الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر: خطوة أخرى نحو التضليل

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا احد يصدق النوايا المصرية المزعومة حول دعمها الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. والدليل على ذلك الموقف المصري المعلن في مواصلة فرض الحصار على غزة، وإغلاق بوابات معبر رفح، وإغراق شبكة الانفاق بمياه البحر، وتفعيل الجسر البحري بين مينائي بورسعيد وحيفا. ثم جاء انسحاب الجيش المصري امام زحف جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا ليؤكد رواية التنسيق الأمني بين الطرفين. بينما يدعي المطبلون ان تحريك الدعوى القضائية ضد تل ابيب يعد مؤشراً واضحاً على توتر العلاقات بين البلدين وهذا غير صحيح، فالعلاقات بين القاهرة وتل ابيب سمن على عسل. ولا تشوبها شائبة. .
يقول إعلام السامسونج: ((إن هذه الخطوة تأتي في ظل تفاقم حدة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم)). .
والحقيقة ان جمهورية مصر العربية لن تجرؤ على هذه الخطوة حتى لو انطبقت السماء على الارض. وان بيان الخارجية المصرية جاء لغرض التمويه وامتصاص نقمة الشعب المصري. .
يقول اصحاب التجارب: (المية تكذب الغطاس). ومن الأمثال المصرية الشائعة. (قالوا: الجمل طلع النخلة. قلنا:آدي الجمل وآدي النخلة) وهذا المثل يضرب لمن يبالغ في كلامه عن شيء، فيوضع أمامه الواقع العملي. فالطريق إلى محكمة العدل سالكة ومباشرة ولا تحتاج إلى اللف والدوران. ولا توجد في سجلاتها إشارة واحدة تؤكد انضمام مصر إلى الدعوى التي أقامتها جمهورية جنوب أفريقيا. وكل القصة وما فيها ان الحكومة المصرية تخشى من شمولها بالعقوبات الموجهة الى اسرائيل باعتبارها من الأطراف المتهمة بتجويع المحاصرين في غزة، فكان لابد من التظاهر بإسقاط المساعدات بالمظلات المثقوبة في الوقت الذي كانت توصد فيه بوابات معبرها البري، وتأمر الشاحنات بالابتعاد عشرين كيلومترا عن خطوط التماس. ثم تولدت لديها فكرة نشر الاخبار الكاذبة حول نواياها بتحريك الدعوى القضائية ضد اسرائيل. من دون ان تقدم مذكرة رسمية واحدة إلى مسجل الشكاوى في المحكمة، ثم ان السيسي نفسه اعترف مليون مرة بأن أمن إسرائيل من أمن مصر، وانه يقف معها في محاربة (الارهاب) داخل قطاع غزة، وهو هنا يقصد المقاومة، وهذا ما جاء على لسان وزير خارجيتهم سامح شكري في اكثر من لقاء موثق. ..
للتضليل ثلاثة دكاكين. الأول: مخصص لتصنيع الأكاذيب وبيعها. والثاني: أن تتوافر لديك مجموعة من وكلاء التسويق. والثالث: هي أن يكون من يعرفون الحقيقة جبناء بما يكفي ليسكتوا عما يعرفون أنها بضاعة مغشوشة. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن