الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لا حتنفع لينا ولا لغيرنا-! ملف: المستقبل يتحدد الأن. (حقيقة قصة: التهجير لسيناء، وصفقة القرن، وموقف السلطة)

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2024 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


"لا حتنفع لينا ولا لغيرنا"!
الميليشيات المسلحة تهديد مباشر للجيس المركزي، لوحدته وسلامته.
اذا ما أمكن تفكيك الجيش المركزي، أمكن تفكيك الدولة المركزية، الدولة السياسة، أنه الهدف الأستراتيجي للشعار الأمريكي المضلل "الحرب العالمية على الأرهاب".
الهدف الذي تحقق ببركة هذا الشعار حتى الأن في عدد من دول الطوق المحيط بمصر، السودان، ليبيا، سوريا، العراق، اليمن، وطبعاً فلسطين.
كون مصر دولة صحراوية فهى تعتمد في زراعتها على الري المركزي، وليس على الأمطار.
أذا ما أمكن تفكيك نظام الري المركزي، أمكن تفكيك الدولة المركزية، الدولة السياسية. أنه نفس نمط تحقيق الهدف الأستراتيجي من السد الأستعماري "النهضة".
الدول مثل الأفراد، أذا ما فككت لا يمكن لها أن تعود موحدة.

بدخول قوات أحتلال فلسطين للمنطقة "د" بتعداد قوات ومعدات وآليات عسكرية متجاوزه كل شروط معاهدة السلام بين مصر وأسرائيل، وملحقاتها، تكون قد قامت بخرق صارخ لشروط المعاهدة، والملاحق والخرائط الملحقة بها، بما يمثل تهديد مباشر للأمن القومي المصري.
وقد نصت المعاهدة وملحقاتها على:
ملحق (1)
البروتكول الخاص بالأنسحاب الاسرائيلي وترتيبات الامن
المادة الثانية
د – المنطقة "د" :
1- المنطقة "د" يحدها من الشرق الخط "د" (الخط الازرق)، ومن الغرب الحدود الدولية كما هو موضح على الخريطة رقم 1 -.
2- تتواجد في هذه المنطقة قوة اسرائيلية محدودة من اربع كتائب مشاه ومنشآتها العسكرية وتحصينات ميدانية ومراقبو الأمم المتحدة.
3- لا تتضمن القوة الاسرائيلية في المنطقة "د" دبابات أو مدفعية أو صواريخ فيما عدا صواريخ فردية أرض جو.
4- تتضمن العناصر الرئيسية لكتائب المشاة الاسرائيلية الأربع حتى 180 مركبة أفراد مدرعة من كافة الأنواع وأجمالي حتى 4000 فرد.
5- يسمح بأجتياز الحدود الدولية من خلال نقاط المراجعة فقط والمحددة من قبل كل طرف وتحت سيطرته، ويكون هذا الأجتياز وفقاً للقوانين والنظم المعمول بها في كل دولة.
6- تتواجد بهذه المناطق تلك التحصينات الميدانية والمنشآت العسكرية والقوات والأسلحة المسموح بها والحددة في هذا الملحق.

ولكن، لماذا تهجير الفلسطينيين الى شمال سيناء هو أحتلال أسرائيلي لسيناء، وهو أخطر تهديد مباشر للأمن القومي المصري على الأطلاق، خطر وجودي على مصر ذاتها، مصر المعروفة تاريخياً حتى الأن؟!

ببساطة، لأنه لو فرضت أسرائيل أرادتها على شمال سيناء، بفرض تهجير الفلسطينيين اليها، عندها تصبح الأرادة الموجوده في شمال سيناء هى الأرادة الأسرائيلية وليست المصرية.

ولأن فقدان السيطرة على شمال سيناء يعني فقدان السيطرة على مصر، كون أن من يسيطر على شمال سيناء يتحكم اوتوماتيكيا في جنوب سيناء، وبالتالي يتحكم في سيناء كلها. أي ان شمال سيناء هو "خط حياة" لمصر، وان التخلي عن السيطرة عليه يعني فقدان السيطرة على حياة مصر.

".. شرم الشيخ بصفة خاصة جداً هى التي تعد المفتاح الاستراتيجي لكل المثلث الجنوبي، فهى وحدها التي تتحكم تماماً في كل خليج العقبة دخولاً وخروجاً عن طريق مضيق تيران. فهذا المضيق كعنق الزجاجة، والذي تزيده ضيقاً واختناقاً جزيرتا تيران وصنافير في حلقه، لا يترك ممراً صالحاً للملاحة الا لبضعة كيلومترات معدودة تقع تماماً تحت ضبط وسيطرة قاعدة شرم الشيخ الحاكمة. (كانت!)

واذا كانت هذه القيمة الاستراتيجية الحيوية للمثلث الجنوبي من سيناء فأن قيمة المستطيل الشمالي من سيناء بالذات فائقة خارج كل مقارنة وكل حدود، أنه مركز الثقل الاستراتيجي في كل سيناء. بموقعه هو "مقدم" الاقليم. وبتضاريسه المعتدلة وبموارد مياه المعقولة، هو "الطريق" طريق الحرب كما هو طريق التجارة. وبموقعه وتضاريسه معاً، كان تلقائياً وبالضرورة ميدان المعركة ومسرح الحرب، في القديم كما في العصور الحديثة وال يومنا هذا. أن من يسيطر على المستطيل الشمالي يتحكم اوتوماتيكيا في المثلث الجنوبي، وبالتالي يتحكم في سيناء كلها.".
"سيناء .. في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا"
مفاتيح مصر الأستراتيجية،
سيناء في الأستراتيجية والسياسة،
جمال حمدان.
1980- 1981م
ص 10 و11

من المفهوم طبعاً أن "تجميد" أتفاقية كامب ديفيد، ليس هو الثمن المعادل للخرق المباشر والخطير للأمن القومي المصري، لتهديد مصر التاريخية الوجودي "الخط الأحمر"، فـ"المجمد" يمكن فكه.

هل حقاً السيسي ضد تهجير الفلسطينين الى سيناء؟!*
السيسى موافق من حيث المبدأ، مختلف فقط، على جهة التنفيذ.

من المعروف أن الرئيس السيسي أول من أعلن على الملأ مصطلح "صفقة القرن" في لقاؤه الشهير مع ترامب في البيت الأبيض، وهو اللقاء الذي وعد فيه السيسي ترامب بالوقوف معه بقوة وداعم بشدة لتنفيذ "صفقة القرن"، كما أكد انه واثق من قدرة ترامب على النجاح في تنفيذ هذا المشروع.(1)

ومن المعروف أيضاً، أن هناك ثلاث أعمدة يحملون "صفقة القرن": 1-التهجير، سكان معظم غزه الى سيناء، ومعظم سكان الضفة الى الأردن. 2-توطين الفلسطينيين الذين سبق أن هجروا، في البلدان الموجودين بها، ومن ثم، ألغاء حق العودة، بألغاء مضمون الهيئة الأممية "الأنروا"، والغائها هي نفسها. 3-أخضاع من يتبقى من الفلسطينيين للسيطرة التامة، والأخضاع التام كرعايا لدولة الأحتلال، بأدارة محلية عميلة.

اذا ضاعت سيناء، ضاعت مصر.
لانه مؤكد تاريخياً أن من يسيطر على شمال سيناء، يسير على سيناء كلها، ومن يسيطر على سيناء يسيطر على مصر، يصبح من المؤكد أيضاً ببساطة، أنه لو فرضت أسرائيل أرادتها على شمال سيناء، بفرض تهجير الفلسطينيين اليها، عندها تصبح الأرادة الموجوده في شمال سيناء هى الأرادة الأسرائيلية وليست المصرية.

ولأن فقدان السيطرة على شمال سيناء يعني فقدان السيطرة على مصر، كون أن من يسيطر على شمال سيناء يتحكم اوتوماتيكيا في جنوب سيناء، وبالتالي يتحكم في سيناء كلها. أي ان شمال سيناء هو "خط حياة" لمصر، وان التخلي عن السيطرة عليه يعني فقدان السيطرة على حياة مصر.

أن السلطة التي تستطيع أن تفرض أرادتها وتفرض تهجير سكان غزه الى شمال سيناء "الولايات المتحدة/أسرائيل"، تصبح هى السلطة الفعلية المباشرة التي تسيطر سيطرة مباشرة كاملة، الأنية والمستقبلية، على سيناء، أي على مصر.

".. شرم الشيخ بصفة خاصة جداً هى التي تعد المفتاح الاستراتيجي لكل المثلث الجنوبي، فهى وحدها التي تتحكم تماماً في كل خليج العقبة دخولاً وخروجاً عن طريق مضيق تيران. فهذا المضيق كعنق الزجاجة، والذي تزيده ضيقاً واختناقاً جزيرتا تيران وصنافير في حلقه، لا يترك ممراً صالحاً للملاحة الا لبضعة كيلومترات معدودة تقع تماماً تحت ضبط وسيطرة قاعدة شرم الشيخ الحاكمة. (كانت قبل التنازل عن السيادة على تيران وصنافير(!.

واذا كانت هذه القيمة الاستراتيجية الحيوية للمثلث الجنوبي من سيناء فأن قيمة المستطيل الشمالي من سيناء بالذات فائقة خارج كل مقارنة وكل حدود، أنه مركز الثقل الاستراتيجي في كل سيناء. بموقعه هو "مقدم" الاقليم. وبتضاريسه المعتدلة وبموارد مياه المعقولة، هو "الطريق" طريق الحرب كما هو طريق التجارة. وبموقعه وتضاريسه معاً، كان تلقائياً وبالضرورة ميدان المعركة ومسرح الحرب، في القديم كما في العصور الحديثة وال يومنا هذا. أن من يسيطر على المستطيل الشمالي يتحكم اوتوماتيكيا في المثلث الجنوبي، وبالتالي يتحكم في سيناء كلها.".
"سيناء .. في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا"
مفاتيح مصر الأستراتيجية،
سيناء في الأستراتيجية والسياسة،
جمال حمدان.
1980- 1981م
ص 10 و11

دعونا نتابع الخطوات والتطورات التالية لما بعد أعلان الرئيس السيسي لموقفه بالوقوف بقوة مع ترامب في تنفيذ مشروع "صفقة القرن" ..

كان الرئيس السيسى في 22 أبريل 2020، قد وصف مقالات صلاح دياب المنشوره تحت الأسم المستعار "نيوتن"، والذى دعى فيها الى فصل سيناء (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)، على أنها افكار مقدره!، وطالب بان لا ينظر اليها على ان ورائها اهداف!،(2) هذا الوصف وهذه المطالبة، امر لا يمكن تفسيره جزئياً الا فى سياق ربطه بالتصريحات "الغريبه والشاذه"، قبلها بايام، للمسئول الاول، دستوريا، عن الاعلام المصرى، "وقتها" مكرم محمد احمد، عن ضرورة السماح بالمزيد من الحريه الاعلاميه، ثم ربطه بالمقال الصادم لصلاح دياب، ومن ثم بحالة التناقض الصارخ فى موقف "أعلام النظام" من مقالات "نيوتن" صلاح دياب، ذاتها، وانتقال موقفها من النقيض للنقيض، من الهجوم العنيف والأتهامات والقذف، الى مجرداللوم اللين!.

وهو كذلك، ما يمكن فى نفس الوقت، ان يفسر المغزى والدور الوظيفى للكلام المفاجئ الذى كان قد صرح به المسئول الاعلامى الأول مكرم محمد احمد، في لقاؤه المرتب على عجل مع واحد من اقرب "الاعلاميين" من الاجهزه الامنيه، كلام غريب وشاذ، وفقاً للسياقات السابقه لمواقف مكرم نفسه من تكراره ان الحريه التى يتمتع بها الاعلام المصريحالياً غير مسبوقه!، وبالتناقض الصارخ والمفاجئ عن تصريحه الجديد عن"لازم قدر من حرية التفكير والابداع، مش قاعد مكمم الناس، مانتش قاعد مخوف الناس من ان تقول رأيها، ايه اللى حيجرى؟!"!،(3) ثم بعدها بايام يظهر مقال صلاح دياب، الصادم(وهو المقال الذى حذف من الجريده "المصري اليوم" لاحقاً، لقد ادى المقال دوره وانتهى، وعليه ان يغادر خشبة المسرح!)، ويقوم أعلام النظام بحمله منظمه مقرؤه ومرئيه يقودها نفس "الاعلامى المقرب من النظام" وباقي كتيبة الكتبة، باعنف هجوم ضد صلاح دياب، معتبراً انه قد تجاوز الخط الاحمر للأمن القومى المصرى(4) وبعدها بساعات قليله، يصرح نفس مكرم محمد احمد بانه "لا عقوبه علي المصري اليوم بسبب مقال نيوتن عن سيناء .. هدفنا التحقق وليس التحقيق واعاقه تفكير الناس أو محاكمه نواياهم"!.(5)

