الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتل إبراهيم رئيسي وآفاق التطورات المستقبلية في إيران

مهدي عقبائي

2024 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر مقتل إبراهيم رئيسي ضربة قاصمة ومهمة استراتيجية تلقاها خامنئي.
منذ اندلاع انتفاضة 2019، سعى خامنئي إلى توحيد أركان نظامه لمواجهة غضب الشعب الإيراني، إذ كانت مهمته الأساسية هي تعزيز السلطة في القمة من خلال اختيار شخصيات من نفس النسيج الأيديولوجي.

أعلن خامنئي مرارًا وتكرارًا عن حاجته إلى حكومة شابة ومتشددة، وبعد انتفاضة 2019، شدد على ضرورة وجود حكومة فتية متشددة، موضحًا أن الشبابية لا تعني بالضرورة العمر بقدر ما تعني النهج، واختار قاسم سليماني كمثال في هذا السياق.

لتثبيت سلطته وضمان ولاء عناصر النظام، كان خامنئي بحاجة إلى رئيس قادر على اتخاذ إجراءات صارمة وخاضع بالكامل لسيطرته المطلقة. وكان إبراهيم رئيسي، المعروف بين الإيرانيين بأميته وسجله القمعي واللاإنساني، هو الخيار المثالي لخامنئي. رئيسي، الذي لم يكمل سوى المرحلة الابتدائية، شارك منذ عمر 19 عامًا في قمع وقتل الثوار كمساعد للنيابة، ثم شغل منصب المدعي العام في نظام الملالي. كان عضوًا في لجنة الموت خلال مجزرة 1988 في إيران، وأمر بإعدام الآلاف من السجناء السياسيين، حيث أُعدم أكثر من 30,000 سجين سياسي، معظمهم من أعضاء ومؤيدي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

كانت كراهية الشعب الإيراني لرئيسي كبيرة جدًا، نظرًا لتاريخه الدموي والقمعي. لهذا السبب، كان رئيسي هو الشخص الأمثل لخامنئي ليكون أداة تنفيذية لقمع الشعب بأقصى درجة.

والآن، في خضم حرب غزة، يتعين على خامنئي إعادة ترتيب نظامه الذي بناه منذ تولي رئيسي الرئاسة، حيث بات مثقوبًا تمامًا، ويحتاج إلى استبدال عناصره وتسويتها. يمكن القول بثقة إن خامنئي هو الخاسر الاستراتيجي هنا.

مع مقتل إبراهيم رئيسي، يتصاعد الصراع بين أركان النظام، مما يفتح المجال أمام المجتمع والشعب للاحتجاجات والانتفاضات. يشعر خامنئي بزلزلة في أركان نظامه، ويواجه خيارين: إما أن يتجرع السُمّ ويقبل بالشرخ في رأس النظام، مما سيؤدي إلى انكسار جدار القمع وتوسيع نطاق الانتفاضات بشكل غير مسبوق وإسقاط النظام، أو أن يواصل نهج القمع والتصفية وإثارة الحروب والتدخل في شؤون الدول الأخرى والأسلحة النووية.

من المتوقع أن يستمر خامنئي في مسار القمع والانكماش وتصدير الأزمات والإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة، حيث لا يملك خيارًا آخر للبقاء في السلطة. في هذه الحالة، ستكون الإطاحة بالنظام أمرًا محتمًا في المستقبل القريب.

لذلك، مقتل إبراهيم رئيسي لا يعني فقط خسارة شخص واحد لخامنئي، بل يمثل ضربة استراتيجية خطيرة لهيمنة خامنئي واستراتيجياته للبقاء في السلطة. سيحاول خامنئي السيطرة على الأزمة من خلال تصدير المزيد من الإرهاب وإثارة الحروب، لكن بسبب نمو القوى المنظمة لمقاومة الشعب الإيراني، سيفشل في النهاية في مواجهة الشعب الإيراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ


.. -مجزرة الشيخ السماني-.. مصرع أكثر من 20 سودانيا في قرية الشي




.. سعيد زياد: لا يمكن للاحتلال الذهاب لجبهة جديدة وهو منهك في غ


.. ناشطون يلطخون واجهة قنصلية ألمانيا بنيويورك نصرة لغزة




.. تكثيف الضربات على مواقع الحوثيين للحد من قدراتهم على مهاجمة