الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهود الصهاينة في قلب اليمين الأوروبي المتطرف سليل النا زية والفا شية

علاء اللامي

2024 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اليهود الصهاينة في قلب اليمين الأوروبي المتطرف سليل النا زية والفا شية بعد أن كان اليهود من رموز اليسار والثورات الاجتماعية:
احتل المفكرون والفلاسفة والساسة الثوريون من أصول يهودية في العالم، وخصوصا في أوروبا، دورا مهما ومركزيا في الحركات الثورية وأحزاب اليسار والثورات الاجتماعية الكبرى كثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا وفي ألمانيا وغيرهما حتى بات من المعتاد أن يتهم اليمينون المتطرفون كالنازيين الهتلريين الحركات الاشتراكية والشيوعية بأنها مؤامرة يهودية ضد المجتمعات الأوروبية المسيحية. ومعلوم أن هذه مجرد مبالغة وتشنيع انتهازي انتشر في المجتمعات الأوروبية التي تسود فيها منذ أكثر من ثلاثة قرون معادة السامية بجوهرها العريق وهو كره ومعاداة اليهود لأنهم يهود. ومعلوم أيضا، أن هذه الظاهرة "معاداة السامية" وباعتراف مؤرخين يهود كآفي شلام وإيلا شوحط وشلمو ساند ونورمان فنكلستاين وغيرهم هي ظاهرة أوروبية غربية لا وجود لها في العالم العربي الإسلامي بتلك الدرجة من العنف والقوة، وحتى إذا وجدت فهي لا تخرج عن نطاق التمييز الشعبي ضد الأقليات والتنافر الفولكلوري بين طوائف المجتمعات التعددية.
*أما اليوم فنلاحظ انخراطا واسعا للحركة الصهيونية وقادة دولتها المسخ الدموية في فلسطين المحتلة في النشاطات والحركات اليمينية المتطرفة المعادية للعرب وخاصة الفلسطينيين وللمسلمين عموما وللأفارقة في حين تصطف مع الفلسطينيين وقضيتهم الحركات والقوى اليسارية والديموقراطية والمسيحية المستقلة في شوارع وجامعات أوروبا وأميركا، ومعها شعوب الجنوب في أفريقيا بقيادة جنوب أفريقيا مانديلا وأميركا اللاتينية بغالبية دولها ودول آسيا وبعض الدول الأوروبية التي تعترف بدولة فلسطين المستقلة وفي مقدمتها بلغاريا، بولندا، التشيك، رومانيا، سلوفاكيا، المجر، وقبرص، والسويد، والتي تعتزم الاعتراف بها كإيرلندا وسلوفينيا وبلجيكا وإسبانيا. وقد كانت مواقف إيرلندا وإسبانيا الشعبية والرسمية مثالا رائعا للتضامن الأممي الإنساني مع الشعب الفلسطيني.
*ويبدو أن الأوساط الصهيونية تستعين هذه الأيام بأذرعها الحليفة لمهاجمة كل دولة تجرؤ على اتخاذ مواقف كهذه فحركت الرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف والمعادي للشعب الفلسطيني وقضيته خابيير ميلي وقرر نقل عاصمة بلاده إلى القدس المحتلة ولكن المشرعين المعارضين من اليسار في البرلمان الأرجنتيني عرقلوا تنفيذ هذا القرار. وقبل أيام زار ميلي إسبانيا ووجه سلسلة إهانات وتهجمات من قلب العاصمة الإسبانية لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وعَرَّضَ تلميحا بزوجته، ورفض اللقاء به أو بالملك الإسباني فيليبي، وقال إنه جاء إلى إسبانيا "لتسلّم جائزة من معهد اقتصادي ذي ميول رأسمالية، في مدريد، والاكتفاء بلقاء شخصيات يمينية إسبانية".
*ووفق تقرير مفصل للكاتبة التونسية المتخصصة في شؤون أميركا اللاتينية عبير الفقيه، فقد واصل ميلي هجومه على رئيس الحكومة الإسباني سانشيز شخصيا، عبر حسابه على منصة "X"، في سلوك هستيري مثير للجدل. فقد أعاد نشر ما يقارب عشرين تغريدة، في غضون ساعة واحدة.
وخلال احتفالية احتضنها مقرّ صحيفة "لا راثون" اليمينية في مدريد؛ لإصدار دار نشر إسبانية كتابًا جديدًا للرئيس ميلي، وعنونت الاحتفالية على صفحتها في منصة "X"، بقول للرئيس ميلي: " النظم اليسارية هي سرطان الإنسانية"، وهو قول مقتطع من المحاضرة التي فاضت كعادة الرئيس ميلي بالدعاية للأنظمة اليمينية المتطرفة والرأسمالية الفوضوية! واستمرّ في نعت النظام الإسباني الحاكم بالبائس والفاسد وسط تهليل من الحضور.
*رئيس الحكومة الإسبانيّ سانشيز، ردّ في اليوم التالي، خلال فعالية مع أنصار حزبه في برشلونة، في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالبرلمان الأوروبي، قائلًا فيما معناه: إن الرئيس الأرجنتيني وأمثاله من زعماء اليمين المتطرف، يتطاولون على النظام الحاكم في إسبانيا في عقر داره؛ لأنهم واعون جيدًا أنه نظام ديمقراطي، يكرّس التعايش وحرية التعبير، على عكس ما يؤمنون به هم من فُرقة وتناحر وإقصاء.
*بلغت الفعاليات التي قادها ميلي ذروتها في اجتماع لقوى اليمين العنصري المتطرف في اجتماع تحت عنوان "أوروبا تحيا"، نظّمه حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف، وحضره أغلب رموز اليمين المتطرف في العالم؛ حشدًا لمشاركة الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي، من أبرزهم زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان، ونظيرتها الإيطالية جورجيا ميلوني. وبين كل هذه القوى العنصرية سليلة النازية والفاشية حضرت دولة واحدة من الشرق الأوسط هي "إسرائيل"، ممثلة بوزير من حكومة نتنياهو هوأميكاي شيكلي فجلس بين اليمينيين المتطرفين الملطخين بدماء آبائه وأجداده!
*وأخيرا، فقد طلب وزير الخارجية خوسيه ألباريس من الرئيس ميلي "تقديم اعتذار علني"؛ لتخفيف فظاعة ما اقترفه. وقد تدخل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل والمنتمي للحزب الحاكم الإسباني، بتغريدة استنكر فيها أسلوب الرئيس ميلي، وقال فيها: إن "التهجم على أفراد عائلات الزعماء السياسيين ليس له مكان في ثقافتنا"، ولكن ميلي رفض الاعتذار. ومن الجدير بالذكر أن ميلي كان قد أرسل قبل ثلاثة أسابيع بيانا احتجاجيا إلى الخارجية الإسبانية على خلفية تصريحات وزير النقل الإسباني، أشار فيها إلى عدم انسجام تصرفات الرئيس ميلي، وأنه يتعاطى مادة مخدّرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي