الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا

رضي السماك

2024 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كان 1968 عاماً تاريخياً مفصليا في الاحتجاجات والحركات الطلابية والسياسية التي شهدها العالم، ففي شتائه برزت الإصلاحات التي انتهجتها قيادة الحزب الشيوعي الحاكم تشيكوسلوفاكيا بزعامة الكسندر دوبتشيك، لكن الدبابات السوفييتية سحقتها في الصيف وقامت بعزل دوبتشيك ونصّبت قيادة ذيلية لموسكو، وفي شتاء العام نفسه انطلقت من جامعة القاهرة المظاهرات الطلابية المنددة بالأحكام المخففة الصادرة على ضباط سلاح الطيران المتورطين في هزيمة يونيو 1967،وبعض قادة هذه الأحتجاجات الحركة قادوا الأنتفاضة الطلابية التي جرت في نفس الجامعة بسبب تسويف الرئيس السادات موعد الحرب لتحرير سيناء من ربقة الأحتلال الصهيوني ومراهنته على الحلول الأميركية.
وفي 1968 تفككت حركة القوميين العرب إلى فصائل وأعلنت تبنيها الفكر الماركسي. وفي مايو من نفس العام وقعت الاحتجاجات الطلابية الفرنسية الشهيرة التي هزت فرنسا وطبقتها الحاكمة.
أما في الولايات المتحدة، وهي بيت القصيد هنا، فقد وقعت الاحتجاجات الطلابية المنددة بالحرب اللاأخلاقية على شعب فيتنام الفقير، حيث انطلقت شرارتها في البدء من واشنطن بجامعة هوارد ذات الأغلبية الطلابية من أُصول أفريقية، لتنتقل بعدئذ إلى نيويورك بجامعة كولومبيا مهد شرارة الحركة الطلابية الراهنة المطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وسحب دعم إدارة الجامعة لإسرائيل، وخصوصاً التي تدخل في صناعة السلاح، ولتمتد بعدئذ الأحتجاجات إلى معظم جامعات البلاد، ثم إلى جامعات أُوروبية عديدة. وبهذا فإن الحركة الطلابية في جامعة كولومبيا تمتلك تاريخاً عريقاً بمواقفها المبدئية الشجاعة ضد كل حروب أميركا العدوانية وسياساتها لدعم الأنظمة العنصرية والفاشية، ومنها نظام جنوب أفريقيا السابق المدحور.
واللافت أن شريحة من طلبة هذه الجامعة الخاصة منضمون إلى الحركة الأحتجاجية فيها مع أن أنها - الجامعة- تُعد واحدة من أعرق وأغلى جامعات البلاد، وهي إلى ذلك بمثابة مصنع إعداد قادة النخبة والصفوة، وقد تخرج فيها عدد من الرؤساء الأميركيين.وهاهم آباء وعوائل من طبقة الصفوة يشاهدون بأُم أعينهم أبناءهم الطلبة إذ ينخرطون في احتجاجات سلمية بدعم وتأييد من عدد غير قليل من أساتذتهم يُهانون من قِبل الشرطة التي اقتحمت حرم الجامعة بالطريقة العنيفة التي اعتادتها الشرطة الأميركية في إلقاء القبض على أي متهم من خلال بطحه أرضاً وتقييده بالأصفاد، ثم جره إلى شاحنات الأعتقال.
وهذه الطريقة الدامية لكرامة الإنسان في الأعتقال والتي عادة ما يشارك فيها ثلاثة من أفراد الشرطة للتعاون على اعتقال فرد مدني واحد مجرد من السلاح، إنما تذكرنا بمشهد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج لويد عام 2020 ، وذلك أمام المارة في الشارع بعد أن ضغط أحد الضباط بركبته على عنقه لمدة نحو عشر دقائق فلفظ أنفاسه الأخيرة رغم تحذير المارة بأنه يحتضر!
ورغم التاريخ العريق للحركة الطلابية داخل جامعة كولومبيا،إلا أنه يبدو أن الدراسات المنهجية العلمية الرصينة لتحليل هذه الحركة مازالت شحيحة، ولا سيما من حيث تفسير انضمام إليها شريحة من أبناء النخبة أو الصفوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا