الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنون الخيال

عماد الطيب
كاتب

2024 / 5 / 22
الادب والفن


هنالك مقولة جميلة للأديب البريطاني "جورج برنارد شو" تقول : إن الخيال هو بداية الإبداع، إنك تتخيل ما ترغب فيه، وترغب فيما تتخيله، وأخيرا تصنع ما ترغب فيه ".. هذه خاصة تلهم الوجدان وتؤجج المشاعر .. في احد الايام وجدت حبي القديم بأمرأة تحمل المقولة تعكس ما اقوم به من كتابة على مدار عامين .. فقد رغبت ان اكون عاشقا في كتاباتي ولكن لاتوجد امرأة في حياتي استطيع من التغزل بها واعيش شباب قلبي الذي تآكل بفعل العمل في الكتابة عن مشاكل الحياة في مهنتي الصحفية .. كان قلبي يبحث عن امرأة بمواصفات تلك المواصفات المطلوبة التي تلهم المشاعر ووضعت عقدة الفراق والهجران والدموع في جزء من خيالي معها .. فكانت ارضا خصبة تزدهر فيها كلمات العشق والهجران تارة والصدود تارة اخرى وكل مايحمله الحب من ارهاصات ومعاني .. فكانت ايقونة لخيالي .. بدأت بالكتابة عنها من علاقتي بها والى ان حكم الفراق ثم تلاقينا في احدى دروب الحياة بعد سنين ثم افترقنا .. كان للخيال دور كبير في الكتابة كما فعل الشاعر العبقري "أحمد رامي" مع (القلة ) .. يذكر ان الشاعر كان متجه إلى عمله يوما في احد الصباحات يمر على بيت من البيوت ، له شرفة (بلكونة) منخفضة ،يضع سكانها (قلة) لتبرد بفعل تيار الهواء البارد . وكانت ربة البيت تضع على رأس ( القلة ) إيشاربا ، وهي قطعة من القماش تضعها المرأة المصرية على رأسها ، حتى لا يدخل في ( القلة ) غبار فضلا عن حشرة من الحشرات ..
تصور أحمد رامي أن هذه القلة ذات ( الإيشارب) فتاة جالسة في البلكونة تنتظر كل يوم قدومه ، وما منعها أن تنظر إليه إلا الحياء والخجل ، فازداد حبه لها ، وتعلق قلبه بها ، وتصور أنه أخيرا وجد من يغرس في طريقه وردا ، ويضيء له قنديلا ، فلم يشغل باله بالبحث عمن يطفئه ! وظل على هكذا الحال اياما يكتب شعرا يتغزل ب(فتاة- القلة ) في البلكونة . وفي يوم من الأيام ، وقبل أن يمعن النظر في جمال وانسيابية رأس الفتاة التي لا تتحرك حياءً من فتاها ، وجد ربة البيت انتزعت الإيشارب من أعلى ( القلة) وتبخر شكل الفتاة المزعومة في خيال الشاعر لتظهر قلة دون مضيفات اخرى . فأنهار من شدة الصدمة وعم خياله الفوضى .في الواقع ما وصل إليه من إبداع لأحمد رامي كان نتيجة ( ملكة التصور والقدرة العالية على التخيل) فقد تصور أن ( قلة ) تعشقه ، كما تصور أن أم كلثوم مغرمة به لكنها تتمنع ، فراح ينشد الأشعار المفعمة بعذوبة الكلمات ورقة الإحساس ! . لولا الخيال لما انشد الشعراء قصائدهم المفعمة بالحب والشوق والحنين وما كان هنالك فن ادبي يسمى القصة والرواية وغيرها . لكن عادة مايشطح بنا الخيال الى مطبات نقع نحن ضحيتها ونصدق كل ما نشعر به .. الخيال عالم اثيري كالاحلام نراه ولكن لانتمكن من لمسه لانه لايمت بصلة للواقع ولكنه يزهر في العقول ويقول مايقول .. من جميل ما قال "آينشتاين" ( إن العلامة الحقيقية على الذكاء ليست المعرفة بل القدرة على التخيل) هكذا نحن يخدعنا الخيال عادة بصوره الجميلة لكنه يوصلنا الى الابداع . ومنهم من يوصله الى الجنون وقد اكون انا احد المجانين كما قالت عني تلك المرأة الوحيدة التي احببتها في الواقع وعشت معها في الخيال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس