الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن الصورة؟

فوز حمزة

2024 / 5 / 17
الادب والفن


بالرغم من الدم الذي غطى ملامح وجهه وعينيه، إلا إنه لم يتوقف من النظر إليها.
كانت جميلة، متوهجة، ترتدي بنطالها الجينز الأزرق والبلوز الأبيض مكتوبًا على جيبه باللغة الأنجليزية كلمتان لم يستطع تبينها؛ لأن حزام الحقيبة الجلدية التي تحملها من منتصف كتفها الأيمن حتى ردفها الشمال غطى على جزء كبير من الحروف وتلك الكاميرا التي بين يديها لا تتوقف لحظة عن التقاط الصور.
تركتْ هذه المرة شعرها البني القصير منسدلاً على أكتافها بالرغم من أنه يفضله مرفوعًا. كانت تقف قرب قدميه حين رأى كل ذلك، لكنها سرعان ما غيرت مكانها، فلم يعد يسمع سوى صوت عدسة كاميرتها.
دوران وغثيان سيطرا عليه منعاه من تحريكِ رأسه، شعر بالدم يسيل من أماكن أخرى من جسده، فرك إبهامه بالسبابة فوجد أن دمه ما زال دافئًا لزجًا. للمرة الأولى يعرف فيها كيف يكون ملمس الدم.
لم يعد يسمع شيئًا، ربما شيء ما أصاب الكاميرا، حاول الالتفات ناحيتها، لم يستطع كأنه مشدود إلى الأرض بسلاسل.
أرسل إيعازًا لساقه اليمنى ليتأكد من أنه ما يزال مسيطرًا على جسدهِ، وحين نجح في تحريكها ساورته مشاعر سعادة سرعان ما اختفت حين انقبضت عضلات معدته في محاولة فاشلة منها للتقيؤ.
ازدادت حالة الدوران وبدأ يسمع الأصوات المحيطة به وكأنها قادمة من عالم آخر، لكن صوتها وهي تحدث زميلاً لها كان ناعمًا، رقيقًا كما عهده، لكنه أكثر جدية، فهي حريصة كعادتها على إتمام كل شيء بشكل مثالي، لطالما عشق تلك الخصلة التي كانت موضع خلاف بينهما، فهو فوضوي كما تحب وصفه.
أشارت لزميلها عن مكان آخر يبعد عدة أمتار عن مكانه فيه اثنان آخران من الجرحى أحدهما ربما فقد حياته، لم تكن متأكدة كما أخبرت الزميل وهي تطلب منه الإسراع والتقاط الصور لهما، فهذان الجريحان حصته.
عندما انحنت عليه لتلتقط صورة يبدو فيه جسده أكثر وضوحًا، تنفس عطرها، لم يكن يفضل هذا العطر المهدى لها من زميلها في الصحيفة بمناسبة ترقية تلقتها، الآن يعشق كل شيء فيها!
راوده إحساس إنها سترمي بجسدها عليه ثم تطبع على فمه قبلة طويلة كما تفعل حين تجده منشغلاً عنها، هذه المرة لمْ تفعل، انشغلت بالرد على الهاتف. أخبرت المتصل أنّ كل شيء على ما يرام بعد تغطيتها هي وزميلها الحادث وستصل سيارات الإسعاف لنقل القتلى والجرحى.
قالتها بحروف باردة أشعلت النار في جسده الجريح كأنه لم يسمع هذا الصوت من قبل. حاول رفع يده ليشير إليها، لكنه فشل في لفت انتباهها نحوه لانشغالها في التباحثْ مع زميلها حول ما المطعم الذي سيتناولان فيه طعام الغداء ثم طلبت منه الانتظار ريثما تكلم زوجها ليتفق الثلاثة على المكان.
عاودته نوبة الغثيان ورغبة في التقيؤ، فصدر منه صوتٌ قوي أثار اشمئزازها. ابتعدت عنه وهي تطلب زوجها على الهاتف.
التفتتْ نحوه بينما هاتفه بقي يردد أغنية الاتصال التي وضعتها بنفسها له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_