ثم مرة أخرى،بعدها بساعات، تأتى هذه التصريحات للرئيس السيسى في 22 أبريل 2020، التي قد وصف مقالات صلاح دياب التيدعى فيها الى فصل سيناء (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)، وصفهاعلى أنها افكار مقدره!، وطالب بان لا ينظر اليها على ان ورائها اهداف!، والتى اضاف اليها سؤال واحد فقط لا غير، وهو: هل القطاع الخاص يقدر على عمل البنيه الاساسيه التى تقوم بها الدوله في سيناء والمقدره بـ600 مليار جنيه، منهم 300 مليار تنفذهم الهيئه الهندسيه للقوات المسلحه؟!.. اى لم يطرح الرئيس السيسى اى ملاحظات خلافيه على المبدأ الخطير المتعلق بالأمن القومي المصري بشكل مباشر وخطير، وتاريخي بما طرح عن طريق صلاح دياب، والذى دعى فيها الى فصل سيناء (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)، فقط كانت الملاحظة النقديه الوحيده للرئيس وحتى على هيئة مجرد سؤال!، فقط،حول الجهة المنفذه!، اى ان الرئيس السيسى موافق من حيث المبدأ، ومختلف فقط، على جهة التنفيذ!.

وكنت قد حاولت الاجابه على السؤال الذى اعتقدت انه السؤال الرئيسى التالى:(6)
هل مشروع "لوبى المصرى اليوم، وممولها الرئيسي نجيب ساويرس" وتابعه "قفة" هشام قاسم مؤسس لمصري اليوم، هل هو مشروع دعم غير مباشر من اللوبي الأمريكي الخاص، للوبى الرسمى النظاميالداعم لـ"صفقة القرن"، ام انه مشروعمنافس "بديل" له؟!

وكان ملخص محاولة الاجابه كالأتي:
اولاً: ان حكام عالم اليوم، استباقاً للاحداث الدراماتيكيه المتوقعه فى الشرق الاوسط، رأت ان تتقدم بالجناح "المدنى" للدعم الميدانى الغير مباشر، وسط النخبه، وكعامل محفز للجناح الرسمى، للتقدم العلنى على طريق "صفقة القرن"، والتى ما هى سوى جزء من مشروع الشرق الاسط الكبير، الجديد، بقيادة ميدانيه لاسرائيل اليمينيه القويه (ماء/غاز)، لصالح اليمين العالمى، حكام عالم اليوم.

ثانياً: ان تأرجح مصير كلً من ترامب ونتنياهو فى السلطه"وقتها"، القى على حكام العالم الفعليين، - الذى لا يعدو ترامب/نتنياهو لهم، سوى انهما ادوات تنفيذ ارادتهم، مهما كان حجم كلً منهما -، وبالتالى مستقبل زعماء محليين اخرين، القى على الحكام الفعليين بمسئولية اعطاء الضوء الاخضر لتقدم الاحتياطى الاستراتيجى الغير رسمى، "المدنى"، القطاع الخاص، الحصان الأسود للنيوليبرالية الأقتصادية، حيث يمثل القطاع الخاص المحلي "بنيوياً" الأمتداد "الوكيل" الطبيعي لحكام عالم اليوم، شركات رأس المال المالي الكبرى.

ثالثاً: ان حجم وحدة ردود الافعال السلبيه تجاه "صفقة القرن"، خلقت حالة من القناعة بموت "صفقة القرن"، أظهرت هذه الحاله من ردود الفعل السلبيه الواسعه، قوى دعم "صفقة القرن" الرسميه، وهى تبدو عاجزه عن التقدم باى خطوات فى اتجاه الدعم الـ"علنى" لـ"صفقة القرن"، مما جعل حكام العالم الفعليين، يدفعون بالاحتياطى الاستراتيجى "المدنى" القطاع الخاص، الى المقدمه، مع توفير عناصر الدعم والحمايه له، المحليه والخارجيه!، تلك الحمايه التى تجلت فى التصريحات المفاجئةالخانعه لمكرم محمد احمد، بعد ان كان قد تم الاعلان عن استدعاء الممثل القانونى لجريدة المصرى اليوم، بعد الحملة الشرسه من الهجوم العنيف، من اعلام النظام، المقروء والمرئى، على مشروع "لوبى المصرى اليوم"، والذى قادته عناصر لصيقه، بامن النظام، والذى كانت نفس هذه السلطات فى موقف اقل منه عشرات الاضعاف، قامت بوضع الكلابشات فى يد صلاح دياب "نيوتن" امام فيلته، وتصويره ونشر الصور على نطاق واسع، والتي لا يمكن فصلها عن كل السياق التالي المذكور أعلاه!.(7)

رابعاً: لانه "يجب البدء في جنى الارباح، قبل أن تجف الدماء على الأسفلت"، لذا فان وباء فيروس كورونا، الذى يجتاح العالم، هو بمثابة فرصة يجب اقتناصها، للتقدم فى تحقيق الاهداف التى لم تتحقق بعد، خاصة تلك التى تواجه عوائق كثيره، مثل "صفقة القرن"، لذا كان وباء كورونا، وحالة الرعب والهلع العام، هو التوقيت المثالى لطرح مشروع "لوبى المصرى اليوم"، "تقسيم مصر"، "صفقة القرن"، حيث انه "بتفعيل ازمه يمكن قبول ما لا يمكن قبوله"!.

*جانب من مضمون هذا المقال كان قد ورد ونشر في 26 أبريل 2020، بمقال تحت عنوان:
السيسى موافق من حيث المبدأ، مختلف فقط، على جهة التنفيذ!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=674831


فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص !
نجيب سرور

الوطنية هى آخر ملاذ للأنذال
صمويل جونسون

مصر المخنوقة ظهرت عليها اعراض العزلة .. لم يعد ناسها يشعرون ان لهم فيها شيئ .. لا شيئ سوى الاحقاد والكآبه والعزلة والضغينه والعنف البيني، وفقدان العقل والمنطق، وملل بضيق الحياة الرتيبة البطيئة الكئيبة حتى الممات .. وغلب على مقهوريها الهروب الى الماضي، فانتشرت بينهم الخرافات والخزعبلات .. وكثر في حينا بائعي الروبابيكيا ..

لوازم بيع الوطن:
لا حياة أمنة، الا بمعايشة الفساد!
منذ خطة "الاستسلام الشامل"، لحكام العالم الجدد، القطب الأوحد، والتي كانت اولى خطواتها الحاسمة في يونيه 67، والتي اكمل السادات/ كيسنجر باقي خطوطها التفصيلية التنفيذية، (كيسنجر الامر، والسادات القبول)، كان ذلك من قبل اكتوبر 73، لتشكل حرب اكتوبر احدى اهم حلقاتها، والتي بدونها لم يكن لخطة "الاستسلام الشامل" ان تمر، فبدون التضحيات التي قدمها ابناء الوطن بدمائهم وحياتهم، ووسط غبار المعارك، وصخب اهازيج النصر – المستمرة -، لم يكن من الممكن تمرير خطة "الاستسلام الشامل"!!، والتي شملت ضمن ما شملت، نشر الفساد والافساد في ربوع مصر، فان عملية البيع الكبرى، بيع الوطن، كما كل عملية بيع، تحتاج الى سماسرة "عملاء"، كما تحتاج ايضاً، لظهير اجتماعي يقبل ببيع الوطن، ترتبط مصالحه ارتباطاً عضوياً بعملية البيع، لذا اصبح الافساد ونشر الفساد، كما اوهام متلازمة "السلام/ الرخاء"، ضرورة ملحة، لتوفير ظهير فاسد يقبل ببيع وطنه، كما كانت تضحيات ابناء الوطن قبل واثناء وبعد حرب اكتوبر، ومن قبلهم تضحيات الشعب، كل الشعب، كلها لوازم بيع الوطن، بيع وطن نفس هؤلاء المواطنين الذين تم، ويتم، افسادهم، وايضاً، اولئك الذين تم، ويتم، التضحية بهم بأسم الوطنية وحب الوطن!.
حرب اكتوبر 73: من ضحى، ومن قبض الثمن؟!.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=775808


قصة تسليم سلاح مصر "مصر عبد الناصر" الى السعوديه/"أسرائيل"!
وفقاً للمادة السادسة من أتفاقية "السلام" عام 79، التي نصت على أن تضمن مصر حرية الملاحة "الأسرائيلية" في ممر تيران، لم تتمكن الأدارة المصرية من تطبيق هذه المادة حتى مع أستمرار الضغوط الأسرائيلية والأمريكية، الى أن تمكنت أدارة مصر "السيسي" في أبريل عام 2016، من تهيئة مسرح العمليات، بالصدمات الأمنية والأقتصادية الثقافية .. حتى تمكنت من تطبيق هذه المادة بألتنازل عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير الى السعودية، الضامن الموثوق فيه لدى أمريكا واسرائيل، للمرور الآمن لـ"أسرائيل" في ممر تيران، الذي سبق أن أغلقته مصر "عبد الناصر" في وجه الملاحة "الأسرائيلية أبان يونيه 67.


6 يونيو 2022 •
الحصاد المر الاحدث، لهزيمة 67:
حرمان مصر من التحكم في ممر تيران، هو الهدف من نقل الجزيرتين الى السعودية، تنفيذاً لشرط اسرائيلي في اتفاقية السادات 79، ممر تيران الذي كان وراء حرب 67 عندما اغلقه عبد الناصر، كما كشفت احدث الوثائق البريطانية!

هذا ما كنا كتبناه من اليوم الاول، ان الهدف من نقل الجزيرتين هو انهاء كون ممر تيران ممر مصري، وقد حصلت عليه اخيراً اسرائيل على ما ارادت، عن طريق شرط حتمية موافقتها على اتفاقية نقل جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، الوارد كأحد الشروط التي لم يعلن عنها وقتها في اتفاقية السادات 79.

وكانت احدث الوثائق البريطانية التي تم رفع السرية عنها مؤخراً، ان بريطانيا كانت تخشى من الاثار بعيدة المدى اذا ما مصر كسبت الحرب في 67، التي بدأتها اسرائيل بسبب اغلاق عبد الناصر لممر تيران.

ولكن اسرائيل لم تحصل على طلبها الثاني، بالتطبيع مع السعودية، ولكن حصلت على طلباها الثالث والرابع، حق الطيران في الاجواء السعودية والهبوط في مطارات سعودية، ونقل قوات حفظ السلام من الجزيرتين الى ساحل الجانب المصري.

فقد تم الاتفاق برعاية امريكية، على مرور الطيران "التجاري" الاسرائيلي في المجال الجوي للسعودية، من والى اسرائيل لرحالات الامارات والبحرين والهند، وكذلك نقل قوات حفظ السلام من جزيرتي تيران وصنافير الى الجانب المصري، مقابل موافقة اسرائيل على الاتفاقية المصرية السعودية بنقل السيطرة على الجزيرتين الى السعودية، وشرط موافقة اسرائيل على الاتفاقية هو احد بنود اتفاقية السلام التي عقدها السادات مع اسرائيل عام 1979، ويأتي الشرط الاسرائيلي بعد ان كان عبد الناصر قد اغق ممر تيران قبل حرب 1967.

وكانت كلً من الولايات المتحدة واسرائيل قد مارست ضغوطاً على السعودية من ان يكون تطبيعها مع اسرائيل احد شروط موافقة الاخيرة على الاتفاقية، الا ان السعودية قد اصرت ان يكون التطبيع مرتبطاً بالتقدم في القضية الفلسطينية، وهو ما تم في النهاية الاتفاق عليه بين الاطراف الثلاثة.

ما زال 5 يونيه!
لقد استوعب عبد الناصر درس 5 يونيه، لا تنمية مستقلة في عصر النيوليبرالية، فكان القبول، وكانت بداية الهزيمة الشاملة، وليست العسكرية فقط، فكان الاعتراف بأسرائيل (مبادرة روجرز، والقرار 242)، اختيار عبد الناصر للسادات الذي على علاقة وثيقة معه لاكثر من ربع قرن، ويعلم تماماٌ اتجاهاته، واطلاق الشعار المهذب "ازالة اثار العدوان"، فقط ازالة، لا اكثر..ليستكمل السادات "الذكي" الطريق بالخطة الامريكية الشاملة، قبل واثناء وبعد 73، قبل 73: 99% من اوراق اللعبة بيد امريكا، طرد الخبراء السوفيت، "ثورة" 15 مايو. اثناء 73: الثغرة "المستهدفة مع سبق الاصرار". بعد 73: تنفيذ السياسات النيوليبرالية "الاستعمار الاقتصادي/الثقافي"، بالطريقة التدريجية، اسم الدلع المصري "الانفتاح الاقتصادي"، ثم تحت الضغط، العلاج "بالصدمة الاقتصادية"، التي افشلها الشعب في 18 و19 يناير 77، فتراجع الى الطريقة التدريجية ..

القانون الحاكم منذ الهزيمة:
عند كل فقد لجزء من شرعية سلطة يوليو، يتم استيراد الجزء المفقود من الخارج، وبعد فقد اخر ورقة توت في 25 يناير، الطلاق بال18، لم يعد ممكنا الهروب من الاستحقاق الاساسي المزدوج للنيوليبرالية الحاكمة، الطرق على الحديد وهو ساخن "التفويض"، اقتصادياٌ، العلاج "بالصدمة الاقتصادية"، عسكرياٌ، تغيير العقيدة العسكرية الى "الحرب العالمية على الارهاب"، وهما وجهان لعملة واحدة.
بتفعيل ازمة الى حدها الاقصى، يمكن قبول ما لا يمكن قبوله، وقد كان، وهذا ما نعيشه الان، ولفترة قادمة..
ما زال 5 يونيه.
أتفاق أسرائيل والسعودية بشأن الترتيبات الأمنية في مضيق تيران.
https://www.jpost.com/middle-east/article-708431


بدون مقاومة يكون القانون: "أنا والغريب على أبن عمي، وأنا وابن عمي على أخويا"، وتكون النتيجة صاحب الأرض يتسول حقه!

نص اتفاقية 2005 للمعابر
في الخامس عشر من نوفمبر 2005، وقّعت السلطة الفلسطينية، بصفتها طرفا أول وإسرائيل بصفتها طرفا ثانيا، اتفاقا عُرف باسم اتفاق المعابر، جرى من خلاله وضع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من الأراضي الفلسطينية وإليها من خلال هذه المعابر، واتفق خلاله على أن يكون هناك طرف ثالث هو الاتحاد الأوروبي.
http://www.miftah.org/arabic/Display.cfm?DocId=8640&CategoryId=12


نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه صراع مصالح طبقية متناقضة متضادة.
داخلياً وخارجياً.
هذه هى السياسة.


إعلامى مصرى، وكاتب مستقل.
[email protected]
معد ومقدم برنامج "بدون رقابة"، التليفزيون والفضائية المصرية، 1996 – 2005م.
https://www.youtube.com/playlist...
مؤسس أول شبكة قنوات تلفزيونية ألكترونية في الشرق الأوسط TUT) )، 2007 – 2012م.
https://www.youtube.com/user/TuTAmoNChannel
الموقع الرسمي للكاتب سعيدعلام على موقع "الحوار المتمدن":
https://www.ahewar.org/m.asp?i=8608
صفحة سعيد علام على الفيس بوك: حوار "بدون رقابة":
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824/

المصادر:
(1)وعد السيسي لترامب بالوقف معه بشدة لتنفيذ "صفقة القرن".
https://www.youtube.com/watch?v=2JhsYgJUWdw
(2)اول تعليق للرئيس السيسى على مقالات صلاح دياب.
https://www.youtube.com/watch?v=D9xFB7XioDM
(3)تصريحات مكرممحمد حمد عن حرية التعبير والابداع مع احمد موسى.
https://www.youtube.com/watch?v=N0ndH64SNc0
)4(احمد موسى يقود الهجوم على صلاح دياب.
https://www.youtube.com/watch?v=FnRN2F2utRI
)5(مكرم محمد احمد: اهدف التحقق لا التحقيق.
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19042020...
)6(بل بسبب كورونا، وليس بالرغم من كورونا!، وباء كورونا، هو التوقيت المثالى لطرح مشروع "لوبى المصرى اليوم".
بتفعيل ازمه يمكن قبول ما لا يمكن قبوله!
http://www.ahewar.org/m.asp?i=8608
(7) القبض على صلاح دياب وتصويره والكلبشات في يديه
https://www.elbalad.news/Upload/libfiles/224/8/142.jpg








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو