الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهداء ليسوا بحاجة إلى ترحمكم

كاظم فنجان الحمامي

2024 / 5 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عاد سفهاء القوم مرة اخرى لتصعيد ثرثرتهم العقيمة حول جواز الترحم على الشهداء من عدمه، وعادوا من جديد إلى وضع الجداول والمعادلات الرقمية للتفريق بين الذين يستحقون الرحمة وبين الذين لا يستحقونها. والغريب بالأمر ان الذين تجاهلوا الترحم على ارواح الشهداء في غزة وفي الضفة هم الذين يطلقون الفتاوى لتكفير الناس والتشكيك بإيمانهم. .
ربما تذكرون كيف شنوا حملاتهم ضد الشهيدة شيرين ابو عاقلة. ثم افتوا بتحريم الترحم عليها رغم انهم يعلمون بمكانتها عند ربها. وقد عادوا الآن للتباحث من جديد فيما إذا كان يجوز الترحم على القادة الإيرانيين الذي قضوا في حادث سقوط الطائرة التي كانت تحمل الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه ؟. .
قبل قليل كان الشيخ (عصام تليمة) وهو من جماعة الإخوان المسلمين او من المحسوبين عليهم. يحاول الإجابة على هذا السؤال حول جواز الترحم عليهم من عدمه. . في حقيقة الأمر أنا شخصيا كنت احسبه من المعتدلين، لكنني اكتشفت انه يتحدث مترددا، ولم تسعفه الكلمات في قطع نزاع القوم حوّل مسألة الترحم عليهم. وكان يجد صعوبة كبيرة في انتقاء المفردات لكي يعبر عن ما يجول في عقله المجبول على التكفير. حيث لا توجد في دماغه او دماغ امثاله خلية واحدة ناضجة تتفاعل مع التواد والتسامح والتلاحم. .
يذكرني هؤلاء وامثالهم بالصراع الذي كان يدور في بغداد بين الحنابلة والشافعيّة سنة 656 هجرية حول الجهر بالبسملة من عدمه في إمامة المصلين. فوصل الصراع بينهم في بعض الأحيان إلى التراشق بالأحذية. بينما كانت جيوش التتار تقترب بسرعة من عاصمة الخلافة بغداد، وما هي الا أيام حتى إجتاح التتار بلاد الرافدين بسهولها وجبالها، واختفت بعدها البسملة سراً وجهرا. اما الآن فقد عاد هؤلاء إلى تكرار المأسآة نفسها ولكن بطريقة أخرى. ولسان حالهم يقول: هل نترحم على شهداء غزة أم لا نترحم عليهم لأنهم اختاروا الجهاد بقذائف الهاون ولم يجاهدوا بالسنن نزولا عند رغبات الطرطور (هشام البيلي) ؟. وهل يجوز الترحم على شهداء اليمن وشهداء لبنان وشهداء العراق وشهداء ايران ؟. أم لا نترحم عليهم نزولا عند رغبات الفصّوع إيلي كوهين وبن غفير وتابعه سموتريتش ؟. .
من عجائب هذه الأمة انها تعرف تأشيرات الدخول إلى الجنة، ولا تعرف تأشيرات الوقوع في دهالبز الجهل والتخلف. أمة تعرف كل شيء عن ما بعد الموت، ولا تعرف شيئا عن الحياة الكريمة. .
الرحمة لكل الشهداء الذين ضحوا باموالهم وأنفسهم في مقاومة الباطل، ومن اجل قول كلمة الحق. والخزي والعار للانذال والأراذل. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: اليمين المتطرف يتصدر الاستطلا


.. فرنسا: هل يمنع حزب التجمع الوطني مزدوجي الجنسيات من الولوج إ




.. هل يعتمد ماكرون استراتيجية تشوية اليسار في الدورة الأولة للت


.. مظاهرات بتل أبيب والقيسارية ضد نتنياهو هي الأضخم منذ بدء الح




.. الناصرية 1 حزيران 2024 - مشاركات الحضور - ندوة سياسية لمنظم