الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الأخلاق الماركسي ونعيم أيليا/ 1

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2024 / 5 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بتاريخ 2024 / 5 / 11، وفي العدد: 7974 من الحوار المتمدن الأغر، نشر الأستاذ نعيم ايليا مقالته الموسومة: "الأخلاق بين فريدريش إنجلز ولودفيج فويرباخ" - تطرق عَرَضاً الى مقالة سابقة لي ضمن هامشه المرقم (6) فيها – أورد في أدناه نصها الكامل بالنسخ واللصق، كي أحلله بعدئذٍ فقرة فقرة :
نص مقالة الاستاذ نعيم إيليا المحترم:
"في البدء تجب الإشارة إلى الأصل؛ أصلِ الأخلاق. وإنما المقصود بالأصل، المصدرُ الذي تنبع منه الأخلاق: أيُّ واحد هو؟
1- هل هو الدين؟
2- هل هو الواقع (المجتمع الإنساني تحديداً)؟
3- أم هو النفس؟
وفي جواب (أم) لا مندوحة عن التعيين.. يجب الترجيح أو الاختيار. والمرجَّحُ المختار المتعين ههنا أنّ النفس هي المنبع الذي تصدر منه الأخلاق. فتكون الأخلاق بهذا الترجيح، عند البحث فيها، قضيةً من قضايا علم الحياة. ودليل ذلك أن النظر إذا توجَّه إليها على ضوء نظرية التطور الداروينية المعروفة بتناولها بالتفسير العلمي مشكلاتِ الحياة البيولوجية للحيوان عامة مذ كانت الحياة خلية واحدة؛ وجد لها مناطاً بقانون حفظ النوع. وقد يُعبَّر عن هذا القانون بكلمة (حبّ الحياة). وهو حبّ ليس بإرادة البشر أنفسهم، بل بإرادة الحياة. وهي إرادة يجهلها البشر. فلا يعلمون لماذا يجب عليهم أن يحيوا.
إن قانون حفظ النوع من الاندثار، هو القانون الموكّل الجدير بتفسير وجود الأخلاق في النفس وصدورها عنها، تفسيراً إن لم يكن حاسماً، يكن أدنى إلى تفسير حقيقتها من سواه من القوانين العلمية، وأيضاً أدنى إلى تفسير حقيقتها من التأملات الفلسفية والدينية.
وعلى هذا فلا غرو ولا نشوز في أن يقال إن الأخلاق لولا وجودها في النفس، في القلب - ويصح أيضاً في العقل لأن كلّ شيء من أشياء النفس لا مفر له من العبور إلى العقل، إلى الدماغ - وتمثُّلُها في الأفعال والسلوك، ما كان المجتمع الإنساني. ولا غرو كذلك في أن يقال إنه لولا الأخلاق، ما كان للدين أن يكون على ما هو عليه كائن. فتكون الأخلاق بهذا التقدير هي الأوّل، ويكون المجتمع والدين تاليين لاحقين بالأول.
وإذا كان لا مفرّ من التدليل على هذا بمثال، ذُكرت الأمُّ التي تكاد تكون الخلية الأولى لكل المجتمعات الحيوانية. فلوما الطبيعة زوَّدت الأمَّ بعاطفة التحنان، الحب، العطف... لأهملت كل أم وليدها، فقضى.
وذُكر أيضاً ميلُ الإنسان الطبيعي الفطريّ إلى المحبة والتراحم والشفقة... إن هذه المشاعر ذات الطابع الأخلاقي، لولاها ما كان للإنسان أن يجد في نفسه حافزاً على أن يكوِّن الأسرة، فالقبيلة، فالمجتمع، فالأمة، فالدولة.
وذكر أيضاً الحبُّ الجنسي – وإن لم يكن الجنس بذاته، علاقةً وممارسةً وميلاً، خلقاً - الذي إليه يرجع الفضل في استمرار النسل.
فهذه إذن غاية الطبيعة البعيدة – إن جاز التعبير - من الأخلاق. إنها تعزيز مبدأ البقاء على قيد الحياة.
على أن الفلاسفة منذ افلاطون وأرسطو إلى لودفيج فويرباخ - وإن كانوا اعتقدوا بخلاف اللاهوتيين بأن الأخلاق مصدرها النفس أو القلب، أو الدماغ - لم يتبينوا غاية الطبيعة من الأخلاق أنها لحفظ النوع، فزعموا أن الغاية منها هي الخير الذي يورّث السعادةَ واللذة.
وأشهر الآراء التي تعضد هذا الزعم، رأي أرسطوطاليس الذي قد بسطه بتفصيل ووضوح في نيقوماخيا (1). ولا زال أكثر الفلاسفة من بعده يتبعون رأيه هذا، ويمتحون منه. من هؤلاء الفيلسوف الألماني لودفيغ فويرباخ:
„ إنَّ كلَّ صناعة وكلَّ مذهب - يقول أرسطو في نيقوماخيا - وكذلك كل فعل واختيار فقد يعلم أنه إنما نتشوق به خيراً ما. ولذلك أجاد من حكم على الخير أنه الشيء الذي يتشوَّقه الكل… فنقول: إذا كانت كل معرفة وكل اختيار إنما يتشوق خيراً ما، فما الخير الذي نقول إن تدبير المدن يتشوّقه ويقصد قصده ، وهذا الخير الذي هو أعلى وأرفع من جميع الأشياء التي تفعل؟ فنقول إنه يكاد أن يكون أكثر الناس قد أجمعوا عليه بالاسم، وذلك أن الكثير من الناس والحذاق منهم يسمونه السعادة، ويرون أن حسن العيش، وحسن السيرة هي السعادة واختلفوا في حد السعادة: ما هو؟ ...“
فواضح من قوله أن السعادة هي الغاية من الأخلاق. وهي كذلك حتى في السياسة وتدبير المدن. فإذا طرح عليه السؤال: ولكن لماذا السعادة هي الغاية؟ أجاب أرسطو: إن السعادة تامة تكفي نفسها بنفسها؛ أي لا تُطلب إلا لذاتها، إذ لا غاية من بعدها. وبتعبير آخر: إن أكثر الغايات تكون وسيلة لبلوغ السعادة، ولا تكون السعادة وسيلة لبلوغ غاية أخرى.
يقول:
„ إنه إذا كان يظهر أن الغايات كثيرة، وكنا إنما نؤثر بعضها على بعض بسبب شيء آخر (مثل الثروة والمزمار وبالجملة الآلات كلها)، فبَيّنٌ أن ليس جميع الغايات كاملة. وقد يظهر أن الأفضل هو شيء كامل. فيجب من ذلك إن كان ها هنا شيء واحد فقط كاملاً فهو الشيء المطلوب، وإن كانت الأشياء الكاملة كثيرة فهو أكملها وأتمُّها. ونحن نقول إن الشيء المطلوب لذاته ولكنه ليس المطلوب لغيره، والذي لا يؤْثَر في وقت من الأوقات من أجل غيره، أكمل من التي تؤثر لغيرها، لا لنفسها. فالكامل بالجملة هو الذي يُؤثر لذاته أبداً، ولا يؤثر في وقت من الأوقات لغيره. وأَولى الأشياء بهذه الصفة: السعادة. وذلك أن السعادة هي التي نؤثرها لنفسها، ولا نطلبها في وقت من الأوقات لغيرها… فقد ظهر أن السعادة شيء كامل مكتفٍ بنفسه غايةً للأشياء التي تفعل“,
وفي هذا الموضع، ينبغي التنبيه إلى أن أرسطو يضع حداً فاصلاً بين السعادة واللذة. إنه يفرق بينهما لا من حيث طبيعتهما بما هما شعوران صرفان وحسب، بل من حيث طابعهما الاجتماعي: فالسعادة سيرة السادة الأشراف، واللذة سيرة العوام الجفاة العبيد:
„ فنقول: يشبه أن يكون الناس في ظنهم بأن الخير والسعادة إنما هما من السّيَر، لم يخرجوا عن الصواب. أما العامة منهم والجفاة فقالوا إن الخير والسعادة هما اللذة، ولذلك يؤثرون سيرة المتمتع باللذات…“.
والظاهر مما عرضه إنجلز من سيرة فويرباخ، أن فويرباخ كان إبيكورياً يدعو إلى اقتناص اللذات والانغماس فيها ؛ لأنها في حسبانه الغاية من الحياة:
„ وفويرباخ نفسه الذي يبشر في كل صفحة بالانغماس في الشهوات الجسدية ويدعونا إلى الاستغراق في العالم الملموس والواقع، يسقط في التجريد الكامل… (2 “ .)
لكن إنجلز إذا كان لا يختلف مع فويرباخ في أن الغاية من (الحياة) هي اللذة، فإنه يختلف معه إلى حد النزاع في قضية الأخلاق: مصدرها، غايتها، وهل هي ثابتة أم متغيرة. وهذا النزاع مادة البحث. وسيأتي القول فيه على وجوهه الثلاثة هذه بإيجاز يتوخى الجوهر ويهمل التفاصيل المحمولة عليه:
1- مصدر الأخلاق:
فويرباخ مثل أرسطو يرى أن الأخلاق (قلبية) أي إنها جملة من المشاعر يضخُّها قلب الإنسان كلِّ إنسان من غير مراعاة لوضع الإنسان بما هو كائن اجتماعي. وبلفظ آخر من غير مراعاة لتنقلات الإنسان عبر الزمن.
فأما إنجلز - وإن كان لا يعترض على كون الأخلاق مشاعر، وهذا يُستنتج من تأييده لرأي هيغل حيث ترد فيه كلمة (الطبع) التي هي مرادفة للفطرة، للنفس: „ كتب هيغل: هناك أناس يعتقدون أنهم يعرضون فكرة عميقة جداً حين يقولون: إن الإنسان (بطبعه) خيّر، ولكنهم ينسون أنَّ فكرة أعمق بكثير ترد في هذه الكلمات: الإنسان (بطبعه) شرير... “ - فإنه يذمّ رأي فويرباخ؛ لأن فويرباخ حين ينوّه بالأخلاق، حين يعرضها في فلسفته على الناس لا يراعي بيئة الإنسان الاجتماعية كل المراعاة. إنه يعرض الأخلاق وكأنها لا شأن لها بواقع الإنسان الاجتماعي والتاريخي. وهذا شأن من يقع في التجريد. والتجريد عند إنجلز لفظ دال على الشيء الكليّ الذي لا وجود له في العالم المحسوس، إنه المثالية التي يمقتها إنجلز أشد المقت، ولم يكن فويرباخ المادي أقل منه مقتاً لها.
فيُستخلص من ذم إنجلز لتأمُّل فويرباخ في الأخلاق بمعزل عن المجتمع، أنه معتقد بأن الأخلاق – وإن كانت مشاعر إنسانية، تصدر عن قلب الإنسان - مصدرها البيئة الاجتماعية، أو العلاقات الاجتماعية التي تربط بين أفراد المجتمع الحقيقيين الذين هم من لحم ودم والذين يحيون داخل مجتمعاتهم، وليس خارجها.
يقول:
„ أما عند فويرباخ فالأمر بالعكس تماماً. فهو من ناحية الشكل واقعي، إذ يتخذ نقطة الانطلاق الإنسان، ولكنه لا ينبس ببنت شفة عن العالم الذي يعيش فيه هذا الإنسان، ولهذا يظل الإنسان عند فويرباخ دوماً نفس الإنسان المجرد الذي يتمثل في فلسفة الدين. هذا الإنسان لم تحمله أية امرأة في أحشائها، بل انبثق من إله الأديان التوحيدية كما تنبثق الفراشة من الشرنقة. ولذا لا يعيش هذا الإنسان في عالم واقعي، متطور تاريخياً ومعين تاريخياً. ورغم أنه على صلة مع أناس آخرين ، إلا أن كل واحد منهم مجرد بقدر تجرده هو نفسه. في فلسفة الدين نميز بين الرجل والمرأة. ولكن هذا الفرق الأخير يختفي في الأخلاق. صحيح أننا نجد عند فويرباخ أحياناً موضوعات مثل هذه: (في القصور يفكرون غير ما يفكرون في الأكواخ. إذا لم تكن لديك بسبب من الجوع والبؤس أي مواد غذائية في الجسم، فليس لديك أيضاً أي غذاء للأخلاق لا في رأسك ولا في مشاعرك ولا في قلبك. ويجب أن تصبح السياسة ديناً … (3) ولكن فويرباخ لا يدري مطلقاً كيف يستعمل هذه الموضوعات، فهي عنده مجرد تعبير … "
ثم إن فويرباخ، في نظر إنجلز، حين يسلك طريق التجريد في عرض نظريته الأخلاقية؛ فلأنه: "... لم يجد الطريق الذي يقود من ملكوت التجريد الذي كان يكرهه فويرباخ نفسه حتى الموت، نحو العالم الحقيقي الحي. فهو يتمسك بكل قواه بالطبيعة وبالإنسان. ولكن الطبيعة والإنسان يظلان بالنسبة له كلمتين فقط. إنه لا يستطيع أن يقول شيئاً واضحاً عن الطبيعة الحقيقية ولا عن الإنسان الحقيقي. وللانتقال من الإنسان المجرد كما يتصور فويرباخ إلى الناس الحقيقيين الأحياء، كان لا بد من دراسة هؤلاء الناس في أفعالهم التاريخية. ولكن فويرباخ كان يعارض ذلك بعناد ، ولهذا فإن عام 1848 (4) الذي لم يفهمه ، لم يعن بالنسبة له سوى القطيعة النهائية مع العالم الواقعي ، والانتقال إلى العزلة المطلقة… غير أن الخطوة التي لم يخطها فويرباخ كان لا بد مع ذلك من خطوها. فإن عبادة الإنسان المجرد التي تؤلف نواة الدين الجديد الفويرباخي، كان يجب الاستعاضة عنها بالعلم عن الناس الحقيقيين وعن تطورهم التاريخي . وهذا التطوير اللاحق لوجهة نظر فويرباخ الذي يتجاوز نطاق فلسفة فويرباخ، إنما بدأه ماركس عام 1845 في كتابه العائلة المقدسة“ (5).
ويُفهم من هذا الذي قاله إنجلز، أنه يتهم فويرباخ بأنه أخطأ في عرض نظريته الأخلاقية في هذا الإطار من التجريد. وهذا الاتهام، يستجرُّ التحقيقَ فيه بطرح التساؤل التالي:
أحقٌّ أن فويرباخ أخطأ إذ عرض نظريته في الأخلاق بهذا النحو من التجريد؛ أي ضمن هذا الإطار المثالي؟
ولن يكون الجواب عن هذا التساؤل عند التحقيق الجدي بنعم، بل بكلا. فيكون الذي أخطأ هنا هو إنجلز؛ لأن إنجلز لم ينكر أن الأخلاق مشاعر مصدرها النفس. وعدم إنكاره أنها كذلك، دليل على خطئه. وتفسير ذلك أن المشاعر عواطف زرعتها الطبيعة في نفس الإنسان، ولم تزرعها في المجتمع. صحيح أن للمجتمع تأثيراً فيها، بيد أن هذا التأثير، لا يملك أن يجتث أصلها.. لا يملك أن يجعل المجتمع أصلاً لها، كما يحب لها إنجلز بالإكراه أن تكون كذلك في أصلها. فأي خطأ هو أن يتناول الفيلسوف الأخلاق بالنظر إلى أصلها من غير اهتمام عظيم بتأثير المجتمع فيها؟
إن المجتمع يؤثّر بالتربية وغيرها من الوسائل حتى في الغرائز – هذه حقيقة لم يكن فويرباخ يجهلها - فهل يصح أن يُنظر في الغرائز أنها ذات أصل اجتماعي؟
بالطبع فإنه من المفيد أن يُنظر في الغرائز من قِبَل أن المجتمع يؤثر فيها، ولكنه ليس من المفيد أن يُعتقد أن المجتمع هو أصلها، وكذلك القول في الأخلاق فإنها كالغرائز.
بهذا المنطق يُعلم أن إنجلز لم يكن على حق في نقده لفويرباخ في هذا الموضع. إن الذي يتأمل نقده بعقل يقظ، لن يكون في وسعه إلا أن يحكم عليه بأنه نقد قاصر بل زائف. وآية زيفه أنه يهمل الجوهر وينشغل بأعراضه ولواحقه، وأنه أيضاً لا يرتكن إلى العلم وإنما إلى الهوى الإيديولوجي، إلى النظرية السياسية. إذ بأي علم أن الأخلاق الإنسانية مصدرها المجتمع الإنساني؟! بأي علم أن المحبة والشفقة والإحسان والتسامح والغفران...الخ مصدرها المجتمع، وليس مصدرها النفس، القلب، الدماغ، الطبيعة البشرية؟
نعم، إن الأخلاق تتحقق، أو تمارس في المجتمع. لكن المجتمع ليس مصدر الأخلاق. مصدر الأخلاق هو النفس، والنفس من إنتاج الطبيعة، وما كان من إنتاج الطبيعة في الإنسان فهو عام في كل إنسان، وهو أيضاً يوجد في كل زمان من غير أن يتأثر تأثراً بالمراحل المتقلبة المتطورة من تاريخ المجتمعات البشرية تأثراً عميقاً بحيث يغدو وكأنه من إنتاج المجتمع لا الطبيعة.
هل يقال – مثلاً - إن الصدق أو نقيضه الكذب، لا ينبع كل منهما من نفس الإنسان كلِّ إنسان مذ كان الإنسان؟ أو أن الصدق والكذب، عرضان زائلان؟ أو أن المجتمع إذا انتقل من طور إلى طور، انتقل معه الصدق والكذب بالضرورة إلى طور جديد من أطوار لهما متخيلة؟ فإن جاز هذا، فما هو أثر الطبيعة في الإنسان؟
إن فويرباخ – في زعم إنجلز - ينظر في الأخلاق من حيث هي أخلاق لها وجود في نفس كل إنسان بغض النظر عن وضعه الاجتماعي وعلاقاته مع الآخرين.. ينظر إليها وكأنها مُثُل أو صور افلاطونية، مع أن فويرباخ لم ينظر فيها إلا وهي داخل دائرة الأنا والأنت باعتراف إنجلز نفسه: " … وتجدها الآن مباشرة في الحب بين أنا وأنت. وهكذا يصبح الحب الجنسي في النهاية عند فويرباخ أحد الأشكال الرفيعة إذا لم يكن أرفعها لاعتناق دينه الجديد " ودائرة الأنا والأنت ذات صبغة اجتماعية كما لا يخفى على النابه. لكن هذه الدائرة بالنسبة لإنجلز الذي يرى أن الأخلاق لا يجوز بحال من الأحوال أن يتأملها المتأمل باستقلال عن المجتمع عن الواقع بتناقضاته الحادة، ضيقةٌ هيّنة إلى حد السخف، فلا ينبغي أن يحتفل بها المتأمل فيعالجها، بل عليه أن يغفلها وينشغل بدراسة العلاقات الاجتماعية التي تنشأ منها الأخلاق. هذا ما يراه إنجلز بالرغم من أنه يصادق على أن الأخلاق مشاعر قلبية.
فإذا سئل عن هذا المجتمع الذي تنشأ – في زعمه - منه الأخلاق: أي مجتمع هو؟
أجاب: إنه المجتمع الذي تصطرع فيه الطبقات: „ منذ ظهور التناقض بين الطبقات، غدت نزوات الناس الشريرة: الطمع والتعطش إلى السلطة، روافع التطور التاريخي. والبرهان المتواصل لذلك هو، مثلاً، تاريخ الإقطاعية والبرجوازية. غير أن فويرباخ لا تخطر حتى في باله دراسة الدور التاريخي للشر الأخلاقي. فالميدان التاريخي بالنسبة له غير لائق ولا مريح على وجه العموم. وحتى قوله: حين خرج الإنسان من أحشاء الطبيعة، لم يكن إلا كائناً طبيعياً صرفاً، لا إنساناً. فالإنسان إنما هو نتاج الإنسان والثقافة والتاريخ، حتى هذا القول يبقى عنده عقيماً للغاية".
ولعمر الزمان كيف لإنجلز أن يجيب عن هذا السؤال إذا ما ألقي عليه: ألا تتحقق الأخلاق الإنسانية خارج العلاقات الإنسانية أيضاً؟ ألا تتحقق في عالم الحيوان والنبات؟ أليس الإنسان يحب الحيوان والنبات أيضاً؟ فلماذا يحبهما إذا كانت الأخلاق في تصوره ليس لها إلا هذا التعلق التام بعالم الإنسان.. بعلاقاته الاجتماعية المتشابكة وصراعاته الطبقية؟ ألا يدل هذا المجال الواسع للأخلاق أنها قلبية؟ فإن لم يكن هذا دليلاً، فعلام يدل حبّ الإنسان للحيوان والنبات؟
وبم عساه يجيب لو سئل، وهو الذي يصرّ على فكرة أن الأخلاق مناطها ما يحدث بين الطبقات من تصادم وصراع: هل ستوجد أخلاق إنسانية إذا ما خلا عالم الإنسان من الطبقات المتصارعة؟ هل ستوجد أخلاق في الشيوعية؛ المرحلةِ الاجتماعية المتخيلة التي لن يكون فيها تناقض أو صراع طبقي حسبما يتصور إنجلز؟ هل سيزول منها الحب أو البغض؟ الصفح أو الانتقام؟ الصدق أو الكذب ؟
إنه لمما يثير التعجب هنا أن إنجلز لم يكن مطلعاً على نظرية التطور وحسب، بل كان من أشد المتحمسين لها حتى ليخيل للمرء وهو يشهد منه هذه الحماسة أن نظرية التطور جزء من الماركسية؛ ومع ذلك فإنه لم يستطع أن يدرك علاقة الأخلاق بقانون حفظ النوع، أو إنه – بتعبير قد يكون أصدق - لم يشأ أن يتبين هذه العلاقة.
لكن التعجب سرعان ما يتبخر، حالما يقف المتعجب على حقيقة النظرية الماركسية التي ساهم إنجلز في إنشائها مساهمة واسعة. إن النظرية الماركسية في حقيقتها إيديولوجياأي إنها نظرية ثورية لا تكتفي بتفسير العالم وفهمه ثم إصلاحه، بل تسعى إلى أبعد من ذلك.. تسعى إلى تغيير العالم بالعنف والقوة (6) وحكمه وتدبيره وفق قوانينها الخاصة. ولذلك فهي لا تشاء هنا – في مجال الأخلاق - أن تميّز بين الأخلاق وبين حقوق الإنسان؛ لأن الأخلاق مخيّبة لتطلعاتها الثورية. وقد تجلى هذا بوضوح في هذا المقطع من قول إنجلز في فلسفة فويرباخ الأخلاقية:
„ إن فويرباخ لا يرى في هذه العلاقات (العلاقات بين الناس) غير جانب واحد: الأخلاق. وهنا يذهلنا من جديد فقر فويرباخ المدهش بالمقارنة مع هيغل. إن علم الأخلاق عند هيغل أو نظريته الأخلاقية، هي فلسفة الحقوق وهي تحتوي على: 1- الحقوق المجردة. 2- السلوك الأخلاقي. 3- ميدان الأخلاق الذي يشمل بدوره: العائلة، المجتمع المدني، الدولة. ..“.
باختصار، إنها إيدولوجيا تعتمد في تحقيقها على الثورة لا على الأخلاق، ولا على الإصلاح. وغني عن القول أن الكراهية والعنف والتدمير وسفك الدماء وقهر الخصوم بأساليب وحشية، وقودُ الثورة.
فمن هنا كان من الطبيعي المنطقي بالنسبة لإنجلز الثوري، أن تُنعت أخلاقُ فويرباخ المشيدة على مبدأ المحبة المسيحي (7) بأشنع النعوت، كما في قوله:
"إن قواعد الأخلاق الأساسية عند فويرباخ التي تنجم عنها جميع القواعد الأخرى هي التضييق العقلاني بالنسبة لأنفسنا والحب لأنفسنا والحب – الحب دائماً - في العلاقات مع الآخرين. ولا نستطيع إخفاء حقارة وتفاهة هاتين الموضوعتين...“
وقوله:
„ إن أجمل مقاطع مؤلفاته التي تمجد الدين الجديد، دين الحب، تستحيل اليوم حتى قراءتها…“.
وقوله:
„ وحين سعى فويرباخ إلى إقامة الدين الحقيقي على أساس مفهوم عن الطبيعة مادي في جذوره، فهذا أشبه بالذي اعتبر الكيمياء الحديثة إنما هي الكيمياء الحقيقية. وإذا كان الدين يستطيع أن يستغني عن إله، فإن الكيمياء تستطيع أن تتخلى عن الحجر الفلسفي… إن الحجر الفلسفي ينطوي على كثرة من الخصائص تشبه خصائص الإله“.
وقوله:
„ومفهوم بعد كل ما سبق أن ما يقوله لنا فويرباخ عن الأخلاق شيء هزيل جداً ".
وقوله:
„ وبنفس القدر يبدو لنا فويرباخ سطحياً بالمقارنة مع هيغل فيما يتعلق بمعالجة التضاد بين الخير والشر ".
وهكذا فإن الأخلاق التي أحلها فويرباخ محلّ الدين، أو التي أبقى عليها ولم يستأصلها حين استأصل إله المسيحية بنقده، لن تحظى برضى إنجلز، سينقم عليها إنجلز نقمة شديدة، حتى لو كانت ضرورية لحفظ النوع، حتى لو كانت تضفي الجمال بمعناه العميق والهادئ على العلاقات بين أفراد المجتمع، حتى لو أنها عمرت القلوبُ منها بالسعادة، حتى لو أنها ساهمت في تطوير المجتمع وتنظيمه؛ لأنه إن رضي بها، خان نظريته الثورية، وارتمى في أحضان الإصلاح والديمقراطية وهما أمران حاربهما مع ماركس في نقدهما اللاذع الساخر للهيغليين اليساريين في مؤلفهما (العائلة المقدسة) ولا سيما برونو بَوَر من هؤلاء وبرودون.
ولا بد من ذكر عامل ثالث سوّغ لإنجلز أن يزدري بأخلاق فويرباخ المسيحية، هو ادعاؤه بأن هذه الأخلاق لا يتقيد الناس بها، أي هي غير قابلة للتطبيق العملي. فإذاً، ما دام الناس في عرفه لا يستطيعون أن يقيدوا أنفسهم بها، فما الداعي إذاً إلى نشرها بين الناس؟ (8).
إن استحالة تطبيق المبادئ الأخلاقية حجة كافية عنده لازدراء الأخلاق. بيد أنها حجة لا يخطئ مَن يصفها بالسذاجة بالرغم من أن إنجلز صاحبها لم يكن ساذجاً. وذلك لأن المبادئ معايير تدعو إليها الضرورة، إذ كيف سيكون ممكناً بغيابها أن يُقوّم سلوك البشر؟
بهذه الحجة الواهية سوّغ إنجلز لنفسه الحكم على نظرية فويرباخ الأخلاقية بأنها غير مجدية في مجتمع منقسم إلى طبقات:
„ ولكنّ الحب! نعم الحب هو في كل مكان وزمان صانع المعجزات عند فويرباخ، وينبغي له أن يساعد في التغلب على جميع مصاعب الحياة العملية، وهذا في مجتمع مقسم إلى طبقات ذات مصالح متناقضة تماماً! وعليه، إن فلسفته تفقد آخر ما يبقى لها من طابعها الثوري، ولا تبقى منها غير اللازمة القديمة: أحبوا بعضكم بعضاً، وتعانقوا دون تمييز في الجنس… (9)".
وبتعبير آخر كيف لنظرية الأخلاق الفويرباخية ( المسيحية )المبنية على مبدأ المحبة، أن تكون مجدية نافعة في عالم تصطخب فيه المنازعات والمخاصمات والاستغلال والطلاق، وفيه تستعر الحروب؟:
"أما فيما يتعلق بالحب الذي يتوجب عليه أن يوحد كلّ شيء فهو يتجلى في الحروب والمنازعات والمخاصمات والخلافات البيتية والطلاق والحد الأقصى من استغلال بعضهم للآخرين…“
وعلى هذا فإن نظرية فويرباخ – في رأي إنجلز – عاجزة تمام العجز.. إنها ليست أكثر من مبدأ خيالي ليس له ما يسنده في الواقع، ليست أكثر من مبدأ يجول في ذهن فيلسوف متأمل منعزل لم تزل قدمه عالقة بطين المثالية اللازب.
وحجة إنجلز على عجز نظرية فويرباخ لا يؤيدها الواقع فقط، بل يؤيدها أيضاً المنطق، إنها في منطقه:
"... مفصلة لجميع الأزمنة، ولجميع الشعوب، ولجميع الأوضاع، ولهذا السبب بالضبط ليست صالحة للتطبيق في أي وقت وفي أي مكان، وتظل عاجزة إزاء العالم الواقعي مثل الحكم القاطع عند كانط.“
غير أن حجة إنجلز المنطقية هنا لا تتساوق مع جدليته؛ إنها تخرق مبدأ وحدة الأضداد. فإذا كان الناس يحتربون ويتنازعون ويطلقون وينتقمون ويستغلون بعضهم بعضاً ...الخ، فإن الأخلاق فيهم مع ذلك لا تموت، بل تظل مشعة حيّة قابلة للتطبيق ونافعة. أليست هي ضد الشر؟! بلى! فكيف للشر إذاً أن يوجد في عالم تنعدم فيه الأخلاق التي تمثل الخير؟ كيف للخير المتمثل في الأخلاق ألا يكون له وجود واقعي في حياة البشر، وهو ليس من صنع الطبيعة وحسب، بل هو أيضاً مبدأ تربطه علاقة جدلية حميمة لا تنفصم بالشر؟
فما لا يختلف عليه اثنان، أن الحروب والمنازعات والاستغلال والطلاق … الخ شرور، وأن المحبة وما يفيض عنها من قيم أخلاقية، خير. ولكن الخير والشر متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر. فحيثما وجد أحدهما، وجد الآخر.
فعلى هذا فإن قوله: „ ليست صالحة للتطبيق لأنها مفصلة لجميع الشعوب ولجميع الأوضاع…“ ساقط بيّن الخطأ. ليس ينطق به من كان في منزلة إنجلز. وإنما ينطق به مَنْ يجهل أن الأخلاق مشاعر إنسانية من إنتاج الطبيعة – على ما سبق أن تبين - وكذلك الذي يجهل أنها ليست حقوقاً وقوانين تسنُّها دولة، رغم دنوّها وشدة اقترابها من الحقوق والقوانين في الشكل والمحتوى.
هل كان إنجلز يجهل ذلك؟
يرتاب المرء في جهله. لكنها نظريته الثورية أملت عليه الجهلَ بذلك.
هل كان إنجلز يجهل أن الأخلاق مشاعر إنسانية؟ وأنها ليست من الدين – الدين يعزز الأخلاق ولا ينتجها - فلماذا إذاً أنكر أنها عامة في البشر لا يتمتع أو يشقى بها إنسان دون آخر، ولا شعب دون شعب، وأنها لا تكون لعصر دون عصر، ولا لوضع دون وضع؟
أليستِ الأخلاق مَثلُها مَثَلُ اليد التي تزوَّد بها الإنسان من الطبيعة – لإنجلز تقدير جم لليد، اعتراف بفضلها على الإنسان – فكيف يصحُّ أن يقال فيها، في اليد، بمنطق كهذا المنطق: إنه لا جدوى منها؛ لأن كل البشر مزودون بها؛ ولأنها صالحة لأن تمسك بكل الأشياء في كل الأوضاع، في كل المجالات، في كل العصور؟
ألن يكون هذا القول إذ يقال مضحكاً؟
2- غاية الأخلاق:
قد تبيّن أن السعادة هي غاية الأخلاق لدى أشهر الفلاسفة ومنهم فويرباخ. فالذي يمارس الفضيلة يشعر بالسعادة بعكس الذي يمارس نقيضها، فإنه لا يشعر بالسعادة إلا إذا كان ميّت الضمير، أو كان ذا عاهة ذهنية. فتكون المحبة إذا أشرقت في القلب، ارتعش القلب منها رعشة السعادة اللذيذة، وتكون الكراهية إذا جحفلتِ المحبةَ في القلب، فأمسى القلب مرتعاً للشقاء ومرتعاً لكل مكروه بغيض هادم لأركان السعادة واللذة. وإنه لمعلوم أن ما يتحقق للفرد من سعادة ولذة بممارسة الفضيلة، يتحقق أيضاً للمجتمع. فالمجتمع الذي تنتشر فيه الأخلاق الجميلة، يغدو مجتمعاً سعيداً، والمجتمع الذي تنتشر فيه الأخلاق الشريرة يغدو مجتماً شريراً.
ولكن هؤلاء الفلاسفة وعلى رأسهم أرسطو، توقفوا عند هذه الغاية، لم يتجاوزوها إلى ما هو أبعد منها؛ اعتقاداً منهم أنها منتهى كل الغايات. ولو أنهم كانوا تقصّوها بنظر أحدَّ، لرأوا خلفها غاية أخيرة، هي منتهى الغايات جميعاً. ألا وهي حفظ النوع، أو حب البقاء.
لو كان السؤال: ما الغاية من السعادة ذاتها، طفر إلى أذهانهم، لتوصلوا بالإجابة عنه إلى أنها أيضاً وسيلة لبلوغ غاية هي أم الغايات جميعاً؛ لأن الإنسان لا يسعد لأجل السعادة، وإنما يسعد لأجل احتمال الحياة والبقاء فيها. إن الحياة صعبة شاقة مرهقة فيها من الرزايا والمحن ما لا يطاق ويحتمل إلا بواسطةٍ هي السعادة. فلولا السعادة التي يستشعرها الإنسان، وهو يتقلّب على سفّود الحياة، فهل كان استطاع أن يحتمل الإنسان حياته؟ أما كان زهد فيها وعافها فخرج منها غير آسف عليها؟
وهذا موضع لطرح السؤال: لماذا ينتحر الإنسان؟ أينتحر لأنه يستشعر السعادة، أم ينتحر لأنه فقد شعوره بالسعادة فقداناً تاماً؟
فأما إنجلز فلا يرى في الأخلاق خيراً ينتهي بالإنسان إلى السعادة، كما يرى ذلك لودفيغ فويرباخ وسواه. وذلك لأن إنجلز – على ما تبين - ثوري يتشوّق إلى : "تحرير البروليتاريا عن طريق التحويل الاقتصادي للإنتاج" بأساليب العنف، لا بالأخلاق وأساليب الإصلاح. في رأي إنجلز أن الأخلاق دين جديد يعوق مسيرة التحرير عن بلوغ أهدافها، مع أن الواقع والتجربة لا يؤيدان رأيه. فالمجتمعات التي تحررت فيها الطبقة العاملة وبلغت أهدافها بالعنف الثوري، لم تسعد، إنها لم تلبث أن انهارت. فأما المجتمعات التي انتهجت الإصلاح ولم تنبذ نواة الأخلاق، فأحرزت تقدماً في كل مجال.
ها هو إنجلز يحاول في هذا المكان أن ينقض فكرة الغاية من الأخلاق كما هي لدى فويرباخ بأسلوبه الساخر، قائلاً:
„ وأكثر من ذلك أن بورصة الأوراق المالية تبعاً لنظرية الأخلاق عند فويرباخ ، إنما هي معبد أسمى الأخلاق، شرط أن تقوم فيه المضاربة بشكل لبق ذكي. وإذا كان سعيي إلى السعادة يقودني إلى البورصة، وإذا كنت أعرف كيف أزن فيها جيداً نتائج أفعالي بحيث إنها لا تعود عليّ إلا بالملاذ ولا تتسبب لي بأي خسارة، أي إذا كنت أربح دوماً، عند ذلك تكون وصية فويرباخ قد تحققت. ولاحظوا أنني إذ ذاك لا أعيق قريبي أبداً في سعيه إلى السعادة. فقريبي مثله مثلي، قد جاء إلى البورصة بملء إرادته، وهو، إذ يجري معي صفقة مضاربة، يتبع، مثلما أفعل أنا، سعيه إلى السعادة. وإذا خسر نقوده فذلك يدل على لا أخلاقية أفعاله؛ لأنه أخطأ في وزن عواقبها. فإني أستطيع ، إذ أجعله أن يحمل الجزاء الذي يستحقه ، أن أقف بكل فخر موقف رادامانت في الأزمنة الحديثة... والحب يسود أيضاً في البورصة ، إذ إنه ليس بجملة عاطفية وحسب؛ إن كل فرد يرضي سعيه إلى السعادة بمساعدة الغير، وهذا بالضبط ما يجب أن يفعله الحب، وفي ذلك يتقوم تحقيقه العملي. فإذا حسبت بصورة جيدة عواقب عملياتي، أي إذا لعبت بنجاح، أكون قد تقيدت بكل دقة بكل متطلبات أخلاق فيورباخ، واغتنيت فضلاً عن ذلك. وبتعبير آخر، أياً كانت رغبات فويرباخ ونواياه، فإنه أخلاقه تبدو أنها فصّلت على قياس المجتمع الرأسمالي الحالي ".
فهل أصاب إنجلز إذ شبه المجال الذي تتحرك – تتحرك مجازاً - فيه أخلاقُ فويرباخ بالبورصة؟
نعم، في البورصة خسارة وربح، كما هو الشأن أيضاً في مجال الأخلاق. ففي مجال الأخلاق: من يمارس الفضيلة يربح - يربح السعادة - ومن يمارس الرذيلة يخسر فيشقى.
ولكن البورصة إذا كانت من مخترعات الرأسمالية التي جوهرها الاستغلال، فهل في الأخلاق الإنسانية أيضاً استغلال؟ أإذا أساء إنسان، فعفا عنه المُساء إليه، كان في سلوك المُساء إليه استغلال؟
3- الأخلاق ثابتة أم متغيرة؟
يرى إنجلز أن فويرباخ لم يسعَ إلى إلغاء الدين، كما يرى أنه لم يفصل الأخلاق عن الدين؛ ولأن الدين ثابت لا يتغير، فالنتيجة التي تنشأ من ذلك بالضرورة هي أن الأخلاق عند فويرباخ ثابتة لا تتغير، يقول:
" إن مثالية فويرباخ بالحقيقة تنكشف حالما ننتقل إلى فلسفته في الأخلاق والدين. إن فويرباخ لا يريد مطلقاً أن يلغي الدين؛ إنما يريد أن يحسّنه. والفلسفة ذاتها ينبغي أن تذوب في الدين".
ويقول:
„ إن مثالية فويرباخ تتلخص هنا في أنه لا يعتبر جميع علاقات الناس القائمة على الميل المتبادل أي الحب الجنسي والصداقة والشفقة ونكران الذات … كما هي بذاتها دون الذكريات المرتبطة بدين خاص يرجع، حسب رأيه أيضاً، إلى الماضي. فهو يدعي أن هذه العلاقات لا تبلغ كل قيمتها إلا بعد تقديسها بكلمة الدين. والشيء الرئيسي بالنسبة إليه ليس وجود هذه العلاقات الإنسانية البحتة بل نظرة الناس إليها نظرتهم إلى دين جديد حقيقي. وهو لا يوافق على أن يعترف بقيمتها الكاملة إلا حين تطبع بخاتم الدين".
وبناء على هذا وعلى ما سبق من آراء إنجلز، يمكن الاستنتاج بيسر وسهولة أن إنجلز ، معتقد بأن الأخلاق متغيرة، فلكل عصر أخلاقه، بخلاف فويرباخ الذي يتناول الأخلاق من وجهة نظر العقيدة التي تراها ثابتة لا تتغير ولا تحول في كل العصور.
بل إنّ إنجلز ليصرح بفكرة التغيُّر هذه قائلاً:
„ إن الفكرة الكبرى الأساسية القائلة إن العالم لا يتكون من أشياء جاهزة منجزة، بل يتكون من مجموعة تفاعلات، حيث الأشياء التي تبدو ثابتة، وكذلك صورها في الرأس أي المفاهيم تتغير على الدوام. تنشأ وتزول وحيث التطور التصاعدي، يشق في آخر المطاف طريقاً لنفسه رغم الصدف الظاهرة ورغم الخطوات المؤقتة إلى وراء. إن هذه الفكرة الكبرى الأساسية قد نفذت عميقاً، منذ هيغل، إلى الوعي العام، بحيث إنه يكاد لا يعمد أحد إلى دحضها في شكلها العام. ولكن الاعتراف بها قولاً شيء وتطبيقها في كل حال بمفردها وفي كل ميدان معين للبحث هو شيء آخر. إذا تمسكنا دائماً في البحث بوجهة النظر هذه، فإن طلب الحلول الحاسمة والحقائق الخالدة يفقد ، بالنسبة لنا، كل معنى إلى الأبد؛ ونحن لا ننسى أبداً أن كل معارفنا المكتسبة محدودة بالضرورة وتحدها الظروف التي نكتسبها فيها. ومع ذلك لم يبق الآن من الممكن أن تثير في نفوسنا الاحترام تلك المضادات المستعصية على الميتافيزياء القديمة التي لا تزال مع ذلك واسعة الانتشار حتى الآن، كالمضادات بين الحقيقة والخطأ، بين الخير والشر، بين التشابه والاختلاف، بين الضرورة والصدفة. ونحن نعلم أن لهذه المتضادات قيمة نسبية فقط: أي إن ما هو معترف به الآن كخطأ، له جانبه الحقيقي الذي بسببه كان من الممكن اعتباره سابقاً كحقيقة، وإن ما يدعى بالصدفة إنما هو الشكل الذي تستتر وراءه الضرورة، وهكذا دواليك“ .
ولأن إنجلز جدليّ في منهجه؛ أي إنه يدرس الظواهر في علاقاتها القائمة على الارتباط والتضاد. فالشيء موجود في الطبيعة أو الذهن ووجوده يشتمل على ضدين. فلا بد إذاً من دراسته على أنه اثنان في واحد. وعلى هذا، فإذا كانت الأخلاق تتغير فيجب أن يكون فيها شيء لا يتغير. أليست اثنين في واحد: التغير، الثبات؟
ولكنّ إنجلز ينفي الوجه الآخر للأخلاق وهو الثبات، ويأخذ على فويرياخ أنه يراها ثابتة، هادماً هنا أيضاً منهجه الجدلي.
ولماذا الأخلاق ثابتة لا تتغير ؟ ما هو الجواب؟ الجواب: لأنها من صنع الطبيعة لغاية البقاء.
ولكن كل شيء في الطبيعة يتغير. إن التغير حقيقة لا يستطيع أحد أن يتنكر لها. وإنما بهذا الحقيقة ينتهك المعترض حقيقة ثبات الأخلاق. فكيف الرد على المعترض؟
يرد عليه بالسؤال: ما الذي يتغير منها؟ هل هو الجوهر، أم هو العرض؟
لا شك في أن شيئاً من ظاهر الأخلاق يتغير، من مثل طريقة المحبين في التعبير عن حبهم. ففي القرن الثامن عشر مثلاً كان المحبون يعبرون عن حبهم بأسلوب يختلف عما هو متبع اليوم في القرن الواحد والعشرين من قبل المحبين . ولكن الحب ذاته لم يتغير. وقد يُظن أن إنجلز لم يطرح على عقله هذا السؤال، ولذلك لم يسدَّ رأيُه في نقده لنظرية الأخلاق عند فويرباخ.
لو كان سأل: هل يتغير الحب الإنساني في جوهره على امتداد العصور؟
هل كان الحب في المرحلة المشاعية – بحسب التقسيم الماركسي لمراحل التاريخ – غيرَ الحب الإنساني في المرحلة الرأسمالية؟
أفما كان عثر على مفتاح الحقيقة؛ حقيقةِ ثبات الأخلاق في جوهرها؟
-------------------------------------
(1) أرسطوطاليس. كتاب الأخلاق إلى نيقوماخوس. ترجمة اسحق بن حنين. تحقيق عبد الرحمن بدوي.
(2) لودفيغ فويرباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية. تأليف فريدريش إنجلز. كل الشواهد في النص مأخوذة من هذا الكتاب.
(3) قول فويرباخ " ويجب أن تصبح السياسة ديناً " دعوة إلى العلمانية. وهي فصل الدين عن السياسة والحكم.
(4) عام الثورات في أوروبا.
(5) العائلة المقدسة. عمل مشترك. تأليف كارل ماركس وفريدريش إنجلز. وهو في نقد منهج الهيغليين اليساريين التأملي. والخطوة التي يتحدث عنها إنجلز هنا، هي تحرير الطبقة العاملة بالعنف والثورة، لا بالموادعة والإصلاح ولا بمعالجة التناقضات الاجتماعية بالتأمل فيها وتفسيرها، بل بالانخراط في الصراع ضد الطبقات المستغِلّة. فلا يكفي أن يفسر الفيلسوف القضايا مثل قضايا الحرية، والاستغلال، والحق، والأخلاق، والدين… الخ وهو جالس بعيداً عن المستغَلين خلف منضدته وقلمه بيده. على الفيلسوف الحقيقي في نظر ماركس وإنجلز أن يمارس النضال الطبقي إلى جانب البروليتاريا ممارسة عملية أيضاً. هذا الموقف الفلسفي – السياسي، قد عبَّر عنه ماركس بمقولته الشهيرة: „ لم يفعل الفلاسفة شيئاً سوى تفسير العالم بطرائق شتى لكن الأهم هو تغييره ". ولا يتحقق تغييره في رأيهما إلا بالعنف والثورة. وقد عرضت هذه المقولة بإيجاز شديد عرضاً نقدياً في مكان آخر.
(6) قدم الصديق الدكتور حسين علوان حسين ورقة في الأخلاق الماركسية نشرها في صحيفة الحوار المتمدن. ولكي يقنع القارئ بأن الماركسية تحتوي على نظرية أخلاقية – والحق أنها لا تحتوي على نظرية أخلاقية – عمد إلى تحريف الماركسية، إذ بتر منها ثوريتها، وجعلها إصلاحية كاشتراكية برودون الذي تلقى نقداً شديداً علىى نظريته الإصلاحية من ماركس وإنجلز. ولكأن الدكتور حسين أدرك أن القيم الثورية من كراهية ونقمة وعنف وسفك دماء، لا تصلح لبناء مجتمع سعيد. ثم عمد أيضاً إلى تحريف آخر، إلى تحريف الأخلاق، فأدعى أن تحرير الإنسانية من الاستغلال هو من الأخلاق. والحق أن هذا من الحقوق وليس من الأخلاق.
(7) يقول إنجلز: " والدين الوحيد الذي يدرسه فويرباخ دراسة معمقة إنما هو المسيحية ".
(8) ثار جدل طويل في الحوار المتمدن حول وصية المسيح الأخلاقية " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " خمس وتسعون بالمئة تقريباً، رفضوا هذه الوصية بدعوى أنها يستحيل تطبيقها، وبأنها تشجع على قبول المذلة والخنوع والاستسلام، فلما طرح عليهم السؤال: هل يوصي أحدكم ابناً له إذا ضربه أخوه أن يرد عليه بالمثل؟ تجاهل أكثرهم السؤال. ومن أجاب منهم، أجاب: لا. ولكنه مع ذلك مضى يذم الوصية. هؤلاء قرأوا حروف الوصية ولم يقرأوا المعنى الأخلاقي المتضمن فيها. كما أنهم لم يلحظوا ما فيها من جدلية بين الضارب والمضروب. فإن من يرد بالضرب على الضارب، يمسي ضارباً. وقال فيها أديب إنها للاستهلاك؛ أي لا قيمة لها. ولكن هذا الأديب حين لطم نظامَ دولته، فلطمه نظامُ دولته رداً على لطمته، جعل الأديبُ – ولم يبرح - يستنكر أن ردَّ النظامُ عليه بالمثل. لماذا يستنكر الأديب أن يرد عليه النظام بالمثل، ما دام الأديب يرى أن الرد على اللاطم بالمثل، فضيلة ؟!
(9) ينتقد إنجلز فويرباخ؛ لأنه يحلُّ " تحرير الإنسانية بواسطة الحب محل تحرير البروليتاريا عن طريق التحويل الاقتصادي للإنتاج".

أنتهى النص الكامل لمقالة الأستاذ نعيم إيليا المحترم.

وبسبب التلفيق الفكري الواضح المبثوث في تضاعيف المقالة أعلاه كلها - التي تنفي وتزيف الحقائق التاريخية والمعرفية التي لا يمكن نكرانها جزافاً مثلما سأوضح بالتفصيل لاحقاً- فقد كتبت له تعليقاً بأسلوب "الحسـﭽـة" العراقي لأوضح له أهم جوانب عدم اتساقها، هذا نصه:
التسلسل: 27 العدد: 874517 - مولانا الحكيم نعيم ايليا المبجل
2024 / 5 / 15 - 19:36
"تحية حارة لمولانا الجليل نعيم ايليا المحترم
لقد اشتقت لكم يا سيدي
من الواضح أنه لا فيورباخكم المعروض في هذا المقال هو فيورباخ؛ ولا انجلزكم هنا هو انجلز؛ ولا الأخلاق ههنا هي الأخلاق بزينها وشينها كوحدة واحدة مشروطة زمكانيا .
مرّة، التمس عزاب مضيف الشيخ زعبوط من ضيفهم الروزخون حال حضور صينية الطعام وتربع الروزخون عليها أن يمنَّ على عزابه بأجر تلاوة سورة يوسف عليهم، وذلك لإلهائه بالتلاوة، ومنعه من الاستيلاء على حصة الأسد من لحم الذبيحة أمامهم، فرد الروزخون:
كل القصة هي أن يوسف هو طفل ضاع، ثم عثر عليه أهله، وأبوكم الله يرحمه! -
قال الروزخون هذا فيما هو يشطر لشة الذبيحة نصفين، ويضع نصفها الأكبر أمامه ويترك النصف الثاني لمجالسيه من وجوه عشيرة المعازيب..
ولو كان المعازيب قد سألوا الروزخون هذا عن الاخلاق وفيورباخ وانجلز لقال لهم:
الاخلاق هي أن تمشي عدل وتحب الناس مثلما قال فيورباخ، وهذا مو زين مثلما ذمه عليه انجلز.
ولكن هناك من يقول أن المشكلة الحقيقية هي ليست في الاخلاق ولا في فيورباخ ولا في انجلز؛ المشكلة الحقيقية انما تكمن في لحم الذبيحة؛ فما هو رأي مولانا الجليل بهذا الخصوص، لطفاً ؟"

انتهى نص تعليقي الذي تشير فيه استعارة "الذبيحة" الى ذبح المقالة لـ "الحقائق التاريخية، والوقائع المعرفية، والوضع البشري المرعب ككل" تحت ظل النظام الرأسمالي البربري المبيد للبشر القائم اليوم والذي تتجاهلة المقالة. كما تشير عبارة "الأخلاق بزينها وشينها كوحدة واحدة مشروطة زمكانيا" إلى الحقيقة المعروفة والمتمثلة بالبنية الثنائية المتاصلة في مفهوم كل واحد من المثل الأخلاقية والتي تختصرها مقابلة (الخير/ الشر)، والى طابع تغيّر تلك المعايير الزمكاني من عصر لآخر ومن مجتمع آخر، والذي تنفيه المقالة تعسفاً. كما أنها تجانب الحق في اتهامها لانجلز تلفيقاً بعدم اعتقاده بوجود مفاهيم أخلاقية سامية ثابتة (سأعود لهذه النقطة). فعلى سبيل المثال، فإن الإمتناع عن السرقة هو "فعل خيّر" باعتبار فعل السرقة هو شر، ولكن النظام الرأسمالي كله قائم على سرقة قوة العمل المأجور التي بدونها يضمحل هذا النظام ويموت، وهي السرقة التي يتم تبريرها بكونها "أرباحاً" راسمالية مشروعة هي أم الخير العميم والتقدم والتطور الاقتصادي والاجتماعي. كما أن فعل الشر المتمثل بالسرقة ما كان معروفا كمعيار أخلاقي في نمط الانتاج المشاعي الذي تشترك فيه كل الجماعة المشاعية بملكية ما هو موجود لديها، وهو ما يثبت الطابع المرحلي التاريخي والمتغير للمثل الأخلاقية التي ينفيها المقال تحكما. سأعود إلى هذه النقطة.

أدرج أدناه نص رد الاستاذ نعيم ايليا المحترم على تعليقي أعلاه والذي يتجاهل تماماً التطرق الى نقاطه بفهمها من طرفه كنكتة فكاهية، ومن بعده ردي الأخير عليه:
التسلسل: 29 العدد: 874537 - الفكاهة
2024 / 5 / 16 - 12:18
نعيم إيليا
الرفيق أبا نورس. وأنا أيضاً اشتقت لك. أشتقت لفكاهاتك.
للفكاهة فوائد جمة. من فوائدها أنها تستطيع أن تحول أخطاءنا وعيوبنا التي تعذبنا إلى نكت تسر خواطرنا."

لا يمكن الغاء علم الأخلاق الماركسي تحكماً
2024 / 5 / 17 - 08:29
التحكم: الحوار المتمدن حسين علوان حسين
مولانا الجليل الاستاذ نعيم ايليا المحترم
تحياتي وحبي واشتياقي لجنابكم الكريم
علم الأخلاق الماركسي ياسيدي حقل واسع فسيح وراسخ الأركان لا يمكن الغاؤه تحكما.
ساوضح جانبا يسيرا منه في مقال منفصل بالاشارة الى مندرجات مقالتك التي لم أجد فيها تعريفا للأخلاق، وهي موضوعها.
كل التقدير. "

من المفروض في مقالة تتصدى لموضوع مهم جداً عنوانه: "الأخلاق بين فريدريش إنجلز ولودفيج فويرباخ" أن تعرّف للمتلقي ما المقصود بأول كلمة فيها: "الاخلاق" تعريفا جامعاً لدلالاتها المقصودة ومانعاً لإدخال ما هو ليس منها فيها لضمان عدم الالتباس. ولكن هذه المقالة التي موضوعها الأخلاق تتجنب تعريف ماهو المقصود بالأخلاق وبفلسفة الأخلاق وبعلم الاخلاق. لماذا؟ لترك الحبل على الغارب بصدد دلالات مندرجاتها أولا؛ وثانياً، وهو بيت القصيد، للتغييب المتعمد لحقيقة أن أرسطو عندما صاغ مصطلح "الأخلاق" (ethics) فانه كان يشير به بالضبط إلى نشاط "تدريس الأخلاق بغية أن نصبح صالحين بتطبيقها ". في رسالته المعنونة: "الأخلاق النيكوماخية، II.2" يقول أرسطو: "نحن لا نَدْرس لكي نعرف ما هي الفضيلة، بل ندرسها لكي نصبح صالحين، وإلا فلن تكون هناك أي منفعة منها." فبخلاف الوعي الأخلاقي اليومي الذي يتشكل عفوياً في عملية الممارسة الاجتماعية للناس، ظهرت الأخلاق كعلم فلسفي نتيجة لفصل الأنشطة العقلية النظرية عن الأنشطة المادية العملية. وبات على الأخلاق أن تحل نظريًا نفس النوع من المشكلات الأخلاقية العملية التي كان على الإنسان أن يواجهها في الواقع (ما هو السلوك اللائق، وما الذي يجب اعتباره خيراَ أو شراً، وما إلى ذلك). وهكذا، منذ العصور القديمة، كان يُنظر إلى فلسفة الأخلاق على أنها فلسفة عملية تطبيقية، وليست مجرد معرفة نظرية بحتة. إن علم الأخلاق لا يزود الإنسان بالوسائل والأساليب لإعادة تشكيل العالم فحسب، بل يتعامل أيضًا مع النظرة العالمية، ويضفي مبررًا على أغراض الأنشطة العملية للبشر. وهذا الواقع لا يتعلق بالأخلاق فقط، بل بالفلسفة بشكل عام كتغيير هادف، كما أنه يشمل العلوم الإنسانية الأخرى. هذه الطبيعة الجوهرية للاخلاق كعلم تطبيقي منذ عهد ارسطو لإعادة تشكيل العالم ليست فقط مرفوضة، بل هي مدانة ديماغوجياً تماماً في مقالة الأستاذ نعيم إيليا المحترم لسبب واضح: قطع الطريق على البشرية لتغيير بربرية العالم الرأسمالي اليوم مثلما تنادي به الفلسفة الماركسية عن حق ادراكاً منها للرسالة الحقيقة لجوهر علم الاخلاق منذ زمن أرسطو الى اليوم والمستقبل.
يتبع، لطفاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في نقض تصور السيد نعيم إيليا للأخلاق 1
حميد فكري ( 2024 / 5 / 18 - 15:15 )
الأستاذ حسين علوان حسين المحترم تحياتي .

جميل أنك أعدت طرح الموضوع لمناقشته لأجل إعادة تصحيح مغالطاته.

أول شيئ يثير الإنتباه هذه الملاحظة(فتكون الأخلاق بهذا الترجيح، عند البحث فيها، قضيةً من قضايا علم الحياة ودليل ذلك أن النظر ... على ضوء نظرية التطور الداروينية المعروفة بتناولها بالتفسير العلمي مشكلاتِ الحياة البيولوجية للحيوان عامة ... وجد لها مناطاً بقانون حفظ النوع. وقد يُعبَّر عن هذا القانون بكلمة(حبّ الحياة).
إذن فالاخلاق تفسر بقانون حفظ النوع.
لكن حفظ النوع هذا, كما نقرأ في النص النعيمي( حبّ ليس بإرادة البشر أنفسهم، بل بإرادة الحياة. وهي إرادة يجهلها البشر. فلا يعلمون لماذا يجب عليهم أن يحيوا)
غير أن السيد نعيم لم يذهب في منطقه هذا الى منتهاه, إذ يبدو أن علم البيولوجيا عنده قاصر على الإنسان وحده دون غيره من الكائنات الآخرى. لذلك هو لم يسأل نفسه: إذا كانت الاخلاق ليست بإرادة البشر بل بإرادة الحياة, فأليس من الطبيعي أن تكون عند الحياوانات والنباتات والكاءنات المجهرية لضرورةها في حفظ نوعها؟
كانت هذه إذن هي القاعدة التي بنى عليها السيد نعيم تصوره للأخلاق ويبدو أنها قاعدة هشة


2 - في نقض تصور السيد نعيم إيليا للأخلاق 2
حميد فكري ( 2024 / 5 / 18 - 16:17 )
إذا كانت الاخلاق موجودة عند البشر ليست بإرادتهم بل بإرادة الحياة مثلما قال السيد نعيم إيليا وكانت, كما يعلم الجميع, غير موجودة عند الحياوانات والنباتات وغيرها رغم أن هذه كلها محكومة بقانون حفظ النوع بقوة الحياة.فالسؤال هو بأي شيئ تحفظ هذه الكائنان نوعها؟
الجواب إنها الغرائز وليس الأخلاق.
لكن السيد نعيم يخلط بين الإثنين .وعلى هذا الأساس يكون تحليله واستنتاجاته خاطئة تماما.
الغرائز نوعان: غريزة الأكل والشرب وغريزة التناسل.وكلاهما طبيعيتان وتتمحوران حول ضرورة الحفاظ على النوع. فبدونهما يستحيل استمرار الحياة, وقد تستمر الحياة بدون أشياء آخرى , ودليلنا في هذا هو استمرار مملكة الحيوانات والنباتات وغيرها من الكائنان الآخرى.
فهذه الكائنات الحية, تستمر بحفظ نوعها , ليس بإرادتها أو بالأخلاق - لأنها تفتقدها - بل بإرادة الحياة(قوانين طبيعية) عن طريق غريزتي التغذية والجنس فقط .
علم البيولوجيا , علم يدرس الكائنات الحية باختلاف أنواعها باعتبارها كائنات حية بما فيها الإنسان لكونه كائنا حيا ,ولذلك كانت قوانينه تسري عليها برمتها وليس على أحدها وإلا لما كان علما بيولوجيا. حينها سيكون علما أنثروبولوجيا.


3 - في نقض تصور السيد نعيم إيليا للأخلاق 3
حميد فكري ( 2024 / 5 / 18 - 19:48 )
علم البيولوجيا ،بريئ مما ينسبه إليه السيد نعيم إيليا،إلا إن كان هذا العلم مخطأ في تفسيره منشأ الأخلاق.
إذ لو كان مصدر الأخلاق النفس والقلب ،وكان هدفها حفظ النوع ،لوجدناها أيضا بضرورة الطبيعة عند الكائنات الحية الآخرى.
وسبب هذا الخطأ هو الخلط القائم عند السيد نعيم بين الغرائز والأخلاق.
يقول (وإذا كان لا مفرّ من التدليل على هذا بمثال، ذُكرت الأمُّ التي تكاد تكون الخلية الأولى لكل المجتمعات الحيوانية. فلوما الطبيعة زوَّدت الأمَّ بعاطفة التحنان، الحب، العطف... لأهملت كل أم وليدها، فقضى.)
الحنان الحب ...لا تنتمي الى دائرة الأخلاق ،بل الى دائرة غريزة النسل الفطرية سيما عند الكائنات الأكثر تطورا، كالحيوانات والإنسان.
لذلك لانجدها عند النباتات والكائنات المجهرية.
الحيوانات ،مدعوة للعطف على صغارها، ليس بدافع أخلاقي قيمي لأنها لاتعطف لإدراكها بقيمة هذه العاطفة ،بل بدافع طبيعي مرتبط بغرائزها فقط.
كما أن ميلُ الإنسان إلى المحبة والتراحم والشفقة وإن كان(ميلا طبيعيا فطريا) لايعد حافزا لتكوين الأسرة، فالقبيلة، فالمجتمع، فالدولة.
وإلا كيف نفسر لماذا لم تكون الحيوانات مثلا هذه الأشكال من التجمعات!


4 - 1 آراء الأستاذ ايليا تخالف العلم والمنطق!
طلال الربيعي ( 2024 / 5 / 19 - 02:30 )
الأستاذ والرفيق العزيز دكتور حسين علوان حسين المحترم
كل الشكر !
لا أتناول في تعليقي هذا مقارنة الأخلاق عند فويرباخ وانجلز لأني متأكد انك ستتناولها بكل قدرة وبأفضل تمحيص.
ولكن بما إن الاستاذ ايليا يعتقد إن الأخلاق هي تركيبات فطرية و وراثية, سأتناول هذا الجانب فقط لأنه للأسف خطأ فادح علميًا ومنطقيا بكل المقاييس.
1- الاستاذ ايليا يتكلم عن وصية السيد المسيح
-لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ-
ويعتقد انها صحيحة عبر التاريخ وبالإطلاق! بغض النظر عن صحتها من عدمها, فاني أتسائل اذا كانت الأخلاق فطرية لماذا يقوم السيد المسيح بتوجيه الوصايا؟
والسؤال الأهم ما الغرض من إرسال الأنبياء والمرسلين ووجود المصلحين اذا كانت الأخلاق فطرية-غرائزية؟
وإرسال انبياء او مرسلين (من قبل الله؟) الى البشر يدلل على إن الأخلاق وسلوكياتها تتغير دينيًا حسب الظروف الاجتماعية والتاريخية وان الله يقوم بنوع من التجديد
updating
للأديان والأخلاق وإلا لكانت الأديان مجرد
recycling
او تدوير لبعضها البعض!


5 - 2 آراء الأستاذ ايليا تخالف العلم والمنطق!
طلال الربيعي ( 2024 / 5 / 19 - 02:32 )
اني اعتقد إن المؤمن بأي دين لن يقبل بموضوعة
recycling
وإلا ما هو سبب الخلافات والحروب الدينية اذا كانت كلها تعبر فقط عن غريزة فطرية واحدة؟ وهذا أمر لا اعتقد الاستاذ ايلبا نفسه سيقبله!
اقتبس:
-269: قال السيد المسيح: -لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ- (مت 5: 39)، فلماذا عندما لطمه خادم رئيس الكهنة اعترض عليه (يو 18: 22)؟ ولماذا عندما لُطِم بولس الرسول بأمر رئيس الكهنة ثار وشتم رئيس الكهنة؟ وهل وصية يسوع هذه تعتبر حبر على ورق لأنها ضد كرامة الإنسان وضد الطبيعة البشرية؟ وهل لو كان السيد المسيح في موقع المسئولية كرئيس دولة أو رئيس حكومة، كان يقبل أن الإنسان يُلطم ويُهان ولا يدافع عنه؟
يقول -دكتور محمد توفيق صدقي-: -ومن منهم أدار خده الآخر للضاربين (مت 5: 39) وأحب أعداءه؟ أليست هذه التعاليم كلها حبر على ورق، وهيَ في ذلك غلو مزعوم مخالف للعقل والعدل والطبيعة البشرية، وإيجابها في جميع الأحوال نوع إلى المذلة وإلى الفساد بطغيان الأشرار - (625).


6 - 3 آراء الأستاذ ايليا تخالف العلم والمنطق!
طلال الربيعي ( 2024 / 5 / 19 - 02:34 )
-مكتبة الكتب المسيحية-
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/269.html
2- الاستاذ ايليا يذكر ان موضع الأخلاق في القلب او العقل او الدماغ او النفس (النفس من وجهة نظر علم النفس ام نفيضه التحليل النفسي أم ماذا؟)!
القلب فسيولوجيا هو مضخة دم ولا يحتوي على غرائز او اخلاق. و لا ادري هل يساوي الأستاذ ايليا العقل بالدماغ لان فلاسفة العقل لا يعتقدون هذا. ولكن اذا اتفقنا مع الأستاذ ايليا في ان الأخلاق موضعها الدماغ (ونحن لا نتفق), نرجو من الاستاذ ايليا تحديد موقعها في الدماغ! واي دماغ سيكون, الأمامي , الوسطي, الخلفي, بالنسبة الى ثلاثية الدماغ حسب
عالم الاعصاب
Paul D. MacLean
في 1960s
علما ان العلم قد تجاوز هذه النظرية أيضا. اي بمفهوم العلم الحالي.
Your three brains
.https://bigthink.com/neuropsych/triune-brain/
العلم وخصوصا علوم الدماغ والأعصاب لا تتفق مع الاستاذ ايلبا. ولا ادري ابن استقى معلوماته هذه! انها قد تكون وجهة نظر وهي محترمة ولكنها مخالفة للعلم.


7 - 4 آراء الأستاذ ايليا تخالف العلم والمنطق!
طلال الربيعي ( 2024 / 5 / 19 - 02:37 )
الاعتراض بان العلم قد يتطور وبفشي أسرارا جديدة صحيح عموما, ولكنها مسألة عقيدة (العلم يصبح دينا!) وليست علما. والخطأ هو خطأ منطقي أيضا. ولا بمكن اثبات الفرضية علميا بسبب كثرة المتغيرات وتعقيدها واختلاف الظروف وامور عديدة اخرى .
3- اذا كانت الأخلاق غرائز كالجوع والجنس فينبغي أن يكون لها وسائل عملها الفسيولوجية وتركيباتها التشريحية. الإنسان يشعر بالجوع عندما ينخفض مستوى هورمون الأنسولين فيرسل الدَّم, ببعض التبسيط, إشارات كيمياوية عبر ناقلات عصبية الى الدماغ تحفز الشخص على تناول الطام لرفع مستوى السكر المنخفض في الدَّم.
الجنس له أيضا هورموناته الذكرية والأنثوية ونافلاته العصبية وتركيبته التشريحية المعروفة علميا.
إذن نسأل السيد ايلبا: ما هي فسيولوجية الأخلاق وتركيبها العصبي او التشريحي؟ ونرجو من الاستاذ ايليا دوما ذكر المصادر العلمية وإلا اصبح النقاش عبثيا وهذا ما لا نرجوه.
4. اذا كانت الأخلاق فطرية او بيولوجية, فمَا الغاية من وجود فلسفة الأخلاق وعلوم التربية؟
ولماذا يدخل المدرسون والمعلمون كليات التربية اذا كانت الأخلاق فطرية. ولماذا يربي الآباء أطفالهم؟


8 - 5آراء الأستاذ ايليا تخالف العلم والمنطق!
طلال الربيعي ( 2024 / 5 / 19 - 02:38 )
5. العبودية, كمثال, كانت مقبولة أخلاقيا في عصر العبودية ولكنها غير مقبولة الآن. مما يدلل على إن استعباد الإنسان للإنسان ليس غريزة.
6- التركيب ألجيني للإنسان
Human Genome Project
تم كشفه الكامل في عام 2003
First complete sequence of a human genome
https://www.nih.gov/news-events/nih-research-matters/first-complete-sequence-human-genome
فهل هنالك جين خاص بأي نوع من أنواع الأخلاق؟
7- علما إن الجينات ليست ثابتة بل في تفاعل مع البيئة المتغيرة. وهذا موضوع يدرسه علم
Epigenetics
وهو علم التغير.
Epigenetics: The Science of Change
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1392256/
8- بالنسبة الى التحليل النفسي (المناقض للديكارتية= وحدة العقل او النفس) فهو يعتبر الأخلاق وسلوكياتها تعبيرًا عن الأيديولوجية التي يحددها بشكل اكبر العقل الباطن. ومن المحللين النفسيين الماركسيين الذين عالجوا الأيديولوجيا فاسلاي جيجيك وآخرون أيضا.
مع كل المودة والاحترام


9 - أسئلة مطروحة على الأخ حميد فكري
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 19 - 07:47 )
آسف لأني لم أرد على رسالتك الاخيرة، كنت متوعكاً، وأسألك:
1- إذا لم تكن الغاية من الأخلاق حفظ النوع، فما هي غايتها؟
2- ألا توجد وشائج بين بعض الغرائز والأخلاق؟ حب الأم على سبيل المثال غريزة ولكنه عاطفة أيضاً. هل نقول إنه ليس عاطفة؟ وما العاطفة؟ أهي غريزة؟
3- أتحب الحياة بإرادتك؟ كيف؟
4- إإذا كانت الأخلاق في الإنسان غايتها الأخيرة حفظ النوع، وجب أن تكون الاخلاق عند جميع
الكائنات الحية؟ النبات مثلاُ لم تزوده الطبيعة بالعقل، ولكنها زودت الإنسان به، فهل تقيس على هذا بقولك: لأن الطبيعة زودت الإنسان بالعقل ليقي به وجوده من الاندثار، إذن يجب أن يكون العقل في النبات أيضاً ليقي وجوده من الاندثار!
وشكراَ
أحيي صديقي الدكتور حسين علوان حسين ، وسيكون لي لقاء به حال أن يفرغ من وضع مقالته بتمامها


10 - الدكتور طلال الربيعي مع فائق المودة
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 19 - 08:26 )
نعيم إيليا لا يقول إن الأخلاق وراثية، ولا يقول إنها غريزة، يقول إنها من صنع الطبيعة فينا. لأنها إن لم تكن من صنع الطبيعة، فما الذي يصنعها؟ وما تصنعه فينا الطبيعة فطرة.
لا تقاوم الشر بالشر قاعدة أخلاقية جميلة ومفيدة مجالها الأفراد والمجتمعات الإنسانية. أنت متعاطف مع حماس. حماس لطمت إسرائيل فردت اسرائيل عليها بلطمة أقوى. فلماذا تدين رد اسرائيل على حماس؟ ما دمت ترى أن الرد بالمثل مشروع وأخلاقي. وتخيل روسيا تضرب امريكا بالسلاح النووي، فترد عليها أمريكا بسلاحها النووي. ماذا تكون النتيجة؟
2- العبودية ليست خلقاً. موقف الناس من العبودية شيء والخلق شيء آخر
3- ثم إن لم تكن الأخلاق قلبية عقلية نفسية؛ أي مشاعر، فماذا تكون؟ ماهي؟ ومن أين تنبثق في رأيك؟
4- العلم يدرس الغرائز، ألا يدرس العلم الغرائز؟ العلم يدرس وظائف الأعضاء مع أنها بيولوجية، صح؟
وشكراً لك
-


11 - أهلا وسهلا بالأحباء الأعزاء
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 19 - 10:20 )
الصديق العزيز الأستاذ حميد فكري المحترم
الرفيق الكبير الاستاذ الدكتور الفاضل طلال الربيعي المحترم
الصديق الاستاذ نعيم ايليا المحترم
شرفتموني بزيارتكم الميمونة وتعليقاتكم الرائعة؛ ولولا دوحة الحوار المتمدن الأغر لما اسعدتني الحياة بالتشرف بمعرفتكم.
الاستاذ نعيم ايليا في 10
من الواضح ان مفهومك للأخلاق مشوش. القاعدة القانونية: العين بالعين والسن بالسن والعقوبات قصاص. ما الذي يعنيه هذا القانون؟ انه يعني ان العين الواحدة ليست بتسعين عين ولا السن الواحد ب32 سناً، هذا معنى القص بالقص. درجة العقوبة منذ الأزمنة السحيقة يجب ان تتناسب مع درجة الجرم، فإن زادت تحولت الى عدوان وظلم. ثانيا: قاعدة لا تزر وازرة وزر اخرى لاتجيز ابادة الكيان الصهيوني الارهابي النازي العنصري للمدنيين الابرياء جماعياً. ولما كانت هذه الجرائم المهولة ضد أهل غزة قد ثبت حصولها، فيجب ليس فقط فضحها وادانتها، بل التأليب ضدها ومحاسبة مرتكبيها. ثالثا:الكيان الصهيوني سلطة احتلال والقانون الدولي يرفض حق المحتل في الدفاع عن النفس فيما يعطي حق المقاومة للشعب الواقع تحت الاحتلال بضمنهم حماس. شريعة الغاب هو القانون الأسمى للامبريالية.


12 - ضرورة تحديد المفاهيم أولا في موضوعة الأخلاق 1
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 19 - 11:04 )
تحية طيبة وسلاما لكم أ.د حسين علوان حسين

أن يقال بأن (النفس) هي المصدر الذي تنبع من الأخلاق ، دون تعريف لماهية تلك النفس التي تصدر عنها الأخلاق ، هو بالأساس قول مرسل ، لا يحيل دلاليا إلى وجودٍ ما خارج تصورات الميتافيريقا ، في بعدها الروحاني اللاهوتي ، طالما غاب التعريف العلمي أو الاصطلاحي للنفس .
وبصرف النظر عن التصور الميتافيزيقي الغائم لوجود الأخلاق في النفس ، بما يفيد أن النفس هي بمثابة صندوق أو حاوية لتخزين وحفظ مجموعة من المقتنيات (الأخلاق) ؛ فإن المطابقة بين النفس والقلب ، على اعتبار أن كليهما ذات (الشيء) ، هي مطابقة لا عقلانية بين مفهوم اصطلاحي مجرد هو النفس وبين شيء مادي ملموس هو القلب ، وتنتفي العقلانية عن تلك المطابقة بحقيقة كون القلب هو مجرد عضلة (آلة) لضخ الدماء في الجسد ، لا علاقة له بالظاهرة الأخلاقية .. نشوءً وتطورا . ولا يغني عن تلك الحقيقة أي جدل التفافي من الدوران اللانهائي في متاهات كلامية لا رصيد لها من الموضوعية والقابلية للتمثل العقلي .


13 - ضرورة تحديد المفاهيم أولا في موضوعة الأخلاق 2
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 19 - 11:06 )
وربما كان الأمر سيبدو أكثر عقلانية وقابلية للتفهم ، لو تم (مثلا) تعريف النفس نظريا ، في صيغة اصطلاحية ، لغاية بحثية بحتة ؛ بأنها الذات العاقلة لوجودها ، المتعين في المكان والزمان ، والمتمظهر في الحياة الطبيعية - أو في الطبيعة الحية - كذات إنسانية واعية بوجودها ؛ وذلك كمنطلق للبحث في مصدر الأخلاق وماهيتها وغائيتها .
وعليه نجد أن كل ما بني على مقولة أن النفس هي المصدر الذي تنبع منه الأخلاق ، هو بناء مقام على أساس يوتوبي واهٍ ، محكوم بالانهيار عقلانيا ، نظرا لضعف حجية تلك المقولة أصلا . كتفسير لمصدر الاخلاق . فدونما تحديد لمفهوم النفس ومفهوم الأخلاق ، لا يعود ثمة من جدوى لحوار يدور في فضاء افتراضي منفصم العلاقة مع الواقع الحي المتحول تاريخانيا ، منظورا في ذلك إلى الأخلاق كظاهرة اجتماعية إنسانية ، في المنشأ والسيرورة .
ومن هنا يذهب بنا التفكير إلى النظر في مسألة الأخلاق ؛ فيكون لزاما علينا البدء بتعريف لماهية الأخلاق ، خُلوصا إلى محاولة تفسير وجودها في حياتنا كأفراد وجماعات ، كظاهرة اجتماعية إنسانية ، بمعنى أو بمنظور أنها خاصية سلوكية يتميز بها المجتمع الإنساني .


14 - ضرورة تحديد المفاهيم أولا في موضوعة الأخلاق 3
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 19 - 11:07 )
ودونما عودة إلى أي تعريف جاهز ، فإن الأخلاق - من وجهة نظري على الأقل - هي منظومة من قواعد السلوك العامة ، المتوافق عليها عرفيا ، في ظروف الزمان والمكان وعبر السيرورة التاريخية التطورية للنوع البشري ، وذلك كضوابط للتعامل السلوكي بين الناس أفرادا وجماعات ، حفاظا على السلم والاستقرار المجتمعي ، وكمعايير قياسية - توافقية - لمدى الالتزام بتلك الضوابط السلوكية ، والإيفاء باستحقاقاتها التعاقدية .
فالأخلاق إذن هي ظاهرة اجتماعية تاريخية ، تتبلور صدورا عن المجتمع الإنساني ، وذلك كضرورة حياتية تستدعيها وتفرضها حاجة التعايش البيني للأفراد والجماعات ، تنظيما للعلاقات ، وضبطا للتوازن بين الحقوق والواجبات ، بمعنى أنها منتج إنساني ، دائم التطور تاريخانيا لتلبية حاجات اجتماعية حياتية متغيرة .
وهي كأية ظاهرة اجتماعية ، محكومة بقانون التطور و التغير . تختلف من مجتمع إلى آخر ، بل وتختلف داخل المجتمع الواحد من فئة أو جماعة اجتماعية ، إلى فئة أو جماعة اجتماعية أخرى ، في ظروف تباينات المكان والزمان والوضع الاجتماعي .


15 - ضرورة تحديد المفاهيم أولا في موضوعة الأخلاق 4
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 19 - 11:11 )
فما هو أخلاقي في مجتمع عصري منفتح كالمجتمع السويدي ، قد لا يكون أخلاقيا في مجتمع تقليدي منغلق على ثقافة ماضوية كالمجتمع السوداني . وما هو أخلاقي لدى بعض المجتمعات المحلية في هضبة التبت أو في بعض المجتمعات القبلية بأفريقيا ، قد لا يكون أخلاقيا بمنظور شعوب حوض البحر المتوسط . وعلي سبيل المثال ، فإن سباحة النساء بمايوهات القطعة الواحدة في الشمال الأوربي ، أو ظهورهن في الفضاء العام بصدور عارية في أفريقيا جنوب الصحراء (وقد شاهدت ذلك عيانا) ، لا يتعارض لديهم هناك مع الأخلاق ؛ بينما هو غير أخلاقي تماما في بلاد شمال أفريقيا ، ولا حاجة بنا للإشارة إلى مجتمعات التزمت الديني والتمييز الحاد ضد النساء كالمجتمعات المتأسلمة / أفغانستان نموذجا . ثم إنه كثيرا مما كان أخلاقيا حتى منتصف القرن العشرين ، لم يعد له نفس المفهوم الأخلاقي في القرن الواحد والعشرين ؛ سواء انتكاسا إلى استلابات الماضي البعيد ، أم انفتاحا مستقبليا على آفاق الحرية والتحرر من التابو ؛ في تباينٍ سلوكي بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة ، ترتيبا تصاعديا على درجات سلم تطور وارتقاء الحضارة البشرية .


16 - أهلا وسهلا بالأحباء الأعزاء
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 19 - 13:10 )
الصديق العزيز الأستاذ حميد فكري المحترم
الرفيق الكبير الاستاذ الدكتور الفاضل طلال الربيعي المحترم
الصديق الاستاذ نعيم ايليا المحترم
شرفتموني بزيارتكم الميمونة وتعليقاتكم الرائعة؛ ولولا دوحة الحوار المتمدن الأغر لما اسعدتني الحياة بالتشرف بمعرفتكم.
الاستاذ نعيم ايليا في 10
من الواضح ان مفهومك للأخلاق مشوش. القاعدة القانونية: العين بالعين والسن بالسن والعقوبات قصاص. ما الذي يعنيه هذا القانون؟ انه يعني ان العين الواحدة ليست بتسعين عين ولا السن الواحد ب32 سناً، هذا معنى القص بالقص. درجة العقوبة منذ الأزمنة السحيقة يجب ان تتناسب مع درجة الجرم، فإن زادت تحولت الى عدوان وظلم. ثانيا: قاعدة لا تزر وازرة وزر اخرى لاتجيز ابادة الكيان الصهيوني الارهابي النازي العنصري للمدنيين الابرياء جماعياً. ولما كانت هذه الجرائم المهولة ضد أهل غزة قد ثبت حصولها، فيجب ليس فقط فضحها وادانتها، بل التأليب ضدها ومحاسبة مرتكبيها. ثالثا:الكيان الصهيوني سلطة احتلال والقانون الدولي يرفض حق المحتل في الدفاع عن النفس فيما يعطي حق المقاومة للشعب الواقع تحت الاحتلال بضمنهم حماس. شريعة الغاب هو القانون الأسمى للامبريالية.


17 - هل تعرضت تعليقاتي للقرصنة ؟!
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 19 - 15:19 )
السادة إدارة الحوار المتمدن
أرسلتُ مداخلتي ، مكونة من أربعة أجزاء ، نُشر الجزء الرابع - أي الأخير - من المداخلة ، واختفت أجزاؤها الأخرى الثلاث ! هل من تفسير ؟!


18 - شكرا
زكري ( 2024 / 5 / 19 - 17:32 )
ت 17
شكرا لإدارة الموقع على نشر باقي أجزاء المداخلة (1 ، 2 ، 3) .
وللتصويب ، في ت 12 . الصحيح هو : ’’ المصدر الذي تنبع { منه } الأخلاق ‘‘ .


19 - أنا بدوري مصاب بنزلة برد واتمنى لك الشفاء عاجلا
حميد فكري ( 2024 / 5 / 19 - 17:53 )
تحية للأستاذ نعيم إيليا
وأنا بدوري مصاب بنزلة برد ،وآتمنى لك الشفاء عاجلا.
1- إذا لم تكن الغاية من الأخلاق حفظ النوع، فما هي غايتها؟
عدم وجود الأخلاق لدى الكائنات الآخرى ،لهو أكبر دليل على أن حفظ النوع غير مرتبط بها، بل بشيء آخر : الغرائز
أما غاية الأخلاق فهي كالقانون والدين ظبط العلاقات الإجتماعية .

2- حب الأم غريزة ولكنه عاطفة أيضاً. هل نقول إنه ليس عاطفة؟ وما العاطفة؟ أهي غريزة؟
أجل العاطفة غريزة لأنها حب والحب غريزة مثلما تفضلت حضرتك.

3- أتحب الحياة بإرادتك؟ كيف؟
طبعا لا ،لأن حب الحياة غريزة ، و(الغرائز = القوانين الطبيعية) بطبيعتها لا إرادية ولذلك هي المسؤولة عن بقاء الحياة :كالتغذية والتكاثر وأيضا الخوف .فالخوف من الخطر ، يدفع الكائن الى الفرار ، لا إراديا لتفادي الموت ، لذلك هو غريزة .وهذا سبب وجودها لدى جميع الكائنات الحية.
4-لأن الطبيعة زودت الإنسان بالعقل ليقي به وجوده من الاندثار، إذن يجب أن يكون العقل في النبات أيضاً ليقي وجوده من الاندثار!
مرة آخرى قانون حفظ النوع ،مرتبط بالغرائز ،وليس بالعقل .فحتى الإنسان ،قبل أن يصير عاقلا ،استمر بدوافع غريزية لابالعقل.


20 - من الواضح
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 19 - 20:53 )
من الواضح أن الرفيق أبا نورس لا يميز بين الأخلاق وبين القصاص والمحاكمات.
العين بالعين والسن بالسن، شريعة إلهية همجية يرفضها العاقل المتحضر.
أكرر السؤال الذي لم تجب عنه إجابة تليق به: لماذا تدين إسرائيل إذ ترد على الضرب بالضرب، وأنت ترى أن الرد على الضارب خلق مشروع؟
ومن الواضح أيضاً أن الأستاذ زكري لا يميز بين العادات والتقاليد وبين الأخلاق.


21 - الرفيق حميد فكري
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 19 - 21:19 )
ترى أن الغاية من الأخلاق ضبط العلاقات الاجتماعية. ولكن هذا الرأي لا ينهي المشكلة. سيواجهك السؤال: ولماذا ضبط العلاقات الاجتماعية؟ فهل لديك جواب عليه؟
قانون حفظ النوع ليس مرتبطاً بالغرائز فقط. العقل والأخلاق لها دورها في حفظ النوع.
البشر (الهوموسابيين) لولا العقل إلى جانب الغرائز والأخلاق، لانقرضوا. كل أسلاف الهموسابيين انقرضوا، لماذا انقرضوا مع أنهم كانت لهم غرائز؟
الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، لولا أن لحاكميها أخلاق وعقول تقدر العواقب، لا ستخدموا الأسلحة النووية في الحروب. فباد البشر

.


22 - تالله ما عدت أعرف أيهما أغبط فيك: القلم أم العلم؟
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 19 - 22:09 )
الاستاذ الفاضل والشاعر المجيد السيد محمد بن زكري المحترم
تحية حارة
ت 17-19
ما هذا النثر الرائع؟ من أين لك كل هذي اللآلي؟
وما هذا العلم الواسع؟ أي أسفار فرحت بكشّاف بناظريك؟
سلمت، استاذي الفاضل، فقد نقرت تواً على الخشب!
كل التقدير والاعتزاز الحب


23 - 1الاخلاق
ادم عربي ( 2024 / 5 / 19 - 23:20 )
كل القيم و العقائد الأخلاقية لدى البشر كانت كامنة في حاجات البشر قبل ظهورها ولا تظهر إلَّا عندما تشتد الحاجة لها، وما من شك أنَّ حاجات البشر مُتقلبة ومتغيرة باستمرار. وبتغيرها هذا تدخل هذه العقائد نفسها في صراع مع تلك الحاجات وثمرة هذا الصراع، تعديل وتغيير، أو اختفاء واندثار. وسبرا في تاريخ البشر نرى أنَّه عندما نشأتْ لبعض الناس مصلحة وحاجة في السرقة والتي كانتْ عملاً غيرَ أخلاقياً فيما مضى، استحدثوا من المبادئ والقيم الأخلاقية ما يجعلها عملاً أخلاقياً. وأعطوها أسماء غير السرقة، أسموها غزوات، وألبسوها ثوب جديد، بعضها تزيَّن بزينة
الثقافة القبلية والبدوية، وبعضها تزيَّن بالدين.


24 - الاخلاق2
ادم عربي ( 2024 / 5 / 19 - 23:22 )
إنَّ كل ما هو في صالح الجماعة البشرية والمحدَّدة تاريخياً يُتَرْجَم بمبادئ وقيم أخلاقية، وكل ما هو في غير صالحها ويضرُ بها يُصوَّر على أنََّّه لا أخلاقي أو منافٍ للأخلاق ، في الماضي البعيد كان قتل الأسير عملاً أخلاقياً والسبب مادي بامتياز، فلأسير يحتاج إلى الطعام، ولمَّا أصبح الأسير نافعاً و مجدياً اقتصادياً أصبح قتله عملاً لا أخلاقي.
إذا رأيتَ جماعة من الناس قلَّ استمساكها ببعض من المبادئ والقيم الأخلاقية التي استمسكت بها زمناً طويلاً، فلا تنشد قائلاً: إنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، لأن هذه الجماعة تنطبق عليها المقاربة التالية: انَّ القيم والأخلاق والمعتقدات ..الخ تسود ما دامتْ متصالحة مع حاجات البشر.


25 - الاخلاق3
ادم عربي ( 2024 / 5 / 19 - 23:24 )

الأخلاق والقيم والمباديء والمعتقدات تخرج من رحم نمط عيش البشر، و الجماعات البشرية المادي والاقتصادي، تُشْبهه ، ويجب أنْ تتوافق معه، وبما أنَّ التغيير يعتري كل شيء لا بدَّ أنْ تدخل في صراع ونزاع معه، بسبب التغير المستمر كما أسلفنا، ومنْ ثمَّ تُعَدَّل وتتغيَّر، بما يعيد التوافق بينها وبينه مرة أخرى، انَّ الأخلاق لا تُفْهَم، ولا تُفسِّرمجردة أي لا تُفهم بحد ذاتها، بل يجب ربطها بالواقع المادي والإقتصادي، إنَّها دائماً تشبه نمط عيش البشر أو الجماعات البشرية كما يشبه الدب بيئته القطبية، وأخيرا أقول وخلاصة لما سبق أنَّ الحاجات والضرورات والمصالح المادية هي مَصْدَر الأخلاق.



26 - آخر رد على أسئلة الاستاذ نعيم لحين اختتام المقال
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 20 - 01:27 )
من الواضح أن الاستاذ نعيم ايليا المحترم لا يدقق في دلالات ما يسأل ثم يحرف الاجابة عما يسأل.
سأل في ت 20:
حماس لطمت إسرائيل فردت اسرائيل عليها بلطمة أقوى. فلماذا تدين رد اسرائيل على حماس؟ ما دمت ترى أن الرد بالمثل مشروع وأخلاقي .
وسؤاله أعلاه خارج الموضوع وتلفيقي للأسباب التالية:
(1)
حماس لطمت الكيان الصهيوني النازي الداعشي الارهابي ، نعم؛ وهذه اللطمة هي مقاومة للأحتلال وحق مشروع لحماس ولكل الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه
(2)
لاحق لاسرائيل النازية العنصرية الارهابية مطلقا أن ترد لأن لطمة حماس مقاومة مشروعة والمحتل أظلم، بل كان عليها التفاوض ومبادلة الاسرى وانهاء احتلالها حسب القانون الدولي لينتهي الصراع.
(3)
كما أن الكيان الاسرائيلي الداعشي البربري لم يرد بالمثل - رغم ان الرد بالمثل ليس من حقه لكونه محتلا غاصبا أصلاً- بل اقترف آلاف الابادات الجماعية وارتكب آلاف الجرائم بحق المدنيين العزل عبر القائه ما يساوي خمسة من قنابل هيروشيما على أهل غزة العزل .
(4)
الكلام عن جريمة ابادة شعب غزة يخرج من دائرة الأخلاق الى دائرة القانون الجنائي الدولي
(5)
من لا يفهم هذا لايفهم لا بالاخلاق ولا بالقانون


27 - نعيم يحرف الإجابة!
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 06:16 )
-لا يحق لاسرائيل أن ترد- ؟!
هل هذا جواب؟
أنت تؤمن بأن الرد بالمثل واجب أخلاقي عام، وقد ردت اسرائيل، فلماذا تدينها؟
أن تكون إسرائيل عنصرية نازية شريرة، لا يقدم ولا يؤخر. إنها على المبدأ الذي تعتنقه أنت وهو الرد على الشر بالشر.


28 - السيد آدم عربي
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 06:29 )
السرقة خلق، وأن تراها شراً أو خيراً، لا يجعل حكمك عليها بأنها تتغير صائباً.
السرقة كانت موجودة في الماضي وهي في الحاضر. لم تتغير. التغير هو فقدان الشيء معناه الأصلي. هل فقدت السرقة معناها الأصلي عبر الزمن وهو أخذ ما عند الآخرين من ممتلكات عنوة وخلسة؟
أن تتغير نظرة الناس إلى السرقة لا يعني أن السرقة تغيرت. يعني أن نظرة الناس إليها تغيرت
وقس على هذا.
أنت ماركسي ديالكتيكي، وهذا يسمح لي بسؤالك: ما هو ضد أو نقيض التغير؟


29 - آخر رد على أسئلة الاستاذ نعيم لحين اختتام المقال
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 20 - 09:20 )
من الواضح أن الاستاذ نعيم ايليا المحترم لا يدقق في دلالات ما يسأل ثم يحرف الاجابة عما يسأل.
سأل في ت 20:
حماس لطمت إسرائيل فردت اسرائيل عليها بلطمة أقوى. فلماذا تدين رد اسرائيل على حماس؟ ما دمت ترى أن الرد بالمثل مشروع وأخلاقي .
وسؤاله أعلاه خارج الموضوع وتلفيقي للأسباب التالية:
(1)
حماس لطمت الكيان الصهيوني النازي الداعشي الارهابي ، نعم؛ وهذه اللطمة هي مقاومة للأحتلال وحق مشروع لحماس ولكل الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه
(2)
لاحق لاسرائيل النازية العنصرية الارهابية مطلقا أن ترد لأن لطمة حماس مقاومة مشروعة والمحتل أظلم، بل كان عليها التفاوض ومبادلة الاسرى وانهاء احتلالها حسب القانون الدولي لينتهي الصراع.
(3)
كما أن الكيان الاسرائيلي الداعشي البربري لم يرد بالمثل - رغم ان الرد بالمثل ليس من حقه لكونه محتلا غاصبا أصلاً- بل اقترف آلاف الابادات الجماعية وارتكب آلاف الجرائم بحق المدنيين العزل عبر القائه ما يساوي خمسة من قنابل هيروشيما على أهل غزة العزل .
(4)
الكلام عن جريمة ابادة شعب غزة يخرج من دائرة الأخلاق الى دائرة القانون الجنائي الدولي
(5)
من لا يفهم هذا لايفهم لا بالاخلاق ولا بالقانون


30 - الإشكال في ضبط المفاهيم
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 20 - 10:43 )
يقول الأستاذ نعيم بإنه من الواضح - لديه طبعا - أني لا أميز بين العادات والتقاليد وبين الأخلاق .
وأظنه ، اجتزاءً لمداخلتي ، قد عنى بالعادات والتقاليد المثلَ الذي أوردته عن ظهورالمرأة بصدر عارٍ تماما (بمايوه سباحة ذي قطعة واحدة في دولة أوربية كبولندا ، أم بلا قطعة لباس تغطي الصدر في دولة أفريقية كسوازيلاند / نموذجا) . فهو يعتبر أن ذلك النمط من السلوك الفردي (غير المعيب اجتماعيا) للنساء هناك ، هو من قبيل العادات والتقاليد ، ولا صلة له بالأخلاق .
لكن
بالرغم مما للعادات والتقاليد من قوة زجرية لضبط السلوك وتنظيم العلاقات ، ما يجعلها باعثا مؤثرا - بدرجة ما - في تحديد ما هو أخلاقيّ أو لا أخلاقي ؛ بالنظر لكون العادات والتقاليد والأخلاق ، هي سلوكيات تشترك في صدورها عن جماعة اجتماعية معينية ، في ظروف زمن معين ومكان معين ، لتلبية حاجات معينة (متغيرة) ؛ فإنّ الأخلاق تتميز عن العادات والتقاليد ، بكون الأخلاق قيما سلوكية معيارية ، دينامية الحركة زمكانيا ، وأسرع (تَغيُّرا) للتلاؤم مع المستجدت الظرفية ، مما هي حال العادات والتقاليد من الثبات (النسبي) كمبادئ ضابطة للسلوك .
ضبط المفاهيم أولا ثم التحليل


31 - مهلا .. فهذا كثير !
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 20 - 11:26 )
أستاذنا العزيز أبا نورس
تحياتي
ت 22
ممتن جدا للسوناتا . و يسعدني ويشرفني تقييمكم العالي والغالي .
لكن .. مهلا ! إنك تسربلني (في الشِّعر) ثوبا فخريا فضفاضا أوسع كثيرا من مقاسي .
أخشى أن أصدّق فياخذني الغرور مأخذه .
وبالمناسبة ، لا أدري لِمَ كان التعليق محجوبا !
فائق التقدير وكبير الاعتزاز


32 - الأستاذ الفاضل آدم عربي المحترم
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 20 - 11:26 )
تحية حب واشتياق واكبار
مضت سنوات عجاف ما تشرفت بزياراتكم الميمونة؛ وهاقد عدتم وعدنا، والعود أحمد.
تفضلوا علي بمواصلة المرور ياسيدي الكريم
ازكى وأحلى الأمنيات


33 - إبادة
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 13:47 )
. إبادة شعب جريمة أخلاقية.
حتى الآن لم تجب عن السؤال.
إذا كان رد إسرائيل جريمة، فلماذا تؤيدها في جريمتها من حيث تظن أنك تدينها، وذلك عندما تستنكر وتسخِّف وصية المسيح بعدم الرد على من يضربك على خدك الأيمن؟
إسرائيل ردت على حماس. وأنت تؤيد سلوكها. مبدؤك معاكس تماماً للمبدأ المسيحي. مبدؤك هو من ضربك على خدك الأيمن فاضربه. مبدؤك هو العين بالعين والسن بالسن.
وقد ضربت إسرائيل حماس وفق مبدئك وشريعتك؟ فلماذا تدينها؟
إنك حين تدينها تدين مبدأك، تدين شريعتك، تدين نفسك.



34 - العادات والتقاليد، ليست أخلاقاً
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 13:54 )
باختصار مفيد أستاذ محمد بن زكري، العادات والتقاليد ليست أخلاقاً.
حاول ان تثبت لنا أن الأخلاق تتغير، كما حاول السيد آدم عربي، وأخفق في محاولته.
سأضع أمامك الصدق والكذب، أو المحبة والكراهية. فعالجمها، قل لنا كيف تتغير المحبة والكراهية والصدق والكذب عبر الزمن.


35 - نعيم اليا
ادم عربي ( 2024 / 5 / 20 - 16:07 )
تركتك في الحوار فيما مضى لا تكتب الا التعليقات ، وها أنت تتطور الى كاتب ...بخصول سؤالك وتعليقك :
السرقة، كمفهوم، لم تفقد معناها الأصلي عبر الزمن، وهو أخذ ممتلكات الآخرين دون إذن. ومع ذلك، فإن تقييم السرقة كخير أو شر يعتمد على القيم الأخلاقية والقانونية للمجتمعات، وهذه القيم تتطور مع الزمن.

فيما يتعلق بالماركسية الديالكتيكية، فإن نقيض التغير هو الثبات أو الحالة الجامدة. ومع ذلك، تُظهر المادية الديالكتيكية أن الثبات هو مجرد وهم، حيث تُعتبر الحركة والتغير جزءًا لا يتجزأ من الواقع. وفقًا لقوانين الديالكتيك، يمكن للتغيرات الكمية أن تؤدي إلى تغيرات نوعية عندما تصل إلى نقطة تحول. وهكذا، حتى الأشياء التي تبدو ثابتة تخضع للتغير الداخلي والتفاعل مع البيئة المحيطة بها. العامل الخارجي قد يسرع التغيير والتحول


36 - ماركسيا اقرا الرابط ادناه عن الاخلاق/نعيم اليا
ادم عربي ( 2024 / 5 / 20 - 16:19 )
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=829870


37 - الاستاذ المحترم نعيم إيليا
حميد فكري ( 2024 / 5 / 20 - 18:02 )
الاستاذ نعيم إيليا المحترم
{ولماذا ضبط العلاقات الاجتماعية؟ فهل لديك جواب عليه؟}
نعم ،للحفاظ على الإستقرار الإجتماعي ،بهدف آخر هو تأمين استمرار علاقات الإستغلال.

{البشر (الهوموسابيين) لولا العقل إلى جانب الغرائز والأخلاق، لانقرضوا. كل أسلاف الهموسابيين انقرضوا، لماذا انقرضوا مع أنهم كانت لهم غرائز؟}

أيهما أسبق الغرائز أم العقل والأخلاق؟
أجب وستعرف.
الحيوانات النباتات ،حافظت على نوعها دون أن تحتاج الى العقل والأخلاق.
صحيح أن بعضها انقرض ، مثلما حصل مع أنواع آخرى من البشر كانيوندرتال ، ولكن هذا أيضا جرى بسبب صراع البقاء حول الغذاء والتكاثر(الغرائز).
العقل بعد ذلك ،أعطى للهوموسبيان ميزة ، إدارة هذا الصراع لصالحه لأجل البقاء على نوعه.

{الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، لولا أن لحاكميها أخلاق وعقول تقدر العواقب، لا ستخدموا الأسلحة النووية في الحروب. فباد البشر}
لو أنك ياعزيزي نعيم تذكرت ،كارثة هيروشيما ونكازاكي ، دون أن تنسى طبعا ألاف الحروب المدمرة ، لعلمت أنك تهدم كل تصورك عن الأخلاق ، باعتبارها طبائع فطرية وجدت للحفاظ على النوع البشري. أليس الأمر كذلك؟
أين كانت الأخلاق زمن الحروب؟


38 - آدم عربي
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 19:40 )
أنا كاتب - ولا فخر - قبل أن أتشرف بنشر خربشات في صحيفة الحوار المتمدن الجميلة.
لا يأس.
السرقة بالنسبة للسارق خير، وبالنسبة للمسروق شر فادح. اختلف موقف السارق والمسروق من السرقة، لكن السرقة بذاتها هي هي لم تتغير. لماذا تسلط بصرك على موقف السارق والمسروق وتغضه عن السرقة ذاتها؟ هذا أمر لا ينبغي أن يجترحه متمرس في الفلسفة الماركسية.
الفلسفة الماركسية تشكو من تناقضات وقد نوهت ببعضها، وسأنوه الآن بتناقض آخر في مسألة وحدة الأضداد.
فإن الماركسية تعتقد بوحدة الأضداد في الشيء الواحد، ولكن إنجلز لم يراع قانون وحدة الأضداد حين لم ير من الأخلاق إلا التغير، أما ضديدها المتحد بها وهو الثبات، فلم يلحظه على الإطلاق بالرغم من ايمانه بقانون وحدة الأضداد.


39 - حفظ النوع هو الغاية الآخيرة
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 20 - 20:04 )
ولماذا الاستقرار الاجتماعي عزيزي الأستاذ فكري؟ هل لديك جواب؟
الحيوانات معرضة للانقراض. لولا سعي الخيرين من البشر في إنقاذها، لانقرض الكثير منها.
النبات أيضاً معرض للانقراض. وإن لم ينقرض حتى الآن فبفضل الخيرين من البشر أيضاً.
الإنسان العاقل متفوق على الحيوان والنبات مزود بوسائل تكيف لم يتزود بها الحيوان والنبات: العقل، الأخلاق فضلاً عن غرائزه وتركيبه الفسيولوجي.
الأخلاق لا تموت في الحروب. انظر كيف تتسابق الدول والبشر في تقديم المعونات للأوكرانيين والفلسطينيين.
انظر كيف يتعاضد المتحاربون كلُّ في الجهة التي يحارب فيها. وانظر كيف ثارت في مهجتك مشاعر الرأفة والرحمة والشفقة على الذين قضوا في هيروشيما وناغازاكي، وكيف هاجت الكراهية في قلبك على الذين ألقوا القنبلة النووية على المدينتين المنكوبتين.
شكراً لك.


40 - نعيم اليا
ادم عربي ( 2024 / 5 / 20 - 22:50 )
كفاك استعمال الذكاء الصناعي فانا اعرف طريقة كلام هذه الخدمة ....

ما معن -س- تحول او تغير الى -ص ؟ كان فاصبح ؟ انه التحول الى الضد تماما ...كان الشيء حار ثم اصبح باردا ، فهل تصف عملية التغيير ان قلت كان حار فاصبح بطيئا؟ انك في كل نقاشاتك تعيد هذا التصور ، والا مامعنى ان تقترف ذنب نقيض السرقة هو جيد للسارق وسيء للمسروق ، الا تعلم ان نقيض السرقة هو العطاء...
لا تسرق اول مبدا اخلاقي عرفه الانسان..السرقة على رايك بسارقها ومسروقها ...لكن تغير هذا المبدا ولبس ثوب الدين او البداوة الى غزوة مثلا، تحول الاسم الى غزوة وتحول الفعل من اخذ مال الغير إلى المجاهرة في اخذ مال الغير وعملا اخلاقيا .....حتى صرنا نجده عطاءا من الراسمالي في سياق التطور للعامل بعدما سرق نصف يومه......
جميع القطط في الليل رمادية ....تباً للجهل




41 - أيهما أسبق للحفاظ على البقاء : الغرائز أم الأخلاق؟
حميد فكري ( 2024 / 5 / 21 - 01:12 )
{لماذا الإستقرار الإجتماعي ؟}
لتأمين استمرار علاقات الإستغلال= الصراع حول تلبية الحاجات الأولية= الغذاء والتكاثر ). ونعود من جديد الى الغرائز .

{الحيوانات معرضة للانقراض. لولا سعي الخيرين من البشر في إنقاذها، لانقرض الكثير منها.}
{وفي الحروب أيضا}
ومن ياترى ينكر ذلك ! لكن في المقابل البشر قضى على العديد من الحيوانات ، وعلى بعضه بعضا ، سواء عن سبق الإصرار والترصد ،أو بسبب استحواذه على جزء كبير من مملكتها، أو ممتلكاته.

أيهما أسبق للحفاظ على البقاء ، الغرائز أم العقل والأخلاق؟ هذا هو المفتاح.
مازلت تعتقد أننا كماركسيين بلا أخلاق، أو أننا ضد الأخلاق؟
هذا هو موضوع الحوار القادم.



42 - باختصار .. وفي كلمة ختامية
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 21 - 09:09 )
لم أقل بتطابقها . وفي ت 30 أوضحتُ عامل المغايرة الواصل بين العادات والتقاليد وبين الأخلاق ، وحددتُ عامل التغير ذاك الذي يميز الأخلاق عن العادات والتقاليد ، فلا يجعل هذه تتطابق مع تلك .
الصدق والكذب كمفهومين مجردين (أي بمعزل عن ارتباطهما بتحولات الواقع وسيرورة تفاعل عناصره) ، يحتفظان نسبيا بدلالتهما العامة ، كشكل من أشكال الوعي البشري ، الخاضع هو أيضا لقانون التغير .
أما في ارتباطهما بالواقع الموضوعي ، المتغير تاريخانيا ، والمنعكس في درجة (الوعي) ونوعه ؛ فالتغير يطالهما بمفاعيله . وكمثل : فأنْ يقال بأنّ المسيح كذات إنسانية مولود من أُمّ ، ومحكوم بالطبيعة ميلادا وحياة وموتا ؛ فذلك (صِدق) . أما أنْ يقال بأن المسيح ، كائن مفارق للمألوف وجوديا (ودون أن أدخل في التفاصيل) ، وأنه قام حيا من الموتى و يُحيي من الموت .. إلخ ، فذلك - لا مؤاخذة - (كذِب) . والحكم قيميا هنا ، مناط بمتغير (الوعي) .
وتجنبا (مني) لمتاهات جدل التفافي لعقلنة اللاعقلاني (تعليقي ت 12) ، وبكل الاحترام لشخصكم أستاذ نعيم ، أنهي بالقول : إنكار وجود حقيقةٍ ما (وكونها نسبية) ، لا ينفي وجودها أوانحكامها لقانون التغير .


43 - آخر الكلام
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 21 - 14:48 )
جوابك أستاذ فكري (الصراع حول تلبية الحاجات الأولية) لا ينهي المشكلة. هذا الجواب يستدعي
السؤال: لماذا يصارع الإنسان لتلبية حاجاته؟
الغرائز والأخلاق والعقل والتكوين الجسماني للإنسان، وسائل التكيف مع البيئة. والتكيف مع البيئة غايته حفظ النوع من الانقراض.
لكأنك تزعم أني أنكر دور الغرائز كما أنكرت أنت أن يكون للأخلاق أثر في حفظ النوع!
ولكأنك تزعم أني أتهم الماركسيين بأنهم خاوون من الأخلاق!
شكراً لك.


44 - آخر الكلام 2
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 21 - 14:57 )
شكراً للأخ الأستاذ محمد بن زكري
مثالك مع الأسف لا يفيدنا في شيء. مثالك يقول لنا: يوجد صدق ويوجد كذب.
ومن منا يجهل وجود الصدق والكذب في وعي الإنسان، أو اعترض على وجودهما؟
لم تستطع أن تثبت بالامثلة التي أوردتها أن الصدق والكذب يتغيران عبر الزمن.


45 - آدم عبري
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 21 - 15:08 )
تقصدت أن اكتب اسمك عبري بدلاً من عربي، كما تكتب اسمي اليا بدلاً من إيليا.
أنا أخطأت مرة في كتابة اسم صديقنا الددكتور حسين علوان حسين، فاعتذرت إليه.
إن كنت تخطئ في كتابة الاسم مرات، وهو ظاهر أمامك، فكيف لا تخطئ في كل مقالتك؟
السرقة نقيضها العطاء، تقول. فهل كنت جادلتك في هذا، أم جادلتك في نقيض التغير وهو الثبات؟
تقرأ ردودي عليك بالعبري؟!
ثم هل تتغير شخصيتك إذا ارتديت ثياب بدوي أو ثياب افرنجي؟
تباً للذكاء!


46 - السؤال في الأخلاق يا أستاذ نعيم؟
حميد فكري ( 2024 / 5 / 22 - 02:07 )
{الغرائز والأخلاق والعقل والتكوين الجسماني للإنسان، وسائل التكيف مع البيئة. والتكيف مع البيئة غايته حفظ النوع من الانقراض.}


السؤال في الأخلاق يا أستاذ نعيم؟
إذا كانت الأخلاق وهي نوعان (خير وشر) فطرية لغاية حفظ النوع ، فما تفسير وجود الشر فطريا في البشر ،كما قال هيجل عن حق ، مع أنه فعل تدمير وليس فعل حفظ للنوع؟


47 - هيغل
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 22 - 10:35 )
يعز علي الا أجيب عن سؤالك 0 سأجيب عنه بالرغم من أني كنت من جهتي رغبت في السكوت عن الكلام0 أنت محاور جيد تتعقب الأشياء حتى تنجلي لك حقائقها0
هيغل منطقي ديالكتيكي في منهجه، ينظر إلى الخير والشر فيرى وحدتهما ويرى أيضاً ما بينهما من صراع0
من هذا الصراع تنشأ حركة تسهم في دفع المجتمع الإنساني نحو التقدم0 والتقدم ، خير 0 والخير يعزز قانون حفظ النوع0
فندرك من هنا أهمية الأخلاق كعامل من العوامل المساعدة على التكيف فالبقاء


48 - وهذا آخر الكلام
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 22 - 13:25 )
اقتطاع جزئية من سياقها ، لنسف كل معمار الفكرة ، هو - بتقديري - آلية سجالية ، لا تخلو من قصد التشتيت والتتويه .
ذكرت بالنص في ت 42 ، أن : « الحكم قيميا هنا - أي في محتوى المثل المُساق - مُناطٌ بمتغير (الوعي) » .
وتفسير ذلك ، أن (مضمون الكلام) في الوجود الإعجازي للمسيح ، يتحدد معياريا وفقا لمسطرة القيم الأخلاقية السائدة ظرفيا ، فيعتبر : إما صدقا ، وإما كذبا ؛ بمنظور متغير الوعي (العقل العلمي) ، الآن واليوم في القرن الواحد والعشرين ؛ مقابل منظور الوعي الزائف (العقل الخرافي) ، في القرون الوسطى وما قبلها .
أي أن ما كان (بالأمس) يعتبر .. (صدقا) ، بمنظور ماضوي ؛ هو نفسه ، يعتبر (اليوم) .. (كذبا) ، بمنظور حداثي . ذلك أن الحكم قيميا في المسألة ، مُناطٌ بـ(متغير) تاريخاني ، هو الوعي (العقل العلمي) .. اليوم ؛ خلافا لِما كان من الوعي الزائف (العقل الخرافي) .. بالأمس .
هذا على وجه العموم ، غير أن الأمر يظل نسبيا ، وفقا لدرجة التطور الاجتماعي ، تخلفا أو تقدما ، هنا أو هناك . والحق أن المسألة جِدّ معقدة . وأترك معالجة ما يتصل بعلم الأخلاق الماركسي - منهجيا - للدكتور حسين .
شكرا للجميع


49 - أمل أن تتحمل عبأنا
حميد فكري ( 2024 / 5 / 22 - 15:32 )
بما أنك يا أستاذ نعيم قد فتحت هذا الموضوع ، فما عليك سوى أن تتحمل حملنا.
ننتظر الجزء 2 من السيد حسين علوان حسين ، وأمل أن لاينفذ صبرك.


50 - الاعتقاد
نعيم إيليا ( 2024 / 5 / 22 - 15:58 )
شوف أستاذ محمد بن زكري
ثمة من يعتقد أن المسيح إله، وثمة من يعتقد أنه بشر
فأين هذا من تغير الأخلاق؟ من تغير الصدق والكذب عبر الزمان؟


51 - لا حُجّيّة للوهم
زكري ( 2024 / 5 / 23 - 09:13 )
أستاذ نعيم إيليا
ثمة - أيضا - من يعتقد بسردية البغل المجنح !
فموضوعيا : نصيب هذه من الصدق كنصيب تلك .
سلام


52 - شكرا للكفار
زكري ( 2024 / 5 / 23 - 12:24 )
التعليقان الممنوعان : ت 51 و 52 .. هما لي
شكرا للفيس بوك


53 - أي نوع من اللوز؟
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 23 - 16:20 )
الأستاذ الفاضل محمد بن زكري المحترم
تحية حب متجدده
لاحظت أن اسمك في الفيس بوك يقرأ:
أبو الألواز
وانت ابو الألواز بكل حق وحقيق.
السؤال هو، أي نوع من اللوز هو؟ مغربي ام سوري ام اسباني أم تركي ؟ ولماذا ؟
فائق التقدير والحب


54 - Abulios
محمد بن زكري ( 2024 / 5 / 23 - 21:43 )
الأستاذ الدكتور حسين علوان حسين المحترم
ت 54
أبوليوس ، (Abulios) ، هو اسم كاتب وسياسي أمازيغي ، عاش في القرن الثاني ، نشأ في نوميديا (الجزائر) و طرابلس الليبية . كان يكتب باللغة اللاتينية لغة المستعمر وقتذاك . وهو مؤلف أول رواية في التاريخ ، هي الرواية الموسومة (الحمار الذهبي) ، وعرف الكتاب أيضا بعنون : التحولات (أو) المسخ . وتوجد للرواية ترجمتان إلى العربية . كما أنه صاحب كتاب (دفاع صبراتا) وهو نص دفاعه أمام المحكمة في مدينة صبراتا الليبية ، وكتب أخرى .
تجد عنه تعاريف على الانترنت
اسم (أبوليوس) في النطق العربي ، هو كلمة واحدة وليس مضافا ومضافا إليه .

فائق التقدير لأستاذنا الكبير


55 - تسلم على التوضيح
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 23 - 23:24 )
الأستاذ الفاضل محمد بن زكري المحترم
تحية حب متجدده
تسلم على التوضيح الجميل..
أنا مطلع على الاسم المقصود، وقد سبق وأن ذكر القصة الرفيق الأستاذ عذري مازغ - الذي نفتقد - في تعليق له على مقالة للدكتور عصام الحفاجي ، وقد قمت بنقد الأخير لعدم ادراكه ابعاد استعارتها وشرحتها.
كان المقصود من تعليقي 54 الممازحة وتلطيف الجو.
وفي كل الاحوال فإن الشكر مستحق لك.
ولكنني مازلت مصراً على معرفة أي لوز تفضل!
فائق التقدير والاعتزاز والاكبار
فائق التقدير والحب


56 - شكرا أبا نورس
Abulios Zekri ( 2024 / 5 / 24 - 08:17 )
أخي أبا نورس
طيبت عشتار خاطركم الكريم
أهديكم أغنية من التراث الليبي

https://www.youtube.com/watch?v=Cje6xfbRlmE


57 - كلكم ذوق راق وأخلاق رفيعة
حسين علوان حسين ( 2024 / 5 / 24 - 19:35 )
الاستاذ الاشاعر محمد بن زكري المحترم
أولا جزيل الشكر على أغنية:
جرت السواقي للشجر وسقاته
وهب الهوا يغني على رقصاته
لسلام قدري والتي لم أكن قد سمعتها من قبل.
الرفاق في هيئة تحرير الحوار المتمدن الأغر الأعزاء استجابوا لطلبك ونشروا تعليقك إياه، وقد قيل:
Better late than never
فجزيل الشكر لهم على ذلك.
أستاذي الفاضل: شفت ؟ حدسي عن أبو الألواز كان في محله، خصوصاً بعدما قلبت
P
الى
B
طيب. لقد شوقتني الى العبمبر. ومن يدري، لعلنا نلتقي يوماً من غير معاد، فتذيقني إياه.
قد هدني العمر حتى ما عدت أقوى على المشي، ولكن ثمة في الكأس ثمالة.
أدع لي كي أترجم عشتارية ثانية لك.
فائق الحب والتقدير والاعتزاز

اخر الافلام

.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟


.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح




.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم