الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امة اللاامة، اللادولة، اللانخبه/5

عبدالامير الركابي

2024 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تبدا الانقلابية الالية بالاكتمال وتصير مغادرة اليدوية حقيقة فقط مع تمكن العقل البشري من التحرر من وطاة المنظور الارضوي الاحادي المجتمعي اليدوي، قبلها يكون العالم بالاحرى رازحا تحت طائلة تحول غير مكتمل، الامر الذي تتحور معه الاله نفسها دورا وفعالية ومنطوى، وهنا وبهذه المناسبة تبرز لنا بوضوح مسالة مهملة تخص دور العقل في العملية المجتمعية التاريخيه، سواء لجهة فعله الاني، او على صعيد تشكليته المستمرة ضمن التفاعلية المجتمعية، بما يجعل من الوعي ودرجاته امرا حاسما عند لحظات ومنعطفات اساسية في التاريخ، فلا تاريخ واقعي مادي وجسدوي بحت من دون عملية تفاعل عقلي جسدي، اكتمالها مرهون بمسارات الوعي وبارتقاء العقل استيعابا لمستوى الانقلابيه الواقعية المادية، الامر الذي سبق ان عرفته عملية التبلور الاولى اليدوية، يوم تشكلت مرتكزات ومقاربات الوعي ابان التبلورية المجتمعية الاولى.
عليه فان القول باكتمال الانقلاب الالي بمجرد حضور الاله، هو بالاحرى نوع من النكوص الابتدائي المرافق للانقلابيه المستجده، مبنى على الراهن السابق على تكامل اللحظة التاريخيه الكبرى والفاصلة، وفي الوقت الذي تحين، لابل تصير واجبه اعادة النظر في التاريخ وفي اجمالي الوعي البشري المحايث للوجود، يقع العالم تحت طائلة حالة من الايهامية اللحظوية الماخوذه بقوة حضور وهيمنة مفاعيل الطور الماضي من التاريخ المجتمعي بصيغته اليدوية، مختلطة بزخم الدفع الالي الهائل للديناميات المجتمعية ومايواكبها من استجابه وردة فعل تفاعلية عملية مباشرة وآنيه.
كل هذا يعني اننا امام ثورة عقلية استثنائية غير مسبوقة، تصل حد البدئية الاولى من حيث النوع ومنطويات الانقلاب تظل غير متحققة ساعة انبجاس الاله، بانتظار خوض غمار الحقبة التفاعلية التوهمية الكبرى قبل ان يبلغ الكائن البشري مستوى الانقلابية العظمى المضمرة والمؤجله تاريخيا،تلك التي تشمل معظم مناحي وظواهر الوجود المجتمعي، الكيانيه منها والمصيرية كمآل، اهم مفاتيحها الماضي التاسيسي ومنطوياته ومايحمله من دلالات لاارضوية ذاهبة بالكائن البشري الى مابعد السكن الارضي، بالانتقال الحتمي من الكيانيه المادية المجتمعية الارضوية، الى الكيانيه المتجاوزة للكيانيه، اي الى الكيانيه الكتابيه، الموافقة للاله، لابصيغتها التي يراها الارضويون مصدقين كونها انتقالة روتينيه تتابعية بين نمطين يدوي وآلي متشابهين، علما بانهما مختلفين كليا، الثاني الحالي من بينهما متحول ومتدرج الاشكال والفعل من المصنعية الى التكنولوجيا الانتاجية، واخيرا الى التكنولوجيا العقلية العليا، مايعني كون الالة بالاحرى هي وسيلة انتاج عقلي، بمقابل وسيلة الانتاج الاولى اليدوية الجسدية الحاجاتيه، انبثاقها الاول وطريقة عملها الابتدائية تغري بالاعتقاد بانها من نوع ماسبقها، قبل ان تدخل المجتمعات المنغمسة فيها المحطات التالية من تحورها، عبر الاصطراع مع البنيه المجتمعية الموروثة، نتاج وحدة الكائن البشري/ البيئة.
التاريخ المجتمعي البشري هو عودة على بدء، يبدا باللاارضوية التي تفتقر لاسباب التحقق الاني المادية ممثلة ب"وسيلة الانتاج العقلي، اي الالة في صيغتها التحورية العليا، هذا بالاضافة للنقص الهام الاخر العقلي الادراكي الذي يرافق وجود الكائن البشري بداية، ويظل يطبعه بالقصورية والعجز دون القدرة على اماطة اللثام عن منطويات الظاهرة المجتمعية، وبالطبع مساراتها، الامر الذي يبلغ ذروته العليا الاكبر مع انبثاق الاله ومايرافق ظهورها من تحولات كبرى شامله، بينما تكون هي في طور الطفولة الاولى المصنعية، قبل الوسطى التكنولوجية الانتاجية الحالية، وصولا لصيغتها النهائية العليا الوشيك(1)،لحظة تتحول مبتعدة عن الجسدوية الارضوية، وتطرحها منتقلة الى الفعالية والحضورالعقلي.
وقتها نكون على مشارف التعبيرية الثانيه المكتمله، وصيغة التشكل المجتمعي اللاارضوي الثاني التحققي، المقترن بالاسباب الاعقالية والمادية الضرورية والتي ظلت خافية ابان الدورة الاولى وماتبعها حتى اللحظة الراهنه الثالثة من تشكل الالة الوسيلة الانتاجية العقلية، فاذا بنا امام الكيانوية اللاكيانيه، والمتعدية لها نحو صيغة الكونية الشاملة، خارج مفاهيم ومبتنيات الدول والنخبه والمفاهيم المقتصرة على الموضع الجغرافي البشري المحدد، وساعتها تحل على البشرية لحظة غير معروفة، ولاسابق لها، او ممايمكن مقارنته بمثال معلوم، فينقلب الحضور البشري والفعل المناسب للحالة واللحظة، بينما تكون الاسباب الارضوية فقدت ممكنات حضورها وفعلها، وساد العالم تيه شامل وعجز ريؤوي متعاظم، اثاره الكبرى المتضخمه هي المناخ المحفز للعقل والذاهب به الى حيث يفترض ساعتها، ماسيكون للارض الاولى وكينونتها التاريخيه غير الناطقة لكن الفاعلة واقعا في ساكنيها، فيه دورامبعثه القرب من اسباب الانتقالية الكبرى بقوة حضور الكينونه والبنيه التاريخيه الانتظارية، مع احتدامية اللحظة الاخيرة الاستثنائية.
لامفهوم للعراق اليوم ولا للكيانيه العراقية التي هي افتراض مقحم ومسقط بلا اساس، وبلا تاريخ بنيوي، والاهم ان الاليات الفاعلية التاريخيه التي كانت تصنع الازدواج الامبراطوري التاريخي اختفت اليوم، كما غابت مقومات الازدواج وفقد الحيزيان الاسفل والاعلى اسباب حضورهما واصطراعيتهما التقليدية ، ولا احد في العراق راهنا يعرف اين هو، وفي اي موضع، وماهو كدولة وكوطن، تفتت ومجاميع منهارة بلا رؤية وبلا افق، سواء اكانت قبلية او انتظارية، او ايديلوجية اتباعية، فالعراق الحالي هو عراق الركام البشري المنفصل عن اللحظة والمقتضى، بمقابل عالم يسير الى الاضطراب الشامل، والى الانفصال بين وسيلة الانتاج والمتبقيات المجتمعية الارضوية المنتهية الصلاحية.
لسنا بصدد متوالية ضمن عالم وتاريخ ونمطية تاريخيه تتطور وتنتقل من حقبة ومرحلة الى اخرى، فلقد دخل الكائن البشري عالما اخر، في حين انتهى وغاب عالم وتاريخ مجتمعي هو المجتمعية الارضوية الجسدية، في الوقت الذي صارت تلوح في الافق علائم المجتمعية العقلية الانتقالية الى مابعد ارضوية، والى ماهو انتقال منتظر الى العوالم الاخرى، والكونية الاخرى اللامرئية، بينما نقطة التماس بين الكونين والعالمين المرئي واللامرئي، تعود بحكم الاهلية الاصلية، لكي تنفتح على المنقلب الاخر، فاذا المجتمعية والتاريخ هما عودة على بدء، وبداية تفاعلية اخرى عقلية ووجودية لا تشبه بشي ماقد مضى ومر. فالعالم منذ الساعه ذهاب الى "العالم الاخر بلا موت"كما كان مقررا له يوم وجد في التاسيس. ولا بوحدة التفاعلية البيئية البشرية وتوافقهما وصولا لدخول عنصر من نوع الالة وطبيعتها المخالفة المباينه و حضورا ومتغيرات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
https://youtu.be/QmaBbpNBy3k?si=qD7snFtIXOVrQVP0

Singularity in one minute مفهوم السنجيولارتي بدقيقة واحدة
Safaa
https://youtu.be/2uUg4AQYuAM?si=cK0pF2mREIspQCey

الطريق إلى السنجيولارتي ! 2045 - The path towards the (tech








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ


.. -مجزرة الشيخ السماني-.. مصرع أكثر من 20 سودانيا في قرية الشي




.. سعيد زياد: لا يمكن للاحتلال الذهاب لجبهة جديدة وهو منهك في غ


.. ناشطون يلطخون واجهة قنصلية ألمانيا بنيويورك نصرة لغزة




.. تكثيف الضربات على مواقع الحوثيين للحد من قدراتهم على مهاجمة