الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس سياسية ـ 179 ـ

آرام كربيت

2024 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الإعلام
الإعلام الغربي لا يسلط الضوء على الحرب الدائرة في أوكرانيا بصدق ووضوح، بل يجري عليها الكثير من التعتيم الهائل.
أما أن الغرب مهزوم في الحرب والخسائر كبيرة بل فظيعة ويخجل الإعلان عنها، أو لا يريد الكشف عن مقدار الأموال التي تضيع هناك دون سبب حقيقي، إلا لخدمة المصلحة الامريكية.
ربما لأن الولايات المتحدة الأمريكية استفادت من تجربة هزيمتها في فيتنام عندما كانت تنشر نتائج الحرب الحقيقة على الأرض وتطلب المتطوعين والمجندين للذهاب إليها مما هيج المجتمع ودفعه للنزول إلى الشوارع وإدانة الحرب والمطالبة بالانسحاب.
العام الماضي ضرب الروس بالمسيرات مخازن الأسلحة الأوكرانية على الحدود البولونية، الانفجار الناتج عن ذلك شكل سحابة هائلة من النار والدخان والرماد.
الكثير من المراقبين يقولون أن هذا الانفجار ناتج عن وجود اليورانيوم المنضب داخل المخازن في أوكرانيا الذي جاء إليها من بريطانيا والولايات المتحدة.
هذا اليورانيوم المنضب فيه إشعاعات يمكنه أن يسبب السرطان للإنسان والحيوان.
وسيسبب التلوث للطعام والأعلاف والماء والتربة والهواء .
لم ينف الغرب هذه الحادثة ولم يؤكد، لكن اليورانيوم سينتقل إلى أوروبا الغربية كلها، وسنرى الإصابات بالسرطان في الأيام القادمة.
وقتها سيحنن بايدن المهبول وشولتز وماكرون المنطنطين مؤخراتهم بالحنة اليمنية، وستدفع الشعوب الصامتة ثمن خنوعها ونكوصها وجهلها.

في الغربة
في الغربة تموت ذاكرة الأمس، ولا تتشكل ذاكرة جديدة تعيد الربط بالمكان والزمن

الخطاب المبطن
الخطابات المبطنة تعرف اتجاه خط سيرها من وإلى أين تذهب.
الإنسان الباطني يبقى صامتًا بدهاء الداهية العميق المبطن، وربما يقف إلى جانبك ظاهريًا، ويربت على كتفك ويواسيك أيضًا، بيد أن الأوراق التي في يديه يبقيها لنفسه دون أن يطلع الآخرين على مضمونها.
هؤلاء ليسوا معك ابدًا، أنهم مع أنفسهم إلى أن تحين ساعة الصفر.
الخطاب وصل إلى غاياته، وفي وقت الحزن العميق، والناس مشوشة، أذهانهم مصوبة إلى مكان واحد محدد. ومن أراد التواصل معه فهم عليه. وربما بادله الحب بحب، وربما يتراسلون من تحت الطاولة في هذه الدقيقة.
نحن البسطاء نرى الظاهر، مغفلين دائمًا، المياه تجري من تحتنا دون أن ندري، ولن نكتشف الخيانة إلا في وقت إعلانها تمامًا.
الدهاء السياسي والمكر ليس جديدًا في عالمنا العربي والإسلامي، إنه عميق جدًا. والداهية يعرف كيف يتعامل مع الأحداث الجسام في الزمان والمكان المحددين.
نحن مشغولون بموتنا اليوم، والداهية مشغول بمصلحته.
إنه ينتظر الجواب ليأكل الوليمة وحده، وسيرمي لنا الفضلات.

لا دستور في الشرق
إلى اليوم، لا يوجد في الشرق كله دولة ترى في الدستور حاجة واساس لبناء الدولة.
الدولة في بلاد الشرق هي صدى دولة، أغلب العلاقات يسيرها العرف القابع في باطن الذات لأغلبنا.
وأغلب العلاقات القائمة بين الدولة والمجتمع هي لا مدنية، تحت مدنية، نسميها عشائرية، قبلية مذهبية، فقهية، هي بوضع اليد في اليد والتوصل إلى أتفاق بين المتعاقدين، كالموجودين في السوق، في مكان بيع وشراء الدواب.
والدستور، وما يصدر عنه من قوانين هو مجرد شماعة لنشر الغسيل، ليدل على النظافة المزيفة.
دولنا صدى دولة

لا نحب الجمال
نحن شعوب لا نحب الجمال، والجمال يتجسد بالفن بكل أنواعه، الموسيقا، النحت الرسم الغناء والأدب.
ونكره الله، لأننا نكره الجمال. والله جزء من كمال الجمال الكامل.
الحياة دون حب، دون رقة، هي حياة جافة، يابسة، مقرفة.
إن الله الذي اقصده يختلف في الجوهر والظاهر عن الله المتداول بينكم

العقل الباطن
يعود مرات كثيرة إلى العقل الباطن، إلى صوت تلك الأم الصغيرة، التي كانت تزرع الجمال في ذهنه.
لم تكن تقرأ أو تكتب أو تأدلج الجمال أو الزمن في الزمن، أنما كانت تزرع وتلون زرقة السماء الزرقاء في قلبه، وترفعه إلى الغيوم البيضاء الراقصة في الفضاء المتمدد، ليرقص هناك.
استطاعت أن تأخذ صغيرها من ذاته النظيفة، إلى ذات مزروعة بالكلمات الرشيقة الناعمة لتستقر بهدوء في جنباته وأنفاسه وثنايا عقله.
كان الله وسيمًا عندما لونته بريشتها، رشيقًا مبدعًا، ينتقل من برق إلى برق، ومن وميض إلى آخر.
وضعت أولادها الصغار في حضنها، ورفعت رأسها إلى السماء العالية، خاطبت، الله الذي أحبته ولونته، وفي صوتها براءة الأطفال الصغار:
ـ يا أبتاه، لا تغضب منهم، أنهم صغارك، فأرفق بهم في هذه الاصقاع النائية البعيدة عن العمران.
كبر الله في ذلك القلب، وتحول الكون إلى جمال وإبداع وحكايات ملونة مركونة في الذاكرة الجميلة.
قال ذات مرة:
إن لم يكن الله محبة وحرية وجمال وخلق وإبداع فلا لزوم له.

التكوين الهرمي
إن التكوين الهرمي لدولة الاستبداد، تراتبية القوة، تكون بيد رأس الهرم السياسي، تلتصق بشكل مباشر بقدرة الحاكم، تكوينه النفسي والعقلي وإمكانيته الشخصية، ومزاجيته في توجيه دفة الحكم سلبًا أو إيجابًا.
فإذا كان قويًا دمويًا، تخضع له الرعية دون شروط، ويسيطر على الجيش وبقية المؤسسات والقوى المرتبطة به، الخادمة له ولتوجيهاته، وتوجهاته. وإن كان ضعيفًا فإن الفاتورة السياسية والاجتماعية يدفعها المجتمع والمهمشين والقوميات الملتصقة بجسد الدولة أو الشرائح الأكثر ضعفًا في المجتمع الكبير.
وهذا التكوين الهرمي الكبير لدولة الاستبداد، تتكيف ذاتيًا مع نوازع رأس الهرم، سواء على التراخي أو انعدام الكفاءة أو عدم القدرة.
في دولة الاستبداد، كل رعايا الدولة مجرد أطفال صغار لم يبلغوا سن الرشد. مجرد حشرات أو أرقام في مسننه المتأكسد.

الخبز الحافي
في الخبز الحافي, الروائي محمد شكري, العاري, يعري نفسه, يعري الإنسان.
الكتابة فعل تعرية, كشف الحجاب, المستور. إنه الدخول إلى الأماكن الأكثر سرية في الجسد. الرغبة, الجنس.
يدخل, عالم الرجل, هذا الجسد الثائر, الملتهب, المتطلب, الشهواني الذي لا يهدأ ولا يكل. إنه يريد ويريد, جميع النساء, أجسادهن, الأماكن الأكثر سرية منهن.
محمد شكري, أنت مبدع بكل المقاييس.

الشعر العربي
من الأشياء التي شكلت ثقافتنا, بنيتنا النفسية, الشعر العربي, البلاغة الأدبية في العصور الغابرة, الفخر في غير محله, الذم في غير محله, التقليل من شأن المختلف معنا وتعظيم من نتفق معه.
هذه البلاغة, جعلتنا نسبح في الفضاء, ونبتعد عن الواقع. نطلق العنان لخيالنا يجنح نحو الكذب واستباق الوقائع.
نحن نحتاج إلى إعادة النظر في الكثير من المسلمات الملتصقة بحياتنا, ننفضها, حتى نبقى بالواقع.

السجين
مأساة السجين, أنه يحول الواقع إلى خيال. يقفز فوق شروط الواقع, يغيب العقل, يحوله إلى وهم.
فالخيال والوهم, يلتهمان عقله. ويغيب التسلسل الزمني ويضيع. وتتحول اليقظة إلى مكان عدائي أشبه بالجحيم.
وتصبح العواطف, كالغيوم, متصاعدة, جياشة وأبدية. ويرفرف العقل بعيدًا, في اللازمن, معذبًا دون رغبة في النزول والتلوث.

كيسنجر
كيسنجر هرب من الاضطهاد النازي، كما يقول في العام 1938، لكنه أصبح الجندي الاول في رسم سياسات القتل والموت للناس في البلدان الفقيرة كفيتنام وسوريا وفلسطين ومصر.
وإنه مشبع بروح العداوة والتفرقة والانقسام، وخادم أمين لأسياده وأولياء نعمته في الولايات المتحدة، واضع الدراسات الاستراتيجية الأكثر دموية في العالم لتنفيذها في الشعوب بما فيها السلاح النووي.
يشاركه في النهج ذاته، اليهودي الأخر بريجنسكي، واليهودي صاموئيل هنتكتون واليهودية مادلين أولبرايت، والكثير الكثير من امثالهم، هؤلاء عملوا الفظائع.
ألم يكن حري بهم أن يسخروا عقولهم لمحاربة الفكر النازي، بدلا من السير في طريقه.
هل حقيقة كان اليهود مضطهدين، إذًا لماذا وقفوا إلى الجانب الظالم والجريمة من المعادلة؟

الحيرة
الحيرة هي أقسى اللحظات التي يعيشها المرء.
إنها ليست علاقة رفض كما أنها ليست علاقة قبول. إنها منطقة التناقضات والتنابذات والتجاذبات في الذات الإنسانية.
الإنسان الحائر هو في المنطقة الوسطى أو اللاخيار أو في منطقة الصراعات الذاتية من أجل الحيازة أو القبض على النفس العالقة التي لم تستقر على ضفة أو شاطئ أمان قبل التمكن من تحقيق الغرض المراد منها.
إن النفس الإنسانية في هذا التأرجح تعيش قمة القلق أو ما بعد القلق، في مواجهة مع الذات أو انقلاب على الذات، فتسير أو تمشي في هذا المكان الحائر، ذهابًا وغيابًا.
وتعمل النفس على لوي ذاتها للتمكن من القبض على ذاتها من أجل الدخول أو الوصول إلى المكان الأمن والابتعاد المنطقة الرمادية الرخوة الضائعة.

الدين
الدين ينزع نحو التطرف في الأزمات الخطيرة، وينكمش على نفسه خاصة إذا كان التهديد من عدو لا يمكنك المسك به. أي ليس عدوًا مجسدًا يمكنك مقاتلته بالسلاح وجهًا لوجه.
إن عدوك المعاصر هو السيارة وشفرة الحلاقة والمكيف والنت والكومبيوتر والهاتف الذكي والطائرة والكهرباء وصنبور الماء وأفلام البورنو.
أي أنه خلاصة العلم والمكتشفات العلمية، والدولة الحديثة التي تواكبه وتأخذ بيده.
أيها الدين: عليك أن تقصقص الكثير من الحراشف العالقة على ظهرك منذ أزمان بعيدة من أجل أن تخرج ناعمًا لطيفًا أنيقًا معاصرًا، مكيفًا نفسك مع الحداثة والعصر.
لا يمكنك الخروج من الحداثة من النافذة ولا من الباب، لأن جميع الأبواب والنوافذ التي تحيط بك هي من صنع الحداثة.
وأنت في سجنها سواء أردت أو رفضت.
الخيارات لديك معدومة، أما الموت خنقًا أو التأقلم مع الواقع كقدر لا فكاك منه.
لقد جرب الشيوعيون سابقًا محاربة الحداثة وقارعوها في أكثر من موقع وكانوا ندًا حقيقيًا.
وكانوا أكثر تنظيمًا وأكثر عقلانية ولديهم فكر ودول عظمى وكبيرة وصغيرة وقدرة على المناورة والمراوغة.
وكانوا أكثر قدرة على المجابة والصراع، ومع هذا خضعوا لقدرية الحداثة في زمننا المنظور وعصرنا الحالي.

المتخاذل
لن تنجح القضية العادلة إذا كان حاملها متخاذل، لنا في الثورة السورية والقضية الفلسطينية مثال حي.
حامل القضية العادلة لا يقل أهمية عن القضية العادلة ذاتها بأي شيء.
الكثير من القضايا العادلة ماتت لأن حاملها نذل، ميت الضمير، حولها إلى مزاد للمتاجرة، للبيع والشراء.
ألم يحول حافظ الاسد قضية الجولان إلى مزاد سياسي ووطني، إلى مكان للارتقاء إلى كرسي السلطة والبقاء فيه ثم التوريث لإبنه، وهكذا فعل الفلسطينيون في غزة والضفة، وهكذا عملت مصر والأردن.
النظام العربي المنخور، حول الصراع العادل إلى لعبة سياسية، وعام عليها، وطوفها ليبقى الجرح مفتوحًا في جسد المنطقة يلعب فيها من يشاء.

الدين يخضع
الدين يخضع في حال جرد من مخالبه، أي جرد من القوة ودعم السلطة له. وقتها سيصبح مسكينًا رقيقًا يحتاج إلى الشفقة. هناك دعم من تحت الطاولة للدين لأنه الورقة الاقوى، جوكر، للحروب الداخلية والخارجية. وإنه استثمار مهم هذا في هذه الأيام وضروري من أجل تشغيل السوق وتدوير السلع كالسلاح والنفط والإعلام وتنشيط البازار السياسي والاجتماعي والاقتصادي. هذه الأيام هو عدة الشغل للأزمات المفتعلة والأصلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل : لا مجال لبقاء حماس في السلطة بعد الحرب في غزة


.. أمير الكويت يعين الشيخ صباح خالد ولياً للعهد.. والأخير يؤدي




.. شكري يؤكد رفض مصر الوجود الإسرائيلي في معبر رفح| #الظهيرة


.. نجل بايدن يفسد فرحته.. فهل يفوّت بايدن فرصة إزاحة ترامب من س




.. غروسي: تفتيش منشآت نووية لدولة ما يخضع لأطر قانونية وفق التز