الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستراتيجيات سايكولوجية مخادعة

علي مارد الأسدي

2024 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عدد من الأصدقاء يسألون عن حقيقة (التنبؤات) التي تطلقها المدعوة ليلى عبد اللطيف، بين الفينة والأخرى، في وسائل الإعلام، ومن ثم يروج لها في مواقع التواصل الإجتماعي من خلال حسابات ممولة بعد حصول وقائع مقاربة لمدعياتها.

الإجابة عن تساؤلاتكم تدور حول إستراتيجيات الخداع التي يمارسها من يقفون خلف ليلى عبد اللطيف أو أبو علي الشيباني وغيرهما.
ورغم بساطتها، لكنها مؤثرة وفاعلة في عامة الناس نظرًا لنقاط الضعف العديدة في الوعي البشري، وكثيرًا ما تُستغل في وسائل الإعلام التي تقدم محتويات شعبوية هدفها الربح المادي المباشر من قبيل برامج ما يسمى بعلم الأبراج والعلاجات الروحانية وكشف الطالع...الخ

وبإيجاز يمكن أن نصنف أبرز إستراتيجيات الخداع المعتمدة في هذا الشأن :

1. ما يعرف ب(تأثير بارنوم) وهو ميل الأشخاص إلى إعتبار التوصيفات العامة والمبهمة التي من الممكن أن تنطبق على أي شخص بأنها ذات بُعد خاص به، وتعبر بدقة عن وضعه وحالته وشخصيته.

2. الإنتقائية اللاواعية التي تتمثل بميل الناس إلى تذكر الإحتمالات (التنبؤية) المتحققة بجانب نسيان وتجاهل ما لم يتحقق منها، حتى ولو كانت الأولى تشكل نسبة ضئيلة جدًا قياسًا بغير المتحقق. وهذا أمر يضع (التنبؤ) المزعوم الذي تحقق في خانة الأستنتاج أو المصادفة الإحصائية.

3. قراءة معطيات الوضع الإجتماعي أو السياسي أو الصحي أو المناخي.. وتقديم إستنتاجات عامة متوقعة الحدوث مع إستغلال جهل الناس بالمعطيات الإبتدائية.

4. الاعتماد على بعض المهارات المكتسبة في قراءة لغة الجسد، وتحليل التصرفات والسلوكيات، وتفسير ردود الأفعال، من أجل تكييف ما يفترض ان تكون تنبؤات، بطريقة تبدو معها للمتلقي وكأنها حقيقية وصادقة.

5. إستهداف ثغرة الميل الإنساني الطبيعي إلى الرغبات والأمنيات المتوقعة أو غير المتحققة، حيث تتم إستراتيجية الإيهام والتأثير من خلال تقديم توقعات متفائلة وإيجابية.

6. الاستغلال البشع للأزمات الشخصية والعامة، التي يكون فيها الفرد أو المجتمع أكثر ضعفًا وقابلية للوقوع في فخ الخداع بسبب حاجته للدعم والشعور بالأمان والأطمئنان.

وقبل أن انتهي من المقالة أعود لفيديو ليلى عبد اللطيف الذي تم الترويج له على أنه نبوءة سبقت سقوط طائرة الرئيس الإيراني، ومعروف عن هذه السيدة إنها تطلق التوقعات الكثيرة في لقاءاتها المسجلة، حتى يظن من يتابعها أن يوم القيامة على وشك الحدوث!
والخطوط العامة التي تعرضها لهذه التوقعات الممكنة الحدوث في أي زمان ومكان تستند إلى كلمات (مفاتيح) هي:
الزلازل، البراكين، الفيضانات، الحرائق، الحروب، الانقلابات السياسية، اغتيالات الشخصيات المهمة، سقوط الطائرات...الخ
وبعد ذلك يتم إستقطاع الكلام وربطه بالحدث العام الذي قد وقع بالفعل، من أجل الإستفادة منه في دورة التسويق والأرباح والضحك على ذقون الناس.

وقد تبين بعد مراجعة الفيديو الأصلي المنشور الذي تتحدث فيه ليلى عبد اللطيف عن سقوط طائرة، إلى وجود عملية إستقطاع ودمج في البداية، فهي بالأصل كانت تتحدث عن (طائرة خاصة أو يخت) لشخصية تتعرض للإعتداء والإصابة، ثم انتقلت بعد ذلك للحديث عن سقوط طائرة ركاب خلال الأشهر الأولى من هذه السنة (سقطت طائرة رئيسي بعد منتصف شهر آيار !!) ثم تضيف قائلة:
(تشغل وتصدم العالم الذي يريد معرفة سبب سقوطها) يا له من أكتشاف!
منذ متى ونشرات الاخبار العالمية لا تنشغل بسقوط الطائرات؟!
وتضيف ليلى عبد اللطيف وهي تتحدث عن الطائرة المنكوبة: (لن ينجو منها أحد !)، وكأنما تُطلعنا على سر لا نعرفه حول فرص النجاة في حالة سقوط الطائرات!!

وأخيرًا..
أنا من أكثر الناس إيمانًا بقدرة الوعي البشري إختراق حاجز الزمن وإدراك أو إستشعار الحوادث قبل وقوعها، لكن بالطبع ليس على طريقة ليلى عبد اللطيف وأبو علي الشيباني..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية تطوي صفحة البترودولار.. أميركا تواجه أبشع كوابيسها!


.. سلام أم استستلام.. بوتين وضع أوكرانيا أمام مفترق طرق| #التاس




.. السعودية والولايات المتحدة.. اتفاقية البترودولار| #التاسعة


.. المغرب.. مسيرة في مدينة طنجة نصرة لفلسطين




.. الدوحة.. معرض فني يجسد معاناة كبار السن الفلسطينيين في الحرب