الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تكوين -، و - إيه الحكاية؟ -!

نزار فجر بعريني

2024 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


"العلمانية الديمقراطية، في مواجهة "الإلحاد" و
"الإسلام " السياسي !
يدّعون أنّ في أولويات التغيير السياسي وبناء "المشروع الوطني" تأتي ضرورة صناعة "ثقافة التنوير" من خلال "تجديد التراث" او "نقد الفكر الديني- التديّن " و "بذريعة أنّه يشكّل الأرضية الثقافية التي تصنّع مختلف تعبيرات "الإسلام السياسي الجهادية"، وأنّ التغيير الديمقراطي يحتاج إلى "شعوب متنوّرة" لا تفكّر بعقلية التراث الديني، وعفنه "المتأصّل، وأنّ "الحرية" دون التنوير، تعني إفساح المجال لوصول "الإسلام السياسي"إلى الحكم!
يتجاهل هؤلاء لغايات سياسية مبيّتة، أو يجهلون (والنتيجة واحدة) " أنّ التركيز على "عامل التراث" و تحميله المسؤولية عن صناعة الإسلام السياسي الجهادي/ والمدني، والدعوة إلى تجديده لخلق ثقافة تنوير ومن أجل "تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والثقافية والعقائدية" وخلق جيل واع، كشرط لبدء مسارالتغييرالديمقراطي، تعني موضوعيا:
١ تغييب مسؤولية أجندات سياسية، تقف خلفها شبكة واسعة من المصالح، لقوى سلطات محليّة وإقليمية ودولية ، وفي مقدمتها الولايات المتّحدة، وقد تقاطعت سياساتها و جهودها في نبش عفن " التراث"، و تجيير ثقافته الإرهابية الغابرة لصناعة الإسلام السياسي، ووفّرت شروط ظهور وتمدد، و استخدمت ميليشياته الجهادية كرأس حربة في مواجهة خصومها، ومن أجل تحقيق أهداف سياسية، ترتبط بشكل جوهري في مواجهة قوى وصيرورات التغيير الديمقراطي !
٢ يتجاهل هؤلاء أنّ تحديث الخطاب الديني لايمكن أن يحصل على شاشات محطّات مموّلة، مشبوهة ، ولا في صفحات كتب فلسفة "نقد الفكر الديني" بل هو صيرورة تحوّل شاملة، يتكامل في تحقيق أهدافها جهود جميع مؤسسات بناء الإنسان، بدءا من الدستور، مما يعني أننا أمام أولويّة هدف "الانتقال السياسي"، كخطوة أولى على مسارات التغيير الديمقراطي الوطني الشامل. وهنا تتكشّف طبيعة أهداف وضع "العربة أمام الحصان"، لتضليل الرأي العام حول الأولويات، وبما يتوافق مع رؤى سلطات الاستبداد، ودعايتها التي تقول أن أبرز عوائق التغيير الديمقراطي تأتي من التراث، وما يفرّخه من أفكار وأحزاب وميليشيات طائفية ، وأنّ من واجبنا، ومصلحتنا، قبل التفكير بإجراء تغيير سياسي، أن نفكّك أرضية الإرهاب في التراث الإرهابي، الذي يشكّل قوى الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي - عندها، وعندها فقط، عندما نثوّر التراث ، ونخلق جيل من المناضلين " الملحدين " ، نستطيع أن نبدأ بالتغيير الديمقراطي !!
٣ يتجاهل هؤلاء حقيقة أن تجارب قرن كامل من جهود نخبة المفكرين الكبار ، الذين كرّسوا جهدهم ووعيهم للتنوير في التراث ، لم تؤدّ سوى إلى استفحال المعضلة ، وبناء عشرات المدارس الجهادية ، من الباكستان شرقا ، إلى المغرب ، وحتى داخل " كانتونات " الدول الديمقراطية، وقد قاتل مجاهدوها لخدمة أجندات سلطات أنظمة الاستبداد المحلية والإقليمية ، بما يتقطع مع أدوات السيطرة الأمريكية .
٤ يتجاهل هؤلاء أنّ ما حصل كان نتيجة طبيعية لأنّ نقد التراث أتى خارج سياقات بناء مقوّمات الدولة العلمانية ، الديمقراطية الوطنية ، وفي إطار صناعة أدوات الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي ، وأنّه لم يؤدّ في عوامل تلك السياسات السياسية سوى إلى تصنيع "الإلحاد السياسي"، بما هو الوجه الآخر " للإسلام السياسي"، وبما هما بعض أدوات سلطات الاستبداد، وجميع القوى الدولية التي تتناقض مصالحها مع قوى ومسارات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي، في سعيها لخلق المزيد من التناقضات الأفقية، لتعزيز أسباب تفتيت الشعوب، وإدخال نخبها في معارك جانبية، تبعدها عن خندق الصراع الرئيسي في مواجهة تحدّيات ديمقراطية، وأولوية الانتقال السياسي.
الدليل الأحدث، الذي يؤكّد ما ذهبتُ إليه، و وصلتُ إليه من استنتاجات هو إطلاق "محطّة" وموقع "تكوينTAQWEEN- "( بغضّ النظر عن وعي حضرات الضيوف والمدعوين من المثقفين العلمانيين لطبيعة الأهداف الحقيقية!! )، لتكون بوقا محليّا وإقليميا، يتكامل في ما يروّج من "وعي إلحادي" على الصعيد العالمي، (يتضمّن عشرات المدارس والمؤسسات والابواق العالمية، كمؤسسة ،ADHOC، التي تُديرها مؤسسات الدول الديمقراطية، وتموّلها سلطات الأنظمة الاستبدادية، مما تنهبه من ثروات الشعوب وعمل كادحيها)!
وما ينتجه من صراعات ومعارك مع "المؤمنين"؛ تخلق المزيد من التناقضات داخل طيف واسع من الجمهور والنخب التي تقتضي مصالحها المشتركة "توحيد الصفوف" في مواجهة جبهة أعداء التغيير الديمقراطي. من مصلحتنا و واجبنا التشكيك بما يدّعيه القائمون على هذه المحطة الجديدة من أنّهم لا يستهدفون" الدين الإسلامي"، ولا يسعون لمواجهة الأزهر، ونحن نتابع ما حصل من ردود أفعال غاضبة على ما ورد في جلسة "الافتتاح"، دخل فيه المئات في معارك جانبية، غير مرتبطة بحقيقة مصالح المشاركين فيها، ولن تخلق سوى المزيد من "الإلحاد" و "التطرّف"!
لنتابع ما يقوله " الدكتور المفكّر "الإلحادي" يوسف زيدان – مدير المشروع - ، ونحاول اكتشاف طبيعة اسلوب "المراوغة" الذي يستخدمه لتغييب حقيقة أهداف المؤسسة، وطبيعة ارتباطاتها المصرية والإقليمية والدولية والجهة "الخليجية "الممولة!(١)
من الطبيعي أن يتجنّب توضيح مقاصد مؤسسته الحقيقية، بما هي منصّة لترويج ثقافة "الإلحاد السياسي" المتصارع مع "الإسلام السياسي" بأدوات "الشباب الصغيرين"، وتضليل الرأي العام حول الطابع "السياسي" لمؤسسته الموقّرة !
اذا كان يركّز على هدف بناء عقلية منطقية، وثقافة تنويرية في التفكير عند جيل جديد من الشباب، فهل يستطيع أن يقنعنا بانّ هدفها هو كشف طبيعة التضليل التي تمارسه سلطات الحكومات و أجهزتها للتغطية على وسائل نهب الشعوب وقمعها، وتمزيق صفوف القوى والجمهور التي تقف موضوعيا في خندق مواجهة لآليات النهب والاستبداد؟
اذا كانت أسباب التطرّف و اللاعقلانية التي تتحكّم بوعي "المسلمين" تكمن في النظام التعليمي، وفشل مؤسساته، لماذا لم يدعُ الحكومة المصرية لتغيير طبيعة مقاصد التعليم، ولماذا لا يدعو إلى تجديد نمط التفكير اللاعقلاني المسيطر عبر "خارطة طريق تغيير سياسي" تبدأ بدكتور علماني، وتتضمّن إعادة بناء جميع المؤسسات الحكومية، المدنية والدينية، التي تصنّع التفكير اللاعقلاني الخرافي، عن سابق ترصّد ؟!
هل نستطيع أن نفصل في وعي ومؤسسات الإسلام المسيطر في مصر والإقليم بين " الدين والتديّن "؟ هل يقصد بالتديّن "السنّة النبوية" و بالدين "القرآن الكريم"؟ وهل يستطيع " نقد" "السنّة" دون القرآن ؟ وماذا يبقى من " الإسلام " إذا استخدمنا منطقا عقلانيا في مقاربته؟ هل نستطيع أنّ نستخدم "العقل" في مقاربة الدين؟ ألا يشكّل ما ستقوم به "تكوين" الوجه الآخر لمؤسسة "الأزهر الشريف" ومفكريها المتدينين ؟
لماذا لم يوضّح حقيقة دور حكومة الإمارات ومصر في دعم المؤسسة التنويرية ؟ مَن يقدّم التمويل لهذا الكمّ الكبير من "المثقفين التنويريين" و "أساتذة الجامعات"؟ هل يعملون لوجه "التنوير"؟! وما علاقته بمجموعة أوربا التنويرية؟ وهل كان "أدونيس" مدعوّاً لإلقاء قصيدته الأخيرة حول "غزة"؟!(٢) وليس أخيرا، أليس من حقّنا أن نتساءل عن التوقيت ؟ لماذا دعا الرئيس المصري السابق، ضحيّة الإسلام السياسي، إلى تحشيد المصريين وشرعن الجهاد في أفغانستان في مطلع الثمانينات، بينما يرعى "السيسي" اليوم، رئيس المفكّر يوسف زيدان وولي نعمته، إلى التنوير في الإسلام، ونقد "التديّن ؟" ماذا عن عوامل السياق السياسي الأمريكية ؟!
لكي نعرف حقيقة أهداف القوى الراعية، يكفي أن نتساءل:
هل تحرص حقّا سلطات تلك الأنظمة- التي تمّ تعويمها في سياق نجاح صيرورات الثورات المضادة ، التي شكّل فيها "الإسلام السياسي" إحدى أكثر أذرعها فاعلية في مواجهة مسارات الانتقال السياسي السلمي- على خلق ثقافة تنوير؟ أليست هي المسؤول الأوّل والراعي- بمؤسساتها التعليمية والدينية والإعلامية، ورفضها لأدوات ووسائل التغيير الديمقراطي- لجميع المؤسسات التي تنتج فكر "التراث الإرهابي" ، وتحوّله إلى ثقافة شعبية ؟!
أعتقد أنّ من واجب الشخصيات والتيارات السياسية والفكرية التي تؤمن بالعلمانية كمشروع سياسي ديمقراطي أن تكشف طبيعة الأهداف والمخاطر الناتجة عن فتح جبهات جديدة بين "الإلحاد السياسي" و "الإسلام السياسي"، وما تشكّله من إساءة وتشوية لمقاصد العلمانية، وفضح طبيعة أهداف "اليد الخفية" التي تدير محطات تلفزيون، وتموّل ومواقع نشر ثقافية ، بمئات الملايين !!
(١)-
في مقابلة خاصّة مع المفكّر " العلماني- التنويري " يوسف زيدان، دار الحديث التالي :
س: إيه "تكوين"؟ إيه الحكاية ؟ جات منين ؟
الدكتور :
" الحكاية بدأت من متين سنة ، مش دي الوقتِ .وأن قلتُ بوضوح في الجلسة يللي كنتُ مديرها في المؤتمر الذي أعلنا فيه عن المنتدى أو المؤسسة :
إنّه دي محاولة ...وخلاص ..تُضاف إلى المحاولات السابقة التي بدءها رفعت الطهطاوي ، أحمد لطفي السيد، طه حسين ... نجيب محفوظ ...العنصر النضيف في بلادنا ، إلّي بيحاول يعمل تحديث لمجتمعه...في المقابل ، كان فيه دايما العنصر الرديء، يلي يحاول دايما يشد لتحت ..وبالتالي ، نكمّل هذه المسيرة ، مسيرة الاستنارة ، التفكير العقلاني، نبني العقول ...
طبعا ، فيه مجموعة كده ، بسميهم " حرّاس التناحة"، عايزنها كدا .."
س: ماذا سنفعل ؟ ماذا سنقدّم ؟
" لاحظنا في الفترة الأخيرة أنّ مصر بتحاول تقوم ، توقف ، وقد قطعت أشواط في بناء " البنية التحتية" ، فاضل بقى الجزء الفكري...وانتقدت المسيرة مرارا بسبب الاهتمام بالحجر مش بالبشر .
في سياق مواز ، أنا لاحظت ، انّه الشباب يلي بيعملوا فيديوهات بدأوا يتخانقوا مع بعض ، تحدّثت معهم ، وهديت الجو...وحكيت الأصدقاء،
المهم ، من سنة ونص، اجتمعنا، في دبي ، مش هنا ، وكان معنا ناس تأنيين، حيشكّلوا مجلس الأمناء دا ، كان فيه أدونيس ...وفاضل الربيعي ...وعزيز العظمة ...فالجماعة العايشين في أوروبا قالوا ما معناه:
إحنا لأ، عاوزين نشتغل فكر عقلاني ، واستنارة، بس في أوروبا ، والجامعات...
لكن نحن عايشين هنا ، ومش عاوزين نمشي من هنا ، فهمّا راحوا في سكة ، ونحن كمّلنا مشوارنا !
إيه بأي ، نكمّل بالإيه؟
انو إحنا يا جماعة عايزين شوية تنسيق !!
نحنا منشتكي في مصر من خمسين سنة من تدهور مستوى التعليم ..فالحل البديل ...هو التثقيف العام ...أنّه تتكلّم الناس بأى في التاريخ.....في الفن ...في الفلسفة ..في المنطق...يعني استقراء...استنباط...وكنّا بنبذ فراد جهود ، بتعبّر عن شخصية كلّ واحد ...وكنّا نحن الستة ، تلاته من مصر ، وتلاته من بلاد عربية، والجامع بنهم الأهتمام بالشأن العام ، والإقامة في بلادهم..
الستة دول ، يلي هَيأسسوا "تكوين " ، الوحيد يلي بيدرس تخصص، بعد الدكتور" أحمد أبو زيد " فراس السواح" هو الوحيد يلي بيشتغل ب"الأنتربولوجبا الثقافية" التي بتقول الأفكار إجت الزاي ، فكرة الإلاه إجت من وين !ده شغله منفردا .."
س: نحن نتحدّث عن فكرة الإلاه؟
ج- دا شغله منفرد.
الدكتورة" الفت يوسف "، دي أستاذة ، واخدا دكتوراه من السوربون...ومديرة المكتبة الوطنية التونسية ، ومهتمّة بحقوق المرأة ....وحقوق الإنسان..
من لبنان ، الدكتورة نادرة أبي نائل ، معها دكتوراه من الجامعة الأمريكية، وأستاذة في الجامعة الأمريكية، ومهتمة أوي بالواقع الإجتماعي...وتحوّلاته...وكدا..
والدكتور إبراهيم...معروف ...وإسلام بحيري ...ناشط ...وكدا ..
إحنا نعمل " تحريك للراكد الثقافي " (!!!)
س : حتحركوا إيه...الدول العربية كلّها فيها" وزراء ثقافة "؟
وزارات الثقافة جهات سياسية ، والسياسة في المنطقة العربية أدّت إلى خلافات ومشاحنات بين الدول ..ووزارات الثقافة مقيّدة في الموقف الرسمي.
الثقافة ....تصلح ما أفسدته السياسة !
إزّاي ؟
الثقافة بتشتغل على المشترك ما بين الناس...
في إرساء العقلانية....طريقة التفكير....إعادة بناء المفاهيم العامّة...تطوير النظرة للفن.....للتاريخ...
هو دا موضوعنا....
الناس يلي دارسة، فاهمة إنّه فيه فارق بين "الدين" و " التديّن" .
الدين ، دي صلة بين الإنسان والله يلي هوا متصوره بطريقة معيّنة ..في الهندية
.والديانات الحديثة ، كالبهائيّة....عندهم تصوّر لله ، وهو بيقيم علاقة معاه، عن طريق العبادة...حلو ...الجزء دا ، ماليش دعوة فيه خالص....
فيه بقى الجانب الثاني ، يللي هوي التديّن ، إظهار الدين إجتماعيا...دا شيء يخص الكل....ليه ؟
يجي واحد شيخ، غالبا متخلّف ذهنيّا ، بيئلّو:
روح فجّر نفسك، لأنّه فيه بالجنة سبعين حورية !
مين يللي بيطلق تكوين ؟
حوالي ١٥٠ شخص . فيهن ثلاثة حاصلين على البوكر....جوائز الرواية العالمية ...اتنين مخرجين سينما....اتنين..أساتذة في الأزهر...قسيس من الكنيسة...حوالي ٣٠ أستاذ جامعة ...إيه بيجمع كلّ هدول ؟ الليبرالية: يعني التفكير الحر المنطلق..
بعد أن نبني القاعدة الفكرية ..نذهب إلى بعض التفسيرات في التديّن ، التي نراها متشددة من كل الأديان، بفكرا لايتعارض مع الدين نفسه . ئ
الخطوة الأولى هي إرساء نمط التفكير العقلي، المنطقي ، ...عقلانية ...تسامح ..
تكوين مجموعة تدعو إلى إرساء التسامح ....فيما بعد ، بعد أن نرسي نظام التفكير العقلاني المستنير الهادئ ، تبدأ بقى نشوف التجليات الاجتماعية ، والتخريب يللي بيحصل في المجتمعات بسبب انحراف التدين بيأدّي إلى النزعة الداعشية . ليه داعش دا مش الرجل المكفوف بتاعهم( الشيخ عمر عبد الرحمن - مقيم في أميركا!) يللي قال إنّه حيدخل مصر، ويقتل شيخ الأزهر، ويهد الإهرامات .
"تقوم المؤسسة على التحفيز على المراجعة النقدية ، وطرح الأسئلة حول المسلّمات الفكرية" ..
النقدية ، هي من السمات الأولى للفلسفة ..
نحن حنشجع الشبان الصيغيرن ، عملنا تسجيلات قصيرة بودكاست...لطرح الأفكار....حديثهم عن كل شيء.. "...انتهى.
(٢)-
لايستطيع المتابع الحيادي إخفاء إحساسه بالإعجاب مما يُظهره المفكّر التنويري و الشاعر " أدونيس " من براعة و تميّز في عرض افكاره ، وقدرته على إقناع المُريد ، المأسور بهيبته التسعينيّة ، وشهرته العالميّة ، وفي إسلوبه الراقي ، ونهجه العلمي التاريخي في محاولته توضيح رؤيته حول التساؤلات التي تطرحها " القضيّة الإلحادية".
بعقليته البراغماتية، التي تسمح له على المستوى الإعلامي الثقافي مهاجمة الأنظمة العربية المعادية للديمقراطية ، والتمتّع عمليّا بما تقدّمه من فرص ارتزاق للمثقّف ، يشكّل نموذجا فريدا للمثقّف السلطوي ، الباحث عن الشهرة والمنفعة الشخصية تحت رايات العلمانية والديمقراطية !
ذاك الثوري المتمرّد على الثقافة والتراث الاسلاميين الرافض لجميع أنظمة المنطقة، يصبح موضوعيا عندما يتناول قضايا الشعب السوري، مؤكّدا أنّه " لايجب على السوريين ان " يثوروا " إلّا عندما يملك جميع السورين الوعي الثوري ؟ ، ولأنّ " مستوى الوعي عند الشعب دون التفكير بالثورة ، اقلّ من الثورة" !!
"
لو سألنا ادونيس متى ؟
سيكون جوابه بردا وسلاما .... !
" بدنا ننتظر !!
أمامنا نضال طويل جدّا . ويللي انتظر ١٤ قرن ، لازم ينتظر ٥٠ سنة !!
ما فيه مخرج يعني !"

شو بيختلف منطقك شاعرنا العظيم عن منطق " الصمود" البثيني ؟!
امّا طبيعة المخرج / الحل الذي يدعمه الشاعر الكبير ( رغم تأكيده سابقا بعدم وجود مخرج ، عندما كان عليه ان يتحدّث عن المخرج الديمقراطي )، والذي لن يصل السوريون اليه ، إلّأ بعد ٥٠ سنة، ولا ٥٠٠ ، فهو " الخروج من الإسلام ....وصناعة الثورة الإلحاديّة !!

سؤال: :
"هل الخروج من الإسلام ، وصناعة الثورة الإلحاديّة، ألا تخلق بوادر أمل ...؟"
جواب :
" اضع الإلحاديون في طليعة التحوّل ، وهؤلاء هم بداية اساسيّة ، وأنا اشجّع إليهم .
اكرر ما قاله ابو العلاء "
" إثنان اهل الأرض، ذو عقلٍ بلا دينا
وآخر ّ ديّنا لا عقل له !"
"الإلحاد خطوة أساسيّة في التحوّل الإجتماعي والثقافي والإنساني ."
في نفس المحاضرة، يتحدّث عن ضرورة " فصل الدين عن الدولة "، بينما يرفض مسارات التحوّل السياسي والتغيير الديمقراطي التي تسمح بذلك ، بذريعة عدم نضج السوريين !
فهل يمكن نجاح فصل الدين عن الدولة، وتطبيق العلمانية ، كما برهنت تجارب القرن الماضي ، بما هي نهج متكامل في الحكم ، وليس بشكل مجتزأ ، إلّا في إطار صيرورة تاريخيّة واحدة ، هي صيرورة بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الوطنية، على قاعدة دستور علماني، لابّد لبدايتها من خطوة " الانتقال السياسي" التي يقعنا المثقّف بضرورة تأجيلها لأسباب ترتبط بوعي التراث ...؟
----------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً