الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاق الامني الامريكي السعودي المرتقب

مزهر جبر الساعدي

2024 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


( الاتفاق الامني السعودي الامريكي المرتقب، اذا ما تم في المقبل من الاسابيع او الاشهر: مخرجات خطيرة؛ عندما ينتج التطبيع عنها)
الاتفاق الامني بين السعودية وامريكا المرتقب، والمتوقع الاتفاق على ابرامه في المقبل من الاسابيع وربما الاشهر على ابعد احتمال، من دون ان تكون دولة الاحتلال الاسرائيلي طرفا في هذا الاتفاق على الاقل كما تم الاعلان عن محاوره قيد النقاش والحوار بين السعودية وامريكا، مؤخرا. من اهم وابرز هذه المحاور كما تعلن الصحافة الامريكية والاسرائيلية عنها؛ يتضمن ان تعمل الولايات المتحدة الامريكية او انها تساعد السعودية على توطين برنامج نووي سعودي للأغراض السلمية، كما أُعلِنَ عن بعض البنود الأخرى، والتي هي قيد النقاش في الصحافة الامريكية والاسرائيلية، وربما هناك أخرى لم تعلن تلك الصحافة عنها. هناك اسئلة كثيرة؛ تدور حول هذا الاتفاق المفترض( من وجهة النظر الشخصية؛ ان الاتفاق الامني الامريكي السعودي؛ سوف يبرم وبكل تأكيد)، من بين اهمها؛ هل هو من سوف؛ يفتح الباب واسعا للتطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي؟ خصوصا وقد رافق هذه التسريبات الصحفية القصدية؛ تصريحات المسؤولون السعوديون؛ من ان السعودية تريد ان يكون العمل جديا وموثوقا؛ على طريق الحوار الجدي والموثوق لإقامة دولة فلسطين. ان من اللافت للانتباه، او الذي اثار الكثير من الاسئلة، والكثير من التنبؤات؛ لما يخطط ربما خلف الابواب المغلقة في الذي يخص الاوضاع في المنطقة العربية وفي جوارها وقضية فلسطين. هل يصاحب هذه التطورات المرتقبة والمفترضة؛ عملية تطبيع العلاقة بين امريكا وسوريا، وبالتالي او بالنتيجة بين سوريا ودول المنطقة العربية. فقد لوحظ مؤخرا تخفيف الضغط الامريكي على سوريا، التي لم تحرك ساكنا حول ما يجري في غزة من ابادة تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي. وهل هذا الاتجاه؛ اذا ما صح هذا الاتجاه في السياسية الامريكية مع سوريا؛ يشكل بداية لفك الارتباط بين سوريا وايران؟ وما هو موقف روسيا من هذه التطورات اذا ما كانت صحيحة لجهة وجودها واقعيا، على ارض الواقع؟ وهل ان هذا يجري بمواقفة ومباركة روسيا؟ من المؤكد الذي تؤكده كل التطورات وكل التغييرات بين امريكا ودول المنطقة العربية؛ ان هناك طبخات وليس طبخة واحدة يجري اعدادها في مطابخ بيوتات السياسية الامريكية والنظام الرسمي العربي؛ تستهدف تغير شكل المنطقة العربية وربما وفي حدود معلومة، احدى دول الجوار، اي ايران على وجه الحصر والتحديد.( لذا فان ايران لسوف تسرع عملية صناعتها للقنبلة النووية. هذا موضوع اخر له حديث اخر..) تصفية القضية الفلسطينية؛ هي الوسادة التي لابد منها؛ لإتمام هذا التغير الجاري او ان العمل جار عليه منذ سنوات (الربيع العربي) في دول المنطقة العربية التي زلزل كيانها الربيع العربي الذي حُرف عن خط وهدف شروعه، بالأفعال الامريكية والغربية والعربية. ان هذه التغيرات المفترضة، لم تكن ابنة اليوم فقد تم العمل عليها، قبل عدة سنوات. في السياسية كل شيء جائز له ان يحصل، خصوصا عند غياب الإرادة العربية او انها شريكة في هذه الخطط الامريكية والاسرائيلية معا. عندما تغيب الإرادة العربية عن مفاعيل الاحداث وتطوراتها واتجاه حركتها، والامر والادهى ان تكون تلك الإرادة احدى اهم القوى التي تدفع في اتجاه هذه المشاريع حفاظا على كراسيها من الاهتزاز والسقوط. اذا ما وسعنا دائرة النظر حتى تشمل كل المراكز الدولية والاقليمية الفاعلة في المشهد السياسي في المنطقة العربية وفي جوارها، وفي قضية العرب المركزية كما في طروحات النظم العربية التي اختفت من المشهد السياسي في دولها، او التي الى الآن تقاوم السقوط بالاستعانة بالقوى العظمى والقوى الاقليمية؛ لتشمل روسيا والصين وايران وتركيا. ضمن دائرة النظر هذه؛ يبرز لدينا السؤال التالي:- ما الذي يمنع كل القوى الدولية والاقليمية هذه في ظل الغياب الكامل للإرادة العربية، او ان هذه الإرادة تعقب خطوات وافعال الراعي والحامي الامريكي، في مخطط قد يكون؛ رُسِمَ، وتم التوافق والاتفاق عليه، قبل زمن ما قبل الآن؛ من ان تساوم وتقايض امريكا وغيرها على حساب المصلحة العربية والفلسطينية؛ لضمان مصالحها في المنطقة العربية وحتى في جوارها وما اقصده هنا هما كل من الصين وروسيا. ان هذه المساومات والمقايضات واردة جدا في ظل عالم تسود فيه صراع المصالح والنفوذ على سطح الكرة الارضية. في الحرب الباردة التي كان الصراع فيها بين الاتحاد السوفيتي وامريكا على اشده في اكثر من مكان في المعمورة؛ كادت ان تصل الى الصدام بين العملاقين النوويين في خليج الخنازير، في عام 1961، لتحدث كارثة في العالم، إنما في اللحظة الأخيرة جرى الاتفاق واحتواء الصراع ومنعه من بلوغ حفة الهاوية. لكن رغم هذا الصراع المحتدم في وقته؛ لم يمنع ان تتم المساومة والمقايضة مصلحيا بينهما على حساب مصالح الشعوب في اكثر من مكان في العالم. لقد وصل هذا الامر بهما، ان يتفقا اوان يضعا او وضعا خرائط لمصالحهما لا ينبغي لأي منهما الاقتراب المتبادل منهما. ذات الامر ينطبق على كل من ايران وتركيا لناحية تلك المساومات والمقايضات، إنما بدرجة اقل كثيرا وكثيرا جدا اولا وثانيا هما لسوف يعقبان خطوات القوى الدولية العظمى، بمعنى ان القوى الدولية تلك لسوف تحفظ لهما مصالحهما على حساب المصالح العربية والفلسطينية. ولو ان الاولى( ايران) يتم اللعب معها على هذا الطريق الى حين حسب التصور والرؤية المستقبلية الامريكية في التعامل التكتيكي معها الى ان يتم انضاج الداخل الايراني على طريق تغيير النظام الايراني الذي يدرك المسؤولون الايرانيون هذه الحقيقة، ويعملون بجد ونشاط على مجابهة هذه المشاريع؛ بأبعاد تأثيراتها على الداخل الايراني، بتهيئة عناصر ومستلزمات النجاح. هذا في رايي المتواضع؛ ما تخطط له امريكا للتعامل ايران النظام الاسلامي، أما الواقع ربما كبيرة جدا؛ يأتي بما لا تشتهي سفن التكتيكات الامريكية. اما الاوضاع في سوريا والسودان وليبيا واليمن، فهي مضطربة وغير مستقرة وتعاني من الانقسامات والتشظي، وهناك دول عربية اخرى تعاني من نفس المشكلة لكنها بدرجة اقل، وحتى في فلسطين حيث الانقسام واضح جدا على ارض الواقع. ان هذه الاضطرابات والتشظيات وضياع خارطة الطريق الى الاستقرار والامن؛ لا يمكن عزلها عن اهداف الفاعل الدولي والاقليمي، بل هو في صميم هذه الاوضاع. ان كلا من الصين وروسيا تربطهما علاقات وثيقة جدا في الاقتصاد والسياسة وفي المال والاعمال وحتى في التكنولوجيات الرقمية والعسكرية المتقدمة؛ والأخيرة حصريا، في العلاقة بين الصين ودولة الاحتلال الاسرائيلي. اذا كانت سوريا، في احتمالية واردة ؛ ان تتجه مستقبلا اي في المستقبل ربما القريب، وبدفع روسي ضمن صفقة تساوم ومقايضات بين امريكا وروسيا؛ ان يقوم بعقد صفقة اتفاقية ما، بطريقة، او بأخرى مع دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لأن هناك مؤشرات تشير الى مثل هذا التوجه لدى سوريا، من بينها تخفيف الضغط الامريكي عليها. ان تخفيف هذا الضغط لا يمكن ان يكون الا اذا كان هناك اتصالات بطريقة او بأخرى مع امريكا. هذا من جهة اما من الجهة الثانية؛ فان هذا الاتصال بين سوريا وامريكا؛ له اجندة واهداف تعمل امريكا عليها وفي اولها هو ترتيب ما، بين سوريا ودولة الاحتلال الاسرائيلي، التي ليس من السهولة ان يتقدم عليها سوريا، من دون ضوء اخضر روسي التي ترتبط سوريا معها؛ بمعاهدة حماية امدها 49عاما قابلة للتجديد. وبالعودة الى الاتفاق الامني الامريكي السعودي المرتقب، والذي يجري البحث في بنوده بين الشريكين الامريكي والسعودي؛ ربما كبيرة وعلى مقربة من اليقين؛ يقود او ينتج عنه تطبيع السعودية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي. التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال الاسرائيلي ان حصل فانه سوف يشكل اكبر ضربة استراتيجية للقضية الفلسطينية؛ مهما كانت الحجج التي سوف يتم سوقها لتبرير هذه الخطوة التطبيعية. الخطورة سوف تأتي لاحقا وربما في زمن قياسي لجهة قرب حصول الخطورة، والتي تكمن في اندفاع بقية الدول العربية والاسلامية الى الاقدام على ذات الخطوة السعودية. ان توسعة خارطة التطبيع هذه ان صارت واقعا على ارض الواقع سوف تقود الى تمييع القضية الفلسطينية، كما انها تجعل دولة الاحتلال الاسرائيلي اكثر عنصرية وعنجهية، وتبتعد عن اي حوار حول حل الدولتين. من هذا الباب فان تطبيع السعودية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ سوف يغرز طعنة قاتلة في قلب فلسطين الشعب والنضال والجهاد. ان مواجهة هذه التطورات المفترضة عربيا وفلسطينيا، وبالذات قوى الجهاد والنضال العربي والفلسطيني؛ يجب ان تبدأ من الآن، قبل ان تكون لها وجود على ارض الواقع، وقبل توسعتها لجروح النضال الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو