الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن الاستباقي وأنواعه في روايات واثق الجلبي .. التوظيف والدلالة ( دراسة تحليلية وصفية )

واثق الجلبي

2024 / 5 / 19
الادب والفن


الزمن الاستباقي وأنواعه في روايات واثق الجلبي .. التوظيف والدلالة ( دراسة تحليلية وصفية )
الباحثة : أسيل حسن نزر
اشراف : بروف. أ . د . مصطفى لطيف عارف
قسم اللغة العربية ، كلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة ذي قار، ذي قار ٦٤٠٠١، العراق.
ايميل الباحثة [email protected]
ايميل المشرف [email protected]
الكلمات المفتاحية : الزمن ، الاستباق ، وظائف الاستباق ، أنواع الاستباق ، الاستباق المتوقع ، الاستباق غير المتوقع ، واثق الجلبي .
الملخص :-
انتخبت الدراسة موضوع (الزمن الاستباقي وأنواعه في سرديات واثق الجلبي- التوظيف والدلالة - دراسة تحليلية وصفية ) , متوخياً بذلك معرفة نسبية الاتقان لعنصر الزمن في منجز هذا الأديب , ومن ثم الوقوف على الكيفية التي تبناها هذا المبدع في التوظيفات الدلالية للزمن الاستباقي .
تأسيساً على ذلك كان الهدف من البحث الوقوف على تجربة السرد العراقي , ومعيارية التعامل والتحكم ببنائية الزمن , متخذة – أي الدراسة – من واثق الجلبي مثالا سردياً كعينة للبحث , ولابدّ من الاشارة إلى سبب الاختيار بوصفه قلماً ابداعياً اتسم بالشمول الأدبي , فضلاً عن أسلوبه المائز في مجال السرد , وهذا ما صرح به عددٌ من النقاد أمثال ( جمعة عبد الله ) و( محمود الهاشمي) , فهما يجدانه ذا أسلوب مختلف عن الكثيرين ؛ لأنّ في كثير من كتابته الأدبية يجنس ما بين ( الشعر والنثر) في سرده مع طغيان نزعة التشويق في منجزه ؛ بسبب مهارته السردية والاتقان للنسج الفني المتسم بالسلاسة , علاوة على ذلك انماز ما يكتبه بالعمق واستقطاب الجنبة الفكرية والتاريخية في كثير من أعماله ؛ بذلك يكون - كما قال عنه الناقد الهاشمي - : ( بأنّه اختلق لنفسه أسلوباً خاصاً في الكتابة بما يتناول ) .



المقدمة :-
تتمظهر أهمية الزمن في حيثيتين مرتبطتين بالذات البشرية , أولهما: دور الزمن في الحياة المعيشة ( الزمن الحقيقي) أو (الزمن التأريخي), وثانيهما : توظيف الزمن المتخيل , و يُقصد به ( مفهوم الزمن الأدبي), ما يهمنا في هذه الدراسة, النوع الثاني؛ بوصفه الوحدة الجمالية التي تتكأ عليها الوحدات الحكائية والقولية الهادفة إلى خلق رؤية ذات طابع متنوع ( فلسفية, نفسية, ثقافية , فكرية , جمالية...), ولا يمكن- بأيّ حالٍ من الأحوال - الوصول إلى الغايات التي يتوخاها التوظيف الزمني الفني ( غير الحقيق التأريخي) بكافة مفاصله دون الوقوف على القرائن النصية والسياقية ( داخلية النص وخارجيته) , ومن منطلق الدور اللافت الذي يؤديه الزمن في السرد ولمعرفة جمالية التوظيف له, انتخبت الدراسة موضوع (الزمن الاستباقي وأنواعه في روايات واثق الجلبي- التوظيف والدلالة- دراسة تحليلية وصفية), متوخياً بذلك معرفة نسبية الاتقان لعنصر الزمن في منجز هذا الأديب , ومن ثم الوقوف على الكيفية التي تبناها هذا المبدع في التوظيفات الدلالية للزمن الاستباقي .
هدف الدراسة :ـ
كان الهدف من البحث الوقوف على تجربة السرد العراقي , ومعيارية التعامل والتحكم ببنائية الزمن, متخذة – أي الدراسة – من واثق الجلبي انموذجاً سردياً كعينة للبحث , ولا بدّ من الإشارة إلى سبب الاختيار بوصفه قلماً ابداعياً اتسم بالشمول الأدبي, فضلاً عن أسلوبه المائز في مجال السرد , لأنّه في كثير من كتابته الأدبية يجنس ما بين ( الشعر والنثر) في سرده مع طغيان نزعة التشويق في منجزه ؛ بسبب مهارته السردية والاتقان للنسج الفني المتسم بالسلاسة , علاوة على ذلك انماز ما يكتبه بالعمق واستقطاب الجنبة الفكرية والتاريخية في كثير من أعماله .
من هنا يمكننا القول: أنّ واثق الجلبي تمكن من تحقيق النجاح الجمالي في روايات ما تكتب موضوعاً وشكلاً, ومما لا شك فيه ما كان ليتحقق هذا لولا ما يملك من موهبة من جانب , والثقافة الموسوعية من جانب آخر , هذا التجانس جعله يتمكن من قولبة عناصر السرد وظيفياً , ومن تلك العناصر الزمن الاستباقي ( عينة البحث) الذي اتقنه بشكل يستحق تسليط الضوء عليه , و هو هدف الدراسة , سائلين الله التوفيق والسداد بما تخطه أناملنا.



أولاً : الزمن في الأدب :-
من بديهيات الزمن تلازميته مع الحياة بكافة أشكلها ؛ من هنا يمكن القول : أنّ الزمن يمتلك مهمة التعاقب على البشرية, وكما أن الزمن هو مرتكز الحياة , فهو – أيضا – محور الحياة الباطنية للذات , فالزمن نسيج علائقي بين الآنية المعيشة والتأثر السويوكلوجي .
تأسيساً على هذا نكون في حياتنا اليومية إزاء نقطتين أساسيتين, الأولى: هي(الآن) أو اللحظة الحالية, وأمّا الأخرى فهي (شعورنا) بجريان الزمن وتدفقه من الماضي إلى المستقبل (1) .
نمى شعور الإنسان للتعرف بالبعد الزمني مع بداية اللحظة الأولى لتواجد الإنسان ؛ لذلك سعى جاهداً لفهم حيثية الزمن وطبيعة علاقته تجاهه من خلال الوقوف على جدلية الحياة والموت , وعليه حاولت الذات البشرية الدخول في تجاذب مع حركة الزمن, من هنا نجد تجسيد البعض لهذه الرؤية في بعض أدبياتهم ومنذ القدم؛ و (تقدم أسطورة جلجامش تسجيلاً من أقدم ما أبدع الذهن البشري لتمرد الإنسان على– قوة الزمن المنتصر أبدا– في بحثه المضني عن الخلود , أي الافلات من تيار الزمن) (2) .
تتجلى مظاهر الزمن وحيثياته وعلائقياته في كل الفنون ؛ فعُكس ذلك في الظواهر الأدبية وبمختلف أشكالها بوساطة الاسقاطات التعبيرية للأديب .
وعليه يمكن القول: يٌعد الزمن عنصراً من العناصر الأساسية التي يقوم عليها فن القص, (( فإذا كان الأدب يعتبر فناً زمنياً - إذا صنفنا الفنون إلى زمانية ومكانية- فأن القص هو أكثر الأنواع الأدبية التصاقاَ بالزمن )) (3)، فهو يحدد إلى حد بعيد طبيعة الرواية ويشكلها, بل أن شكل الرواية يرتبط ارتباطاَ وثيقا بمعالجة عنصر الزمن؛ لأنّه يؤثر في العناصر الأخرى وينعكس عليها فالزمن حقيقة مجردة سائلة لا تظهر إلا من خلال مفعولها على العناصر الأخرى .أي أنّه ((القصة وهي تتشكل . وهو الإيقاع )) (4) .
ويرى الدكتور عبد الملك مرتاض أنّ (( الزمن مظهر وهمي يزمنن الأحياء والأشياء فتتأثر بمضيه الوهمي غير المرئي غير المحسوس . وهو كالأوكسجين يعايشنا في كل لحظة من حياتنا وفي كل مكان من حركاتنا …)) ( 5) ؛ من هنا يصبح الزمن ركيزة مهمة من ركائز السرد , فهو في الرواية يقترن بالشخصية, وبذلك يمكننا القول: أن الرواية هي فن الزمن لما يحدث من تداخل في الأزمنة على مستويات مختلفة تتراوح بين زمن القارئ وزمن الكاتب وزمن الأحداث وزمن السرد فبوساطة النص السردي يفهم الزمن (6) .
ويًعرف الزمن في الاصطلاح السردي بأنّه ((مجموعة العلاقات الزمنية السرعة , التتابع , البعد ... بين المواقف والمواقع المحكية وعملية الحكي الخاصة بهما , وبين الزمان والخطاب المسرود والعملية المسرودة )) (7) , وقد أدى اهتمام الفلاسفة وغيرهم من الأدباء والعلماء بمسألة الزمن والسعي وراء تقصي ماهيته , ووضع مفاهيمه وأطره إلى اختلاف دلالته , والحقول الدلالية التي تتبناه وهذا ما عبر عنه سعيد يقطين بقوله : (( إنّ مقولة الزمن متعددة المجالات , ويعطيها كل مجال دلالة خاصة , ويتناولها بأدواتها التي يسوغها في حقله الفكري والنظري )) (8 ) .
وتجدر الإشارة إلى أنّ الشكلانيين الروس كانوا من الأوائل الذين أدرجوا مبحث الزمن في نظرية الأدب , بارتكازهم على العلاقات التي تربط بين أجزاء الأحداث ؛ لأنّ عرضها في الخطاب الأدبي يتم بطريقتين : إمّا أن يخضع السرد لمبدأ السببية , فتأتي الوقائع متتابعة منطقياً , وهذا ما أسموه بالمتن , وإمّا أن تأتي هذه الأحداث خاضعة لهذا التتابع دون أي منطق داخلي ودون الاهتمام بالاعتبارات الزمنية وهذا ما اسموه بالمبنى (9 ) .
وإلى جانب الحركة الشكلانية التي كشفت عن طبيعة علاقه الزمن بالسرد , هناك الحركة الأنجلوسكسونية , التي يتزعمها كل من " بيرسي لوبوك " "وادوين موير" , التي أكدت على أهمية الزمن في السرد (( فلوبوك مثلاً يفترض أنّ عرض الزمن صيغة تسمح بتعيين مداه وتحديد الوتيرة التي يقتضيها مرهون بالرجوع بها إلى صلب موضوع القصة وهذا الأخير(الموضوع) , لا يمكن طرحه اطلاقاً ما لم يصبح بالإمكان إدراك عجلة الزمن, ويضيف موير إلى ذلك بأنّ عجلة الزمن متغيرة وغير ثابتة في علاقاتها بالموضوع الروائي (10 ).
وقد جاء (ميشال بوتور) أحد رواد الرواية الجديدة في فرنسا سنة 1964م برؤية جديدة لتقسيمات الزمن , إذ قام بإحصاء ثلاثة أنواع من الأزمنة في الخطاب الروائي وهي : (( زمن المغامرة , وزمن الكتابة, وزمن القراءة , وكثيرا ما ينعكس زمن الكتابة على زمن المغامرة بواسطه الكاتب)) (11 ) , فزمن المغامرة يعني الزمن الذي وقعت فيه أحداث معينة , تكون قد استغرقت عدة سنوات , فيختارها الكاتب لينتقل بها إلى العالم المتخيل ويقدمها بشكل مختصر, وهو المؤثر زمن الكتابة , أما زمن القراءة فيعني المدة التي تستغرقها قراءتنا هذا العمل ، وقد ميّز " تودوروف " في ( مقولات السرد ) عام ( 1966م ) بين زمن القصة وزمن الخطاب ورأى أن (( زمن القصة متعدد الأبعاد , بينما زمن الخطاب خطي)) (12 ) , أي أن الأحداث في القصة تروى وفقا لزمن متعدد الاتجاهات أما في الخطاب فتروى وفقا لزمن خطي يسير تبعاً لتسلسل الكلمات في السياق .
وتوصل " تودوروف " إلى أنّ الرواية تحتوي على نوعين من الأزمنة ( 13) :
1- أزمنة خارجية :- وهي زمن السرد وهو زمن تاريخي وزمن الكاتب وهو الظروف التي كتب فيها الروائي , وزمن القارئ وهو زمن استقبال المسرود , إذ تعد القراءة بناء النص .
2- أزمنه داخلية :- وتتمثل في زمن النص وهو الزمن الدلالي بالعالم التخيلي , ويتعلق بالمدة التي تجري فيها الرواية , وزمن الكتابة وزمن القراءة .
تأسيسا على ذلك يمكن القول : أنّ ما جاءت به أطروحة ( تودوروف ) ما هي إلا امتداد لما أورده الشكلانيون الروس , غير أن تودوروف أضاف لما جاءوا به بما يتعلق بزمن الكتابة الذي يتجلى في القصة التي يروي بها الراوي , والمدة التي استغرقتها كتابتها .
أمّا "جيرار جنيت " فقد قدم نظرة شاملة للزمن , أنطلق فيها من التمييز بين زمنين وهما: (( زمن الشيء المروي وزمن الحكي الذي يقابله عند اللسانيين زمن الدال وزمن المدلول , وما هما ببساطه إلا زمن الحكي وزمن القصة)) ( 14), وبالتالي عمل "جنيت " على التمييز بين زمن القصة و(زمن الحكي), فالأول: يعتمد على التخيل وهو زمن (الدال), والثاني يتضمن الزمن الزائف وهو (المدلول)، فمع جيرار جنيت تبدأ مرحلة متطورة في دراسة الزمن الروائي مشايعاً الشكلانيين الروس في تمييزهم بين المتن الحكائي والمبنى الحكائي, ومستوعباً في الوقت نفسه مختلف مستجدات التحليلات اللسانية ( 15) , فيسمي زمن المحكين(الزمن الكاذب) وهو الزمن اللازم لعبور أو اجتياز رواية ما .
وقد ميز (جيرار جنيت) بين نوعين من المفارقات الزمنية هما (الاسترجاع) , و(الاستباق) .
ثانيا : الاستباق:ـ
هو حركة زمنية تظهر على التوقعات ، إذ تتمثل في قص حادثة قبل زمن حدوثها ربما تقع في مستقبل السرد أو في الزمن اللاحق للسرد ، وهو كل حالة توقع وانتظار يعاينها المروي له عند تلقي النص مما يؤدي إلى تأجيل استجابة الحدث (16) .
أو هو عرض الأحداث المستقبلية قبل موعدها الصحيح وتتضمن اللقطة الاستباقية الخارجية حدثاً وقع بعد انتهاء خط القصة أما اللقطة الاستباقية الموضوعية أو استباق الحدث ( استشراف الحدث ) المتيقن فأنها تعرض حدثا سوف يحدث (17) .
والاستباق كما تعرفه الدكتورة آمنة يوسف: (( تقديم الأحداث اللاحقة والمتحققة حتماً في امتداد بنية السرد الروائي على العكس من المتوقع الذي قد يتحقق وقد لا يتحقق )) (18) ، فله إسهام في بناء النص عبر التساؤلات التي تتولد في ذهن المروي له وأن ما يحدث داخل النص لا يخضع للمصادفة بل للمؤلف هدف يسعى إلى بلورته في النص .
كما يعد من أهم التقنيات التي يقوم عليها الزمن وهو القطب الثاني للمفارقات الزمنية , ويعرف أيضا بأنه (( هو الإعلان المسبق عما سيحدث )) (19) , فهو تقنية زمنية تقوم بتهيئة القارئ لأحداث ستقع في مستقبل السرد .
وهو أيضا كل حركة سردية تقدم على أن يروي حدث لاحقا أو يذكر مقدما )) (20) , بمعنى آخر هو (( القفز على مدة زمنية من زمن الرواية وتجاوز النقطة التي وصلها الخطاب لاستباق مستقبل الأحداث والتطلع إلى ما سيحصل )) (21) , فهو حالة توقع يعيشها المتلقي اثناء قراءته للنص الادبي , بمعنى إن الاستباق هو التنبؤ بما سيكون من أحداث في مستقبل النص البعيد أو القريب والسارد هنا يورد حدثا لم يتحقق بعد في مجرى السرد , وبعباره أخرى هو (( تقنيه زمنية تخبر صراحة أو ضمنا عن أحداث سيشهدها السرد الروائي في زمن لاحق )) (22) .
وقد أصبح سبق الأحداث في الرواية الحديثة يشيع وتزداد أهميته , فالراوي ينتقل بين اليوم والأمس والغد من غير تمييز , ولعل الاهتمام بالاستباق راجع إلى التطلع نحو المستقبل وعده فعلا أو حركة (23) .

ويحدث في لحظة معينة قابلة للاستجابة لمتطلبات التوقف الزمني عندها يكون بمقدور الروائي بث شريط سينمائي عن أحداث قادمة ستقع فيما بعد , وربما كانت التنبؤات أو التطلعات أو الرؤى الاستشرافية هي أفضل النماذج السردية الصالحة لمثل هذا التوقف الزمني السردي (24) .
وإذا كان الاستباق يلعب دوراً في تشكيل البنية الزمنية الروائية , فهو يأخذ على عاتقه القيام بعده وظائف , هذه الوظائف من شأنها أن تخدم تشكيل البنية السردية في امتزاجها مع البنية الحكائية , إذ يكون الغرض الزمني منه التطلع إلى ما هو متوقع أو محتمل الحدوث في النص المحكي , وهذه هي الوظيفة الأساسية للاستباق (25) .
- وظائف الاستباق :ـ
وكما إن للاسترجاع وظائف عدة يقوم بها تخدم النص الروائي وتضيف التشويق فإن الاستباق كذلك وظائف يقوم بها من شأنها أن تخدم النص المحكي وهي كالآتي (26) :
1- يعمل الاستباق بمثابة تمهيد وتوقع ما سيحدث في المستقبل من أحداث رئيسة , وبالتالي يعيش القارئ حالة من التوقع والانتظار بمستقبل الحدث أو الشخصيات .
2- يكون كنوع من حالة الإعلان عن الأحداث التي ستجري أو إشارة صريحة انتهى إليها الحدث , فيكشفها الراوي للمتلقي .
3- ومن أبرز الوظائف التي يقوم بها هو مشاركة القارئ في النص السردي إذ يوجه انتباهه لمتابعة تطور الشخصيات والأحداث من خلال الاستباقات .
4- تلقي الاستباقات الضوء على حدث ما بعينه , لما يحمله من دلالات عميقة يمكن تفجيرها أمام القارئ .
5- أن التوقع أو التنبؤ بحدث معين من خلال الإشارات والإيحاءات والرموز , تمنح القارئ احساساً , بأن ما يحدث داخل النص لا يخضع للصدفة ولا يتم بصورة عرضية , وإنما يمتلك الراوي خطة وهدفاً يسعى إلى بلورتها داخل النص .
- انواع الاستباق :ـ
يمكن تمييز نوعين من الاستباق هما :-
1- الاستباق المتوقع أو (المتحقق ) .
وهو تقنية زمنية تأتي بصيغ مختلفة لسرد أحداث مستقبلية ما حان وقتها , ولكنها تتحقق ضمن السرد الروائي (27) , أو هو تلك القفزات التي تتحقق , أو قد تتحقق في الحاضر الروائي , التي تكون قريبة جداً من لحظة السرد ويكون تحققها بعد لحظات قصيرة أو مدة قصيرة (28) .

2- الاستباق غير المتوقع أو ( غير المتحقق ) .
وفيه يورد الراوي أو الشخصية حدثا لم يتحقق ولا يصل إليه مجرى أحداث الرواية في الخاتمة , فهو بمنزلة الإشارات المستقبلية التي قد تتحقق أو لا تتحقق (29) , أي إنه استباق زمني لا يتحقق في أحداث الرواية .
وبذلك تعد هذه التقنية مفارقة تتجه نحو المستقبل باستشراف الأحداث أو توقعها أو التنبؤ بما سيكون ، وهو عملية سردية تتمثل في إيراد حدث آت ، أو ربما يشير إلى حدث أو شخصية مسبقا .
ففي رواية كل " نواع الحلي لا تفيد الموتى" فإنّ الاستباق قل وجوده فيها ، كون الرواية اعتمدت في سير أحداثها على تقنية الارتداد ، ومثال ذلك الحوار الذي جرى بين شوقي ونيفين والذي نرصد من خلاله استشرافا متوقعا .
(( شوقي : أين تسكنين ؟
هي : كنت في بغداد وتخرجت من كلية التربية .
شوقي : وعملت موظفة في جامعة بغداد .
هي : كيف عرفت هذا ؟
هي : هل تعرفني ؟
هو : أنت نيفين .
هي : أنت مخطئ . )) (30) .

من خلال تبادل الرسائل بين شوقي ونيفين التي طلبت صداقته باسم مستعار عن طريق الفيس بوك فأنهما قد تبادلا الرسائل وأنه قد توقع بأن المتحدثة معه هي نيفين ، وهذا الاستباق كان متوقعا فشوقي تأكد من معرفته للشخصية التي حادثته ، وأيضاً من خلال الحوار بينهما فأنه قد تيقن من توقعه من خلال ذكره لاسمها وإعطاءه المعلومات الخاصة بها ، فكان الاستشراف هنا متوقعا لكونه حدث بالفعل ، فالراوي وظفه بالتقريب والتلميح المتواصل وهذا ما جعل البطل متيقنا بما سيحدث ، منتظرا الحدث والافصاح عن اسمها منذ إن بدأ بالتلميح لها ، وهذا أدى بالاستباق أن يخلق التشويق لدى القارئ ويخلق عنه شيء من اليقينية في الموضع الذي دار فيه الحدث من خلال الحوار .
وفي ما ورد في رواية "يوسف لا يعرف الحب " إذ يظهر صدق ظن أهل سماء وصديقاتها في شأن يوسف يقول الراوي : (( صدق ظن أهلها وصديقاتها في شأن من تحب بتركه إياها )) (31). فسماء رغم كلام أهلها وصديقاتها بشأن يوسف بأنّه سوف يتركها فقد صدق ظنهم ،وهو استباقا داخليا كونه جرى التنبيه عليه من قبل في مشهد سابق عندما حذرت أميرة سماء من ترك يوسف لها وبالفعل هذا ما حدث في النهاية ، وهنا كان التنبؤ متوقع الحصول ، (( فهو داخلي لأنه يتحقق في المدى الزمني للرواية ، وهو تكراري إعلامي بسبب التحفيز الذي يحدثه في ذهن السامع )) (32) .
وفي رواية " شفاه الشطرنج " يُخبر عماد صديقه مُدان عن رند وإعجابها به وتوقع مُدان لذلك أيضاً من خلال الحوار الذي جرى بينهما بصيغة المتكلم والمخاطب .
(( ـ أراها معجبة بك .
ـ أظن ذلك
ـ وماذا ستفعل ؟
ـ لا شيء )) (33) .
نلحظ في النص السردي إنّ الراوي يستشرف حدثًا متوقعٍا ، فعماد ممهدا ومصرحا لما سيحدث في المستقبل ومستشرفا بأن رند معجبة بصديقه ، فقد أورد حدثا لم يأت بعد في سياق الأحداث ، وكان مدان متوقعاً لهذا الشيء أيضاً بقوله : ( أظن ذلك ) ، وبذلك كان استباق كلاهما متوقعا لأنه بعد تتالي الأحداث وتواصل الحكي يتحقق قول السارد ويظهر مدى أعجاب رند بمدان .
وفي ما ورد في رواية " فقيه الطين " فالسارد هنا من خلال حواره مع ذاته متمثلا بـ ( هو) و( الصوت ) ، فالكاتب هنا من خلال المفاهيم التي يطرحها يتخيل ذاته هي الضد المقابل ، فينشيء معها حوارات تطرح ما يريد ومن خلال هذه الحوارات فإنّه يستشرف حدثا ما ، فهو هنا تيقن من أن الصوت الذي يأتيه هو صوت ذاته ، صوت جميع جوارحه المعلنة .
(( الصوت : هل تعرفني ؟
هو : أظنك الفطرة .
الصوت : بصوت من أحدثك ؟
هو : بصوت جميع جوارحي المعلنة . )) (34) .
فالنص السردي يروي استشرافاُ متوقعاً ، لأنّ البطل يتيقن بأنّ الصوت الذي يأتيه هو صوت ذاته التي تصرخ بالغضب المدوي لإخراج ما بداخله من ركام فكري ، فالشخصية الرئيسة (البطل) والتي يتخفى وراءها الراوي العليم وينطق باسمه ويحركه بأفعاله ، تناقش المفاهيم مع ذاتها وإنّ ذات الشخصية هي التي تحدثه ، وفي سياق آخر يقول الراوي : (( لماذا نستقبل الاشياء إذا كنا سنودعها )) (35) .
فالراوي هنا ( الكاتب ) في هذا المقطع السردي يتحدث بلغة رمزية استشرف النهايات التي يرغب أن يناقشها مع نفسه ، وتشمل على الكثير من النقاشات الفكرية التي يطلقها ذات الراوي لينشئ حواراً يمثل رواية المستقبل ، وهو حوار ذاتي فكري رمزي ، فهو يسلط الحديث الرمزي عن وضع العراق بعد الاحتلال وما آل اليه من تخبط بصورة رمزية ، فهو يستبق لكل المفاهيم التي يطرحها بأنه سيودعها مهما كان مستقبلا لها ، وإن هذا الاستشراف كشف عن جانب آخر في حياة البطل وهي مدى المعرفة الفكرية التي يملكها والتي ظهرت من خلال الحوارات التي ينطقها .
وفي رواية " كلكامش عوده الثلث الأخير" نرصد ما توقعته زوجة كلكامش ملك أوروك بأن زوجها ليس إنسانا عادياً ، فكان توقعها في محله ، فعلى الرغم من عمله في المزرعة وسده حاجيات البيت إلا إنها توقعت بأنه ليس شخصا عاديا ، وهذا ما حدث فعلا .
(( رغم كل هذا الانسجام والحياة الهانئة لم يستطع أن يُخبر زوجته بأنه كلكامش ملك أوروك وبطل أبطال العالم الحت عليه بشدة فقد كانت ذكية بما فيه الكفاية لتشعر بأن هذا الذي يقف أمامها ليس إنسانا عادياً أبدا )) (36) ، على الرغم من إن كلكامش لم يخبر زوجته بحقيقته بأنه ملك أوروك وبطل من أبطال العالم إلا إنها لذكائها توقعت أنه ليس إنسانا عادياً وكان استباقا متوقعاً لأنه فعلا ليس أنسانا عادياً ، بل هو ملك اوروك .
وفيما ورد في رواية " منطق الطير والشيخ يوسف " فالاستباق كان حاضرا في المشهد الحواري بين الشيخ يوسف وتلميذه حسن .
(( بني حسن ماذا دهاك ؟
أنتبه حسن والارتباك باد عليه .
أسف ,أعتذر منك شيخي فقد شرد ذهني قليلاً
ابتسم الشيخ وكانت ابتسامته بابا تفتح في وجه أسئلة التلميذ دائما .
: لا تــدع الأسئلة في داخلك بنـي أطلقها فهي كالسهام وربما تصطاد طريدة جيدة ... )) (37) .
فالمقطع الاستباقي يعد بمثابة تمهيد أو توطئة لأحداث لاحقة يجري الإعداد لسردها من طرف الراوي ، فتكون غايتها في هذه الحالة هي حمل القارئ على توقع حدث ما ، فالشيخ من خلال الملامح التي بدت على وجه تلميذه حسن والارتباك الذي كان بادٍ عليه وشروده الذهني أحسّ بأنّ هناك مجموعة من الأسئلة تدور في ذهن تلميذه وكان استباقاً متوقعاً لأن ابتسامة الشيخ كانت باباً مفتوحاً أمام حسن لطرح أسئلته .
وفي رواية " للقلب فم آخر" نرصد هذه التقنية في المقطع الحواري بين حسن ومحمود .
(( - شيخ حسن هل تعلم من كان الشخص الذي رافق أم داود ورجاء ؟
- لا أعلم .. ربما تكون أنت ؟
- دهش محمود من ذكاء حسن وبدت على وجهه علامات التعجب
- كيف علمت ؟
- لا يحتاج الأمر إلى ذكاء سبق وأخبرتني أنك ارتكبت أخطاء شنيعة تستحق عليها العقوبة فاعتقدت أن اغتصاب رجاء من الشيخ كانت فكرتك لجني بعض المال والتقرب من الشيخ ... )) (38) ، كشف المقطع الحواري عن حالة الإعلان لفعل الشخصية (محمود) في الماضي وتورطها بحادثة ( الشيخ كمال) الشنيعة ، فالسارد هنا ( حسن ) من خلال حواره مع صديقه محمود قد توقع بأنه هو الذي رافق رجاء وأم داود إلى منزل الشيخ في مشهد سردي سابق ، وأيضاً توقع بأن ما جرى على رجاء مع الشيخ كان من فكرة صديقه محمود وكان استباقا - متوقعا لأنه بالفعل أعترف محمود بكل هذه الأخطاء الشنيعة في مشهد سردي لاحق ، فهذا المقطع ما هو إلا إعلان واضح من قبل حسن بأنه يعلم كل شيء فعله صديقه .
وفي مقطع سردي آخر نلحظ الاستباق عندما كان محمود يروي قصة من قصص الناس لصديقه حسن الذي أدمن سماع القصص من محمود ، يقول الراوي : (( ابنة أبي سامي هي التي من أوجدتها ظانه أن أباها سيموت لترث مع إخوتها امواله أو تموت الزوجة المسكينة ليتأكد صحة كلام الناس لكن العجيب أن المرأة رزقت بطفل مما أغاض الأولاد والأحفاد ولاموا أختهم )) (39) ، فالنص السردي جاء ممهداً لتنفيذ خطة رسمتها ابنة أبي سامي للحصول على المال مع أخوتها عند وفاة والدها ، لكن الأحداث تنقلب عندما يتزوج والدها ويرزق بطفل على الرغم من كبر سنه ، فيتزوج من أرملة مات زوجها أثر جلطة دماغية في ليلة عرسها هذه المرأة أوجدتها ابنته ، لأنّها ظنت أنّ اباها سيموت أو تموت زوجته لترت امواله هي واخوتها لكن ما توقعته الابنة غير الذي حدث ، فالمرأة رزقت بطفل وهذا ما أغاض الأولاد مما لاموا اختهم ، هذا الاستباق كان غير متوقع الحصول ، لأنّ الحدث لم يتحقق في الفعل السردي للرواية .
وفي سياق آخر نرصد التوقع الذي تنبأ به حسن في حواره مع زوجته ، وكان توقعا في محله لأنه عند تتابع سير الأحداث يتحقق ما توقعه .
(( - ولماذا تعتقد أنه صبي ؟
- متأكد أنا من ذلك كأني أراه يتحرك أمامي . )) (40) ، نلحظ من خلال المقطع الحواري بين حسن وزوجته إنّه استشرف الأحداث البعيدة نسبياً عن زمن الحاضر ، وقد عبر عن رؤيته للمستقبل ، فجاء الاستباق ممهداً عن حدث سيقع في المستقبل من خلال إعلانه لزوجته بأنّه سيرزق بطفل ويسميه حسن ، وكان الاستباق متوقعا لأنّه في مشاهد لاحقة يتحقق توقع الشخصية ، وفي نص سردي آخر تتجلى هذه التقنية بالحوار بين حسن ومحمود .
(( - محمود متى تنفذ ؟
ـ ارتبك محمود من السؤال الغريب
- ماذا ؟
- متى تقتلني ؟ ....
- كيف عرفت بأني سأقتلك ؟ أجبني ؟
أبتسم حسن مما زاد في غضب محمود . )) (41) ، في هذا الحوار السردي بين حسن ومحمود نرصد الاستباق المتوقع الحدوث فقد توقع حسن بأن محمود سيقتله بسؤاله له : متى تقتلني ؟
ثم في مشهد سردي آخر يتحقق حدوث الاستباق ، فكانت وظيفته تمهيدية للحدث الروائي والأخبار عما سيحدث ، بقفزه إلى الأمام نحو أحداث لم تقع بعد ، إلا إن السرد يجازف ويغامر بالكشف عنها مقدما ، فهو في توقعه استقدم للآتي واتجه نحو المستقبل بالنسبة إلى اللحظة الراهنة ،وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على أن الاستباق المتمثل كان توقعا صريحا وتمهيدا لما ستؤول إليه الأحداث ، وبذلك حقق قفزة على حساب الأحداث التي تتنامى في صعودها من الحاضر إلى المستقبل ، إذ جعل القارئ يتصور أو يقرأ الحدث الذي جرى في المستقبل قبل أن يقرأ الحدث الذي جرى من الحاضر .
النتائج :-
بعد الدراسة والنقد والتحليل توصلت الدراسة إلى ما يلي :-
1 ـــ غالباً ما يرتبط الاستباق الزمني في روايات واثق الجلبي بالمحفزات , فتارة يكون المحفز الاستباقي بسبب العامل النفسي , أو للهروب من الواقع المعيش للشخصية .
2 ــ كثير ما نجد حركة الزمن في منجز(الجلبي تنماز) بالتنقل من المحكي الحالي ( الطبيعي المنطقي) , وبين المفارقة الزمنية المتمثلة بالاستباقات , واللافت بتلك الاستباقات تفاوت تمظهر الشخصيات في زمن المفارقة الزمنية , و بين ضعف تعالقها مع الحدث وقوته .
1 ــ وفق الروائي ( واثق الجلبي ) في توظيف تقنية والاستباق في رواياته توظيفا دقيقا فجاء مندمجا في الروايات جميعها .
3 ــ إنّ أهم ما تؤديه المفارقات الزمنية هو الانفتاح النصي الذي يعين الكاتب على توظيف المفارقة وظائف عدة ، فقد وظف الكاتب الاستباق لتفسير بعض الأحداث المهمة لتكون معلومة وغير مبهمة عند المتلقي ، مع إضفاء عنصر التشويق .
4 ــ إنّ الاستباق له دوره الفاعل في استشراف المستقبل ، مما يساعد الكاتب على إعادة ترتيب الأحداث على وفق منهجية تحفز المتلقي لمتابعة سير أحداث الرواية .

الهوامش
(1) ينظر : الزمان أبعاده وبنيته , عبد اللطيف الصديقي , المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر – بيروت , ط1 , 1995 : 40 .
(2) انتقاء الزمن , محمد عبد الحسين الدعمي , دار آفاق عربية للصحافة – بغداد , 1985 : 9 .
(3) بناء الرواية , سيزا قاسم : 37 .
(4) م . ن : 38.
(5) ينظر : في نظرية الرواية , عبد الملك مرتاض : 201.
(6) شخص المثقف وتقنيات السرد في روايات فلاح رحيم , اطروحة دكتوراه , مها يوسف , جامعة ذي قار : 2022 : 183.
(7) في نظرية الرواية ، عبد الملك مرتاض : 203 .
(8) تحليل الخطاب الروائي , سعيد يقطين : 7.
(9) ينظر : بنية الشكل الروائي , حسن بحراوي : 108 .
(10) م. ن : 108
(11) الزمن في الرواية , مها قصراوي : 49.
(12) شعرية الخطاب السردي , محمد عزام : 103.
(13) ينظر : بنية الخطاب الروائي , الشريف حبيلة , عالم الكتب الحديث – اربد , ط1, 2001 : 47.
(14) م. ن : 47- 48.
(15) تقنيات السرد في روايات نجم والي : 22 .
(16) البنية السردية في نشوار المحاضرة ، ولاء فخري ( اطروحة دكتوراه ) :84 .
(17) علم السرد , مدخل إلى نظرية السرد , يان مانفريد : 117 .
(18) تقنيات السرد في النظرية والتطبيق , آمنه يوسف : 119 .
(19) الشعرية , تودوروف , ت : شكري المبخوت ورجاء بن سلامة , دار توبقال للنشر , الدار البيضاء , ط 2 , 1990 : 48.
(20) خطاب الحكاية ، جيرار جينيت : 51.
(21) بنية الشكل الروائي ، حسن بحراوي : 132 .
(22) تقنيات السرد وآليات تشكيلة الفني ، نفلة حسن : 69.
(23) يُنظر : تقنيات السرد في روايات نجم والي ، أحمد عبد الرزاق : 93.
(24) جماليات التشكيل الروائي ، محمد صابر عبيد وسوسن البياتي : 184.
(25) يُنظر : الزمن في الرواية ، مها قصراوي : 208.
(26) يُنظر : م . ن : 208 – 209.
(27) الخطاب الروائي ( روايات طه حامد الشبيب ) , عادل ناجح عباس ( رسالة ماجستير ) : 43.
(28) البنية السردية في نشوار المحاضرة ، ولاء فخري : 85 .
(29) المصطلح السردي في النقد الأدبي العربي الحديث , أحمد رحيم : 61.
(30) رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى , واثق الجلبي : 253 .
(31) رواية يوسف لا يعرف الحب ، واثق الجلبي : 343 .
(32) تقنيات السرد في روايات نجم والي ، أحمد عبد الرزاق : 105 .
(33) رواية شفاه الشطرنج ، واثق الجلبي : 290 .
(34) رواية فقيه الطين , واثق الجلبي : 403
(35) م ، ن : 410 .
(36) رواية كلكامش عودة الثلث الأخير , واثق الجلبي : 501 .
(37) رواية منطق الطير والشيخ يوسف , واثق الجلبي : 627 .
(38) رواية للقلب فم آخر , واثق الجلبي : 689 .
(39) رواية للقلب فم آخر، واثق الجلبي : 696 .
(40) للقلب فم آخر : 746 .
(41) م ، ن : 748 .
المصادر :-
(1) البنية السردية في ( نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة) للتوخي , ولاء فخري , الدليمي , اطروحة دكتوراه , جامعة ديالى , 2014 .
(2) تحليل الخطاب الروائي ( الزمن – السرد – التبئير ) , سعيد يقطين , المركز الثقافي العربي – بيروت , ط3, 1997 .
(3) تقنيات السرد في روايات نجم والي , أحمد عبد الرزاق ناصر , دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد , ط1 , 2005.
(4) تقنيات السرد وآليات تشكليه الفني قراءة نقدية في قصص الكاتب العراقي أنور عبد العزيز , نفلة حسن احمد الغزي, دار غيداء النشر والتوزيع – عمان , ط1 , 2011 .
(5) جماليات التشكيل الروائي ، محمد صابر عبيد وسوسن البياتي ، عالم الكتب الحديث ، الأردن 2011 .
(6) خطاب الحكاية , جيرار جنيت , تر : محمد معتصم وعبد الجليل الازدي وعمر حلي , الهيأة العامة للمطابع الاميرية , ط2 , 1997.
(7) الزمان أبعاده وبنيته , عبد اللطيف الصديقي , المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر – بيروت , ط1 , 1995
(8) الزمن في الرواية في الرواية العربية , مها قصراوي , المؤسسة العربية للدراسات - والنشر – بيروت , ط1, 2014.
(9) شعرية خطاب السردي , محمد عزام , منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق , 2005 .
(10) فقيه الطين (رواية ) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1, 2019.
(11) في مناهج التحليل الخطاب السردي , عمر عيلان , منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق , 2008.
(12) في نظرية الرواية , بحث في تقنيات السرد , عبد الملك مرتاض , سلسلة عالم المعرفة – الكويت , 1989.
(13) كل انواع الحلي لا تفيد الموتى (رواية) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1, 2016.
(14) كلكامش عودة الثلث الأخير(رواية) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1 , 2021.
(15) للقلب فم آخر (رواية) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1, 2023
(16) المصطلح السردي في النقد الأدبي العربي الحديث ، أحمد رحيم كريم الخفاجي ، رسالة ماجستير ، جامعة بابل ، 2003 .
(17) المصطلح السردي معجم المصطلحات , جيرالد برنس . تر : عابد خزندار , المجلس الاعلى للثقافة – القاهرة ,ط1, 2003
(18) منطق الطير والشيخ يوسف (رواية) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1, 2022.
(19) يوسف لا يعرف الحب (رواية) , واثق الجلبي , دار الكتب للطباعة والنشر والتوزيع , ط1, 2017 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-