدرتهم على الإبداع فى عالم تنافسي لا مركزية فيه ولا هواجس أمنية تشبه رواية جورج أوريل ١٩٨٤ وفى ظل المستجدات الكونية يتنافس فلاسفة الغرب على إيجاد فلسفة تحيل بين موت الحضارة أو شيخوختها برؤى تناسب المرحلة فى حالة من الجدل المستمر، فى حين نرى النظام المصري الغارق فى مستنقع الديون والتضخم والفقر المالي والمائي والعاجز أيضا عن تفهم مسارات الوعي بالنهضة، يكرس لظواهر أقل ما توصف بالكارثية، حينما يستخدم قوانين تسد كل أفق للتفكير الإبداعي أو الخلافي وتحيل المفكر أو الكاتب أو المواطن إلى سلسلة من التحقيقات تحت مسمى الحبس الاحتياطي الذي قد يصل بالأشخاص لسنوات يصعب حصرها دون محاكمة عادلة، فقد ابتكر النظام المذعور من فشله الاقتصادي والمالي والاجتماعي، بدائل شبابية تضمن له الاستناد إليها وقت الأزمات تحت مسميات مثل اتحاد الكيانات الشبابية وبرلمان الشباب وأسرة كذا فى الجامعات، وكلها تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبعضها برعاية الحزب المسمى بمستقبل وطن، فترى شبابا فى مقتبل العمر كل أطروحاته ذات أطروحات الدولة. لا يخرج عنها قيد أنملة، وكأننا بصدد نسخة ويندوز مبرمجة آليا، فكيف لتلك النماذج التي تقدم نفسها على أنها القيادة المستقبلية، أن تحكم مصر بنفس فكر آبائهم الروحيين؟ الذين كشفت التجربة عن فشلهم فى إدارة الوطن، فعقلية الاختلاف معدومة تماما وعقلية المبادرة منعدمة ووجدان الشجاعة منهزم، وكأنها صورة العربي فى القرن السابع عشر عند المستشرقين.العربي الفاشل المنهزم الشرير الذي لا يصلح للقيادة( راجع كتاب الاستشراق. إدوارد سعيد) مقابل الغربي الذي يتعلم ويبادر ويجادل ويتحرك لأجل مصلحة وطنه. ثم ما نلبث ألا ننتهي من تلك الكيانات الهشة حتى تتحفنا العقلية الحاكمة بكيانات واتحادات أكثر هشاشة وإن بدت إعلاميا قوية، مثل اتحاد قبائل سيناء. أي اتحاد بدوي عشائري لا يملك من المعرفة إلا محيطه المنعزل وما أتيح له فى عالم الحداثة سوى القليل،أن يكون داعما للوطن؟ فالعقلية القبلية تضع المصلحة العشائرية فوق كل اعتبار وسابقة لكل المعاني الموشاة بالوطنية، فكان السهل على أحمس حارث البوابة الشرقية، أن يستخدم بدو الارتباع بديلا عن الدولة، أو مساعدا لها، لكن عقليته الفذه حالت دون ذلك، بالطبع لا أقصد التقليل من شأن أهلنا فى سيناء، ولا طعنا فى وطنيتهم، لكن المسألة الوطنية تحتاج مفكرين مثل محمود إسماعيل وحسن حنفي وليست بحاجة لصبري نخنوخ أو إبراهيم العرجاني. سيادة الرئيس توقف عن تلك المهاترات واتخذ لنفسك فيلسوفا يرشدك لا شيخا يكشف الطالع فيقول ثروات مصر لا تتعدى محاجر الرخام، فالمحاجر سيدي ليست فى الرخام بأي حال من الأحوال. المحاجر فى العقول وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فى الصدور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه