الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الحوار

زهير كاظم عبود

2006 / 12 / 10
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


تشكل ثقافة الحوار اللبنة الأولى من لبنات أحترام الرأي والرأي الأخر ، ومقدمة لبناء اسس الديمقراطية ، وشكلت الحقبة الزمنية الفائتة تراكماً من التطبع على الغاء الأخر وشطبه ، واللجوء الى استعمال الخطابات البعيدة عن الواقع والمنطق ، وانتهاج سياسة التخوين والتكفير والاتهامات ، وفتح النار على المخالفين ، واحتواء المتفقين ، في سلوك بعيد جداً عن السلوك الديمقراطي الأنساني .
ويبدو أن ظاهرة الغاء ثقافة الحوار التي أستقرت في حقبات زمنية متفاوتة ، وأن خضعت الى ظروف المجتمع وثقافته ، الا أنها انتشرت بين العمل السياسي والديني ، حتى باتت ظاهرة سلبية من ظواهره ، بل صارت سيفا حاداً مسلطاً بين اوساط المجتمع الملتزم بقيم واعراف وتقاليد متزمته ، من الصعب التمرد عليها أو مخالفتها ، ولهذا فقد باتت عملية إلغاء الآخر وشطبة والتطرف في محاربته ، واللجوء الى أساليب التهميش والتسقيط ، وغرس الخنجر في الأعراض والشرف والطهن بالعائلة ، لما لها من تأثير كبير لدى العراقيين بشكل خاص ، جميعها اساليب تعني الأرتداد والنكوص عن ممارسة الفهم الأنساني في عملية الحوار .
وفي الفترة الأخيرة قد نغالي اذا قلنا إن النصوص الدستورية التي جاء بها الدستور العراقي والتي تؤكد على الالتزام بالحوار والرأي والرأي الآخر وأحترام الفكر ، جميعها نصوص بحاجة الى أن نشرع في أن نخطو الخطوات الأولى لتطبيقها ، فالنصوص دون تطبيق كالأحلام ، هذه النصوص بحاجة ليس فقط لقناعتنا وموافقتنا على وجودها وتضمينها في نصوص حقوق الأفراد ، وإنما بحاجة الى التطبيق وبحاجة أيضاً الى إن نتعرف على مكامن الخطأ في السلوك والطريق اليها ، لكننا يجب إن نصر على الوصول الى الطريقة الأمثل في تطبيقها وأستقرارها وكقاعدة من قواعد الديمقراطية التي نزعم إننا نريدها في العراق .
وأزاء ما يحدث ليوم فأننا إمام تنافر وتعارض بين تلك المفاهيم التي استقرت زمنا ليس بالقصير وتطبع المجتمع على الالتزام بها سلوكا وممارسة ، وبين تلك الرؤى والأحلام التي طالما اردنا إن تكون سلوكنا الجديد ، والأرضية التي تقوم عليها ثقافتنا ، وحين تحل القيم الجديدة في ثقافة الحوار ، فأن العديد من الوسائل والأشكال العاملة في مجال الفكر والخطاب السياسي والأ‘لام سيلتزم حتما بخطوطها المضيئة ، لأن الغاء الآخر والعمل على شطبة ستكون حينها ضربا من ضروب انتهاك حق الإنسان في الفكر والعقيدة ، واغاء لحقوقه المنصوص عليها دستوريا والتي يكفل حمايتها القانون .
ويبدو لي من وجهة نظري أن هذا السلوك في تعميم ثقافة الحوار قبول الرأي والرأي الآخر ، ينبغي إن يعم بين أوساط الطبقة المثقفة والمتعلمة ، وان تتم ممارسته بين تلك الأوساط لينتقل الى غيرهم من باقي الشرائح ، وكما إن لمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والأحزاب السياسية دورا فاعلاً وأكيداً في الجانب .
بعد هذا يمكن لنا تقييم مسيرة ( الحوار المتمدن ) لمناسبة ذكرى مرور خمس سنوات على انطلاقته . وحين بدأ ت الصفحة تظهر لها منهجا واضحا أختزلت العبارات التي كتبها المحرر معبراً بصدق عن توجهها السياسي والثقافي ( مستقلة يسارية ؛ علمانية ؛ ديمقراطية ؛ سياسية فكرية عامة ) . وبهذا اعلن عن هويتها وطبق بحق دقائق هذه العبارات التي التزمت بها الصفحة وكتابها ، وكما نهجت الصفحة نهجا بعيدا عن الالغاء وترفعت عن شطب الآخر واللجوء الى الأساليب والوسائل التي تدفع للأحباط والأبتعاد عن المساهمة في اثراء الجانب الثقافي أو السياسي أو الفكري ، وشجعت الصفحة العديد من الكتاب في المساهمة بحملات اغنت ثقافة الحواروشجعت السلوك الديمقراطي ، وكما ساهمت بشكل فاعل في نشر الثقافة وقبول الرأي الآخر .
وكانت ( الحوار المتمدن ) وسيلة أعلامية رصينة لم تجنح ولم تميل رغم كل الأمواج والظروف التي احاطت بها ، بقيت شموعها مضيئة ، وتجدد ضيائها ينير لنا طريق الديمقراطية وثقافة الحوار التي ننشد ، فتهنئة من القلب بتخطي العام الخامس من ضياء الحوار المتمدن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