الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرب زوال دويلة الصهاينة

طاهر مسلم البكاء

2024 / 5 / 19
القضية الفلسطينية


اطلق زعماء الصهيونية اسم نبي الله يعقوب “إسرائيل” على دويلتهم،وهو منها براء ،حيث شيدت على اساس القتل والتهجيرواغتصاب أراضي ومنازل وحقوق الآخرين ،ولن يكون من المنطق استمرار دولة صغيرة في المساحة وقليلة في عدد السكان وكثيرة الأعداء، ناهيك عن رفض العرب لها لعنصريتها وأعتمادها على القوة العسكرية فحسب .
فاذا كان الصهاينة قد وقعوا بأخطاء كبيرة في تاريخهم ،فأن أكبر أخطائهم هو اختيارهم فلسطين كوطن قومي كما يدّعون ، لآن العرب والمسلمين من الأقوام الذين لاينسون مع الزمن ،وانهم حتما ً سيعودون مهما تكن الظروف ،كما ان حماة الصهاينة لايدومون ،وان مايخزنه الصهاينة من سلاح نووي لاينفعهم بسبب ضيق المساحة وشمولهم بالتدمير ،والمتغيرات الدولية المتوقع حصولها ان عاجلا ً ام اجلا ً .
التنبؤات بزوال دويلة الصهاينة قبل طوفان الأقصى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثرت التنبؤات بزوال دويلة الصهاينة ومنذ زمن طويل وقبل طوفان الأقصى في 7 أكتوبر / 2023م ،وكانت تطرح الكثير من الأسباب التي لم تكن منطقية وقتها وكان يراها الناس بعيدة عن الواقع ،كعمر دويلة الصهاينة وبعض الأقاويل المتداولة عن مشاهير ،و الكثير من التقارير الموثوقة التي توقعت تلاشي دولة إسرائيل في عام 2025 م، بسب نزوح اليهود إلى بلدانهم التي أتوا منها إلى إسرائيل،و بنسب كبيرة، وأن هناك نصف مليون أفريقي إضافة إلى مليون روسي وأعداد كبيرة من الأوروبيين في إسرائيل سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات القادمة، ومن المناسب ان نستذكر قول رئيس جهاز الموساد سابقًا “مائير داغان” في مقابلة مع صحيفة جيروزلم بوست في أبريل من سنة 2012 :
" نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث في المستقبل " .
غير ان المواجهة الحالية في غزة ضاعفت كل هذه الأمور وسرعتها ،فوقائعها تاريخية مفصلية قربت الصورة وازاحة الغشاوة التي كانت تضعها القوى الكبرى لخداع العالم والعرب لتجعل من هذا الكيان الهزيل غولا ً .
طوفان الأقصى :
ــــــــــــــــــــ
الأحداث التي تلت طوفان الأقصى واصرار نتنياهو على استمرار الحرب بغض النظر عن اسبابه سواء أكانت شخصية تتعلق بمستقبله السياسي ومستقبل حكومته ،والمتوقع انهيارها حال توقف الحرب ،أم كانت حرصه على مستقبل دويلة الصهاينة التي بدت تتعرض لأقسى تهديد وجودي بعد ان لم تفلح المعالجات والدعم والتأييد والترقيع الأمريكي والأطلسي لها ، واليوم عند نظر المراقب المستقل الى هذه الأحداث التاريخية ،حيث استمرار الحرب التي يخوضها جيش أعدته أمريكا وحلفها ليكون رديفها ومنفذ سياساتها في منطقة مهمة وواسعة من العالم وزودته بما تزود جيوشها به من تسليح ومنظومات متطورة ،ويقاتل بوحشية ولا انسانية لانظير لهما مستخدما ً اعتى ما صنعته مصانع أمريكا والغرب من ادوات القتل والتدمير ،يقابل كل ذلك حركة تحرير متواضعة التجهيز والعدة والعدد ،مع الأخذ بالأعتبار نتائج المواجهة العسكرية والفترة الزمنية التي استغرقتها ،حوالي 224يوما ً حتى كتابة هذه المقالة ،تبدو النتائج كارثية لم تواجها دويلة الصهاينة منذ اغتصابها ارض فلسطين ،عندها سيتبادر الى ذهنه فورا ً صحة وصدقية التنبؤات التي تم تناولها سابقا ً والتي تنبأت بزوال دويلة الصهاينة خلال هذه السنوات،حيث ان الصورة أصبحت أقرب الى الواقعية ،ولولا الدعم الأمريكي والغربي المنقطع النظير لكانت اليوم دويلة كيان الصهاينة في خبر كان .
نتنياهو عامل مساعد بزوال دويلة الصهاينة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مايقوم به رئيس وزراء الصهاينة نتنياهو يؤدي ،من حيث يشعر أو لايشعر، الى انهيار دويلته ورغم الترقيع الذي تبادر به راعيته وحاميته أمريكا ،فنتنياهو تنتظره محاكمة ومسائلة على ماتعرض له الصهاينة في 7 أكتوبر وكذلك على طريقة ادارته لهذا الصراع بوحشية عمياء وأبادة جماعية لأهالي غزة ، لقد كان اشبه بالثور الهائج الذي لم يبقي على شئ يقف أمامه ،فبطش بالأطفال والنساء والشيوخ ودمر المستشفيات ودور العبادة والمدارس والمساكن وقتل بدم بارد الاف الأبرياء ،لدرجة أثار عليه كل من يملك ضمير في العالم ،حتى داخل الشعب الأمريكي الذي كان يوصف بالشعب المغلق لتأييد الصهاينة وحماية دولتهم ،وكانوا يوصمون كل من يواجه الصهاينة بمعاداة السامية سواء أكانت المواجهة حق ام باطل ،ولكن الجامعات الأمريكية اليوم تعج بمناصري الشعب الفلسطيني ،والذين هم اليوم سببا ً في كشف الوجه القبيح لليانكي الأمريكي من اعتقال وفصل وطرد للطلبة الجامعيين وأساتذتهم ،واختفى قناع الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التظاهر بلمح البصر ،وكشرت أمريكا عن وجهها القبيح !
بين الثوار وساسة الدولار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يرفض الثوار الحقيقيون كل انواع الهبات والرواتب والصلات مع المحتل ،ويفرضون رأيهم بالقوة وبعضهم يرفض حياة المكاتب والرفاه والدعة حتى بعد تحرير الأرض واستكمال النصر على العدو ،وهؤلاء موجودون في قيادات الفلسطينيين الذين رفضوا مهادنة العدو وعرفوا ان طريق القوة هو الطريق الوحيد لأستعادة الحقوق ، صحيح انهم بحاجة للتأييد الخارجي من الأشقاء والأصدقاء ولكنهم وعلى قول الأمام الشافعي " ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ وإذا قصدْتَ لحاجَة ٍ فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ " يدركون انهم المعنيون أولا ً بمواجهة المحتل ،وعليهم تقدير من يساندهم ويعترف بحقوقهم ،فلا يلجأون الى متردد خائن وجبان .
وطريقة مجيئ الأمريكان والصهاينة بالسلطة الفلسطينية الحالية بعد اغتيال ياسر عرفات واضحة للعيان ،حيث أصبحت السلطة الفلسطينية قسم أمني تابع للصهاينة ينفذ أوامرهم ويحميهم بأغطية وحجج شبيهة بتلك التي يمارسها عرب التطبيع ، حيث انهم مافتؤا ينادون ليل نهار الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لحماية الفلسطينين وأعادة حقوقهم المغتصبة ،بينما يستمر العدو في اغتصاب ارض جديدة ويبني عليها مستوطنات جديدة لقطعانه،والتي أصبحت تحيط بمكاتبهم الفخمة ،وأفراد السلطة عارفون جيدا ً ان كل كلامهم هراء في هراء ، وان التاريخ لم يسجل حادثة أعيدت فيها الحقوق المغتصبة بدون جهاد وكفاح مسلح ورفض للاحتلال .
قيادات العرب وصور التخاذل والأنهزام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضعف القيادات العربية هو أكبر رصيد إستراتيجي يملكه الصهاينة ،فدولتهم قليلة السكان وصغيرة المساحة، ومهما عظمت فإنها لا تستطيع أن تواجه تحديات المستقبل المفروضة من العرب والمسلمين، وإذا كانت قد أحرزت انتصارات كبيرة في الماضي فذلك بسبب الأنظمة العربية التي أصرت على ضعفها وعمالتها .
واليوم ،في هذه المواجهة التي تخوضهاغزة ،سجلت قيادات العرب أخس صور الخيانة والتخاذل والجبن وفقدان النخوة ، لدرجة انهم يطلقون على شهداء هذه المواجهة ، بقنواتهم الأعلامية، قتلى خوفا ً من الصهاينة والأمريكان وامعانا ً بالخيانة ويدفنون رؤوسهم بالرمال كالنعامة عما يحدث من جرائم وقتل ،وينقلون الأخبار باللفظ والمعنى الذي يحابون فيه الصهاينة ،لقد قامت دول اجنبية بطرد سفراء الصهاينة ،فيما لم يفعل ذلك بشرف أي رئيس عربي ،بل ان بعضهم لايزال يمني النفس بالتطبيع مع الصهاينة !
وقامت دولة جنوب أفريقيا بمهاجمة الصهاينة قضائيا ًفي محكمة العدل الدولية ،مما شكل ضغطا ً سياسيا ً واعلاميا ً كبيرا ً على دويلتهم ،بينما لم يجرؤ اي رئيس عربي فعل ذلك !
ولولا الصور المشرقة التي سجلتها المقاومة الأسلامية ،والتي يعود لها الفضل في كشف هزالة دويلة الصهاينة ،لكان تاريخا ً اسودا ً يوصم العرب وأغلب الدول الأسلامية بالجبن والتخاذل ، والى الأبد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