الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبيل انتخابات البرلمان الأوربي / في أوربا العمل المشترك مع اليمين المتطرف ليس محرما

رشيد غويلب

2024 / 5 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


سارع البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوربي، حتى قبل بدء حملة انتخابات البرلمان الأوربي، التي ستجرى في حزيران المقبل، إلى حل القضايا الأكثر سخونة والأكثر أهمية، بهدف التوصل إلى اتفاقيات بشأن سياسة الهجرة، والدعم العسكري الكامل لأوكرانيا، وميثاق الاستقرار، الذي لم يعد أحد ملفات الحملة الانتخابية.
ويدعي الديمقراطيون الاجتماعيون والليبراليون والخضر، أن الوقت مناسب جدا، لأن البرلمان المقبل سيكون أكثر يمينية من البرلمان الحالي، ولكن حقيقة موقفهم، هي دعم مشاريع اليمين واليمين المتطرف السياسية، وخصوصا تحصين حدود أوربا وإبعاد اللاجئين، وإبرام الاتفاقات مع أنظمة غير ديمقراطية، تعمل على قطع الطريق على اللاجئين واحتجازهم مقابل أموال ومشاريع الاتحاد الأوربي، بالإضافة إلى الانسحاب من الصفقة الخضراء.

تجاوز المحرمات
حتى قبل أن تتخذ رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين قرارا واضحًا بشأن التحالف المحتمل مع اليمين المتطرف، كسر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، خلال منتدى الديمقراطية في كوبنهاغن، في 14 أيار، المحرمات: «ما يهم حقا هو السياسات، والجوهر، وليس التسميات. و «في المجلس كانت هناك شكوك قبل الانتخابات في بعض الدول الأعضاء، ولكن رأينا لاحقا، إمكانية العمل مع حكومات هذه البلدان، حتى لو شارك حزب يميني متطرف في الائتلاف”. وخلال الأسابيع المتبقية قبل بدء عمليات الاقتراع في 9 حزيران، أخذ كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في الاعتبار تقدم اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي. والآن أصبحت عوامل الاتفاق تنحصر في: تأييد واضح لحلف شمال الأطلسي، ولحرب أوكرانيا ومناهضة روسيا.

صعود اليمين المتطرف
منذ عام 2010، يستمر صعود اليمين المتطرف، وتتمتع أحزابه بتمثيل قوي في برلمانات بلدان الاتحاد الأوروبي، باستثناء أيرلندا ومالطا. ويقود المتطرفون (الفاشيون الجدد) حكومتي المجر وإيطاليا، وحتى الأمس القريب بولندا أيضا. وفي فنلندا وسلوفاكيا، يشارك اليمين المتطرف في الحكومة؛ ويدعمها في السويد. وفي 16 ايار، وبعد مرور قرابة ستة أشهر على الانتخابات العامة في هولندا، اتفق النازي الجديد خيرت فيلدرز وثلاثة أحزاب يمينية أخرى على تشكيل ائتلاف حكومي، على أن يتولى رئاسة الحكومة شخصية من خارج البرلمان. وفي النمسا، يتوقع أن يفوز حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف في الانتخابات التي ستجري في أيلول المقبل، وبالتالي يقود الحكومة الجديدة. في 9 من أصل 27 دولة، تجاوزت نسبة اليمين المتطرف الآن 20 في المائة. وبالمقابل تواصل أحزاب اليمين التقليدي بشكل متزايد تبني مواقف اليمين المتطرف وتنفتح عليها.

مديح لحكومات الفاشيين الجدد
منذ الانتخابات الإيطالية في أيلول 2022، يدعو زعيم «حزب الشعب الأوربي» (تجمع أحزاب اليمين المحافظ الاوربية)، إلى العمل المشترك مع حزب «إخوة إيطاليا» الفاشي الجديد وزعيمته رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا مِلوني. في النهاية تم تحديد ثلاثة مبادئ واضحة تدعو الأطراف الأخرى على أساسها إلى التعاون. تأييد أوروبا، تأييد أوكرانيا، دعم الحكومات، ومناهضة روسيا. الملتزمون بهذه الشروط يمكنهم أن يكونوا شركاء. والفاشيون الإيطاليون يستوفون هذه الشروط.
في حديث لتلفزيون ولاية بافاريا الالمانية، أوضح فيبر أيضًا سبب حاجته إلى جورجيا ميلوني لتمرير الحلول الأوروبية. ولو لم تتعاون حكومة ميلوني في إقرار اتفاق الهجرة الأخير، فإن التسوية التي يأمل فيبر من خلالها «ا في النهاية لحصول على مزيد من السيطرة على الحدود الخارجية»، كانت ستفشل.

وعود منكوثة
لقد كان التكامل الأوروبي بمثابة وعد بالسلام، وبسوق كبيرة قائمة على المنافسة، وبالمواطنة المشتركة، بل كان الأمل بأوروبا اجتماعية يلوح في الأفق. واليوم تدور حرب على الأبواب، وقد أثبتت «التجارة الحرة» أنها تشكل عائقاً، في مواجهة ديناميكية الصين الاقتصادية. «حماية الحدود» و»وإبعاد اللاجئين» و»الأمن الداخلي» و»الحمائية» و»السيادة» هي مصطلحات شائعة اليوم يستخدمها الجميع، بما في ذلك الليبراليون والديمقراطيون الاجتماعيون والخضر.
ومع استثناءات قليلة، لم يعد اليمين المتطرف يدعو إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي بعد فشل خروج بريطانيا منه، ولكنه يدعو إلى تغييره من الداخل. وهذا يعني إفراغه: أوروبا الانتقائية، حيث يأخذ الجميع ما يناسبهم، أجهزة صرف آلي مفيدة للمصالح الوطنية المفترضة، على المدى القصير.، حيث تصبح الصفقة الخضراء عدوا يجب محاربتها. هذا هو التحول الذي أحدثه حزب التجمع القومي اليميني المتطرف في فرنسا، الذي لم يعد يطرح مطلب الخروج من منطقة اليورو، كما فعلت مارين لوبان قبل بضع سنوات. يستعد زعيم الحزب الشاب جوردان بارديلا للتحالف مع اليمين الكلاسيكي في ضوء الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.
ولصعود اليمين المتطرف تأثير سلبي آخر: تحويل الانتخابات الأوروبية في حزيران المقبل إلى 27 انتخابات وطنية حيث يكون مركز النقاش السياسي محليا في كل دولة، في حين يطوي الإهمال الأفق الأوروبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً