الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2006 / 12 / 10
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


على هامش الاحتفالية بالذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن، وبعيداً عن الكرنفاليات المعتادة في هكذا مناسبات، لا بد من الإيغال أكثر في هذا الأمر لقولبة رؤية مستقبلية أشمل لهذا المشروع الرائد، وإطلاق المزيد من التصورات عن القادم الواعد، يكون أكثر تأثيراً، وامتداداً، وانتشاراً. وحتى اللحظة، استطاع الإعلام الإليكتروني، والحوار المتمدن مثلنا هنا، أن يُخرج قسماً من الإعلام، وقطاعاً من المتابعين والقراء، من شرنقة الماضي التقليدي في الخطاب، ليدخله في طور جديد لن يعود معه الحال إلى الوراء على الإطلاق. طور من الشفافية، والمكاشفة، والحرية العقلانية، والانفتاح العام. لكن العقل البشري المبدع الخلاق، وطبيعة التطور التاريخي، والمسار البشري العام لا يقبل المراوحة في المكان. وقد يصبح كل هذا البريق، واللمعان، ومع القادم من الأيام، نمطياً، روتينياً، ومعتاداً، ومنتجاً للذات.

ولم يفلح إعلام التضليل الشامل سوى في ترسيخ تلك الصور النمطية للحياة، واجترار قيم ومفاهيم بائدة أكل عليها الزمان، ولم يكن من هم له سوى الإبقاء على تلك البنى السياسية، والاجتماعية المترهلة والمتآكلة إلى الأبد، مما يؤمن ديمومة، واستمرار مصالح الطبقات القدرية الحاكمة. إلا أن تلك المنارات الإليكترونية التي حاولت أن تشق طرقاً جديدة وسط ضبابية الأفكار، وظلامية المواقف، وتلبد الأجواء وتكاسلها، كانت قد شكلت خروجاً عن المألوف، وتمرداً إيجابياً كشف حقيقة كثير من المفاهيم والأفكار التي فرضت الطبقات الحاكمة حولها طوقاً عازلاً قروناً من الزمان. وكتجربة جديدة نال الحوار المتمدن اهتماماً واضحاً من شرائح اجتماعية، وسياسية، وفكرية نخبوية إلى حد كبير، في جلّها، إما قراءة، أو مساهمات. هذه النخب في واقع الأمر، لا تشكل تلك الجبهة العريضة المأمولة، ولا تمثل كل القوى المجتمعية على الأرض، وقد لا تصل أبداً إليها كلها لعوامل كثيرة معروفة للجميع، ليس آخرها صعوبة الوصول للنت، وعمليات التشفير التي تتعرض لها هذه الصناعة الثقافية الجديدة.

ومن هنا، فالكل يعي أيضاً، ما للإعلام الفضائي والمرئي التلفزيوني، من تأثير وانتشار في أوساط شرائح واسعة، وغير محددة ولا نخبوية عادة، تشمل قطاعات واسعة من الجماهير. وإن الرسالة التي يود الحوار المتمدن إيصالها، هي، ولا شك نبيلة، وسامية، وإنسانية في إطارها العام. لكن هذا غير كاف لأن تبلغ مداها المقصود وتحدث الأثر التوعوي المطلوب الذي يفضي في النهاية إلى التغيير العام المنشود الذي يدخل هذه المجتمعات المخدرة في حقبة جديدة من التفتح والتنوير العام الذي سينعكس في النهاية رفاهاً وأمناً وازدهار. بل يتطلب الأمر أدوات أكثر مرونة وقدرة أكبر على الانتشار، وهنا تبرز الحاجة نحو الخطوة التالية للحوار كمشروع علماني رائد وإنساني جماهيري ومتميز وهي التفكير الجدي في التوسع أفقياً وعامودياً وفضائياً.

والخطوة التالية، وربما كانت متفائلة بعض الشيء، في مشروع الحوار المتمدن، هو الانطلاق نحو الإعلام الفضائي، نظراً ما لهذا الإعلام من قدرة على الانتشار ودخول جميع البيوت بدون استئذان، ومخاطبة شتى الشرائح بدون حواجز، وموانع وبروتوكولات. والفكرة الأساسية هي في أن تكون هذه الماركة الفكرية الهامة المسجلة مشروعاً فضائياً مرئياً مستقبلاً، بأفكاره العلمانية والإنسانية، يتوجه نحو العامة، والبسطاء، كما النخب، وبذا يكون التأثير، والتفاعل أعم، وأجدى، وأشمل، يميط اللثام عن الكثير من المخبوءات والمحظورات، ويفتح آفاقاً جديدة لحوارات شعبية، وجماهيرية عامة حول أهم المواضيع والقضايا الحساسة التي تشغل بال الجميع بعيداً عن الغوغائية، والسطحية، والرعوية، والتعصب، والتشنج، والقبليات والبداوة السياسية التي تهيمن على الشارع العام. وإن أية خلخلة في هذه المناخات، والبنى السائدة هو إنجاز كبير، ونصر هام.

لقد استعرض الزميل العزيز رزكار عقراوي، المنسق العام للحوار، بالأمس، وبإيجاز، في مقاله الافتتاحي، بعضاً من العوائق والصعوبات التي تكتنف المشروع الحالي برمته، وتقف في طريقه، ونتفهمها، وندركها تماماً، ونعلم أبعادها. إلا أنه حلم. مجرد حلم، وربما بدا بعيد المنال. غير إنه محاولة لانطلاقة أكبر ونهوض أقوى بهذا المشروع الجبار. وهو، في النهاية، غير مستحيل على الإطلاق. فكم من المشاريع العظيمة بدأت بحلم صغير، كبر ونما حتى عانق الواقع ورأى الحياة؟ وكم من الأحلام أضحت واقعاً يومياً معاش.

متى يصبح الحديث عن فضائية، وتلفزيون الحوار المتمدن ممكناً؟ لا مستحيل، مطلقاً، أمام الإرادة، والعزم، والتصميم، والأحلام المشروعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج