الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يفشل الكباشي الحلو عملية ايصال المساعدات لمحتاجيها في المنطقتين ؟
ايليا أرومي كوكو
2024 / 5 / 20الارهاب, الحرب والسلام
هل يفشل الكباشي الحلو عملية ايصال المساعدات لمحتاجيها في المنطقتين ؟
صراع الافيال الدامي دائماً ما يتضرر منه العشب الاخضر.
عندما لا تضع الافيال المتصارعة أدني قيمة او اعتباراً للعشب يكون مصير العشب المتصارع عليه الهلاك والنفناء !
وبالتالي فأن التعنت وتباعد المواقف والتمترس والتصلب عند الاجندات يكون المتضرر الوحيد منه هو الشعب السودان المغلوب علي أمره .
الشعب السوداني الذي لا حول ولا قوة له هو الضحية دائماً لأجندات القادة واطماعهم وصراعاتهم علي كراسي السلطة دون أدني مراعاة لحق هذا الشعب في الحياة الكريمة .
هذا الشعب الذي يدعي كل الاطراف انه يحارب لأجله كذباً زوراً وافكاً . سيظل هذا الشعب هو كبش الفداء فقد خابت ظنونه أحبط يأس وفقد الامل تماماً . مل الشعب السوداني الحروب والصراعات الطويلة الأمد التي لا غالب ولا منتصر الا بالتواضع والجلوس والتحاور والتفاوض وقبول الاخر. لكن بكل تأكيد فالمغلوب المهزوم جراء هذه الصراعات والحروب العبثية اولاً و اخيراً الوطن العزيز والشعب الفضل .
كفي بالقادات لدي كل الاطراف السودانية انانية سادية مكافيلية سلطوية .عندنا يتعلق الامر بحياة الشعب والناس ووجوده حاجاته الملحة للغذاء من الاكل الشراب وهي أقصي درجات الضرورات الانسانية لأستمراره وعدم موته بالمسبغة .
ممتاز وجيد جداً وحسن ان يحمل القادة في الحركة الشعبية علي اكتافهم كل الهم السوداني القومي وان يسعوا الي الحلول الكلية للمشكلة السودانية برمتها . فهذه محمدة تحسب لهم علية يشكرون .
فقط للتذكير عسي ان تنفع الذكري المتحاربين . نذكرهم وهم لايحتاجون الي مذكر .فقط نقول ان الحرب في المنطقتين حرب معقد له خصوصيته وابعاده الجغرافية والتاريخية الايدلوجية العقائدية والجهوية الاثنية . حرب المنطقتين تشبه تماماً حرب الجنوب الذي انتهي بالانفصال . حرب المنطقتين هي الحرب الثانية لحرب الجنوب التي حملت في طيأتها كل صنوف التفرقة و التمييز ورفض الاخر وما فيه من بغض وكراهية وعدم تسامح. حرب المنطقتين ليس بحرب الامس القريب الذي بدأ في 15 ابريل 2022م ولا هي حرب الكتمة في 6/ 6 / 2011م . بل هي ليست بحرب دارفور المستمر منذ 2003م .
الحرب في المنطقتين بدأت منذ العام 1983م و هي لا تزال مستعرة ومستمرة حتي تاريخ اليوم . هذه الحرب احرقت الارض الحجر الشجر الاخضر واليابس وافنت البشر الطير والبهائم . هي الحرب التي مورست فيها ابشع انواع الممارسات القمعية وفنون التعذيب العالمية كالطيارة قامت والقتل علي الهوية الذبح السحل والتشهير والتنكيل والتمثيل بالجثث. انها حرب الارض المحروقة والتصفيات الجسدية العرقية بأمعان وسبق الاصرار في الابادات الجماعية والدفن المقابر جماعية . عليه فأن للحرب في المنطقتين خصوصياته التي يجب ان تسطصحب وتؤخذ في الاعتبار في الجوانب المختلفة .
