الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وأدبية 175

آرام كربيت

2024 / 5 / 17
الادب والفن


آرام كرابيت
أبق حيث الغناء ـ 6 ـ في مطعم الفردوس ـ الأردن.
ـ ماذا تقول، وهل تعتقد أن الأسلحة تستطيع أن تهزم العقيدة؟
ـ نعم، تستطيع.
ـ اسكت يا رجل. اسكت. لا شيء يستطيع أن يهزم العقيدة. وسترى كيف سينتصر الإسلام على العلم والولايات المتحدة.
لم أتكلم، صمت. قلت في نفسي:
ـ لقد وضعت نفسي في مكان لا أعرفه، ومن الواجب أن لا انخرط في هكذا حديث مجاني مع إنسان لا أعرفه، شبه جاهل. كما لا أعرف رد فعله، ومدى تقبله كلامي. انا في دولة، الأردن، لا أعرف الكثير عنها، جئته قبل يومين أو ثلاثة.
ليست مسؤوليتي أن أزعز إيمان هذا الرجل البسيط، قدرته على العيش تكمن في إيمانه بربه. علي أن لا أدخل الشك إلى قلبه. ليس مهمًا الدخول في حوار مع إنسان أمي سياسيًا، لا يملك ثقافة أو وعيًا بقضايا السياسة العالمية. إنه جاهل طالما كان تفكيره كله يتمحور حول الدين.
في اليوم الثاني، مضى نجيب يأخذني معه ليعرفني على عمان، على المولات، الشوارع الكبيرة، المحلات العامة، الصيارفة، بائعي الهواتف المحمولة، محلات الثياب، ومحلات السيارات الجديدة، صالونات الحلاقة، أحياء عمان المترامية الأطراف على جبالها الكثيرة.
ثم ذهبنا إلى محل لشراء اللحمة، اشترينا من اللحام ما نريده، وبصل وبقدونس وبندورة، جهزنا وجبة الغذاء، وجلسنا فوق السطح نشاهد عمان الجميلة الساحرة.
عمان الجديدة، منفصلة عن المدينة القديمة بطراز الأبنية، توزيع الشوارع، حركة الناس الكثيرة، السوق. فعمان الجديدة، فيها استرخاء وهدوء، لا ضجيج، الحي منفصل عن حركة الناس والسيارات. عمان الغربية لم يكن فيها مساكن للفقراء، أو اصحاب الدخل المحدود والمتوسط. ونوعية السيارة التي يقتنيها الإنسان في هذا البلد تدل على الوجاهة أو المكانة الاجتماعية.
في المساء، حوالي الساعة العاشرة، أخذني نجيب معه إلى المكان الذي كان يعمل فيه كمغني، مطعم فخم وراقي. صاحبه رجل لبناني.
يتميز مطعم الفردوس بموقعه الجميل، والطبيعة الخلابة، فيه جلسات صيفية متميزة وجلسات شتوية بأطيب المأكولات اللبنانية الشهيرة.
يبعد هذا الفردوس عن العاصمة عمان مسافة عشرة كيلومتر، جنوب عمان على طريق البحر الميت، يعتبر من المظاهر السياحية المهممة لهذه المدينة، وهو كبير الحجم.
طلب نجيب من النادل أن يجلسني في أفضل مكان من المطعم، فيه منصة، أربعة عازفين، الجاز والأوكرديون الكهربائي والعود والكمان.
اقترب مني النادل بعد استواء الجلسة وسألني عن طلبي، ماذا أكل وماذا أشرب؟ خجلت أن أطلب، فأنا ضيف على رجل لا يعرفني سابقًا، ولم يسبق له أن رأني في منامه، جئته الصاعقة، ضيفًا على حين غرة دون سابق إنذار أو تحضير مسبق، وفرضت نفسي عليه، ولم يكن في حوزتي المال الذي يسمح لي الجلوس في هكذا مطعم فخم، عليه الأبهة والمكانة العالية.
وقفت حائرًا، لم يكن في ذهني أن أكل أو أشرب، أنما أن أجول مع نجيب في هذا العالم الغريب عني وعن حياتي. ثم، أنا جئت إلى الأردن من أجل أن اسافر إلى السويد، فكيف سأثقل على الرجل الذي فتح لي بيته وقلبه وعقله وروحه، وبيني وبينه مسافة، علاقة غريبة لرجلين غريبين ليس بينهما أي شيء مشترك، هو فنان وحياته وممارسة حياته مختلفة في العمق والسطح عن حياة عاشها في مكان منعزل، سجن تدمر، كيف يمكنني أن أكل طعام فخم بسعر غالي، أو اشرب الكحول.
