الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداهمة قلب

فوز حمزة

2024 / 5 / 18
الادب والفن


بالصدفةِ قابلته حين دخلت متجرًا لاشتري باقة ورد لصديقتي العائدة في الأمس من سفر طويل والتي فاجأتني باتصالها المتأخر جدًا، تطلب مقابلتي عند الساعة العاشرة صباحًا، وقبل أن تغلقَ الهاتف أخبرتني بانتهاء كل شيء وأن الأمر تم مثلما ترغب.
حاولت إخفاء توتري وانفعالي في التفرج على أصص الزهور، لكن حيرتي أكبر من محاولة إخفاءها.
اقترب مني حتى كاد جسده يلتصق بجسدي فشعرت بحرارة أنفاسه وهو يقترب بفمه من أذني قائلًا:
كيف حالكِ؟!
عطره الفرنسي غطى على عبير الورود، لطالما أحب أن يكون ملفتًا للنظر خاصة لدى النساء وأظنه نجح في ذلك إلى حدٍ بعيد لأنني سمعته مرة يقول: إن أناقة الرجل تحسم أشياء كثيرة لصالحه!
التفتُ نحوه فسببت لي ابتسامته خرسًا شّل شفتيَّ .. خرج مسرعًا دون شراء شيئًا من متجر الزهور.
تناسل القلق تحت قلبي الصغير وأيقنت أنه كان يلاحقني. أبعدت هذه الفكرة كونها سخيفة لعلمي أن ما حدث لا يعدو من كونه صدفة.
رنَّ هاتفي الجوال فأنقذني مما كنت فيه . صوت صديقتي جاءني حزينًا وهي تسأل عن سبب تأخري. أخبرتها بأنكشاف أمري ولا أعرف بأيّ ذريعة أتحجج هذه المرة .
دفعتُ للبائعة النقود وخرجت أتلفت خشية ملاقاتهِ ثانية، وقد صدق حدسي إذ رأيته جالسًا في مقهى على الجانب الآخر من الشارع يحتسي قهوته السادة.
ما إن رآني حتى رفع فنجان قهوته يدعوني للجلوس معه وهو يبتسم لي بسخرية كأنه يقول لي: لن تعدي لي القهوة ثانية!
تظاهرتُ باستنشاق الباقة، وفعلًا عبيرها تسلل بنشوة إلى روحي.
أغمّضت عينيّ لثوان، شعور قوة امتلأ به جسدي مدّني بالثقة فقلت لنفسي: ليكن ما يكون، ما الذي يستطيع فعله؟
بدأت أهيئ نفسي للمواجهة.
في سيارة الأجرة، وضعت سماعة الأذن لأنصت إلى إحدى الأغاني كذلك لأتخلص من أي شعور سلبي قد يجعلني أبدو مهزوزة. بالفعل شعرت بأنها كانت خطة حكيمة اختصرتُ بها المسافةَ والوقت لأجد نفسي في بيت صديقتي التي استقبلتني وهي تبكي لتخبرني بانفصالها عن زوجها الذي ما زالت تحبه. وقد استعرضت لي صور كرمه معها إذ منحها مبلغًا ماليًا كبيرًا لتستأنف حياتها بعده، لكن ذلك لم يمنعها من ملاحظة توهاني وسرحاني.
أخبرتها بمقابلة رئيسي في العمل هذه الصباح .
الابتسامة التي ارتسمت في عينيها والقهقهات العالية التي بددت حزنًا كان مخيمًا في المكان، جعلاني أشعل سيجارة لأنفث دخانها بقوة وغضب.
أما هي، فقد وجدت صعوبة في التوقف عن الضحك أكبر من محاولة إخفاءها وهي تقول لي:
ـ هذا العنيد ثانية، لنفكر سوية في كذبة أخرى نقنع بها مديركِ أنكِ فعلًا كنتِ مريضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف