الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن الامريكي

بهاء الدين الصالحي

2024 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ياتي تعبير الزمن الامريكي ليبلور اعلى نتائج للنظام العالمي الجديد والياته التي تكونت في يالتا 1945 حيث جاءت فكره مجلس الامن والدول الخمس صاحبه الفيتو اكثر ضمان لعدم تبلور نظام عالمي جديد الا بموافقه الخمس هؤلاء، ومع سيطرة القوه الأمريكية 1971 من خلال اعتبار الدولار قاعده بديلا للذهب للنظام النقدي العالمي جاءت الطامة الكبرى.
ولكن الازمة الكبرى ليست في السلوك الامريكي ، فأمريكا تسعى بطبيعة الحال الى السيطرة على العالم وهذا حق مشروع لها، ولكن الازمه في القابلية للاستعمار التي تولدت لدى دول العالم الثالث خاصه في منطقتنا هذه وذلك يعود لعده اسباب:
اولا احساس دول الثروة العربية بالامتنان للغرب لانهم اصحاب فضل في اقامه تلك الدول لان تلك الدول لم تبرز نتيجة قوميه معينه او حركه سياسيه معينه او حزب معين او فكر معين ادى الى تكون هذا المجتمع او هذه الدولة بالأصل.
ثانيا الازمه الوجودية التي تعانيها دوله كبرى كمصر خاصه مع تخلي السادات عن دور مصر الريادي خاصه مع مقولته الخالدة ان 99% من اوراق اللعبة في يد امريكا.
وبناء على تلك المقولة واتفاقيه الهدنه التي وقعتها مصر مع اسرائيل 1979 كان جديرين بتطبيع رسمي لإسرائيل من خلال امريكا في العالم العربي وبالتالي فقدت فكره وحدة العالم العربي وكذلك فقدت فكره شرعيه المقاومة تجاه ذلك العدو وان العدو لم يعد اسرائيل، بل صار العدو داخلي وهنا وصلنا الى مرحله من مراحل التشتت الهوياتي وهي القاعدة الرئيسية لحاله القابلية للاستعمار.
ويأتي مصطلح القابلية للاستعمار كمصطلح مأخوذ من مالك بن نبي وهو من هو في تحرير العلاقة ما بين الغرب والشرق في بدايات القرن العشرين، وهي قضيه مرتبطة بعجز العالم الثالث عن بناء سرديه خاصه به قادره على مقاومه تلك السردية التي نشأت وتبلورت ما بعد 1945 وامتلكت ادوات تستطيع قهر العالم من خلال امضاء اراداتها بتقنيه مجلس الامن والمادة السابعة، ويأتي مفهوم الزمن الامريكي من خلال اداره الاقتصاد العالمي حيث يعد القانون الامريكي اقوى قانون فيما يتعلق بالقدرة على الابتزاز المالي وحفظ اصول الغير داخل امريكا اذا اضر سحبها بالاقتصاد الامريكي، حيث نستطيع القول ببساطه شديده ان امريكا تمارس ما يسمى بالبلطجة الاقتصادية ؛ حيث تعمل على اتجاهان : اولا تصوير نفسها على انها واحد الامن مع قابليه الاستعمار لدى دول العالم الثالث ثانيا: عدم قدره الطرف البديل وهي روسيا والصين على القيام بدور كلاعب الاساسي بحكم ما حدث في البيروسترويكا والتي كانت ناتجا عن الضغط الامريكي على فكره التسليح مما ارهق الاقتصاديات الروسية ولكن الصين حاليا تحاول الافلات من ذلك الضغط من خلال التركيز على فكره الاقتصاد البحت والتسويق الخاص بالدولة مما جعل امريكا تحاول خلق العقيدة العسكرية والحربية لدى الصين لإرهاقها حتى تصل الى فكره القطب الواحد بسقوط الصين.
ولعل الرهان الاكبر هو قدره الولايات المتحدة الأمريكية على لعب دور شرطي العالم وتأثير ذلك على اقتصادها لان معظم الاقتصاديات العالمية والامبراطوريات التاريخية قد سقطت بحكم الحالة الاقتصادية وفشل دولها في تحقيق التوازن ما بين الحياه المدنية والحياه العسكرية.
يصبح التحدي الاكبر هنا قدره الاطراف المتحاربة على فرض الامر الواقع على الارض وبالتالي من هو المنتصر في حرب غزه الان المنتصر في حرب غزه الان هي حركه حماس، لأنه بحساب القوى ونسبيتها ما بين دوله وما بين تنظيم يصبح التنظيم هو الطرف الاضعف ولكن تجاوز القتال ل 200 يوم وهو قتال المرشح لان يدخل في خلال العام اذا هنا تصبح ديمومه ذلك القتال اذا هنا امام الدولة الإسرائيلية ان تبيد حماس وهي لن تستطيع عباده حماس وبالتالي المنتصر في النهاية هي حماس. وكذلك فان محاوله فرض فصيل اخر غير حماس وغير السلطة الفلسطينية لن يحظي بموافقه اسرائيل، هنا اذا اعتبر العرب ان التفاوض اداه من ادوات القوه لان التفاوض يحتاج الى مصدر من مصادر القوه والقوه حاليا في مفهوم العلم و السلاح ومفهوم الاستثمار، وبالتالي دول المواجهة عندنا لا تملك المال لان المال يخضع لسيطرة البنوك الأمريكية وقوه القانون الامريكي ولا يستطيعون سحبها او تمويل اي نشاطات ضده فكره الاولويات الأمريكية، وبالتالي صارت حماس هي من بيدها عقده الامر، لان اطاله فتره التفاوض ادت الى هشاشه الجبهات الداخلية بالأصل داخل دول العربية خاصه مع تراجع معدل التنمية وضعف الاستثمارات البينيه ما بينهما الا في اطار الجيو مال الذي تمارسه الامارات والسعودية تجاه مصر العربية.
وبالتالي يصبح السلاح هو الادق في المعركة لان السلاح هو بدايه التفاوض، اذا هنا تضائل دور الدول العربية ، وتضاءلت قدرتها على فرض فكره الحق المشروع لان دول المقاومة اضعف ماليا من دول الدعم او التمويل ودول التمويل تندرج بطبيعة الحال في اطار الشركات متعددة القوميات والسيطرة الأمريكية هنا تكون الكارثة. انه قد تم استلاب كل ادوات القوى المحتملة من العالم العربي المحيط بدوله فلسطين وبالتالي اصبح التفاوض هو قدرهم الوحيد ؛ ولكن لا تفاوض لضعيف سلم اوراق اللعبة الى يد امريكا التي تسعى لإدامه اسرائيل كأداة ضغط على دول العالم الثالث وخاصه الدول العربية واستلاب ثرواتهم. هنا يكون الزمن الامريكي هو ادق تعبير لوصف تلك الحالة وتكون اسرائيل عرض من الاعراض لأنه لو لم تكن اسرائيل لكانت امريكا اخترعت دوله اخرى لتؤكد فكره البعبع الذي يستطيع جمع الخراف الى مائده السيد الامريكي في ذلك العصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