رفضت رفضًا قاطعًا أن اتناول الطعام أو الشرب. قلت للنادل:
ـ لا أريد شيئًا. أنا جئت مع نجيب،سأسهر هنا إلى حين انتهاءه من عمله وسأعود معه إلى البيت.
ـ لقد طلب مني أن أخدمك، أن أرى طلباتك.
كان نجيب على المنصة يغني ويراقبي، الموسيقا تعزف، والطعام يدور والشراب أيضًا، وبدأ رواد المطعم يدخلونه زرفات زرفات، نساء جميلات ورجال وسيمون، الثياب أنيقة على الزوار، مظاهر الغنى والمكانة تفوح منهم، وكل عائلة جاءت بسيارتها الفخمة، مارسيدس.
كانوا يتوافدون، يغلفهم الصمت المكتمل، وكأنهم جاؤوا إلى جنازة، لا مظاهر للفرح أو السعادة أو الابتسامة على الوجوه.
الأردني يشبه الأردني، لا تقرأ على وجهه أي مظهر. تشعر أنه خرج من جوف الأرض، وكميات كبيرة من الأتربة والخوف على محياه، لهذا لا يمكنك تمييز الفقير من الغني، السعيد من الحزين، القبيح من الجميل، كلهم في الهم سوا.
كنت أقول لنفسي:
ـ إن سبب انطواء على الأردني على الذات لكون الأردن مجرد أرض، أي، لا وطن، دخل الحداثة المتأخراوية، دون أن يدخلها، لا يشعر بأي انتماء، سواء لعروبته أو دولته أو وطنه أو أسرته. التعصب وحده هو سبب انكماش الأردني على أردنيته. لا يشعر بالحماية أو الأمان في المكان، مكانه القريب من إسرائيل.
بعد أن استقر بنا الليل، وفرض علي نجيب أن أطلب الطعام ورفضي له، جلب لي النادل الكباب والسلطة وقنية البيرة الباردة مع الكأسة.
كانت عينه الجميلة علي، يتابعني، بيد أنه تصرفه اللبق والجميل، زرع الخجل في قلبي وعقلي. قلت لنفسي:
سجين سياسي سابق، كان يأكل في الملعقة البلاستيك قبل سنة من هذا التاريخ، والصحن البلاستيك والكأسة البلاستيك، والطعام بارد، والمرق باهت وبارد، والرز متكتل على بعضه كالعجين، لا طعم فيه، كل هذا حدث قبل عام واحد وما قبله، واليوم في صالة تعج فخمة تعج بالحياة والموسيقا والغناء، والنساء الجميلات الأنيقات.
يا للحياة المتناقضة، الغير عادلة. الحياة المجنونة التي تسير إلى المزيد من الجنون. قلت لنفسي:
حتى نكمل السير في هذه الحضارة علينا أن ندوس على قيم البراءة الكامنة في النفس الإنسانية، أن ننسجم مع تناقضاتها، أن نبلع الإهانة ونشرب الخراب والجنون.
الشروط الاجتماعية والسياسية هي المنتج الحقيقي للعهر أو النبالة، ولا عهر تحت الشمس لولا هذه الشروط.
عندما تولد، تولد نبيلًا، كائنًا جميلًا سواء كنت إنسانًا أو حيوانًا أو شجرة أو نهر أو بحر.
هذا العقل السياسي الملتوي الذي يدير الدول وهذا العالم، هو نتاج السلطة، هو المنتج الحصري للتقسيم الاجتماعي والإنساني، والطبيعة وفق قانون أو قوانين ناظمة ومهيمنة ومسيطرة.
لا يوجد في الطبيعة إنسانة عاهرة أو إنسان انتهازي او كذاب.
إنها تقسيمات قانونية وحقوقية مبتذلة.
إن تحسين الشروط الاجتماعية والسياسية وتنمية الثقافة المعبأة بالقيم العظيمة كالحب والإخلاص والرحمة والعدالة هو من يرفع سوية الإنسان ويحمي إنسانيته وإنسانية الطبيعة بكل كائناتها.
إن أنسنة الإنسان والحياة هو أنسنة الطبيعة بكل جمالها وخيراتها وبراءتها.
نجيب يصدح بالغناء، وفي قلبه حزن لا يتسعه هذا العالم، يشاهد كل يوم تناقضات التناقض على وجوه الناس. فالفقراء لا يأتون إلى هذا المكان، لهذا فهو مضطر أن يعيش مع الطبقة المخملية، أن يغني لهم، يخرج قلبه من صدره ويضعها على طاولات هؤلاء المترعين، أن يقدم لهم السعادة الشكلانية ليسترخوا ويرتاحوا ويهضموا.
إنه العمل، المال الذي لا يعرف له صاحب، الانتقال من يد إلى يد، ومن جيب إلى أخر، ومن مصرف إلى أخر، لا يهمه نوعية الإنسان ومكانته ومقداره، أنه يمنح دون أن يمنح، يرفع البعض دون أن يرف، ويذل البعض دون أن يذل، ليس له صديق او حبيب أو رفيق. إنه سيد الناس وتاج على رؤوسهم وهم مجرد، كائنات مشوهة، تكبر به وتمزق من لا يمسكه وتحوله إلى مجرد كائن جائع، محتاج ومكسور.
طلب لي نجيب من مكانه على منصة الغناء، قنينة بيرة أخرى، وراقب تفاعلي مع غناءه وأداءه، وما سيكون عليه رأي في شغله، وطريقة تعامله مع الناس، ومدى تفاعل الناس معه.
للوهلة الأولى، عندما رأني في الأردن، قال لي:
ـ كنت أظن أنك صغير في السن، قريب من سني أو اصغر، لم أتخيل أنك كبير في السن، عليك ملامح التعب وهم السنين.
ـ كنت في سجن تدمر، السجن الأكثر قسوة في هذا العالم والحياة، الحاكم عندما لا يضبط بالقانون يتحول إلى وحش يأكل الأخرين أبناءه وأحفاده، ياكلهم أحياء، وحافظ الأسد وحش وحرامي.
سجنت في عمر صغير، كنت وقتها وسيمًا، ناضحًا بالطاقة والجمال والحيوية والحياة، وخرجت مأسورًا. لقد اكلني ذل السجن والسجان القذر.
لقد ماتت ملامح الحياة في وجهي، وغزا الشيب مفرقي، وبعد أن تحولت إلى مومياء بفعل غياب الشمس والتنفس والهواء الطبيعي، والحياة الطبيعية والطعام والحب، اليوم، أحاول استعادة ما مضى مني، أن أعيد الاندماج في هذا العالم النتن.
نظرات نجيب في اللحظة الأولى للقاء، الاستغراب الذي أبداه، جرحت قلبي وروحي، أنه أعاد إنتاج القهر في داخلي، لعلمي علم اليقين أن النضارة ذهبت إلى بيتها بعد أن أخذت عصارة الشباب والأمل في داخلي، قلت لنفسي أخاطب نفسي:
ـ أنت أعزل من ورق التوت، لم يعد لك وطن تحتمي به، لا مال، لا أرض أو بيت يضمك، أو امرأة تلمس شعرك أو ترطب خاطرك. أنت عاري في هذا العراء الحضاري القذر. أما عن مجتمعك الذي دافعت عنه، فهو أخر من يعرفك أو يتعرف عليك.
كنت أنظر إلى المجتمع، الروابط فيه، مجرد خيوط مفككة، لا رابط بينهم، تأتي السلطة إليه من فوق، لتشكله أو لتعيد رتقه أو ضمه او تقطيعه، وهو مرن، مطواع، يتجاوب مع كل الظواهر، إن أراد الحاكم تمزيقه فهو قادر، وإن أراد إعادة رتقه فهو قادر، وإن اراد احترامه فهو قادر. المجتمع، الوطن، الأخلاق كذبة كبيرة، أغلبنا في داخل حفرة عميقة.
كانت النساء، الشابات يرمين بقصاصات ورق صغيرة إلى نجيب، يأخذها النادل له، يطلبن أغنية ما، موسيقا ما، وكن يرغبن في التعرف عليه، لوسامته، لطوله الفارع، ورشاقة جسده.
كان نجيب من خامة إنسانية نادرة، خامة نظيفة، قلبه رقيق، مهذب، وطويل البال في عمله، بيد أنه عصبي مثله مثل أغلب الناس في بلادنا، يحتاج إلى التفعيل ليخرج المارد، القسوة الكامنة في أعماقنا إلى السطح. كل شيء يبدو طبيعيًا إلى حين تلقي الإشارة إلى هذا المارد.
رقصت النسوة على صوت نجيب، وموسيقاه على العود والفرقة الموسيقية التي معه، على الأغاني التي كان يصدح بها باللغة العربية، ويتخلل ذلك الموسيقا الغربية، لتتحول الحفلة إلى مكان دافئ ينسى فيها الإنسان إنه إنسان معذب في هذه اللحظات الانتقالية السريعة.
في الاستراحة جاء نجيب وجلس إلى جانبي، أراد أن لا يشعرني أنني وحيد، وحدثني عن رأي في غناءه وفي جملة الأحداث التي كانت تدور في المطعم.

عصر اللحدود
نحن في عصر اللاحدود، عصر مفتوح على كل شيء، عصر الاحتمالات الغريبة العجيبة، لم يعد الإنسان ملك نفسه، أو أرضه أو سماءه.
نحن العرب والمسلمين، في داخل هذا الجنون القادم، وفاعلين فيه سواء سلبًا أو إيجابًا، ونحاول بكل ما نملك أن ننعزل عنه.
الشرق كله، بما فيه اليابان والصين والهند والباكستان وغيرهم، مملوء بالفضلات الذهنية، بالخراب الذاتي، لا يملك الحجة الموضوعية والذاتية للعلق جراحه الفاسدة والملوثة بالجراثيم المتعدد المصادر، الذي لا يمكن علاجه، وأمراضه التاريخية.
إن الشرق يتعامل مع التطور شكلًا، كبراغماتية ذميمة، يستفيدون منه دون أن يغيروا ما بأنفسهم من عجز وتسوس ذاتي. الشرق منكمش على نفسه، على حضارته البائدة.
مثلًا، عمر بن الخطاب، امتلأت المكتبات بالكتب عنه، ولا يزالون، أبو بكر الصديق، على بن ابي طالب، عثمان بن عفان، عائشة، معركة الجمل أو صفين، آلاف الكتب، عشرات الآلاف من الكتب تحلل تلك المرحلة التاريخية التي مضت.
ما الفائدة من العيش في الماضي، وأن نعيد إنتاجه في المدارس والمساجد والمعابد وفي الشارع والبيوت وفي حديث الناس، وأنت في عصر يأكل الأخضر واليابس.
ربما عقدة الاضطاد متعة للشرق، جلد الذات متعة، الانفصال عن الواقع أيضًا متعة، يصاحبه كسل وعجز وفراغ.
أنا لا أثق في الشرق ولا انجازاته، إذا لم يردم هذا التاريخ بالأسفلت الأسود، ويفكر في تطوير عالمنا الممزق، المحتاج إلى عقل يتجاوز عقل الغرب ويخدم عالمنا، لمعالجته حتى ينتقل نقلة نوعية.

اضطراب الهوية
اضطراب الهوية في البنية النفسية للإنسان التركي هو السبب الأول لإقدامه على الإبادة الأرمنية واليونانية وبقية القوميات التي عاشت معه على الأرض ذاتها.
اضطراب الهوية وعدم الركون إلى الاستقرار النفسي والعقلي هو السبب في مأساة الكثير من الشعوب الغريبة عن ذاتها.
أنهم يشعرون بالضياع والغربة، يبحثون عن أب يضمهم بين دفتيه.
إن غياب الأب الجامع، الأب القوي، الملجأ، عزز الاضطراب في ذواتهم، جعل منهم شعوب تعاني من جنون الارتياب، والقلق والتوتر وعدم الاستقرار والراحة.
ربما جنون العظمة جاء من اضطراب الهوية.

الاعلام الحر أو اللاحر
يستطيع الإعلام الحر أن يكون حرًا عندما يتناول القضايا التحت سياسة، القضايا الخدمية، أن لا يمس بنية الدولة وسياساتها العميقة.
إن الدولة الديمقراطية في أوروبا والولايات المتحدة كبنية، لديها قدرة ديناميكية على الحركة، المؤوسسة فيها راسخة، لا يضرها من يصل إلى البناء الأعلى، وكل حزب يصلها عليه أن يخضع لها ويتناغم معها، يُدور مصالحها بأفضل طريقة ممكنة لضمان قبوله، ونجاحه ووصوله إلى الحكم في الانتخابات القادمة.
لا شكك أن الديمقراطية السياسية أفضل آلاف المرات من الاستبداد المباشر، وهي خطوة متقدمة جدًا في المسيرة السياسية العالمية، ولكنها ليست كافية.
نذهب مع المثل القائل:
لا يقتل الذئب ولا يفنى الغنم.
لم يحن زمن انتقال الإنسان إلى مرحلة أرقى في السياسة والديمقراطية، ما زالت المصالح هي الموجه الأول للدولة، ويرسم خط سيرها، ومنفذة لما يطلبه البناء العميق لها.
الديمقراطية هي أقل سوء من الاستبداد المباشر، على الاقل لا تسجنك لكلمة قلتها أو لانتقاد قدمته. الديمقراطية إدارة ذكية جدا للدولة، للمؤسسات والناس. هي الأقل فسادا، والاقل تهديما لبنية المجتمع، تمارس القمع في الخفاء بعيدا عن العين. ما دام هناك سجون ومخابرات وشرطة وجيش سيبقى الإنسان مغتربا

العهر وسببه
الشروط الاجتماعية والسياسية هي المنتج الحقيقي للعهر أو النبالة.
لا عهر تحت الشمس لولا هذه الشروط.
عندما تولد، تولد نبيلًا، كائنًا جميلًا سواء كنت إنسانًا أو حيوانًا أو شجرة أو نهر أو بحر.
هذا العقل السياسي الملتوي، هو المنتج الحصري للتقسيم الاجتماعي والإنساني والطبيعة وفق قانون أو قوانين ناظمة ومهيمنة ومسيطرة.
لا يوجد في الطبيعة إنسانة عاهرة أو إنسان انتهازي او كذاب.
إنها تقسيمات قانونية وحقوقية مبتذلة.
إن تحسين الشروط الاجتماعية والسياسية وتنمية الثقافة المعبأة بالقيم العظيمة كالحب والإخلاص والرحمة والعدالة هو من يرفع سوية الإنسان ويحمي إنسانيته وإنسانية الطبيعة بكل كائناتها.
إن أنسنة الإنسان والحياة هو أنسنة الطبيعة بكل جمالها وخيراتها وبراءتها.

الطبيعة مستقلة عن الإنسان
جميع الأشياء الموجودة في الطبيعة مستقلة عن الإنسان، صورة هذه الأشياء في الذهن هي المراوغة، سواء بالقبول أو الرفض.


كيف يستطيع هذا الفم الصغير للرجل، أن يلثم مساحات الجمال الممتد على الجسد الأنثوي المملوء بالحياة؟
كيف له أن يرتوي، والحياة عطش دائم، ومنبع لعدم الارتواء؟
كيف يمكن إرواء العطش الكامن في صوتها، عينيها، شفتيها، وفي كل خلية وذرة منها؟
من ارتوى منها ليس برجل.
وللمرأة مثل حظ الذكريين، في الامتداد على جسدهما.

