الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شربل بعيني وأنا

سامي الاخرس

2006 / 12 / 10
الصحافة والاعلام


بدون ميعاد .. وبدون لقاء .. أو معرفة مسبقة وجدت أحد كتاباتي منشورة بأحد الصحف التي تحمل اسم ليلي ، وعند تصفح هذه المجلة أدركت أن رئيس تحريرها أخ مسيحي لبناني ، فتصفحت سطورها ، وقررت أن أواصل نشر كل كتاباتي علي صفحاتها ، حتي تم أختياري كأحد كتاباها الدائمين الذي أعتبره تشريف لي ولأي كاتب أن يكون بين هؤلاء الأخوة ... وأصارحكم القول إنها اقتحمت قلبي وتربعت به ، وتعتبر المجلة الأعز حبا من بين الصحف العديدة التي أنشر بها .
ولكن ... السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أكتب هذا المقال الأن ؟ وما هي المناسبة ؟
منذ شهر رمضان الماضي وأنا استقبل علي إيميلي العديد من الرسائل التي تتساءل عن سبب نشري بهذه المجلة ، وتستفر عن الاصرار في النشر في هذه الصحيفة ، والسر الذي يكمن خلف ذلك ، واشتدت الرسائل وتعددت في موضة التراشق بالخطابات والرسومات الدينية التي أطلت علينا في الأونة الأخيرة والتي تعتبر إحدي الحملات المنظمة التي يراد من خلالها النيل من التوحد الاجتماعي ، وتمزيق البناء الجسدي العربي الذي يتكون من مسلم ومسيحي ، حيث نعيش سويا في تلاحم وتماسك في الوطن العربي وخارجه ، فلم تشهد البلدان العربية أو علاقتنا ببعض تمايز ما بين ابناء الشعب الواحد ، ولم تغزونا النعرات المذهبية الدينية ، فتوحدنا ولم نعد نتساءل هل أنت مسيحي أم مسلم ؟ وهذا ما جسد عمليا في لبنان وفلسطين ومصر وباقي الدول العربية .
أما أصحاب هذه الأقلام المسمومة والأدمغه المستنسخه التي تحاول النيل من وحدتنا الاجتماعية ، فهي وليدة استعمار وعولمة تبث سمومها الخبيثة لتستكمل هذه المؤامرة ضد كل ما هو عربي ...
لنراجع تاريخنا وندرس تراثنا ونتعلم من ... فمعركة البناء والمقاومة ، والتحدي التي خاضتها شعوبنا العربية ميزها التلاحم والمشاركة الوطنية التي اذابت المعتقدات ، فها هو مسيحي لبنان يقاتل وبجواره مسلم ، وها هو مسيحي فلسطيني يستشهد دفاعا عن أخيه المسلم ، وها هو القبطي المصري يشارك المسلم ، وكم قائد مسيحي ولد من رحم المصير الواحد ، فهم أهل أرض ونحن أهل أرض ةدمائنا تسير بعروق عربية اصيلة ، أمة واحدة وشعب واحد وحدنا الدم والألم والمعاناة ، أما هؤلاء فهم دخلاء علينا ، يحاولوا هدم هذا التلاحم ، وتمزيق هذه المنظومة القومية بخبثهم ودسائسهم اللعينة .
أما السر الذي ابوح به بدون مجاملات وهو مدي حبي واحترامي لشخص شربل بعيني ، والذي لم أبوح به سوي عبر هذه السطور ، فهو ينبع من رجولة تمثلت بكلمات قليلة لكنها أعظم من العظيمة سكنت بقلبي حبا واحتراما لهذا الاخ الحبيب .... فعندما هوجمت غزة وحوصرت من العدو الصهيوني ، وبعد الحصار وأنا أتفقد أيميلي وإذ بي أتفاجأ برساله دافئة ملئت قلبي احتراما وتقديرا ، كانت الرسالة الوحيدة التي وصلتني من رئيس تحرير صحيفة أكتب بها ، بالرغم من أنني أنشر بأكثر من مائة صحيفة ... رسالة تحمل بطياتها اصالة وخير وحب تطمئن علي أحوالي وأخباري في ظل الهجمة العدوانية ، وموقعة بإسم حقيقة لم أتوقع أن يكون هو بأي حال من الأحوال ... موقعة باسم شاربل بعيني ...... فمتي إذن نعرف الرجال ؟
الرجال ... الرجال هم من يكونوا معك بقلوبهم ووجدانهم في الأزمات والحزن والضيق ... بلحظات يبرق بها المعدن الأصيل عن قيمته الحقيقية .. وليس كل ما يلمع ذهبا .....
أأدركتم أيها المتساءلون لماذا أحترم واقدر وأحب هذا الرجل ... الأخ شربل بعيني ..... ولماذا أعتبر مجلة ليلي البيت الدافئ ... ولماذا تسكن القلب ولا تبرحه .
أما شربل بعيني فهو لا يحتاج مني الكتابة عنه ، لسبب بسيط جدا إنه إبن بلاد الأرز والخير لبنان الحب ... ممن امتزجت دمائهم حبا للأرض ... وجبل إنتمائهم بقوميتهم العربية .... فلك السلام ... ولك الاحترام والتقدير اينما كنت ... شربل بعيني .... ولليلي الصحيفة الحب والوفاء ... والتقدير والاعتزاز لمن تحمل إسمها مجلتي العزيزة ليلي .....

سامي الأخرس
9/11/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات