الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاضرية الوجودية الشاملة ووحدة الوجود

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2024 / 5 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يمكن القول بأن هذا التيار الفلسفي المتفرق لم يكن له تأثير كبير داخل الفلسفة بشكل عام، على الرغم من أن الأفراد أو الأفكار المدرجة في هذا التصنيف لا تزال مهمة. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الفلاسفة المنطوين تحت هذا العنوان لم يستخدموا أبدًا هذا المصطلح أو نكروه بنشاط. حتى سارتر نفسه قال في إحدى المرات: "الحاضرية الوجودية ..........؟ لا أعرف ما هو ذلك". لذلك، يمكن القول إنه فيما يتعلق بالتصنيف الذي يؤدي إلى تجاهل ما هو مميز في المواقف الفلسفية وتجميع أفكار مختلفة بشكل كبير، فإن هذا يفعل المزيد من الضرر دون الفائدة. ومع ذلك، يمكننا القول إن الحاضرية الوجودية قد تقدم بعض الإجابات على الأسئلة الوجودية التي يتساءل عنها البشر منذ بداية الخليقة.
الحاضرية الوجودية هي تيار فلسفي يعنى بالأسئلة الوجودية الأساسية والتحديات التي تواجه الإنسان في وجوده. تقدم الحاضرية الوجودية نظرة عميقة وشاملة حول الحياة والوجود، وتسعى للتعامل مع الأسئلة الوجودية الأساسية التي تشغل بال الإنسان. فيما يلي بعض الأسئلة الوجودية التي تحاول أن تجيب عنها الحاضرية الوجودية:
من أنا (جوهريًا)؟
ما هي طبيعتي/جوهري؟
ما هو الهدف من وجودي؟
ما هو الغرض من حياتي؟
ما هو الوجود؟
ما هو الهدف من وجود العالم؟
ما هو الحب والعلاقات الإنسانية؟
ما هو دور العلاقات في حياتنا؟
ما هو المعنى والغاية في الحياة؟
ما هو الوقت وكيف يؤثر على حياتنا؟
ما هي الحرية وما هي حدودها؟
ما هي العدالة وكيف يمكن تحقيقها في المجتمع؟
ما هو الواقع وكيف نعرفه؟
هذه مجرد بعض الأسئلة الوجودية التي يمكن أن تجيب عنها الحاضرية الوجودية. يمكن أن تختلف الإجابات على هذه الأسئلة وفقًا للفيلسوف المعني. يعتبر البحث في هذه الأسئلة والتفكير فيها جزءًا من النضال الإنساني لفهم الذات والعالم من حولنا. يمكن أن تلتقي الحاضرية الوجودية مع وحدة الوجود كنظرة عامة للكون. الحاضرية الوجودية هي تيار فلسفي يركز على الوجود الفردي والحرية والمسؤولية الشخصية. ومن جانبها، تعتبر وحدة الوجود فكرة تشير إلى أن الكون وجميع مكوناته مترابطة ومتصلة بشكل لا يمكن فصله. وبالتالي، يمكن رؤية توافق بين الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود في الوعي الفردي، تركز الحاضرية الوجودية على الوعي الفردي والتجربة الشخصية للحياة. وحدة الوجود تعتبر أن الوعي الفردي للأفراد يندرج ضمن وعي الكون بأكمله. بمعنى آخر، الوجود الفردي يشكل جزءًا من الوجود الكوني الأوسع. تعتبر الحاضرية الوجودية أن الفرد لديه حرية الاختيار والقدرة على تحديد معنى وغاية حياته. وحدة الوجود تعزز فكرة أن الفرد له دور ومسؤولية في الحفاظ على توازن وتناغم الكون بأكمله. يمكن رؤية توافق بين الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود في الاعتراف بالوعي الكوني. فالحاضرية الوجودية تعتبر أن الوعي الفردي ينشأ من تفاعله مع العالم الخارجي والتجارب الشخصية. وحدة الوجود تعتبر أن الوعي الكوني هو الوعي الذي يتجاوز الحدود الفردية ويشمل الوعي بالكون وترابط جميع مكوناته. تشترك الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود في الاهتمام بالبحث عن المعنى والغاية في الحياة. فالحاضرية الوجودية تعتبر أن الفرد يجب أن يختار معنى حياته بنفسه، بينما تعتبر وحدة الوجود أن الفرد يمكنه أن يجد المعنى والغاية في الاندماج مع الكون والتواصل معه. بشكل عام، يمكن أن تلتقي الحاضرية الوجودية مع وحدة الوجود كنظرة عامة للكون من خلال التركيز على الوعي الفردي، الحرية والمسؤولية، الوعي الكوني، والبحث عن المعنى والغاية في الحياة.
الحاضرية الوجودية هي توجه فلسفي يعتبر طبيعة الحالة البشرية مشكلة فلسفية رئيسية وترى أن هذه المشكلة يمكن معالجتها من خلال الأنطولوجيا (علم الكيان) تركز الحاضرية الوجودية على القلق والأصالة، حيث ترى أن الوجود البشري يكون في حالة قلق ووعي بأنه وحيد ومنفصل عن العالم الخارجي، وأن الأصالة تعني العيش وفقًا للطبيعة الحقيقية للوجود البشري. تعتبر الحاضرية الوجودية أن الحياة البشرية تحمل في طبيعتها العديد من الجوانب اللا منطقية والسخرية، وأن الموت يعطي للحياة معنى وأهمية خاصة. في وحدة الوجود وهي توجه فلسفي يعتبر الكون والوجود بأكمله كيانًا واحدًا ومترابطا وترى أن الكون والوجود يشكلان جزءًا واحدًا من واقع واحد وأن الانفصال والتمييز بين الأشياء هو مجرد خداع وهمي. وتعتبر وحدة الوجود أن الوجود البشري هو جزء لا يتجزأ من الوجود الكوني الأكبر، وأن الفرد والكون يتفاعلان ويتأثران ببعضهما البعض. تركز وحدة الوجود على الوعي الشامل والتواصل الروحي مع الكون والوجود الكلي. الوعي الشامل والتواصل الروحي في وحدة الوجود. هذه المفاهيم تعبر عن فكرة أن هناك تواصل وتلاحم عميق بين كل الكائنات والكون بأكمله. يشير الوعي الشامل إلى الوعي بأننا جميعًا مترابطون ومتصلون ببعضنا البعض وبالكون بأكمله، يعتبر الوعي الشامل فكرة عميقة تتجاوز الاختلافات الظاهرية والحدود الجسدية والعقلية، وتركز على الوحدة الأساسية للوجود يعتبر الوعي الشامل توجهًا روحيًا يهدف إلى تحقيق التوازن، والتناغم، والسلام الداخلي، والعالمي.
مستقبل الوجود في الحاضرية الوجودية يمكن أن يتمثل في التفكير في كيفية تشكيل علاقتنا بالعالم والبيئة والمستقبل البيئي للبشرية. يمكن للحاضرية الوجودية أن تساهم في إعادة تصور علاقتنا بالأرض وحماية مستقبلنا البيئي. من خلال التركيز على الوجود الفردي والتجربة الشخصية، يمكن للحاضرية الوجودية أن تساهم في فهم كيفية تأثير أفعالنا وقراراتنا الفردية على المستقبل. فهي تدعونا إلى التفكير في المعاني والقيم التي نختارها وكيف يمكن أن تؤثر على العالم من حولنا. على سبيل المثال، يمكن للحاضرية الوجودية أن تدعونا إلى التفكير في كيفية تأثير أفعالنا على البيئة والتزامنا بالاستدامة. يمكن أن تساعدنا في التفكير في العواقب الأخلاقية لقراراتنا وتصرفاتنا وكيف يمكننا أن نعيش بطريقة تحافظ على البيئة وتحمي مستقبل الأجيال القادمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحاضرية الوجودية أن تساهم في التفكير في مستقبل البشرية بشكل عام. فهي تدعونا إلى التفكير في القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر على حياتنا ومستقبلنا. يمكن أن تساعدنا في التفكير في كيفية بناء مجتمع أكثر عدالة وتعاطفًا وتحقيق الحرية الفردية والتحرر من القيود الاجتماعية.
يجمع بين الحاضرية الوجودية والروحانية الوجودية هو مفهوم مهم يتعلق بالاعتراف بأن هناك شيئًا يتجاوز وجودنا البشري وهو المفهوم الكوني. تعتبر الوجودية الحاضرية أننا نوجد ونعطي معنى لوجودنا، بينما تعترف الروحانية الوجودية بأن هناك شيئًا يتجاوز وجودنا البشري. يمكن تحقيق تكامل بين النظرة الحاضرية الوجودية والروحانية الوجودية من خلال النقاش والاستكشاف العميق للمعاني والأغراض في الحياة والتفكير في العلاقة بين الذات والعالم الروحي الكوني. وهذا يتطلب التكامل بين النظرة الحاضرية الوجودية والروحانية الوجودية او وحدة الوجود الاعتراف بأن هناك جانبًا روحيًا في الوجود يمكن استكشافه وتجربته. يمكن للنظرة الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود أن تتشابكا في البحث عن المعنى والغاية في الحياة. يمكن للفرد أن يستكشف أسئلة الوجود والمعنى والغاية من خلال النظرة الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود. يمكن للنظرة الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود أن تشجع على التطور الروحي والنمو الشخصي. يمكن للفرد أن يستكشف الجوانب الروحية لذاته ويعمل على تحقيق التوازن والتناغم بين الجوانب الجسدية والعقلية والروحية لحياته. الاعتراف تشجع النظرة الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود على الاعتراف بالمسؤولية الشخصية في صنع المعنى والغاية في الحياة. يعتبر اتخاذ المسؤولية الواعية للاختيار قوة محفزة ومرتكزة. ويمكن للنظرة الحاضرية الوجودية ووحدة الوجود أن تؤثر بشكل كبير في الرفاهية الشخصية. في الحاضرية الوجودية يعتبر الوجود الإنساني فريدًا وغير قابل للتجزئة، وتؤكد على أهمية التمييز الفردي والاحترام للتنوع. ومن خلال هذا التأكيد، يمكن للحاضرية الوجودية أن تساهم في تعزيز العدالة الاجتماعية من خلال التصدي للتمييز والتفاوتات غير المبررة انسانيا لكنه ميتافيزيقيا يحقق المعنى الهلامي للوجود الكوني اللانهائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد إسرائيلي ضبابي على خطة بايدن حول غزة • فرانس 24


.. باب الويب • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أفشلت مخطط السيطرة.. خامنئي: عملية طوفان الأقصى أفشلت محاولا


.. الجيش الإسرائيلي: أنهينا تدريبات مقرات قيادة على مستوى هيئة




.. ألمانيا.. مسيرة تضامنية مع غزة في برلين تطالب بوقف إطلاق الن