المرضى
أغلب المرضى الذين ليس لديهم إحساس بالأمان، أو نتيجة اضطرابات نفسية يعاني منها بعضهم، يلجأون إلى إنسان ما، يعتقدون أنه قوي، يسمع لهم، ويخفف عنهم الشعور المرضي بالخوف الوجودي أو الاضطراب الذي هم فيه.
في هذه الحالة عليه، أن يجيد القيام بدور الأب باقتدار، حتى يمنح هذا المريض الإحساس بالأمان
أول شيء يفعله هذا المريض، أنه يرمي ثقله وعقده على من يتحمله، عبر التهجم عليه والصراخ في وجهه أو ضربه أو تعذيبه.
ومن خلال هذا الفعل، يفرغ الطاقة السلبية الكامنة فيه في الآخر، ويحول الآخر إلى مطية لتخفيف النوازع المرضية الذي هو فيها.
كان لدينا هذا النوع من الناس في السجن.
والسجن ليس السجان فقط، أنما السجين ذاته.
وتتحول العلاقة بين المريض والسليم إلى علاقة مشوهة، لا يمكن الانفكاك عنها إلا بوضع حدود عالية بين الأثنين.
إن مشاركة المريض بهمومه وأمراضه مدخل إلى تشكيل مريض جديد.

الغرب له خطابان
للغرب خطابان، خطاب ظاهر يتلبس بالبراءة والمسكنة ويدعي أن الإرهاب الإسلامي يستهدفه، وبالتالي مضطر أن يدافع عن نفسه في وجه هذه الحملة الشرسة.
وخطاب باطني مبتذل وقميء يسهر على بقاء الإرهاب واستمراره لتسويق سياساته الكونية والايدولوجية، ويدفع الأموال الطائلة لترويج الإسلام فويا.
ويشجع الفكر الديني الاسلامي المتطرف ويسعى لبقائه بكل السبل.
كما نعرف في كل نص ديني هناك وجهان، وجه قابل للعيش في العصر، ووجه يعيش في الماضي.
ويمكن استثمار الوجه الثاني ودعمه ماليًا واعلاميا وترويجيًا.
وهذا ما يحدث في أيامنا.
وأغلب دول العالم اليوم، الكبيرة والصغيرة، الإسلامية والمسيحية والبوذية والهندوسية والكونفوشية والزردشتية منخرطين في اللعبة السياسية الدولية عبر تقديم الدعم اللوجستي والفني والسلاح والمال لإبقاء الإرهاب مستمرًا على قدم وساق.
سوريا نموذجًا يفقأ العين والأذن والرقبة، كما نرى، كلهم شركاء في تدمير هذا البلد وتراثه وعمرانه وآثاره ومجتمعه وبقاءه.
كيف تم التوافق بين امريكا ورووسيا وتركيا وايران والنظام القائم في المضي قدما إلى الأمام على إنهاء سوريا وجوديًا؟

أنا انطلق من موقع الكاتب
عندما أتناول موضوعًا اجتماعيًا أو عاطفيًا أو فكريًا أو دينيًا أو سياسيًا على هذه الصفحة الزرقاء، فأنا أنطلق من موقع الكاتب، وليس من أجل إيصال رسالة ما إلى أي إنسان بشكل مبطن.
أنا لا أحب الأساليب الملتوية أو التكلم من وراء الظهر أو الطعن بأي إنسان.
لدي احترام كامل لكل إنسان سواء كان متفقًا معي أو مختلفًا. وأملك الجرأة والقوة لأقول رأي مباشرة إذا أردت إيصال فكرة ما أو موقف ما.
ولا أحب تجريح أحد أو أسبب إساءة لأحد، خاصة الأصدقاء والصديقات المقربين مني.
فهولاء جميعًا لديهم في قلبي معزة خاصة ولا يمكن أن أجرحهم بكلمة أو إشارة ما.
هذه رسالة لكل من يظن أنني اساءت له.
والمعذرة لكل من فهمني بشكل غلط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو