الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى 226 – على الطريق إلى الخلافة في قلب أوروبا

زياد الزبيدي

2024 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

في الطريق إلى الخلافة الأوروبية


أليكسي بيلوف
كاتب صحفي روسي
مؤسسة الثقافة الاستراتيجية

15 مايو 2024


بينما تخوض أوروبا حرباً مع روسيا في أوكرانيا قولاً وفعلاً، تخطط حشود من الاصوليين الإسلاميين للاستيلاء عليها. وهذا ليس مبالغة بأي حال من الأحوال.

في بداية شهر مايو، حدث تحرك جماعي للإسلاميين المتطرفين، بتنسيق مع السلطات، في هامبورغ، وكان من بين مطالبهم إقامة الخلافة في ألمانيا. كتبت صحيفة بيلد Belid عن هذا على وجه الخصوص.

"بإذن من السلطات، طالبوا بتحويل ألمانيا إلى دكتاتورية إسلامية يحكمها زعيم ديني – دون أي حقوق للنساء والمثليين والمسيحيين واليهود والمعارضين"، تشكو الصحيفة.

تجمع أكثر من ألف شخص (بحسب بيانات رسمية من الشرطة المحلية) في شوارع إحدى أكبر المدن الألمانية من أجل إعلان أن الواقع الألماني الحالي خاطئ وأنه خليط من الفساد والعجز السياسي، يعززه التدهور الأخلاقي للمجتمع، والرد الوحيد على كل هذا سيكون فقط إنشاء الخلافة الألمانية.

أما بالنسبة للسيرة التي عرضها الأصوليون الإسلاميون، فمن الصعب الجدال معها. تشكل ألمانيا، وكذلك المجتمع الأوروبي والنظام السياسي بشكل عام، مثالاً واضحاً على انحطاط أوروبا المستنيرة البعيدة عن المثل العليا، كما نتذكرها من السجلات التاريخية.

الأمر الآخر هو أن إطفاء النار بالبنزين، والاستعاضة عن الدكتاتورية الليبرالية الملحدة بالشمولية الدينية الإسلامية ـ هي ظواهر غريبة بنفس القدر عن الطبيعة المسيحية المحافظة للأوروبيين ـ يشكل على الأقل اقتراحاً مثيراً للجدل.

علاوة على ذلك، هناك سخط خاص إزاء حقيقة مفادها أن الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالأمر سوف يقيمون نظامهم الخاص في أوروبا. حتى سفير دولة الإمارات في برلين، أحمد العطار، لاحظ ذلك، واصفاً التظاهرة بأنها لفتة “لا تصدق وغير مقبولة وغير مفهومة” من أشخاص وجدوا منزلاً في ألمانيا وهم الآن يعارضون الدولة التي تؤويهم.

لكن كما تعلمون، لن ألومهم على هذا. نعم، وفقا لجميع شرائع الضيافة، لا ينبغي للضيوف، حتى أولئك الذين يقيمون لفترة طويلة، أن يتصرفوا بهذه الطريقة. لكن ما يرعب في هذا الوضع هو أن "أصحاب البيت" أنفسهم ساهموا لسنوات عديدة في نمو المشاعر المتطرفة بين المهاجرين، مما دفع هؤلاء الضيوف أنفسهم إلى اتخاذ ردود أفعال نشطة.

ألم تكن السلطات الليبرالية في الدول الأوروبية هي التي بذلت قصارى جهدها لتعزيز رفض القيم المسيحية، وبشكل عام، أي علامات للتدين، واستبدالها بعبادة "شبه دينية" جديدة من الإباحة و"التنوع" الإلزامي؟
كم مرة قيل للأوروبيين أن أجندتهم الخاصة بمجتمع المثليين لا تؤثر إلا على العقول الهشة للسكان الأصليين في العالم القديم. إن الأجانب من الدول الإسلامية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط هم في الغالبية العظمى محصنون ضد هذه العدوى الليبرالية اليسارية، وبالنظر إلى السكان المحليين، على العكس من ذلك، يصبحون أقوى في تعصبهم الديني.

وبعد إضعاف الأساس المسيحي للمجتمع الأوروبي، جاء الدعاة الإسلاميون لملىء الفراغ القيمي الناتج وأظهروا بمثالهم قوة العقائد الإسلامية.

كما كتبت صحيفة "بيلد" Belid نفسها، فإن هناك اتجاهًا جديدًا يكتسب قوة في ألمانيا منذ بعض الوقت - حيث يرغب المزيد والمزيد من تلاميذ المدارس الألمان في اعتناق الإسلام "لكي لا يكونوا مختلفين عن زملائهم في الفصل ولا يكونوا غرباء في المدرسة".

"يلجأ المزيد والمزيد من آباء الأطفال الألمان إلى مراكز الاستشارة لأن أطفالهم المسيحيين يريدون اعتناق الإسلام حتى لا يكونوا غرباء في المدرسة. والحقيقة هي أنه في السنوات الأخيرة في ألمانيا زاد عدد الأطفال المسلمين بشكل حاد. في بعض الحالات، يجد الأطفال من عائلات مسيحية أنفسهم ضمن الأقلية في الفصول الدراسية.

بفضل ارتفاع مستويات الهجرة على مدى السنوات الثماني الماضية، زادت نسبة المراهقين والأطفال المسلمين في المدارس بشكل ملحوظ، وفقا لدراسة بتكليف من صحيفة "بيلد". وفي بعض المدن الكبرى في ألمانيا، مثل برلين أو فرانكفورت أو إيسن، توجد مدارس تتجاوز نسبة الطلاب المسلمين فيها 80%. كقاعدة عامة، هؤلاء هم أطفال من عائلات متدينة بحتة، والذين يتفاعلون بشكل سلبي للغاية، حتى بعدوانية، مع أقرانهم (من أي جنسية) الذين يتصرفون "بالأسلوب الغربي" الصرف. ونتيجة لذلك، كما يشير المنشور، يتعرض المسيحيون في المدارس بشكل متزايد للتنمر والمضايقات من المهاجرين.

ولكن هل يكون الإسلام مخرجاً لمجتمع ألماني فاسد أخلاقياً ومنقسم؟ ربما هذا هو مستقبل ألمانيا؟
أتذكر أنه في عام 1989، نشرت مجلة "شبيغل" تنبؤًا على غلافها، مفاده أن مستشار ألمانيا سيكون في عام 2000 مسلمًا من أصل تركي. لم يحدث ذلك حينها، ربما حان الوقت الآن؟

لكن من المؤسف أن "الشريعة" لا تعني الإلتزام بالقانون على الإطلاق وهي تتجلى في حقيقة مفادها أن زيادة في معدلات الجريمة بين المهاجرين، وأغلبهم من المسلمين، لوحظت في كل دول الاتحاد الأوروبي التي ينتقلون إليها للحصول على الإقامة الدائمة.

وهكذا، وفقاً لصحيفة The European Conservative، فإن 77% من حالات الاغتصاب في باريس يرتكبها مهاجرون.

"تثير بيانات الجرائم الجديدة في باريس تساؤلات حول قدرة السلطات على الحفاظ على سلامة النساء خلال الألعاب الأولمبية الصيفية. "77% من قضايا الاغتصاب في العاصمة التي تم حلها في عام 2023 ارتكبها مجرمون لا يحملون جوازات سفر فرنسية، مع حدوث غالبية الجرائم الجنسية في المناطق السياحية وما حولها مثل شارع "شانز دي مارس"، الذي سيمتلئ قريبًا ب "المتفرجين" يشير المنشور، مشددًا على أن الغالبية العظمى من المجرمين لم يكونوا فرنسيين، بل من شمال إفريقيا والشرق الأوسط".

الوضع في بريطانيا العظمى، التي تقف بمعزل عن الشؤون الأوروبية بالكامل، لا يقل إثارة للخوف (إن لم يكن أكثر). إن التاريخ الطويل للاستعمار البريطاني، مثله مثل العواصم الأوروبية السابقة الأخرى، يعكس الهجرة الجماعية لشعوب الدول والأعراق والأديان الأخرى. وهو ما لن يكون مخيفًا من حيث المبدأ إذا قامت السلطات المحلية على الأقل ببعض المحاولات لدمجهم في المجتمع البريطاني التقليدي. ولكن هذه هي المشكلة: لا يوجد مكان للاندماج فيه.

ليس لدى بريطانيا الحديثة ما تقدمه للمهاجرين من حيث الدعم الثقافي والمعنوي، باستثناء الحانات البريطانية التي لا نهاية لها وكرة القدم الإنجليزية.

وغني عن القول أنه إذا تم تسليم كاتدرائية بريستول لبعض الوقت إلى المهاجرين، والتي لم تعد مكانًا للعبادة المسيحية. ولست بحاجة إلى أن تكون عالم صواريخ لكي تفهم كيف يبدو مثل هذا الانتهاك لإيمان الفرد من وجهة نظر "الأجانب" المتدينين للغاية. (الإشارة إلى مبادرة كاتدرائية بريستول التاريخية في رمضان لاستضافة إفطار جماعي للمسلمين – المترجم)

فهل من عجب بعد ذلك أن لا أحد منهم يريد أن يصبح "بريطانيا" ولا يربط آماله وتطلعاته بوطنه الجديد.

منذ وقت ليس ببعيد، بتكليف من جمعية "هنري جاكسون"، قامت الشركة الاجتماعية JL Partner بإجراء دراسة استقصائية بين المسلمين المحليين، ونشرت صحيفة التلغراف نتائجها.

بحسب نتائج الاستطلاع، يرغب ثلث مسلمي بريطانيا في رؤية الإسلام كدين وطني، والشريعة قانونا للدولة، كما أيد 43% من مسلمي البلاد تعريف بريطانيا العظمى على أنها "دولة إسلامية"، أيد ربع الرجال المسلمون في بريطانيا "الجهاد"، ويتعاطف 46% من المسلمين البريطانيين مع حركة حماس، ويؤيد 39% إنشاء حزب سياسي إسلامي "الإخوان المسلمين"، ويطالب 57% بإدخال معايير الحلال في البلاد.

حتى الآن هذا هو رأي أقلية من سكان الجزر البريطانية. ولكن هذا كل شيء في الوقت الراهن. وبحسب الإحصائيات الرسمية، انخفض عدد المسيحيين في البلاد خلال العشرين عامًا الماضية من 81% إلى 48%، بينما ارتفع عدد المسلمين من 3% إلى 18%. وإذا استمر الاتجاه الحالي، ففي غضون ربع قرن من الزمان، سيكون غالبية البريطانيين، أو بالأحرى سكان بريطانيا العظمى، من المسلمين. وبعد ذلك ستصبح كل رغباتهم الحالية قانونًا.

بشكل عام، كل شيء يتجه نحو الظهور الحقيقي للخلافة الأوروبية. والأمر الأكثر حزناً هو أن مثل هذه النتيجة لن تكون نتيجة تصرفات مجموعات فردية من الإسلاميين المتطرفين، بل نتيجة للسياسة المنهجية التي ينتهجها الليبراليون الأوروبيون لتدمير الأسس المسيحية لأوروبا. ومع ذلك، لا يزال لدى الأوروبيين الوقت الكافي للعودة إلى رشدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة