الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجادة عبد اللطيف ، مؤيد و الليبرالية الجديدة( نيوليبرالية)

سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)

2024 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان هذه السجادة لا تدر بالخير على عبد اللطيف فحسب بل ربما هي فرصة لمؤيد احمد ايضا في عرضه لسلعته وهو موضوع النيوليبرالية. "راسمالية النيوالليبرالية" مصطلح غريب لانه كان هناك عدة انواع من الراسمالية مثل الراسماليه الليبرالية والراسمالية القومية والراسمالية الاسلامية الخ , لكن مؤيد احمد لم يستطيع ان ياتي بجديد حول الراسمالية النيوليبرالية بغير الحديث عن الراسمالية بشكل عام و العلاقة بين العمل والراس مال.
في الوقت الذي ظهرت فيه النيوليبرالية كحركة برجوازية وكنظرية اقتصادية في السبعينيات من القرن المنصرم بعد تفاقم الازمات الاقتصادية الراسمالية في مختلف دول العالم. مع احتدام هذه الازمة الاقتصادية الراسمالية في العالم بهدم جدار برلين ووصول الى اوجها ضد الطبقة العاملة و لفرض الهزيمة على الحركة العمالية.
في الوقت الذي لم يوجد في العراق وكردستان العراق اية ليبرالية ولا توجد اي حركة لكي يشرع عليها ايه تغيير بعد هيمنة الرأسمالية على السوق الحرة لكي تتحول إلى النيوليبرالية. لنتحدث بشكل اوضح لم يوجد في العراق الراسمالية الليبرالية ولم توجد رقابة السوق الحرة، الخصخصة (privatization)الذي اتبعه نظام البعث في الثمانينيات يتعثر في مكانه ولم يصل بشكل عام الى مكان ما ، ان راسمالية الدولة يعمل بها إلى الآن و القطاعات الاقتصادية الكبرى بيد الدولة، العمال والمجتمع لم يمتلكوا اي منظمات و اتحادات عمالية لكي تهاجم والقيادات العمالية دوما كانوا مطاردين وقمعوا وفرض"الاجر المتدني و العامل صامت" فماذا كان يملك العمال في هذا البلد لكي تنتزع منهم النيولوبرالية. يعاني جميع سكان العراق وكردستان من الفقر والبطالة وهذا ليس له صلة بالنيوليبرالية و المحافظين الجدد بل مرتبط بوضع سياسي اجتماعي اخر. انه مرتبط بهيمنة الحركات الاسلامية والقومية وبالحرب الطائفية والقومية والاسلامية وبنهب ثروات المجتمع.
ان هذا المفهوم اكثر ما يكون ملجأ للحركة المعادية للامبريالية واظهار نفسه تحت مسمى اخر في العراق والذي هو اجوف وبلا معنى وبدون اي قيمة و الابتعاد عن النقد المباشر للراسمالية المعاصرة لهوا قسم بالثورة الشيوعية. الانتي اللامبريالية والوقوف بوجه الخصخصة وليس نقد الراسمالية او النضال ضد الراسمالية. اقتصاد العراق لا يمت بصلة بالنيوليبرالية و الاقتصاد النيوليبرالي، الاسم الملائم لاقتصاد العراق و كردستان العراق" الكلبتوكراسية" راس مالية النهب والسرقة. اصبح رؤساء الاحزاب والمسؤليين العسكر واصحاب العمائم البيضاء والسوداء مليارديرية. وصل مستوى الفساد في العراق بحيث من مجموع 180 دولة فاسدة في العالم يحتل العراق رقم 157 في القائمة. عادل عبد المهدي عندما كان وزيرا للنفط في سنة 2015 يقول بانه في سنة 2003 الى 2015 كان هناك هدر في الميزانية التي كانت تبلغ 850 مليار دولار وهدر 450 مليار دولارا ومن الواضح بان كل من حيدر العبادي وبرهم صالح واعضاء اللجنة المالية يؤكدون هذه الارقام ولكن بمبالغ مختلفة الاستاذ عبد الرحمن المشهداني الجامعي في جامعة بغداد يقول هذه الارقام هي أرقام غير حقيقية و تعارض الحقيقةو ليست دقيقة و انها ما بين 350 الى 600 مليار دولار الى سنه 2018، انا استغرب لماذا مؤيد متشبث بسجادة عبداللطيف الى هذه الدرجة الا تفيده هذه الارقام في القيام ببحث اكثر دقة؟ لو سالت اي صبي في كردستان سيقول لك بان عائلتي الطالباني والبرزاني قد اهدروا ثروات المجتمع الكردستاني هذا هو الاقتصاد الكلبتوكراسي اي اقتصاد النهب وازدياد و تكاثر اوليكرشية خطرة من قبل رجال الدين والسياسيين والقادة العسكريين فما علاقه كل هذا بالاقتصاد النيوليبرالي؟ ولكنك لكي تلائم نظريتك تاتي وتتشبث بسجادة عبد اللطيف وليس بمئات المليارات من الدولار المنهوبة من المجتمع.
مؤيد في محاولته لملائمة هذه السلعة " السجادة" في سوق العمل لم يحالفه الحظ وانه بهذا يجعل حديث عبد اللطيف مقياس لحديثه لكي يقول بان هذا بمقدوره بأن يكون مشتري سهم لكن هذا السهم ليس له اي مردود مادي للمشتري بل له مردود ديني والذي لا يزيد بأي شكل من الاشكال من تراكم الراسمال. "صكوك الغفران" كان صك المغفرة والذي احتاج اليه رجال الدين الراهبون في القرون الوسطى ولا يختلف عنه بشيء باستثناء انه لا يكلف شيئا لا رأسمال الثابت و لا رأسمال المتغير لهم لهذا فأنني ارى سجادة عبدللطيف تقع ضمن نفس هذا النوع من المواضيع. عبداللطيف لم يصرف اي مبلغ وهو لم يستثمر اي رأسمال في ذاك الجامع فحسب بل انه يحصل على هذه الاموال من قبل الدولة والقوى الرجعية في المجتمع على شكل هبات وصدقات والتي هو نوع اخر من السلب لثروات المجتمع، ان هذا هو اكثر ما يكون خداع للمجتمع وارجاعه الى الوراء وليس العمل على بناء نظام اقتصادي.
في اي ظروف باستطاعه عبداللطيف بيع سجادته، ان هذا بحد ذاته مساألة في غاية الاهمية في ايضاح الحركة الاسلامية ونظام عملهم الحزبي وبالاخص حول البنية الفوقية للمجتمع (حسب تعابير مؤيد السوبرستريكجر)والذي ذهب اليه مؤيد في هذا المنحى وادت به الى هذا المأزق ، النيوليبرالية في العراق عنوان للنضال ضد الطواحين الهوائيه العملاقه ، مثل الدونكيشوت ، وتخلق عدوا لكي تتصارع معه وان تبعد المجتمع عن عدوه الحقيقي، مقصود او غير مقصود.
مؤيد في طروحاته لا يذهب الى الحديث عن الاسلام السياسي والقومية و التكاية و تكية شيوخ الكسنزانية و لا يذكر داعش والجمهورية الاسلامية والحشد الشعبي. هذه الحركه التي تود الى تدمير المجتمع وارجاعه الى ما قبل الاف السنين واكثر من هذا لا يتطرق الى البديل الذي يحكم العراق المتمثل في السلطه الموزايكية سلطه الدين- القومية -المذهب - وفرض الهوية الدينية -القومية العشائرية او سلطة المحاصصة. لكن الجماهير العراق قالوا لا بوضوح لهذا البديل ولهذا السلطة "باقة ورد لمام جلال"والحكومة الموزائكية من خلال الانتفاضات المتتالية وخصوصا ثوره تشرين فأسقطت حكومات العراق المتتالية واحرقت مقرات احزاب السلطة في كردستان وقاموا بازالتها
النيوليبرالية عنوان لتجنب نقض البديل الراسمالي لهذا العصر في بلد مثل العراق وايران وافغانستان ولبنان. جماهير العراق قالو"باسم الدين باگونا الحرامية"اي سرقونا اللصوص تحت اسم الدين لانهم راوا بأم اعينهم كيف اصبح رجال الدين اثرباء وسرقوا مليارات الدولارات و ليس النيوليبرالية.
مؤيد يقول بأن الاسلام السياسي يعمل على البنية الفوقية (السوبرستركجر) للمجتمع ولكن جوابه لايأتي عن طريق العلمانية في البنية التحتية بل عن طريق الثورة الشيوعية. من الواضح أن مؤيد احمد ليس بأمكانه ايجاد صلة بين الحركة الأسلامية والظلم ضد المرأة وكذلك انعدام الحريات المدنية الغربية والحقوق العالمية الشاملة والعلمانية في نظرته لذلك يلجأ الى النيوليبرالية وهناك ايضا يقع في عدم نجاح نظرته وسد افاقه. انه لا يفهم ان الراسمالية غطت على العالم باسرها وانه ليس بحاجه الى العلمانية والتمدد الغربي والرفاه والديمقراطية الغربية و المواطنة المتساوية لترسيخ الراسمالية في جميع انحاء العالم ان هذه المهمة تقع على عاتق العمال الآن، باتت الراسماليه منتشرة في انحاء العالم وبالعكس انه يروج للبديل المزائيكي والنسبيةالثقافية والتعدد الثقافي وما بعد الحداثة والاخذ بما لا يعمل بمكتسبات الليبرالية منذ فترة طويلة فهو لا يحتاج لتسهيل وصول الراسمالية الى كل انحاء العالم لانها انجزت.
من الواضح ان نظرية الصراع الطبقي والذي اوجده ماركس يبدا من الصراع الطبقي للعمال ومن اولى مهامه يستهدف هذا النضال للبناء الفوقي للمجتمع وليس علاقات الانتاج، بل مواجهة الحركات الاجتماعية البرجوازية وانتزاع السلطة السياسية كخطوة اولى ويبدا بالنضال ضد البنية الفوقية للمجتمع.ان التغيير في البنيه التحتيه بدون استلام السلطة السياسية هو ضرب من الخيال.
ان مؤيد في رؤيته حول نضال من خلال البنية الفوقية يود ان يقول بان العلمانية ليس هي الجواب لكن كون جوابه شامل لذلك فأن حديثه يشمل ايضا النضال في سبيل السلطة السياسية وهذا يعني عدم انجاز اي عمل.
العلمانية لا تعني فصل الدين عن الدولة فقط بل ايضا ارجاع الهوية الانسانية بدلا عن الهوية الدينية والقومية والعشائرية والمواطنة والمساواه بين الرجال والنساء وكذلك يشمل الحريات المدنية ايضا. في بلد مثل العراق وكردستان الآن يشكل محاور النضال الطبقي، ان اسقاط الحكومة الموزائكية الذي تنقسم السلطة فيها بين رئيس الجمهورية الكردي ورئيس الوزراء الشيعي ورئيس البرلمان السني والذي تسميه جماهير العراق بحكومات المحاصصة و هي من ابرز مطاليب ثوره تشرين وشباب تشرين كذلك شعار"لا شيعيه لا سنيه نريد حكومه علمانيه".كان من ابرز المطاليب لعموم جماهير ثوره تشرين و لحد الآن، ايضا من ابرز مطاليب ثورات الربيع العربي شعار" الخبز- الحريه -الكرامة الانسانة". اذا لم تفهم كل هذا فهذا يعني انك ترى نفسك في مستوى اعلى من الجميع وانك تسبح في خيالك
ان النضال في البنية الفوقية (السوبرستركجر) يشكل محاور نضالية رئيسية ومن خلال هذا النضال بامكانك ان تتقدم الى الأمام . للعراق وكردستان خصوصية تختلف عن بريطانيا وامريكا وكندا و المانيا، العلمانية والرفاه مطاليب غالبية المجتمع و ان نفي هذا النضال يعني بانك لا تملك اي تحليل خاص لوضع خاص وفي بلد خاص ،انك تطرح حديث عام و بدون اسس وبدون طرح و براكتيك معين، اي رفع شعار" الثورة الشيوعية" هو عنوان لعدم القيام باي عمل مشخص الا ان النضال من اجل دولة علمانية غيرقومية و غير دينية يشمل جزءا كبيرا من نضال الطبقي في المجتمع، المساواة بين الرجل والمراة وان رفع الهوية الانسانية ضد الهوية القومية والدينية والعشائرية و النضال من اجل المواطنة المتساوية و تحقيق الحقوق العالمية الشاملة و تحقيق الرفاه "العيش الكريم" والتي هي ضمن لائحة النضال الطبقي في العراق و كردستان العراق انه نضال واقعي ضد الراسمالية ولبناء الاشتراكية.

توضيح:-

الشيخ عبد اللطيف( قيادي سلفي في كردستان العراق): عرض سجادة الصلاة في السليمانية للبيع بسعر 650 دولار امريكي لسجادة واحدة وعلى اثرها نشر مؤيد احمد موضوع في الفيسبوك وربط بيع السجادة بالنيوليبرالية.

مؤيد احمد: منسق منظمة البديل الشيوعي في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار مساعي التوصل لاتفاق دفاعي بين السعودية والولايات الم


.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر.. ما القصة؟




.. فرار مستوطنين من حافلة بعد دوي صفارات الإنذار


.. أردوغان: حماس استجابت بإيجابية لعرض الرئيس الأمريكي عكس نتني




.. روبرت مردوخ يتزوج للمرة الـ