الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة استعطاف و استرحام لإيران حكومة و شعبًا لإسقاط حكم إعدام الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن تسيونا

عبير سويكت

2024 / 5 / 18
الغاء عقوبة الاعدام


رسالة استعطاف و استرحام لإيران حكومة و شعبًا لإسقاط حكم إعدام الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن
تسيونا

عبير المجمر (سويكت)

انتشرت اخبار متضاربة في الوسط اليهودي بعضها يُشير الى انه تم تنفيذ حكم إعدام على الشاب اليهودي الإيراني ‎إرفين نتانيل بن تسيونا
المتهم بقتل رجل إيراني أثناء مشاجرة دارت بينهما. (و العهدة على الراوي) ، بينما تحدثت وسائل أعلامية اسرائيلية آخرى عن ‎انه من المقرر إعدام شاب يهودي إيراني يبلغ من العمر 20 عامًا، يوم السبت، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية. كذلك أحاديث آخري تزيد من القلق و التوتر اليهودي مثل ‎تصريحات علي رضا نادر، محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة راند، لصحيفة جيروزاليم بوست و قوله : "إن الجالية اليهودية الصغيرة في إيران رهينة لأهواء النظام". 
‎“في أي وقت يريد النظام الانتقام من إسرائيل، فإنه يتطلع إلى اليهود الإيرانيين”.


و المعلوم ان عدد الجالية اليهودية في إيران يقدر بي 8000 يهودي ، و عائلة الشاب اليهودي ‎التى تطلب من الجميع الصلاة والدعم لأبنها إرفين نتانيل بن تسيونا كانت و ما زالت تأمل في ان يتم إنقاذ حياة أبنها إذا تكرمت أسرة الشاب الايرانى المقتول ‎و قبلت بتعويض مالي بدلاً من إعدام المتهم إرفين نتانيل بن تسيونا .

فمن المعروف ان الجمهورية الايرانيه تتبع النهج القانوني الإسلامي في تطبيق العدالة ، و في القانون التشريعي الإسلامي في حالة القتل العمد يطبق القصاص ، و لكن ما هو القصاص ؟

يقول الاسلام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ..)، و حسب السرد الإسلامي فان هذه الآية من سورة البقرة:178 نزلت لأسباب معينة و في زمان و مكان معين و نزلت لسبب و حادثًا محددًا ، حيث يُشار إلى انه " زمن الجاهليه"، قبل أتباع الاسلام لم تكن هناك احكام و قواعد و شرائع " تنظم حياة الفرد و المجموعة" في حالة وقوع القتل العمد، حيث انعدام نهج المساواة و الموازنة في تطبيق العقوبات مثل عقوبة القتل العمد، فنزل حكم القصاص " لتصحيح الاوضاع قانونيًا مجتمعيًا و فرديًا " و كذلك للتأكيد على انه لا يجوز أن تقتلوا غير القاتل ، كما لا يجوز لكم أن تسرفوا في القتل بأن تقتلوا القاتل وغيره من أقاربه . إي بمعنى انه إسلاميًا في حالة القاتل الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن تسيونا لا يجوز قانونيا إسلاميا المساس بأهله او حتى المساس بالجالية اليهودية ، و إنما تطبق عقوبة القتل العمد عليه وحده، و "حكم القصاص" بهدف التأكيد على " العدالة الكاملة" اذا كان القاتل من رأس القوم او صعاليقهم او كان مقدما في القوم او موخرا يعاقبوا بنفس العقاب ، أيضًا يُشار ألى ان أهميته في القانون الإسلامي انه ما قبل الإسلام كان العرب في جاهليتهم أحيانًا قد تطبق عقوبة القتل العمد على غير القاتل الذي قد يرونه لا يكافئه، فيرون أن فارس هذه القبيلة، وأن شيخ هذه العشيرة لا يكافئه هذا القاتل الذي قد يكون وزنه و مكانته الاجتماعية اقل فتطبق العقوبة على اخر بدلًا منه فيقتل في مكانه صعلوك مثلاً، و أحيانًا قد يحدث العكس فيقتل رأس القبيلة و فارسها تشفيًا او انتقامًا ، و قد لا تكون جناية له و قد يكون غير مسؤولًا عن القتل، أو احيانا يطبقون عقوبة القتل بطريقة غير متوازنة و قد يكون فيه إسراف بحيث لا يكتفوا بقتل الواحد الذي قتل، فقد يرون أن هذا المقتول لا يكافئه واحد من هؤلاء القوم، فيقتلون بالواحد جماعة من الناس، فيرون أن هذا يقتل به مثلاً عشرة من هذه القبيلة، وأنه يساوي أكثر من ذلك في نظرهم، فيقتلون أبرياء لم يكن لهم جناية، ولم يشتركوا بقتله، لذلك يُشار إسلاميا الى انه جاءت هذه الآية بتقرير هذا الأصل: أن القصاص مشروع على وجه من العدالة الكاملة، الحر بالحر، سواء كان رأس القوم، أو كان من صعاليكهم، فالقاتل يقتل في جنايته، ولا يقتل غيره، ولو كان المقتول شريفًا عظيمًا مقدمًا في قومه، وكذلك العبد بالعبد، والأنثى بالأنثى، فليس فيه أن الأنثى لا تقتل بالرجل، أو الرجل لا يقتل بالأنثى، فالآية لم تتطرق لهذا، ولكن جاءت على هذا النسق، لتقرير هذا الأصل.

و يحكي العارفين بالشأن الإسلامي على الصعيد القانوني ان في لسان العرب لفظة "القصاص" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ اي من " القص" الذي يدل على تتبع الأثر في أصل معناه في كلام العرب؛ يقال: قصَّ أثره، تتبعه المقصود إن " القصاص " يكون بأن يُفعل بالجاني المتهم بجريمة القتل العمد كما فعل بالمجني عليه شريطة ان تكون العقوبة من غير زيادة ولا نقصان مساوية للفعل، يستندون إسلامياً على :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) [سورة الإسراء:33] فلا يسرف في القتل قيل معناه: ان لا يتجاوز الحد و يتخطاه ان لا يزيد عن الفعل الذي اتي به الجاني، اي بمعنى لا يمثل بالقاتل تشفيًّا، كما كانوا يفعلون في الجاهلية، هذا قتله بضربة بالسيف، أو نحو ذلك، فلا يصح أن يقتص منه بطريقة يتشفى فيها هذا المقتص، فيقطع أعضاءه، أو أن يحرقه بالنار، أو أن يعذبه، أو نحو ذلك، وإنما يفعل به كما فعل من غير زيادة ولا نقصان، ما لم يكن هذه الوسيلة محرمة في أصلها، اي بمعنى ان هناك حالات أخلاقيًا إسلاميا لا يمكن ان تطبق عدليا و ان كان الجاني قد طبقها مثل الحريق بالنار، وكما لو أنه فعل الفاحشة بصبي فقتله اي اغتصبه فقتله، أو بصبية اغتصبها فقتلها بذلك، فإنه لا يفعل به مثل فعله، فإن هذا لا يجوز، لانه فعله قبيح و محرم في الإسلام فلا يجوز تكراره وإنما يضرب بالسيف، و يكون القصاص اي جريمة القتل العمد على هذا النحو.

في ذات السياق، يشير علماء الإسلام ان من كانوا قبلهم من أهل الكتاب اي المسيحيين و اليهود لم يكن في شرعهم ما آتت به الشرعية الإسلامية اي "أخذ الدية"، اي بمعنى انه في الإسلام قانونيًا كما تسمح الشريعة الاسلامية بتطبيق عقوبة القصاص اي الاعدام في المفهوم الحديث على مرتكبي جريمه القتل العمد، إلا أنها تسمح كذلك اذا عفي أهل المقتول عن القاتل أن يأخذوا الدية إي تعويض في اللغة القانونية او ان لا يأخذوا اي شئ اذا أرادوا ان يعفوا عن القاتل دون مقابل ، و ان هدف الشريعة الإسلامية في ذلك " الرحمة " بالتخفيف عن القاتل استنادًا على (ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ)، و عليه فان العفو مع أخذ الدية تخفيف من الله ورحمة لما فيه من التسهيل؛ موضحين ان من كانوا قبلهم من أهل الكتاب لا يشرع عندهم أخذ الدية، وإنما القصاص إذا أراد حقه، بخلاف الشريعة الإسلامية التى جاءت بمشروعية القصاص، مصطحبين مشروعية أخذ الدية، وبالعفو مجانًا. و في هذه النقطة بالتحديد يحضرني نداء الأسرة اليهودية الحزينة على أبنها إرفين نتانيل بن تسيونا و إحتمالية تطبيق عقوبة الإعدام عليه، و بناءًا على بحثهم توصلوا الى ان القانون الإيراني، يُسمح لأسرة الشخص المقتول بقبول تعويض مالي بدلاً من إعدام المتهم. و يقولون انهم حاولوا في هذه الناحية ، و لكن اسرة المجني عليه الايرانيه ترفض قبول أي تعويض وتصر على ضرورة قتل الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن تسيونا، و لكن ما زالت الآسرة اليهودية تأمل في ان تغيير الأسرة الايرانيه من موقفها، و نذكرهم بقوله : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، فالإسلام كما شرع بالقصاص من الجاني في ذات الوقت قانونيا إسلاميًا حث على العفو مع أخذ الدية اي العفو مقابل التعويض ، وفضل على اخذ التعويض العفو مجانا.
و حتى أستخدام لفظ "أخيه " في وصف القاتل هى لترقيق النفس و حثها على الرأفة و الرحمة حتى بالقاتل، و " أخوة الإيمان" هم ليسوا فقط المسلمين بل كذلك اليهود هم من ملة المؤمنين الموحدين، و ان كان الاسلام ينظر الى جريمة القتل على انها من اكبر المعاصي حتى الكفر بالله اخف منها إسلاميًا , و لان الإسلام يقييم الروح البشرية و يعززها لذلك حث على العفو حقنًا لدم القاتل, فهل يا ترى تستمتع الأسرة الايرانيه لنداءات الآسرة اليهودية و تعفو و تحقن دم أخيهم إرفين نتانيل بن تسيونا؟؟؟ و تجعله معصوما منهم ومن غيرهم؟؟؟؟.

ختامًا نذكر انه في الشرع القانوني الإسلامي المتسامح انه حتى في حالة قبول أهل القتيل بالدية اي التعويض قد حث الإسلام قانونيًا أن يتعامل مع القاتل او أهله { بِالْمَعْرُوفِ } من غير أن يشق عليهم في تكاليف التعويض , ولا يُحمل القاتل و أهله ما لا يطيقون من تعويضات , بل حث الإسلام قانونيًا في الالتزام بالإحسان في الاقتضاء والطلب, ولا ان لا يحرج القاتل و لا أهله . و كذلك حث الإسلام على القاتل الالتزام بالإحسان في دفع التعويض ان حصل { أَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } من غير مطل ولا نقص, ولا إساءة فعلية أو قولية, فهل جزاء الإحسان إليه بالعفو, إلا الإحسان بحسن القضاء، مع الإشارة إسلاميا و قانونيًا ان هذا ما هو مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان.

و التذكير كذلك بان الإسلام ينص عبر شريعته الإسلامية بانه إذا عفا أولياء المقتول, أو عفا بعضهم, احتقن دم القاتل, وصار معصوما منهم ومن غيرهم.

و عليه بإسم الإنسانية و التعاليم الاسلامية السمحة المتمثلة في الرحمة و العفو و من اسماءه الحسنى العفو الرحيم الغفور نأمل في أن تراجع الأسرة الايرانية موقفها و تصغي لنداءات أسرة الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن تسيونا و تحقن دمه، رحمة و مغفرة و تسامحًا كريمًا فليس كبير القوم من يحمل الحقد.

كما و نأمل ان تجد نداءات الأسرة اليهودية آذانًا صاغية من ذوي القلوب الرحيمة و العقول الحكيمة في إيران حكومة و شعبًا لرأب الصدع بين الاسرتين و ايجاد حلول سلمية تجاوزًا لتطبيق عقوبة الإعدام على الشاب اليهودي إرفين نتانيل بن تسيونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين


.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت




.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا


.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة




.. تفاصيل مقترح بايدن من تبادل الأسرى حتى إعمار غزة