الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر دولي يقارب شمولية الترافع عن مغربية الصحراء

ادريس الواغيش

2024 / 5 / 19
الادب والفن


إدريس الواغيش

نظم مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله مؤتمرا دوليا في موضوع «الترافع عن مغربية الصحراء في ظل التحوّلات الإقليمية والدولية الرّاهنة»، احتضن أشغاله مركز الاصطياف التابع لقطاع الاتصال في إيموزار كندر ومركز الابتكار برئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. المؤتمر نُظم بشراكة مع جمعية الأعمال الاجتماعية لوزارة الاتصال وجماعة فاس، وشارك فيه ثلة من الدكاترة والأساتذة الجامعيين والباحثين في قضية الصحراء المغربية من داخل المغرب وخارجه. عكفوا على مناقشة الجوانب المرتبطة بأشكال وطرق الترافع وأهميتها عن مغربية الصحراء، في ظل ما يعرفه العالم والمحيط الإقليمي والدولي من تحوّلات راهنة. وقد تميّز افتتاح المؤتمر بمقاربة شساعة مفهوم «التّرافع» من كل جوانبه الاجتماعية والقانونية والسياسية، وعرض شريط وثائقي يظهر المنجزات التنموية الكبرى التي قامت بها المملكة المغربية في الأقاليم الجنوبية، علاوة على ذلك، تمّ تقديم مؤلف جماعي بعنوان: «الترافع عن مغربية الصحراء في ظل التحوّلات الدولية والإقليمية الرّاهنة» ساهم في إعداده مجموعة من الأساتذة الجامعيين الباحثين المشاركين في الندوة، ولهم اهتمام بملف الصحراء المغربية، سواء من داخل المغرب أو خارجه. ويندرج هذا المؤتمر في إطار الجهود الأكاديمية الرّامية إلى تسليط الضوء على أخر المستجدات الدولية والإقليمية والعربية المرتبطة بالنزاع المُفتعل حول الصحراء المغربية، التي يعتبرها المغاربة قضيتهم الأولى.
رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله الدكتور مصطفى إجاعلي أشار في مداخلته إلى «ضرورة تكوين أكاديميين في هذا المجال، والانخراط المسؤول للجامعة المغربية في المجهود الديبلوماسي بالموازاة مع ما تبذله الديبلوماسية المغربية في المحافل الدولية، وتقديم مجموعة من البحوث والدراسات والندوات في هذا الجانب». وأضاف بأن «الجامعة المغربية تُدرك، من جهتها، أهمية التّعبئة الموازية للترافع عن مغربية الصحراء، بالموازاة مع ما يُبذل من جهود ديبلوماسية على مستوى الدولة والمجتمع المدني في هذا للمجال». وأضاف السيد إجاعلي قائلا بأن «هذه الندوة تندرج ضمن سلسلة من الندوات العديدة التي سبق لجامعة سيدي محمد بن عبد الله أن نظمتها في مناسبات متفرقة». وتبقى قضية الصحراء المغربية قضية وطنية أولى، وهي مقياس التعامل مع الشركاء الاقتصاديين والسياسيين في محيطنا الإقليمي والدولي، وفق ما جاء في خطابات وتوجيهات الملك محمد السادس نصره الله. ويبقى «الرّد العلمي والأكاديمي من أفضل الوسائل لتكذيب التضليل الإعلامي الذي تقوم به الدول المناوئة لوحدتنا الترابية والأطروحات الكاذبة، وهو أحسن الدلائل والبراهين في الترافع عن وحدتنا الوطنية» موردا أن «جامعة سيدي محمد بن عبد الله لا تدّخر جهدا في ذلك، ومنخرطة عن وعي وبجدية في هذا المشروع الوطني الذي نادى به صاحب الجلالة محمد السادس».
عميد كلية الآداب سايس- فاس بالنيابة الدكتور سمير بوزويتة هنّأ بداية رئيس الجامعة على ما حققته جامعة سيدي محمد بن عبد الله من نتائج إيجابية باحتلالها المركز الأول وطنيا للسنة الخامسة على التوالي في مجالات التأطير الأكاديمي والبحث العلمي، على اعتبار أن «تاريخ هذه الجامعة العريقة يشهد على أنها كانت دائما رائدة منذ إنشائها، وصانعة للنُّخب المغربية»، مضيفا في ذات الوقت بأن «المغرب استطاع أن يلملم الشمل مع أجزائه في الجنوب من خلال المسيرة الخضراء»، وبذلك «التحم المواطنون بناء على رغبتهم في الالتحاق بالوطن الأم، ومدّ جسور التواصل مع إخوانهم في أقاليمنا الجنوبية». ومنذ ذلك الحين، بدأت تظهر الملامح الكبرى لأوراش مهمة، ولم تتوقف في مدن الجنوب. وأضاف بوزويتة أن «المناطق الجنوبية تشهد تنمية نموذجية، وهي إنجازات حرّكت غريزة الغيرة والحسد في أعداء وحدتنا الوطنية، وبدأوا بالعمل على التشويش عليها من خلال تبنّي مُعطيات خاطئة»، وظهور «شعب صحراوي» الذي لم يكن سوى «شعب مغربي» واحد موحّد في الأصل. وأردف قائلا إن «التضليل بمختلف أشكاله لا يمكن له أن يُغيّب شمس الحقيقة التي بدأت ملامحها تظهر جليّا باعتراف دول كثيرة بمغربية الصحراء، ومنها دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي أصبحت الجهة الجنوبية منصة للإقلاع التنموي». كما أشار السيد العميد إلى «ظهور عناوين مجموعة من المؤلفات حول الصحراء المغربية ووحدتنا الترابية، ومن ضمنها كتب ألفها بنفسه»، شاكرا في الأخير مدير المختبر الدكتور محمد القاسمي، لما يقوم به من مجهودات، وكذا الجهات الداعمة لإنجاح هذا المؤتمر الهام.
الدكتور محمد القاسمي مدير المختبر ومنسّق اللجنة المنظمة أشاد بالمساهمين كل من جهته، ونوّه بحضور رجال السلطات المحلية والجماعية في مدينة إيموزار كندر أو الحضور بمختلف أشكاله من طلبة في الإعلام والتواصل والمهتمين بقضيتنا الوطنية الأولى، ودعمهم لإنجاح هذا المؤتمر الدولي الذي يأتي في «إطار ما تقوم به الجامعة المغربية في مواجهة الأكاذيب والتشويش والتضليل الإعلامي الذي يمارسه الأعداء على وحدتنا الترابية»، مذكرا في ذات الوقت بمؤتمر إفران الذي «شكل الجزء الأول منذ توقيعه بين مختلف الشركاء، تنفيذا لمقررات المؤتمر الأول» يوضح مدير المختبر الدكتور محمد القاسمي بصفته منسقا اللجنة المنظمة، وأضاف أن هذا المؤتمر «يأتي لعرض ما أنجزه المغرب على المستوى الوطني والإفريقي والدولي من إنجازات تنموية وديبلوماسية، بدعم من دول صديقة للمغرب في أوروبا وأمريكا وإفريقيا، والعمل على فضح ما يمارسه المرتزقة من انتهاكات لحقوق الإنسان في حق السكان المحتجزين قسرا في مخيمات لحمادة بتندوف بتمويل من دولة الجزائر ومباركتها». وكما يعلم الجميع فإن الجارة الشرقية تعمل كل ما في وسعها منذ المسيرة الخضراء المظفرة على توسيع دائرة الصراع، وإدخال عناصر غريبة إلى المنطقة مثل دولة إيران وميليشياتها في محاولة منها لتدويل القضية. المؤتمر جاء ليفضح كذلك، كيف أن مرتزقة البوليساريو يعملون على تحصيل الموارد المالية من خلال طرق غير شرعية مثل الاتجار في المخدرات والسلاح وتهريب البشر، وردّ المغرب من جهته بإرسال عدة رسائل ذكية إلى العالم من خلال تسليطه الضوء على ما يقوم به من منجزات في جميع المجالات بالصحراء المغربية. سيّر أطوار الجلسة الأولى من المؤتمر الدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي.
الجلسة الثانية شارك فيها كل من الدكتور خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة في موضوع «جيوسياسية الصراع حول قضية الصحراء المغربية: محاولة للتأطير النظري»، والدكتور قتيبة قاسم العرب ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات العامة بأمريكا في موضوع «مسؤولية الجزائر كدولة طرف في المعاهدات الدولية عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة بمخيمات تندوف على ترابها الوطني»، إلى جانب الإعلامي والنشاط السياسي الجزائري وليد كبير الذي شارك بموضوع حول «كرونولوجيا قرارات مجلس الأمن حول الصحراء، عندما أقبر النظام الجزائري بالأمس الخيار المتجاوز الذي يدافع عنه اليوم»، وسيّر الجلسة الدكتور محمد الزّهوري الأستاذ بشعبة الإعلام والتواصل في ذات الكلية.
في اليوم الثاني استمر المؤتمر بالجلسة الأولى صباح السبت 18 ماي، وسيّرها الأستاذ الزّروالي الحَايْكي المندوب السابق لوزارة الاتصال، وعرفت مداخلات مهمة شارك فيها كل من الدكتور لبنات الدخيل المدير الجهوي لقطاع التواصل بجهة الداخلة وادي الذهب بموضوع حول «الواقع والجريمة في ظاهرة تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف: قراءة في الآثار والأبعاد»، والدكتور محمد الزّوهري من جامعة سيدي محمد بن عبد الله تقدّم بورقة حول «أيّ دور مؤثر للإعلام في دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية؟»، والدكتور الطالب بويا زايدنا ماء العينين الباحث والمهتم بالشأن التنموي والسياسي بالأقاليم الجنوبية بورقة في موضوع:« التنمية بالأقاليم الجنوبية، ودورها في الترافع عن مغربية الصحراء»، أما الدكتور محمد سال عبد الفتاح الباحث والمهتم بقضية الصحراء والجوار المغاربي فقدم ورقة حول موضوع:« دور الميليشيات البوليساريو في تصاعد المخاطر الأمنية ببلدان الساحل»، وقد أجمع المتدخلون في هذه المداخلات القيمة على أن الجامعة شكلت دائما دعما وسندا قويا لصنّاع القرارات السياسية والاقتصادية في الترافع عن مغربية الصحراء، وهي معنية بالشخصية المغربية والهوية الوطنية، وتماسك المجتمع والدفاع عن وحدته الترابية، كما هو الحال في المغرب. وهي أرضية مهمة، مع جوانب أخرى ديبلوماسية وقانونية، للترافع حول الصحراء المغربية في المنتديات الدولية والقارية والإقليمية، وفضح كل ما يقوم به مرتزقة البوليساريو من انتهاكات جسيمة في المنطقة، وتهديدهم للسلم والأمن الإقليمي في دول الساحل بكاملها.
ويبقى «التّرافع» في حد ذاته كلمة مفتاح من أجل صبر أغوار هذا المؤتمر الدولي، كما تطرق المؤتمرون إلى جوانب أخرى مثل من هم المؤهلون للقيام بذلك، والمقومات التي يجب أن تتوفر في شخص المُترافع، وضرورة التوفر على مرجعيات تاريخية وقانونية للترافع بطريقة فعالة، لأن عدالة القضية تحتاج إلى تجديد الخطاب الإعلامي والقانوني والديبلوماسي. وتأسيس وعي جديد، يتحمل فيه جميع المواطنين مسؤوليتهم الوطنية في الداخل والخارج، بناء على كفاءات علمية ومهارات رقمية وأدبية لمواجهة عملية التضليل المُمنهجة التي يمارسها الأعداء في إطار السيادة الوطنية المغربية. وختموا بالقول إلى أن المُرافعة تضفي على القضية مشروعية تاريخية وقانونية، كما أن الترافع الفعّال والناجح يعطينا فرصة تحويل التضليل وتشويه عدالة القضية إلى البناء والتطوّر، ولذلك فإنه مطلوب منّا ترافع فعّال، بناء على مشروعية رضائية بين المواطنين. وقد أجمع المتدخلون على أن هذه الاستراتيجية التي اعتمدتها الدولة المغربية، كانت ناجحة منذ استرجاع أقاليمنا الجنوبية.
ويبقى الترافع الفعّال، إن رسميا أو مدنيا وجمعيا، هو الرّهان الأفضل في إطار الحكامة، وخلق مناصب شغل، ودعم المقاولات الصغرى والكبرى. وقد أعطت هذه المقاربة الترافعية نتائج ميدانية على الأرض، عبر تحويل الموارد المحلية إلى تنمية شاملة في المنطقة، وهذا ما يشهد به الشركاء الأساسيون للمغرب في السياسة والاقتصاد. ولم تعد الجهة «شكارَة» لتجميع المداخيل، كما يدّعي أعداء وحدتنا الوطنية، ومنطقة لتوزيع الرّيع على المواطنين، كما يرى البعض الآخر، ولكنها ورش كبير مفتوح على آفاق واعدة في المستقبل.
واختتم اليوم الثاني من المؤتمر أشغاله في مركز الابتكار برئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بورقة باللغة الفرنسية تقدّمت بها الدكتورة مريم الشوكي أستاذة العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في موضوع: «La défense de la souveraineté des états africains: soutien de la cause de l’intégrité territoriale du Maroc». ركزت فيها على البعد الإفريقي في القضية، وعمق المغرب الإفريقي في مكوّناته الاجتماعية والتاريخية. الدكتورة ماجدة كريمي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله ركزت على «المُكوّن الثقافي الحسّاني والتنمية المستدامة بالصحراء المغربية، أيّة أدوار في دعم الوحدة الترابية؟»، ركزت على الانطاق المغربي للدولة المغربية كان دائما من الصحراء في الجنوب، كما توثق لذلك أغلب المراجع التاريخية، فيما سامت الأستاذة سهام دو الكيداح من مغاربة العالم في إيطاليا بورقة حول موضوع: «الديبلوماسية الثقافية ودورها في الترافع عن مغربية الصحراء في بلاد المهجر»، واختتم اليوم الثاني بإصدار مجموعة من التوصيات المهمّة، انصبّت كلها في ذات التوجّه، مع كلمة أخيرة للجنة المنظمة وتوزيع الشواهد على المشاركين في المؤتمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-