قلت لا بأس ان يحمل القادة في الحركة الشعبية كل الهم السوداني في سعيهم الدؤوب للحل الكامل الشامل للمشكلة السودانية .
كما عليهم التفكير بنوع من الحكمة و الحنكة في الخصوصيات الخاصة بالمنطقتين الاكثر تضرراً بالحروب الطويلة المستمرة لنحو اربعة عقود من الزمان في الجغرافية الواحدة . اربعين عام من الحرب الضروس في المنطقتين فعلت الافاعيل بالمنطقتين الاكثر فقراً وأمية جهل ومرض الاكثر نزوحاً هجرة وتشريد وطرد من الارض ومحاولات التوطين والاستبدال واعادة التوطين . ظروف المنطقتين جد ظروف مختلفة لاسيما ودونها فصل الخريف الذي سيبدأ قريب مما سيصعب مشكلة المساعدات لوعورة الطرق . كما لا يجب ربط المساعدات بالمواضيع السياسية و العسكرية ابداً .
فشلت الحركة الشعبية بقيادة ياسر سعيد عرمان في الاعوام الاولي من حرب 6 / 6 / 2011م . فشلت لنحو ما يقارب العشر جولات مكوكية تفاوضية لأيصال المساعدات الانسانية الضرورية والدواء والامصال الخاصة بتطعيم أطفال ونساء اللمنطقتين . فأضطر الشعب هنالك لأكل صفق الشجر والحشرات والي حفر ونبش بيوت النمل للحصول علي الطعام . مات الكثيرين من الاطفال والنساء وكبار السن جوعاً في كهوف الجبال والأودية و الخيران . ماتوا عطشاً وجوعاً او بالمدافع والطيران التي كانت تطاردهم كالجرزان كركور كركور تنفيذاً لأوامر عمر البشير واحمد هارون الخاصة بأبادة شعوب تلك المناطق مسحهم وكنسهم وازاحتهم وتشريدهم وطردهم من ديارهم لأزاحة العبء الاداري كما جاء علي لسان هارون .
يجب ان تتعلم الحركة الشعبية من عبر ودروس الماضي القريب و البعيد وان لا تعطي الحكومة السودانية الذرائع والمبررات في طبق من ذهب . فهذه الحكومة تعمل جاهدة لأفشال أي تفكير في ايصال المساعدات لمجتاجيها في كل السودان فما بالك عندما يتعلق الامر بالمنطقتين .
وهذا لا يعني ابداً او بحال من الاحوال عدم قومية الحركة الشعبية او يعني قصور بعد نظرها الي القضايا السودانية القومية الكلية . ابداً فالكل يعلم علم اليقين ما تهدف وترمي اليه الحركة الشعبية وهذا الامر لا يحتاج الي درس عصر لكل السودانيين .
علي الحركة الشعبية في جولة مفاوضاتها الراهنة ان تكسب الجولة بالموافقة علي ادخال المساعدات الي المنطقتين قدر الامكان . وهذا هو الامر المتفق عليه مع الجانب الحكومي ومن ثم عليها السعي الجاد وبذل المزيد الجهد في المرحلة الثانية لتكماة المشوار . وذلك بمساعدة الاطراف الدولية والامم المتحدة والمنظمات الدولية للتفاوض بغية الضغط علي الحكومة السودانية للقبول بايصال المساعدات لكل ولايات السودان المتضررة و المحتاجة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المستشار | هل يهدد رفض قرارات المحكمة الإدارية الانتخابات في
.. الجيش الأوكراني يبحث عن مواطنين مؤهلين للخدمة العسكرية
.. ماذا تقول استطلاعات الرأي الأمريكية في السباق الانتخابي الرئ
.. انفتاح سعودي على استخدام -البترويوان-.. ما تأثير ذلك على مست
.. إدغار ديفيز وموسمان للذكرى مع نادي بارنت الإنكليزي